أثير – ريما الشيخ

تعد التجارة الإلكترونية النافذة المشرقة إلى عالم التجارة الحديث، ففي عصرنا الحالي الذي يشهد تطورًا تكنولوجيًا سريعًا وانتشارًا واسعًا للإنترنت، أصبحت التجارة الإلكترونية تلعب دورًا حاسمًا في تحول الأسواق وشكل الأعمال، فهي تمثل نمطًا جديدًا من التجارة يعتمد بشكل رئيسي على الوسائل الرقمية والتكنولوجيا للقيام بالأعمال التجارية وتنفيذ الصفقات التجارية.

”أثير“ تقدم للقارئ الكريم موضوعًا في جزأين حول التجارة الإلكترونية وتأثيرها على الاقتصاد، خصوصًا بعد إصدار معالي قيس بن محمد بن موسى اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، قرارًا وزاريًا رقم ٢٠٢٣/٤٩٩ بإصدار اللائحة التنظيمية للتجارة الإلكترونية، بتاريخ ١٠ سبتمبر ٢٠٢٣م.

وسيتناول هذا الجزء ٥ أسئلة وجهت للدكتور يوسف بن خميس المبسلي، متخصص في العلوم المالية والاقتصاد.

١.ما مفهوم التجارة الإلكترونية وكيف تمثل تطوُّرًا عن التجارة التقليدية؟

تعد التجارة الإلكترونية أحد ثمار الثورة المعلوماتية التي يشهدها العالم اليوم، بمفهومها البسيط هي عملية شراء وبيع السلع أو الخدمات باستخدام وسيط إلكتروني (شبكة الإنترنت)، وهذه العملية تتيح للأفراد والشركات إنجاز أعمالهم التجارية بسهولة دون أيَّة قيود جغرافية، وتختلف عن التجارة التقليدية في أنها لا تتطلب تحديد موقع جغرافي معين، كما أن صيانة المواقع أو التطبيقات الإلكترونية يكون أقل كلفة من التقليدية، وإن أهم ميزة للتجارة الالكترونية هي أنها تتيح الاستفادة من بيانات المستهلكين وتحليلها مما يفيد في وضع خطط تسويقية مناسبة لزيادة المبيعات.

٢.ما أهم فوائد التجارة الإلكترونية للاقتصاد الوطني؟

في الحقيقة تعاني الكثير من المشاريع الصغيرة والمتوسطة من غياب الموارد المالية الكافية للدخول في السوق العالمية، في حين توفر التجارة الإلكترونية القدرة على المشاركة في حركة التجارة العالمية بفاعلية وكفاءة؛ لأنَّها تُسهم في زوال العقبات الجغرافية لكثيرٍ من السلع والخدمات، وتوفِر فرصةً لاستغلال منصات التسويق والدعاية والإعلان، للوصول الى شرائح أكبر من المستهلكين خارج النطاق المحلي؛ ولذا تعمل التجارة الإلكترونية على تفعيل نشاطات المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتُتيحُ فرصَ عملٍ عديدة لمختلف المتخصصين في مجال التقنية وهذا يدفع بعجلة التنمية الاقتصادية للدولة إلى الأمام ممَّا يُسهم في زيادة نمو الناتج القومي الإجمالي للدولة.

٣. كيف تُسهم التجارة الإلكترونية في زيادة فرصِ التوظيف في الدولة؟

ازدادت أهمية التجارة الإلكترونية بشكل كبير في وقتنا الحاضر وأصبحت توفرُ فرصَ عملٍ عديدةٍ، فكما ذكرنا سابقا أنَّها تشجع على إقامة مشاريع تجارية صغيرة ومتوسطة للأفراد وربطها بالأسواق العالمية بتكلفة استثمارية أقل من التجارة التقليدية. أضف إلى ذلك أنَّها توفر فُرصًا وظيفية للمختصين في مجالات تصميم التطبيقات و المتاجر والمواقع الإلكترونية، وتوفر كذلك فرص عمل في مجالات تقنية المعلومات والاتصالات وتفتح أبواب رزق مُتنوعة للعديد من شرائح المجتمع المختلفة.

٤.ما الأثر الإيجابي للتجارة الإلكترونية على تحسين مستوى المعيشة للمواطنين؟

تشجع التجارة الإلكترونية على فتح العديد من المشاريع المنزلية والأعمال الحرة لِتدر عليهم أرباحا مجزية وبالتالي تفتح مصادر دخل جديدة وإضافية للعديد من الأسر، كما أنها فرصةٌ للمتخصصين في التقنية لإيجاد مصادر دخل لهم من خلال توفير خدمات تصميم المواقع والمتاجر الإلكترونية وذلك ينعكس إيجابا على ارتفاع مستوى المعيشة لدى الأسر.

٥. ما التحديات والعقبات التي تواجه تطوير التجارة الإلكترونية؟

إنَّ أهم التحديات إيجاد المناخ التشريعي والتنظيمي الملائم والمواكب لمستجدات العالم الرقمي، فالتقنيات الإلكترونية متغيرة بشكل متسارع والذي يتطلب منا تعديل التشريعات والقوانين لتواكب تلك المتغيرات المفاجئة.

