دعت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، مسؤولة ملف النظم الغذائية في مؤتمر الأطراف COP28، دول العالم إلى الاستفادة من الفرص الكبيرة التي يوفرها مؤتمر الأطراف COP28 الذي ينطلق نوفمبر المقبل في دولة الإمارات وحثتهم على اغتنام هذه الفرص لدفع العمل المناخي إلى الأمام، مع التركيز بشكل خاص على تحويل النظم الغذائية إلى نظم مستدامة وتعزيز الحلول القائمة على الطبيعة.


جاء ذلك خلال اجتماعاتها رفيعة المستوى التي عقدتها مؤخراً على هامش مشاركتها في أعمال الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.
وأكدت المهيري أهمية العمل الجماعي لإنشاء أنظمة غذائية أكثر استدامة، مسلطة الضوء على الأهمية التي توليها دولة الإمارات للأغذية والزراعة في جدول أعمال COP28.
وأشارت إلى تأييد دولة الإمارات مبادرة "تنمية القرم"، وأعلنت عن الاجتماع الوزاري لأشجار القرم الذي ستتم استضافته خلال مؤتمر COP28 في "يوم الطبيعة والمحيطات واستخدام الأراضي" لدفع المناقشات نحو الأمام وإلى أفق أرحب لتطوير الحلول القائمة على الطبيعة.
وأوضحت معاليها، خلال مشاركتها في حلقة نقاشية وزارية حول النظم الغذائية نظمتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، أهمية أجندة مؤتمر COP28 للنظم الغذائية والزراعة، والتي تركز على أربعة مجالات رئيسية للعمل الذي تقوده البلدان، وقيادة الجهات الفاعلة غير الحكومية وعملها، وتوسيع نطاق الابتكار، والتمويل.
ودعت جميع الدول إلى تجسيد القيادة الوطنية من خلال التوقيع على أول إعلان إماراتي على الإطلاق بشأن النظم الغذائية والزراعة والعمل المناخي وقالت إن هدف دولة الإمارات زيادة تحفيز العمل الجماعي لتحويل النظم الغذائية إلى نظم مستدامة.
وأكدت معاليها أنه تم إرسال مسودة إعلان الإمارات لكافة وزراء الزراعة للمشاركة بملاحظاتهم بحلول 27 سبتمبر الجاري.
وفي مداخلتها في الفعالية رفيعة المستوى التي عقدت تحت عنوان "الطبيعة والناس: من الطموح إلى العمل"، أكدت معاليها التزام دولة الإمارات بالحلول القائمة على الطبيعة ودورها في بناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ.
وقالت: "كجزء من خطة عمل رئاسة COP28، سنقوم بحشد الدعم لاتخاذ إجراءات قوية لدفع التنفيذ والنهوض بجدول أعمال المناخ والطبيعة، وإظهار حلول عملية وجديدة على نطاق واسع من أجل حماية النظم الإيكولوجية الحرجة والملحة للأراضي والمحيطات وإدارتها بشكل مستدام - مثل الغابات وأشجار القرم وأراضي (المستنقعات) والشعاب المرجانية".
وأيدت المهيري هذا الإنجاز الكبير المتمثل في مبادرة "تنمية القرم"، وقالت "يحظى هذا الجهد التعاوني بين التحالف العالمي لأشجار القرم وأبطال الأمم المتحدة رفيعي المستوى المعنيين بتغير المناخ، بدعم من الجهات الفاعلة غير الحكومية والحكومات في جميع أنحاء العالم لتحقيق هدف رئيسي واحد وهو استعادة وحماية 15 مليون هكتار من أشجار القرم على مستوى العالم بحلول عام 2030.
وقالت إن هذه الأنواع من المشاريع الطموحة والخاضعة للمراقبة والتعاون القائم على الطبيعة، هي التي يمكن أن تساعد المجتمع العالمي على العودة إلى المسار الصحيح لتحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ".
ودعت معاليها جميع الدول إلى تأييد مبادرة "تنمية القرم" والمشاركة بفاعلية في مبادرة "تحالف القرم من أجل المناخ"، لافتة إلى أن هذه المبادرة، التي تعتبر شراكة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية إندونيسيا، استقطبت 20 شريكاً لتوسيع نطاق وتسريع الحفاظ على النظم البيئية الإيكولوجية لأشجار القرم واستعادتها لصالح المجتمعات في جميع أنحاء العالم.
وخلال مشاركتها في "منتدى الغذاء +: السياسة الخارجية"، إلى جانب معالي توماس فيلساك، وزير الزراعة الأميركي، أكدت معالي مريم المهيري على الحاجة إلى توجيه الابتكار الجماعي وحشد التمويل العالمي وتضافر الجهود لمكافحة الجوع في العالم، وإنشاء أنظمة غذائية مستدامة ومنصفة.
ودعت معاليها الدول إلى الانضمام إلى "مبادرة الابتكار الزراعي من أجل المناخ"، التي تشارك دولة الإمارات في قيادتها مع الولايات المتحدة الأميركية، منوهة بإطلاق المبادرة عام 2021، بهدف مضاعفة الاستثمار في الزراعة الذكية مناخياً وابتكار النظم الغذائية ودعمها عالمياً.
تضم المبادرة حالياً أكثر من 500 شريك دولي، باستثمارات تصل إلى 13 مليار دولار أميركي لدعم مشاريع الزراعة الذكية مناخياً وابتكار نظم غذائية مستدامة.
وأوضحت أن دولة الإمارات تؤمن بأن إحدى أقوى الطرق، التي يمكن أن يقدمها مؤتمر الأطراف COP28، هي تأمين التمويل العادل للمناخ للدول النامية. وقالت "هذا بدوره يمكننّا جميعاً من تحسين النظام الغذائي بشكل كبير".
ونوهت إلى أن "وضع هذا الهدف ضمن الأولويات على المستوى الوطني يمكن أن يحدث فرقاَ جوهرياَ وفورياَ لمئات الملايين من الناس. وأضافت أن هذا ما تعتزم رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 إبرازه في المؤتمر الذي يفصلنا عنه نحو شهرين فقط، مما يحقق نقلة نوعية إيجابية في أنظمتنا الغذائية".
وعلى مدار أسبوع، شاركت معالي مريم المهيري في سلسلة من الاجتماعات واللقاءات الثنائية الناجحة في مدينة نيويورك شملت عقد لقاءات مع معالي فنسنت فان كويكنبورن، نائب رئيس الوزراء ووزير العدل وبحر الشمال في بلجيكا، ومعالي سفينيا شولتسه، وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية في ألمانيا، ومعالي ستيفي ليمكه، وزيرة البيئة وحماية الطبيعة وأمن المفاعلات وحماية المستهلك في ألمانيا، ومعالي عيديت سيلمان وزيرة حماية البيئة الإسرائيلية.
كانت هذه الاجتماعات الثنائية محورية وتصب في صالح تعزيز التعاون من أجل العمل المناخي، مع الاعتراف بالالتزام المشترك بمعالجة تغير المناخ بشكل مباشر. فيما جسدت هذه المشاركات التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بمستقبل مستدام حيث يمهد الابتكار والتعاون والطموح الطريق للعمل لتحقيق الاستدامة على الساحة العالمية.

