التجارة الإلكترونية وتأثيرها على الاقتصاد: ما فوائدها وتحدياتها؟
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
أثير – ريما الشيخ
تعد التجارة الإلكترونية النافذة المشرقة إلى عالم التجارة الحديث، ففي عصرنا الحالي الذي يشهد تطورًا تكنولوجيًا سريعًا وانتشارًا واسعًا للإنترنت، أصبحت التجارة الإلكترونية تلعب دورًا حاسمًا في تحول الأسواق وشكل الأعمال، فهي تمثل نمطًا جديدًا من التجارة يعتمد بشكل رئيسي على الوسائل الرقمية والتكنولوجيا للقيام بالأعمال التجارية وتنفيذ الصفقات التجارية.
”أثير“ تقدم للقارئ الكريم موضوعًا في جزأين حول التجارة الإلكترونية وتأثيرها على الاقتصاد، خصوصًا بعد إصدار معالي قيس بن محمد بن موسى اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، قرارًا وزاريًا رقم ٢٠٢٣/٤٩٩ بإصدار اللائحة التنظيمية للتجارة الإلكترونية، بتاريخ ١٠ سبتمبر ٢٠٢٣م.
وسيتناول هذا الجزء ٥ أسئلة وجهت للدكتور يوسف بن خميس المبسلي، متخصص في العلوم المالية والاقتصاد.
١.ما مفهوم التجارة الإلكترونية وكيف تمثل تطوُّرًا عن التجارة التقليدية؟
تعد التجارة الإلكترونية أحد ثمار الثورة المعلوماتية التي يشهدها العالم اليوم، بمفهومها البسيط هي عملية شراء وبيع السلع أو الخدمات باستخدام وسيط إلكتروني (شبكة الإنترنت)، وهذه العملية تتيح للأفراد والشركات إنجاز أعمالهم التجارية بسهولة دون أيَّة قيود جغرافية، وتختلف عن التجارة التقليدية في أنها لا تتطلب تحديد موقع جغرافي معين، كما أن صيانة المواقع أو التطبيقات الإلكترونية يكون أقل كلفة من التقليدية، وإن أهم ميزة للتجارة الالكترونية هي أنها تتيح الاستفادة من بيانات المستهلكين وتحليلها مما يفيد في وضع خطط تسويقية مناسبة لزيادة المبيعات.
٢.ما أهم فوائد التجارة الإلكترونية للاقتصاد الوطني؟
في الحقيقة تعاني الكثير من المشاريع الصغيرة والمتوسطة من غياب الموارد المالية الكافية للدخول في السوق العالمية، في حين توفر التجارة الإلكترونية القدرة على المشاركة في حركة التجارة العالمية بفاعلية وكفاءة؛ لأنَّها تُسهم في زوال العقبات الجغرافية لكثيرٍ من السلع والخدمات، وتوفِر فرصةً لاستغلال منصات التسويق والدعاية والإعلان، للوصول الى شرائح أكبر من المستهلكين خارج النطاق المحلي؛ ولذا تعمل التجارة الإلكترونية على تفعيل نشاطات المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتُتيحُ فرصَ عملٍ عديدة لمختلف المتخصصين في مجال التقنية وهذا يدفع بعجلة التنمية الاقتصادية للدولة إلى الأمام ممَّا يُسهم في زيادة نمو الناتج القومي الإجمالي للدولة.
٣. كيف تُسهم التجارة الإلكترونية في زيادة فرصِ التوظيف في الدولة؟
ازدادت أهمية التجارة الإلكترونية بشكل كبير في وقتنا الحاضر وأصبحت توفرُ فرصَ عملٍ عديدةٍ، فكما ذكرنا سابقا أنَّها تشجع على إقامة مشاريع تجارية صغيرة ومتوسطة للأفراد وربطها بالأسواق العالمية بتكلفة استثمارية أقل من التجارة التقليدية. أضف إلى ذلك أنَّها توفر فُرصًا وظيفية للمختصين في مجالات تصميم التطبيقات و المتاجر والمواقع الإلكترونية، وتوفر كذلك فرص عمل في مجالات تقنية المعلومات والاتصالات وتفتح أبواب رزق مُتنوعة للعديد من شرائح المجتمع المختلفة.
