ليوناردو دينى يكتب: النيجر.. إلى أين؟.. القوة الاستعمارية الفرنسية يتم استبدالها تدريجيا بالقوة الروسية
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
فى ٢٦ أغسطس ٢٠٢٣، قررت الحكومة الانقلابية فى النيجر طرد سفراء فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة من البلاد، وكان هذا القرار بمثابة نقطة تحول جديدة مناهضة لفرنسا ومعادية للغرب فى النيجر.. وفى هذا المقال نحلل أسباب وأصول هذه الأزمة التى كانت تختمر تدريجيًا منذ سنوات، والتى لا يزال من الممكن أن «تلوث» بلدان أخرى.
فى الوقت الذى قد تتطور فيه الأزمة فى النيجر وتؤدى إلى حرب مع الدول الأعضاء الأخرى فى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، يبدو أن العلاقات الدبلوماسية للنيجر مع جيرانها المؤيدين للغرب وفرنسا قد تم تدميرها فى الوقت الحالى بسبب القرار المحفوف بالمخاطر الذى اتخذته الحكومة الانقلابية بقطع العلاقات مع باريس. ومع ذلك، لم يعد بإمكان المجلس العسكرى فى نيامى الاعتماد على دعم رجال ميليشيا مجموعة فاجنر.. ومن أجل الدفاع عن أنفسهم، يعتمد الانقلابيون فى نيامى على التحالف العسكرى المتنامى مع مالى وبوركينا فاسو، والذى يقوده أيضًا المجلس العسكرى المناهض لفرنسا والغرب.. وهنا يجب أن نشير أيضًا إلى أن غينيا، حيث أطاح انقلابيون آخرون بألفا كوندى، وهؤلاء يدعمون أيضًا الانقلابيين فى النيجر.
هناك قوى معادية للانقلابيين فى النيجر نفسها!
وبالفعل، لمدة شهر (٩ أغسطس ٢٠٢٣)، أنشأ وزير دولة النيجر السابق آغ بولا مجلس المقاومة من أجل الجمهورية (CRR) من أجل دعم الرئيس المهزوم الذى تم وضعه تحت الإقامة الجبرية محمد بازوم. وفى الوقت نفسه، تم تشكيل حكومة الانقلاب. ويرأس على محمد الأمين زين الحكومة كرئيس للوزراء منذ ٨ أغسطس.
وتم تعيينه فى نفس الوقت الذى وصل فيه وفد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا- الذى رفضه الانقلابيون – وفى نفس الوقت وصلت أيضا المبعوثة الأمريكية، فيكتوريا نولاند، التى تقوم بدور نشيط للغاية فى أوكرانيا وتعتبر من جماعة الصقور الأمريكيين، وتواصلت نولاند مع الانقلابيين، على الرغم من أنه لم يتم تحديد أى شيء عن الوضع فى النيجر خلال هذه الفترة.
وفى الحقيقة، فإن نولاند تخصصت خلال الفترة الماضية فى العلاقات مع الدول الواقعة على الحدود بين الإمبراطورية الروسية والإمبراطورية الأمريكية.. يكفى فقط أن نتذكر دورها خلال ثورة «الميدان الأوروبي»، الثورة الشهيرة ضد روسيا آنذاك والرئيس الأوكرانى «الموالى لروسيا» يانوكوفيتش فى ٢٠١٣-٢٠١٤، مما أدى إلى الأزمة الحالية. هذه المرة، تجد المندوبة الأمريكية نفسها وجهًا لوجه مع الانقلابيين النيجريين المناهضين للغرب، ورفاق قوة بوتين ومجموعة فاجنر.. هذه المرة، الأوضاع مختلفة تمامًا عن الوضع مع المتمردين الأوكرانيين المناهضين لروسيا فى إنديانا وتحديدا فى عام ٢٠١٣ عندما أثبتت المفاوضات أنها أصعب من أى وقت مضى بالنسبة لها مع دولة تعتبر بوضوح إحدى الدول التابعة أو «المرتبطة» بالقوة الروسية وكانت محاولتها للتفاوض مستحيلة تقريبا، تمامًا مثل تلك التى جرت بين نيامى من ناحية، والاتحاد الأوروبى وفرنسا، من ناحية أخرى، وكل هؤلاء «أعداء» للنيجر الجديدة.