أخبار ذات صلة أشجار الغاف في الإمارات.. كنوز بيئية تكافح التغير المناخي شمّا بنت سلطان بن خليفة تطلق مؤسسة" ذا كلايمت ترايب" لتحفيز العمل المناخي العالمي المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مريم المهيري تغير المناخ التغير المناخي كوب 28 مؤتمر الأطراف COP28 النظم الغذائیة دولة الإمارات العمل المناخی على الطبیعة من أجل

إقرأ أيضاً:

148.6 مليار درهم تجارة الإمارات من السلع الغذائية خلال 2024 بنمو 16.8%

 

أبوظبي (الاتحاد)
أكد معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد والسياحة، أن القطاع الغذائي في دولة الإمارات يشهد نمواً متزايداً، حيث وصل عدد العلامات التجارية الوطنية والأجنبية المُسجّلة والعاملة في أنشطة ومجالات الأغذية إلى 40,486 علامة بنهاية النصف الأول من العام الحالي، وبلغت قيمة تجارة الإمارات من السلع الغذائية ومصنوعاتها 148.6 مليار درهم خلال العام 2024 بنسبة نمو 16.8% مقارنةً بـ127.2 مليار درهم في عام 2023، كما حققت الصادرات الوطنية الغذائية نمواً بنسبة 10.9% لتصل إلى 24.2 مليار درهم في العام الماضي مقارنةً بعام 2023.
وترأس معالي عبدالله بن طوق المري وفداً اقتصادياً ضم نخبة من الشركات الوطنية العاملة في مجالي الغذاء والزراعة إلى سويسرا، بهدف الاطلاع على أفضل الممارسات والتجارب العالمية في بناء منظومات الابتكار الغذائي وتطوير التجمعات الاقتصادية الغذائية وتحفيز البحث والتطوير وتبني الحلول المستدامة في القطاع الغذائي.
وتضمّنت الزيارة المشاركة في فعالية بعنوان «تمكين الابتكار في قطاع الأغذية وبناء التجمعات الغذائية من أجل بناء مستقبل اقتصادي مستدام»، أقيمت في المقر الرئيسي لمجموعة بيولر، الرائدة عالمياً في الحلول الصناعية والغذائية، بمدينة أوزويل السويسرية، بحضور نخبة من ممثلي شركات القطاع الخاص والخبراء وصُنّاع القرار في قطاع الأغذية والمؤسسات الغذائية السويسرية. 
وقال ابن طوق إن دولة الإمارات تبنّت بفضل توجيهات القيادة الرشيدة، رؤية استراتيجية وطموحة تهدف إلى تطوير نموذج متكامل وريادي للتجمع الاقتصادي للغذاء ودمجه في الاقتصاد الوطني، باعتباره اتجاهاً مستقبلياً واعداً يسهم في تعزيز التكامل الاقتصادي والصناعي في الدولة، ويُشكّل هذا النموذج دافعاً قوياً لتعزيز التنمية المستدامة وزيادة الإنتاجية والتنوع الاقتصادي، من خلال ربط قطاعات متعددة تشارك في سلاسل القيمة والإنتاج، بما يخلق تأثيراً اقتصادياً أوسع يمتد ليشمل مجالات مرتبطة مثل الزراعة والتصنيع الغذائي والنقل والخدمات اللوجستية، وبما يعزز مكانة الدولة مركزاً عالمياً رائداً للصناعات الغذائية والأنشطة الاقتصادية والصناعة المتقدمة.
