تقرير.. تباطؤ الطلب السيادي العالمي على الذهب يُعرضه للانكماش والتراجع

الذهب.. ساعدت موجة شراء الذهب القياسية من قبل البنوك المركزية المعدن النفيس على تحمل تشديد السياسة النقدية على مستوى العالم، فما ان زادت الفائدة يصبح الذهب أقل جاذبية بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار.

التباطؤ الاقتصادي الأمريكي مفيدًا للذهب

ويتوقع محللون دوليون تباطؤ الطلب السيادي على الذهب، وفقًا لبعض الدلائل الأولية، التي تشير إلى أن المعدن الأصفر أكثر عُرضة للانكماش في حال اتجه المستثمرون المؤسسون إلى البيع، ريثما اختبرت الأسعار مستويات منخفضة جديدة، فيما يشير آخرون إلى مزيج من عمليات الشراء الشرسة التي تقوم بها البنوك المركزية- بقيادة الصين- والمستثمرين الذين ما زالوا يراهنون على أن التباطؤ الاقتصادي الأمريكي سيكون مفيدًا للذهب، حتى عندما تقول قواعد اللعبة المعتادة أن الوقت قد حان للبيع.

أوقيات من الذهب

ومع ارتفاع وتيرة أسعار الفائدة المعدلة في معظم دول العالم بهدف السيطرة على «غول التضخم» الذي تمدد بسرعات قياسية منذ أكثر من عام، وارتفع المعدن الأصفر عالميًا إلى مسافة قريبة من الرقم القياسي الذي سجله خلال الوباء، لكنه انخفض مع انحسار الأزمة، إلا أنه سجل أعلى مستوى في عام منذ الجائحة وسرعان ما تراجع بفعل ارتفاع أسعار الفائدة.

تفكك العلاقة بين الذهب وأسعار الفائدة

وحسب بلومبيرج، فقد قفزت العائدات الحقيقية- التي تقاس بسندات الخزانة المحمية من التضخم لعشر سنوات- مرة أخرى يوم الخميس إلى أعلى مستوى منذ عام 2009، في حين انخفض الذهب الفوري بنسبة 0.5٪ فقط في نفس اليوم. وقد يكون تفكك العلاقة بين الذهب وأسعار الفائدة الحقيقية بمثابة نقلة نوعية للمعدن الثمين، مما يجعل المستثمرين يكافحون لحساب «قيمته العادلة» في العالم.

وقال ماركو هوكست، مدير محفظة في بيرينبيرج: «أخبرتنا نماذجنا أن سعر 2000 دولار مغالى فيه» ومع ذلك، فإن الصندوق المتوازن متعدد الأصول التابع للشركة والذي تبلغ قيمته 319 مليون يورو (340 مليون دولار) والذي يساعد في إدارته، لا يزال يحتفظ بحوالي 7٪ من أصوله من الذهب.

سعر الذهب الآن

2100 دولار سعر أوقية الذهب في 2024

ومع ذلك، يرى بعض المحللين أنه بدلاً من التراجع الشديد، تم ببساطة إعادة ضبط علاقة الذهب مع محركاته الرئيسية على قاعدة أعلى، وقد يسمح ذلك بتسجيل رقم قياسي إذا انخفضت العائدات أو الدولار مرة أخرى، وفقًا لماركوس غارفي من ماكواري، الذي يتوقع ارتفاع الأسعار إلى 2100 دولار للأوقية العام المقبل مع تباطؤ الاقتصاد الأمريكي.

وقال غارفي: «لقد حدث ارتفاع في سعر الذهب الإسمي بمجرد أن تحصل على التدفقات المالية الداعمة، أعتقد أنها ستدفع بقوة إلى الأعلى».

المستقبل أكثر جاذبية للذهب

يضيف، «من وجهة نظرنا يبدو المستقبل أكثر جاذبية للذهب»، ويبدو أن المعادلات القديمة قابلة للتطبيق أيضا، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الديناميكية القديمة قد تعيد تأكيد نفسها ومتى أو ما إذا كانت قد فعلت ذلك بالفعل، فقط من قاعدة جديدة؟.

هناك العديد من النماذج أو الحسابات المختلفة لتقييم القيمة العادلة للذهب- كثير من المحللين يصنعون نماذجهم الخاصة- ولكن في جوهرها، تعكس معظمها المبادئ الأساسية لمكان تداول السبائك مقارنة بعائدات السندات الأمريكية الحقيقية والدولار. في العادة، يقوم مديرو الأموال ببيع معدن الملاذ الآمن مع ارتفاع الدولار وارتفاع الفوائد المدفوعة عن طريق الأصول الآمنة الأخرى مثل السندات والنقد.

الذهبتدفقات جديدة إلى الصناديق المتداولة

ربما كان الاختبار الحقيقي للمعدن هو الاضطرابات التي اجتاحت القطاع المالي في الولايات المتحدة في شهر مارس وانخفضت العائدات الحقيقية والدولار مع تأرجح بنك وادي السيليكون الذي كان قاب قوسين أو أدنى، مما أدى إلى تدفقات جديدة إلى الصناديق المتداولة في البورصة المدعومة بالذهب.

في المقابل، هناك آخرين أكثر تشككا في تكرار عودة المعادلات القديمة، خاصة مع تراجع التهديد بأزمة مصرفية وتقديم السندات عوائد ذات مغزى لأول مرة منذ سنوات. وبما أن الذهب شهد قفزات سعرية متوالية، فقد يجد صعوبة في جذب تدفقات ذات معنى حتى في ظل التباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة.

وقال ماركو بيرسيموني، المدير المشارك لصندوقPictet Multi Asset Global Opportunities الذي تبلغ قيمته 6.2 مليار يورو: «هناك أصول أخرى مثل السندات طويلة الأجل التي يمكن استخدامها في المحفظة لنفس غرض الذهب، بينما قام الصندوق بتخفيض مخصصاته للمعدن الثمين إلى النصف خلال الـ 12 شهرًا الماضية، مضيفًا «في البيئة الحالية، لا يعد الذهب أصلًا مقنعًا للغاية لتنويع الاستثمارات».

اقرأ أيضاًسعر الذهب اليوم في مصر.. ارتفاع جديد لـ الأصفر وعيار 21 يسجل هذا الرقم

البنك المركزي يطرح سندات خزانة ثابتة العائد بقيمة 3.750 مليار جنيه

غداً.. البنك المركزي يطرح أذون خزانة بقيمة 42.5 مليار جنيه

المصدر: الأسبوع