ماذا عن ماكرون؟
واليوم، يبدو أن فرنسا ماكرون لم تعد تدعم بشكل واضح التدخل العسكرى من قبل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ضد النيجر، على عكس ما كانت عليه قبل بضعة أسابيع، فى حين حاولت أمريكا بايدن وبلينكن، من جانبها، إجراء مفاوضات أكثر دبلوماسية من الموقف الأخلاقى لماكرون (الذى يطالب بعودة بازوم إلى صلاحياته الرئاسية)، من أجل الحفاظ على مصالحهم المباشرة فى المنطقة.. كما اختارت نيجيريا والجزائر، الفاعلان الرئيسيان المعنيان بهذا الملف، الطريق الدبلوماسى.
ووفقًا لمحللين أوروبيين وأفارقة؛ فمن الواضح أنه سيتعين على الطرف الغربى دعم موقف المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، ولكن من خلال ربط مطلب عودة الشرعية السياسية إلى النيجر بإعادة التفاوض مع النيجر. كل هذه العناصر يتم تنفيذها فى إطار اتفاقيات مربحة للجانبين - سواء شروط استخراج وبيع اليورانيوم والذهب، أو دور كل طرف فى مهمة بناء البنية التحتية المفقودة فى البلاد من أجل استعادة الكرامة للسكان الفقراء فى النيجر.
وبينما نكتب هذه السطور، انتهت المهلة التى أعطتها دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا لمدبرى الانقلاب فى النيجر، ويبدو أن المفاوضات الدبلوماسية الآن هى البديل الوحيد لحرب أخرى تم الإعلان عنها فى المنطقة ولكن تهديدها يبدو رادعا أكثر منه حقيقيا.
الوضع فى النيجر ونشأته التاريخية
إن الوضع الفوضوى الذى شهدته النيجر فى الأسابيع الأخيرة لم ينشأ من العدم أو من الآن، ولكنه يأتى من مكان بعيد جدًا، ضاربًا بجذوره فى التاريخ وأخطاء الاستعمار القسرى ونفوذ ما بعد الاستعمار، فضلًا عن المركزية الأوروبية.
وبالتالى، فإن أصل الأزمة ليس فقط الفقر والفساد المستشريين فى البلاد منذ قرون، فهى دولة فقيرة لدرجة أنها غير قادرة حتى على وضع ميزانية للنصف الثانى من كل عام دون مساعدات خارجية وغربية.. أما الآن فقد تم استبدالها بمساعدات روسية «خاصة» حقًا وربما دول أخرى غير غربية (الصين وتركيا وغيرها).
مساعدة «خاصة»
وكشفت فيكتوريا نولاند، المسؤولة فى إدارة بايدن، أن روسيا فى أفريقيا آخذة فى الصعود خاصة بعد الانقلابات فى بوركينا فاسو ومالى والآن النيجر، كما أنها لا تزال فى مقدمة المشهد رغم اختفاء يفجينى بريجوجين، الذى كان من المحتمل أن يكون، فى الانتخابات الرئاسية الروسية لعام ٢٠٢٤، مرشحًا يستعد لخلافة فلاديمير بوتين فى الكرملين، كما فعل يوليوس قيصر قبل ألفى عام فى إليريا، قبل أن يحكم روما القديمة. بالإضافة إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الانقلابيين النيجريين على استعداد للسيطرة على مناجم اليورانيوم فى النيجر، وبالتالى استبدال الفرنسيين، الأمر الذى قد ينطوى على الاضطرار إلى مهاجمة المناجم للاستيلاء عليها، بسبب عدم وجود اتفاقيات جديدة تم التفاوض بشأنها مع باريس فى حالة تفاقم الوضع.
«الاستبدال الاستعمارى»
يمكننا بالتالى أن نحدد بهذه الطريقة حقيقة أن القوة الاستعمارية الفرنسية يتم استبدالها تدريجيًا بالقوة الروسية كما أن الاستعمار السابق، الذى أدى إلى تفاقم الغضب وقطع الارتباط العاطفى مع فرنسا وأوروبا، يجب فى الواقع تحليله بأن هناك الأخطاء السياسية لفرنسا التى أرادت فرض سياسة مهينة ومذلة خاصة بعد فترة «الاستعمار»، دون الاهتمام جديًا بإخراج النيجر من الفقر ومحاولة خلق تعاون حقيقى مع أوروبا، خاصةً فيما يتعلق بالحد الأدنى من البنية التحتية اللازمة لبناء أى دولة متقدمة ومتحضرة، والتى لا تزال تفتقر إليها النيجر.
أفريقيا للأفارقة!