وأضاف معاليه في كلمته التي ألقاها خلال الفعالية: نهدف من خلال تبنّي نموذج التجمع الاقتصادي للغذاء إلى خلق وتمكين أجيال جديدة من المنتجين والمزارعين يتمتعون بأعلى مستويات الخبرة والاطلاع على الممارسات في الأنشطة الغذائية والزراعية «وتوقع أن يسهم هذا النموذج خلال 5 سنوات في دعم الناتج المحلي الإجمالي بـ10 مليارات درهم، وزيادة حجم التجارة بقيمة 15 مليار درهم، وتوفير 20 ألف فرصة عمل، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية (نحن الإمارات 2031) بأن تصبح الدولة ضمن أفضل 10 دول في مؤشر الأمن الغذائي. 
ونوه إلى أن الفعالية تشكّل خطوة جديدة لاكتشاف فرص التعاون بين شركات الغذاء والصناعات الغذائية في دولة الإمارات وسويسرا في مجالات التجمعات الاقتصادية الغذائية والتقنيات والحلول الرقمية المرتبطة بها والاطلاع على منظومة الابتكار الغذائي في سويسرا والتعرّف إلى أبرز الجهات الفاعلة فيها، لاسيما أن مدينة أوزويل تعد مركزاً مهماً للابتكار في قطاع الأغذية.
واستعرض الفرص التي يوفرها نموذج التجمع الاقتصادي للغذاء في الدولة وممكنات الاستثمار والتوسع في الأنشطة والمجالات المرتبطة بهذا القطاع الحيوي. 
وتضمنت زيارة الوفد الاطلاع على التجربة الريادية لـ«وادي التغذية والغذاء السويسري» Swiss Nutrition &Food Valley نموذجا متقدما للتجمعات الغذائية، وتطوير حلول غذائية مستدامة وفعّالة تخدم أهداف التنمية المستدامة ودوره الحيوي في تعزيز مكانة سويسرا مركزاً عالمياً رائداً في مجالات التغذية المستدامة والابتكار والصحة الغذائية.
وتضمّنت الفعالية عدداً من الجلسات الحوارية والعروض التقديمية حول أهمية تعزيز الشراكات الدولية وتكثيف جهود تبادل الخبرات والمعرفة لدفع مسيرة الابتكار في قطاع الأغذية.
سلطت الجلسات الضوء على المبادرات والمشاريع العالمية الهادفة إلى بناء منظومة غذائية مستدامة، واستعراض الدور المهم الذي تؤديه سويسرا على الصعيد الدولي في مجال الابتكار الغذائي، وإسهامها الفاعل في دعم التوجهات المستقبلية للتكتلات والمجمعات الغذائية.

 

أخبار ذات صلة الإمارات تبحث التعاون مع دول «الويبو» في تطبيقات حماية الملكية الفكرية «الإمارات للاقتصاد الدائري» يناقش تطوير سياسات ومشاريع مبتكرة جديدة

مقالات مشابهة

  • ملتقى إماراتي تونسي لتعزيز الصناعات الغذائية والتقنيات الزراعية
  • ورشة حول دور أشجار القرم في التغير المناخي
  • «كهرباء دبي» و«الإمارات للطبيعة» تنظمان ورشة حول تداعيات التغير المناخي
  • وزير العدل: رفع اسم الإمارات من قائمة الدول عالية المخاطر في مجال غسل الأموال وتمويل الإرهاب ثمرة دعم القيادة ورؤيتها
  • وزير الدولة للشؤون المالية: قرار رفع اسم الإمارات من الدول عالية المخاطر في مجال غسل الأموال يعكس الثقة الدولية
  • 148.6 مليار درهم تجارة الإمارات من السلع الغذائية خلال 2024 بنمو 16.8%
  • "طيران الإمارات" تخطط لقبول العملات المشفرة وسيلة لدفع تذاكرها
  • صقر غباش: رفع اسم الإمارات من الدول عالية المخاطر في غسل الأموال ثمرة جهود دبلوماسية بقيادة عبدالله بن زايد
  • تعليق الإمارات علي إزالتها من قائمة الدول عالية المخاطر في غسل الأموال
  • دولتان عربيتان ضمنها.. تقرير قد يصدمك عن هجرة المليونيرات وأبرز الدول التي تجذبهم