٤.ما الأثر الإيجابي للتجارة الإلكترونية على تحسين مستوى المعيشة للمواطنين؟
تشجع التجارة الإلكترونية على فتح العديد من المشاريع المنزلية والأعمال الحرة لِتدر عليهم أرباحا مجزية وبالتالي تفتح مصادر دخل جديدة وإضافية للعديد من الأسر، كما أنها فرصةٌ للمتخصصين في التقنية لإيجاد مصادر دخل لهم من خلال توفير خدمات تصميم المواقع والمتاجر الإلكترونية وذلك ينعكس إيجابا على ارتفاع مستوى المعيشة لدى الأسر.
٥. ما التحديات والعقبات التي تواجه تطوير التجارة الإلكترونية؟
إنَّ أهم التحديات إيجاد المناخ التشريعي والتنظيمي الملائم والمواكب لمستجدات العالم الرقمي، فالتقنيات الإلكترونية متغيرة بشكل متسارع والذي يتطلب منا تعديل التشريعات والقوانين لتواكب تلك المتغيرات المفاجئة.
كما توجد تحديات متعلقة بمتطلبات البنية الأساسية للتقنية من خلال توفير وسائل الدفع الآمنة عبر شبكة الإنترنت حيث يوجد تخوف لدى شريحة كبيرة من المجتمع من التعامل ببطاقاتهم البنكية لعدم اقتناعهم بوجود حماية كافية ضد الاختراق، ومن التحديات الأخرى هي ارتفاع تكاليف التسويق في ظل ازدياد أعداد المُعلنين، إذ أصبحت تكلفة الاستحواذ على عميل جديد مرتفعة نسبيا، وبخاصة قيام بعض الشركات بالدخول في منافسة غير عادلة للاستحواذ على السوق.
بالإضافة إلى عقبات لوجستية متعلقة بوسائل الشحن والتوصيل المناسبة وفي حالة وجودها فهي قد تعاني من انعدام مستوى الجودة في خدمات الشحن والتوصيل. وبالرغم من ذلك فأن الدراسات لها نظرة إيجابية، لنمو حجم التجارة الإلكترونية في دول مجلس التعاون الخليجي متوقعا أن يصل إلى ٥٠ مليار دولار بحلول ٢٠٢٥.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: التجارة الإلکترونیة
إقرأ أيضاً:
أهداف لائحة الانضباط وتأثيرها على سير العملية التعليمية بالمدارس
أكد الدكتور محمود سلامة رئيس وحدة دراسات القضايا الاجتماعية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن الهدف من لائحة الانضباط المدرسي انتظام وانضباط سير العملية التعليمية في المدارس وتشمل عددا من القرارات الخاصة بالعنف داخل المدارس.
وأوضح «سلامة»، خلال حوار ببرنامج "حديث القاهرة"، مع الاعلامي ابراهيم عيسى، المذاع على قناة القاهرة والناس، إلى أن لائحة الانضباط المدرسي تساعد في خلق بيئة تعليمية آمنة واللائحة تُعرف المخالفات التي يقوم بها الطلاب وتضع لكل مخالفة درجة وكل مخالفة لها نمط تعامل معها.
وشدد رئيس وحدة دراسات القضايا الاجتماعية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، على ضرورة أن يكون هناك تعريف لمعنى العنف داخل المدارس ويكون هناك أخصائي نفسي واجتماعي.
عواقب العنف من المعلم تجاه الطالبوأشار محمود سلامة، إلى أن العنف الذي يتم تعريفه في الوثائق الدولية هو أي سلوك غير مرغوب فيه تجاه الطالب سواء جسدي أو نفسي أو جنسي ويضاف لهم الاهمال في تعليم الطفل ويصنف ضمن التصرفات العنيفة، لافتا إلى أن لائحة الانضباط المدرسي لم تذكر عواقب العنف من المعلم تجاه الطالب.