ولم تصبح عبارة «أفريقيا للأفارقة» شعارًا للثورات والانقلابات فى أفريقيا فحسب، بل أصبحت أيضًا مطلبًا موضوعيًا فى مواجهة «السياسية غير المسئولة لفرنسا» فى مرحلة ما بعد الاستعمار.
وفى النيجر، فى الواقع، هناك نقص فى الطرق والجسور والسكك الحديدية والمطارات ومحطات الطاقة وشبكات الكهرباء والمياه وإدارة الأراضى التى من شأنها أن تحترم البيئة وسكان البلاد بشكل أفضل. والآن، أصبح الأمر متروكًا لأبناء النيجر لبنائها، وبهذا المعنى، نرحب بالاختيار الذى تم اتخاذه، فى ٨ أغسطس ٢٠٢٣، من قبل رئيس وزراء النيجر وهو اقتصادى جيد، وليس من قبل «مصلح» روسى أو أمريكى أو فرنسى.
وبالمثل، يجب احترام الهوية المحلية والثقافة والتقاليد الأصلية من خلال تنمية متوازنة وفعالة ومستدامة للبلاد، وهو الأمر الذى كان يفتقده الجانب الأوروبى والفرنسى لعقود من الزمن.
والواقع أن النيجر تفتقر بشدة إلى المدارس والجامعات، وخاصة المدارس الابتدائية، مع العلم أن المدارس القرآنية الأصولية آخذة فى الظهور والانتشار فى ظل هذا الفراغ.. ومن الجانب الغربى، كانت النيجر تعتبر إقطاعية وليست دولة حرة ومستقلة. ومن ناحية أخرى، لم تتطور النيجر كدولة، بل هى ثمرة الاستعمار الاقتصادى والمالى الأكثر ضررًا وقسوة من قبل الشركات الفرنسية والأوروبية متعددة الجنسيات: الأشخاص الأقوياء الذين يصلون بطائرة هليكوبتر إلى النيجر فقط من أجل القيام بالأعمال الإمبريالية الجديدة، والتى تترك النيجر فى حالة من الفوضى الكاملة.
بلد أغلبيته من الشباب: ٤٩٪ من السكان
فى الحقيقة طبقا لآخر الأرقام، فإن العديد من الشباب الناطقين بالفرنسية فى النيجر هم اليوم تحت سن الخامسة عشرة، نظرًا للنمو الديموغرافى المتسارع فى وسط أفريقيا.. ومن بين هؤلاء الشباب أولئك الذين يرفعون لافتات مكتوب عليها: «نعم لبوتين»، ويؤمن الكثيرون، بسذاجة بالمدينة الفاضلة ومستقبل الحرية والتقدم والديمقراطية الذى ستضمنه روسيا فى النيجر باعتبارها شريك المستقبل الرئيسى.
ولسوء الحظ، فإن الواقع ليس إيجابيا إلى هذا الحد، لأن واقع روسيا، بما فى ذلك الحكومة وشركة جازبروم، يتوافق فى الواقع مع استعمار جديد شرس، يتنكر فى ملابس التضامن المناهض للغرب فى العالم الثالث.. إنها الحرب الباردة!.. دعونا لا ننسى أن اليورانيوم المنتج فى النيجر، والذهب، والنفط، والموارد الطبيعية الهائلة، هى الدافع الحقيقى لفاجنر وموسكو، وأن هذه الموارد سوف تنتقل ببساطة من سيد أجنبى أبيض آخر بنفس القدر، أو حتى أكثر من السابق!
ولا ننسى أيضا المساعدات العسكرية الروسية، التى تهدف، إلى بناء معقل أفريقى لروسيا، والفكرة هى اللجوء لاستخدام الجيش الروسى والميليشيات مثل البريتوريين فى روما القديمة.
معلومات عن الكاتب:
ليوناردو دينى مفكر وفيلسوف من أصل إيطالى.. كانت أطروحته للدكتوراه حول نظرية السياسة وفلسفة القانون.. له العديد من الكتب والدراسات.. كما كتب الرواية إلى جانب القصائد الفلسفية.. يستعرض الموقف فى النيجر والصراع الغربى الذى يدور هناك.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: طرد سفراء فرنسا المجموعة الاقتصادیة لدول غرب أفریقیا فى النیجر من أجل من قبل
إقرأ أيضاً:
حنان أبوالضياء تكتب: رعب سينما 2024 تحركه الدوافع النفسية ويسيطر عليه الشيطان
أفلام الرعب فى سينما 2024 لا تحتوى على مشاهد دموية أو صادمة، مليئة بالدماء، ويتواجد فيها الشيطان كبطل رئيسى. لكن أيضا هدفها الرعب النفسى وخلق حالة من عدم الراحة من خلال الكشف عن نقاط الضعف والأجزاء المظلمة من النفس البشرية. تقييد رؤية الشخصيات والجمهور للخطر المحتمل من خلال الإضاءة الاستراتيجية والعوائق. يميل الرعب النفسى إلى إخفاء الوحوش وإشراك المواقف التى تعتمد بشكل أكبر على الواقعية الفنية.
الذكر الوحشى
إنه عالم غريب قدمته السينما فى فيلم Sasquatch Sunset (غروب الشمس على ساسكواتش) ففى البرية فى شمال كاليفورنيا يعيش أربعة من مخلوقات الساسكواتش البدوية - الذكر الوحشى، ورفيقته، وابنها، وذكر بالغ آخر. يقضون أيامهم فى الاستكشاف والبحث عن الطعام وأداء الطقوس حيث يقرعون على الأغصان على أمل الحصول على استجابة من مخلوقات الساسكواتش الأخرى. من إخراج ديفيد زيلنر وناثان زيلنر، وتأليف ديفيد زيلنر، وبطولة رايلى كيو وجيسى أيزنبرج وكريستوف زاجاك دينيك وناثان زيلنر. يتتبع الفيلم عائلة من ساسكواتش على مدار عام واحد. هناك العديد من المشاهد المصممة لصدمة الجمهور.
أكثر الأفلام استفزازًا
فى فيلم «المادة» قدمت ديمى مور أفضل أداء لها فى مسيرتها المهنية فى فيلم الرعب الجسدى The Substance بدور نجمة سينمائية متدهورة، إليزابيث، التى بدأت فى استخدام مادة غامضة تسمح لها بمشاركة وجودها مع بديلة أصغر سنًا، سو. لسوء الحظ، قررت الأخيرة أنها تريد أن تكون الجسم الأساسى، مما أدى إلى كسرها لقواعد المادة وتحولها إلى مزيج غريب وشنيع حقًا من الشخصيتين، والمعروفة باسم Monstro Elisasue.
فيلم The Substance شىء نادر بالنسبة لعاشق الرعب، نظرة مثيرة للتفكير إلى تجارب الحياة ووجهات النظر المتباينة. أنه أحد أكثر الأفلام استفزازًا فى عام 2024. الفيلم مرعب ومزعج للغاية. كما أن هناك قدرًا من المأساة هنا أيضًا، حيث تم دفع بطلة الفيلم إلى هذا المسار المحكوم عليه بالفشل بسبب الطريقة التى يتم بها تجاهل النساء فى مجال الترفيه فى كثير من الأحيان. تمثل إليزا سو الضغوط المجتمعية التى تواجهها النساء، مع فحص أجسادهن وتفتيتها والحكم عليها وفقًا لمعايير «مثالية» مستحيلة. يأخذ صناع الفيلم هذا المفهوم ويضخمونه - حرفيًا. يرفض التشريح الفوضوى للمخلوق بصريًا هذه المعايير التى لا يمكن تحقيقها، ويحولها إلى شىء خام وفوضوى وإنسانى للغاية أيضا.
الدماء تسيل على مدار الفيلم
Terrifier 3، أحد أفضل وأشد الأعداء رعبًا الذين ظهروا فى أفلام الرعب فى السنوات الأخيرة. فيلم ملىء بالقتل المروع، تدور أحداث فيلم Terrifier 3، الذى كتبه وأخرجه المبدع داميان ليون، بعد خمس سنوات من أحداث فيلم Terrifier 2. تحاول سيينا (لورين لافيرا) وشقيقها الأصغر جوناثان (إليوت فولام) تجاوز موجة القتل الشرسة التى ارتكبها آرت المهرج (ديفيد هوارد ثورنتون) خلال موسم العطلات. ومع إيقاظ شر عظيم لآرت مرة أخرى لمهرجان مذبحة آخر، يتعين على سيينا أن تضع أخيرًا حدًا للرعب الذى يطاردها. الدماء التى تسيل على مدار الفيلم لا تشبه أى شىء آخر نراه فى أفلام الرعب.
فيلم Terrifier 3 يرتقى بالأمور إلى مستويات جديدة. فكل عملية قتل تبدو أكثر وحشية وإثارة للاشمئزاز من الأفلام السابقة. فهناك وفيات على أيدى المناشير الكهربائية والفؤوس والبنادق وحتى الحيوانات. إن ميزانية الفيلم البالغة 2 مليون دولار، والتى تزيد كثيراً عن ميزانية فيلم Terrifier 2 البالغة 250 ألف دولار، تساعد فى إضافة المزيد من الإبهار إلى الفيلم. إن المؤثرات البصرية العملية التى يستخدمها ليون وفريقه تتحسن كلما زادت الميزانية المخصصة لها. ويصبح من المستحيل أن نتجاهل الرعب الذى يتكشف على الشاشة. إن كل من شارك فى مؤثرات الفيلم من أكثر الأفراد موهبة فى مجال الرعب فى الوقت الحالي.
بالنسبة لثورنتون فى دور آرت، فهو يجسد الشخصية بطرق لم يحققها أى ممثل رعب منذ مسيرة روبرت إنجلوند فى دور فريدى كروجر. فهو يلعب نسخة أكثر شراسة من آرت فى هذا الفيلم مما يجعله أكثر رعبًا من الإصدارات السابقة.
مذبحة أورورا
فيلم In a Violent Nature يأخذنا إلى أبعاد جديدة ومتطرفة، وهناك عدد من الوفيات المروعة بشكل لافت للنظر. ومع ذلك، فإن مذبحة أورورا هى الأشد إثارة، حيث يستخدم القاتل جونى خطافات لسحب رأس المرأة المسكينة عبر بطنها المدمر، مما يتركها كومة مشوهة ومتشابكة من الأطراف والأحشاء والدم.
فى طبيعة عنيفة. فيلم رعب كندى صدر عام 2024 كتبه وأخرجه كريس ناش، وبطولة راى باريت وأندريا بافلوفيتش ولورين مارى تايلور. تميل أغنية In a Violent Nature إلى الرعب الموجود فى كل شىء، مع تصميم صوتى مروع يزيد من الشعور بالوحشية الجامحة.
فيلم رعب عالى المستوى لدرجة أنه فى بعض الأحيان يبدو أنه لا يحتوى على أى مفهوم على الإطلاق، على الأقل حتى الجزء الذى يمزق فيه القاتل المراهق الذى لا يمكن إيقافه أحشاء ضحية أنثى ثم يلوى رأسها بالكامل من خلال الحفرة العملاقة التى حفرها فى بطنها. إن أول جريمة قتل تحدد النغمة، حتى وإن كان من الواضح أن ناش كان يستعد للقتل للتو. إنه مجرد مشهد بسيط يتم فيه قطع الرأس إلى نصفين، ويتم تقديمه مع افتقار واضح للتوتر المصطنع الذى قد يجلبه معظم القتلة إلى مثل هذا المشهد. لا توجد موسيقى، ولا مشاهد مخيفة، ولا انتظار للحتمية؛ ينفصل طفل عن المجموعة من أجل التبول، وينتهز جونى الفرصة لإنهاء حياته. تثبت كل عملية قتل لاحقة أنها أكثر تفصيلاً من سابقتها، لكنها جميعًا يتم تقديمها بنفس اللامبالاة السينمائية.
سمايل الكيان الشرير
يحمل فيلم Smile 2، مثل سابقه، الحيل ويطلب من المشاهد وبطلته المضطربة والمحكوم عليها بالفشل، سكاى رايلى، ينتهى بها الأمر إلى أن تصبح مسكونة بكيان Smile، وفى النهاية المروعة للفيلم، ترى شكله الحقيقى وتنتهى بها الحال إلى طعن نفسها فى عينها بميكروفونها الخاص. نعومى سكوت قامت بدور سكاى رايلى، فنانة تسجيل موسيقى البوب الشهيرة. روزمارى ديويت بدور إليزابيث رايلى، والدة سكاى ومديرتها. لوكاس جيج فى دور لويس، تاجر المخدرات وزميل سكاى السابق فى الدراسة. مايلز جوتيريز رايلى فى دور جوشوا وإليزابيث ومساعد سكاى.
سمايل الكيان الشرير الذى يسكن ضحاياه، مما أدى إلى إطلاق دورة من التعذيب العقلى والجسدى لمدة أسبوع تنتهى بالانتحار. كل من يشهد موت المضيف المروع يصبح الضحية التالية لسمايل. فى الفيلم الأول، تتبع روز النمط إلى العديد من الضحايا السابقين وتحاول إيقافه بعد اكتشاف أن قاتلًا مدانًا رفع اللعنة بقتل شخص ما. فى سمايل 2، يخبر ممرض الطوارئ موريس (بيتر جاكوبسون) سكاى أنه يعتقد أنه يمكن هزيمة الكيان إذا توقف قلب الشخص المصاب لفترة قصيرة قبل الإنعاش.
فى نهاية الفيلم، وبعد استنفاد كل الخيارات الأخرى، توافق سكاى أخيرًا على مقابلة موريس، الذى يأخذها إلى مطعم بيتزا هت مهجور، ويخطط لإيقاف قلبها ثم إعادتها إلى الحياة. وبينما تنتظر موريس لبدء الإجراء، يظهر الكيان ويكشف أن كل شىء ليس كما يبدو. تنطفئ الأضواء، وعندما تعود، تدرك سكاى أنها ليست فى مطعم بيتزا هت على الإطلاق، فهى على خشبة المسرح فى ماديسون سكوير جاردن أمام آلاف المعجبين الصارخين. وهنا يكشف الكيان عن شكله النهائى، ويتخلص من قوقعته البشرية ليكشف عن وحش ضخم متعدد الوجوه ومبتسم. سكاى، الشخص الوحيد فى الساحة الذى يمكنه رؤية المخلوق، تنزل على ركبتيها فى رعب وجودى قبل أن تمسك بميكروفونها المرصع بالجواهر وتضرب دماغها - مما أثار رعب معجبيها المذهولين. من الصعب أن نقول أى جزء من هذا التسلسل بأكمله أكثر رعبًا، سواء كان ظهور الكيان نفسه - بصفوف أسنانه - أو موت رايلى بالميكروفون. على أى حال، يُظهِر فيلم Smile 2 مدى وجود قدر كبير من المشاهد المرعبة فى هذا العمل.
نسخة طفل شيطانية
مثل سابقه، يحتوى فيلم Beetlejuice من إنتاج تيم بيرتون، أيضًا على بعض اللحظات التى تتجه مباشرة إلى عالم الرعب. مثل اللحظة التى يظهر فيها نسخة طفل شيطانية من بيتلجوس. فبعد ستة وثلاثين عامًا من أحداث الفيلم الأول، تعود عائلة ديتز إلى منزلها فى وينتر ريفر ويفعل بيتلجوس نفس الشىء!
لا تزال حياة ليديا مسكونة ببيتلجوس، وقد انقلبت رأسًا على عقب عندما اكتشفت ابنتها المراهقة المتمردة استريد نموذجًا غامضًا للمدينة فى العلية وانفتحت بوابة الحياة الآخرة عن طريق الخطأ. ومع تفاقم المشاكل فى كلا العالمين، لم يعد الأمر سوى مسألة وقت حتى ينطق شخص ما باسم بيتلجوس ثلاث مرات ويعود الشيطان المشاغب ليطلق العنان لنوعه الخاص من الفوضى. يعود كيتون إلى دوره المميز إلى جانب المرشحة لجائزة الأوسكار وينونا رايدر فى دور ليديا ديتز والفائزة مرتين بجائزة إيمى كاثرين أوهارا.
والدة المسيح الدجال
كما يوحى عنوانه، فإن The First Omen يركز على الراهبة المبتدئة مارجريت، التى يتحول وقتها فى دار أيتام إيطالية إلى أمر شرير عندما تكتشف أنها من المفترض أن تكون والدة المسيح الدجال.
فى بداية الفيلم، تشاهد مارجريت الراهبات وهن يساعدن امرأة حاملا تصرخ وهى تلد يدًا شيطانية تحاول الخروج من جسدها. وعند رؤية هذا، تفقد مارجريت وعيها.
يعتمد أساس فيلم ستيفنسون، الذى كتبته بالاشتراك مع المنتجين تيم سميث وكيث توماس، على حبكة فرعية كلاسيكية من فيلم ريتشارد دونر لعام 1976 المرعب - ليس فقط أن داميان الصغير هو المسيح الدجال، بل إنه كان نتاجًا لتكاثر مخطط بين الشيطان وابن آوى أنثى - ويجعله أكثر تصديقًا. فى «The First Omen»، والدة داميان ليست فى الواقع ابن آوى، بل راهبة شابة مارجريت (نيل تايجر فرى) التى تعد جزءًا من سلسلة طويلة من التجارب - التى أجراها بعض من أكثر رجال الكنيسة الكاثوليكية جنونًا - والتى تم تنفيذها بقصد صريح لإحضار المسيح الدجال.