كما توجد تحديات متعلقة بمتطلبات البنية الأساسية للتقنية من خلال توفير وسائل الدفع الآمنة عبر شبكة الإنترنت حيث يوجد تخوف لدى شريحة كبيرة من المجتمع من التعامل ببطاقاتهم البنكية لعدم اقتناعهم بوجود حماية كافية ضد الاختراق، ومن التحديات الأخرى هي ارتفاع تكاليف التسويق في ظل ازدياد أعداد المُعلنين، إذ أصبحت تكلفة الاستحواذ على عميل جديد مرتفعة نسبيا، وبخاصة قيام بعض الشركات بالدخول في منافسة غير عادلة للاستحواذ على السوق.

بالإضافة إلى عقبات لوجستية متعلقة بوسائل الشحن والتوصيل المناسبة وفي حالة وجودها فهي قد تعاني من انعدام مستوى الجودة في خدمات الشحن والتوصيل. وبالرغم من ذلك فأن الدراسات لها نظرة إيجابية، لنمو حجم التجارة الإلكترونية في دول مجلس التعاون الخليجي متوقعا أن يصل إلى ٥٠ مليار دولار بحلول ٢٠٢٥.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: التجارة الإلکترونیة

إقرأ أيضاً:

خبير: مصر مؤهلة لتكون مركزاً إقليمياً لإدارة المشاريع لوجود كفاءات

أكد تقرير صادر عن  معهد إدارة المشاريع (PMI) استعرض تعزيز تدريب المتخصصين فى المجالات المختلفة في السوق المصري وتقديم الدعم لتطوير الكفاءات المهنية في مجال إدارة المشاريع، في سياق المساهمة في تحقيق التحول الوطني والتنمية المستدامة.

أكد هاني الشاذلي، المدير التنفيذي للمعهد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، التزام المعهد بدعم الأفراد والقطاعات في مصر من خلال تزويدهم بمهارات إدارة المشاريع ذات التأثير المستقبلي.

 ولفت إلى أن مصر تمتلك طاقات بشرية كبيرة وغير مستغلة بشكل كامل، مشيراً إلى أن الطلب على المتخصصين في إدارة المشاريع في البلاد مرشح للارتفاع بنسبة 34.8% بحلول عام 2035.

وأوضح التقرير أن مصر حققت إنجازاً بارزاً بحصولها على المركز الأول عالمياً من حيث عدد الحاصلين على شهادة "محترف إدارة مشاريع معتمد" (PMI-PMOCP)، وهو ما يعكس أهمية مكاتب إدارة المشاريع في دعم التنمية الاقتصادية واستقرار النظام المالي الوطني. 

كامل الوزير: توجيهات رئاسية بزيادة التعاون مع الدول الإفريقية وعلى رأسها الكونغواحتفاء دولي فى لندن.. أحمد كجوك أفضل وزير مالية بأفريقيا لعام ٢٠٢٥

كما أشار التقرير إلى أن مصر تُعد من بين أول عشر دول في عدد الحاصلين على شهادة إدارة المشاريع الاحترافية (PMP)، حيث أفاد 43% من الحاصلين على الشهادة خلال السنوات الثلاث الماضية بأنهم شهدوا نمواً في رواتبهم المهنية.

أبرز التقرير تحديات فجوة المواهب التي تواجه مصر، حيث من المتوقع أن تحتاج البلاد إلى 225 ألف متخصص في إدارة المشاريع بحلول عام 2035، مقارنة بـ167 ألفاً في عام 2025، ما يعني وجود فجوة تقدّر بنحو 69 ألف وظيفة. ويأتي ذلك في ظل توسّع المشاريع الوطنية الكبرى، لا سيما في قطاعات البنية التحتية والنقل والطاقة، وسط توقعات بنمو سنوي لقطاع البناء بنسبة 10.6% حتى عام 2026.

وأكد معهد إدارة المشاريع أن حضوره المتنامي في مصر يهدف إلى دعم استراتيجيات التنمية الوطنية عبر تقديم برامج تدريب وشهادات معترف بها عالمياً، إلى جانب توفير مسارات تعليمية متخصصة ومبادرات لتمكين الشباب، بما يضمن مواءمة الكفاءات المهنية مع متطلبات سوق العمل المتطور، والمساهمة في تعزيز قدرة الدولة على تنفيذ مبادراتها بكفاءة واستدامة.


 

طباعة شارك السوق المصري تطوير الكفاءات إدارة المشاريع التحول الوطني التنمية المستدامة

مقالات مشابهة

  • المغرب يستحدث مؤسسة لتنفيذ ومتابعة المشاريع المرتبطة بكأس العالم 2030
  • صلاة الضحى .. اعرف فوائدها وكيفية أدائها والعبادة التى تعادل أجرها
  • الصناعة التقليدية المغربية تلامس سقف 22.4 مليار درهم
  • ما الذي يحرك الطلب على المشاريع العقارية التي تحمل توقيع المشاهير؟
  • السعدي: “رؤية 2015” ترفع رقم معاملات الصناعة التقليدية إلى 22.4 مليار درهـم
  • مختص في التقنية: قفزة مبيعات التجارة الإلكترونية بفضل رمضان والتطورات الكنولوجية
  • حمدان بن زايد يطَّلع على المشاريع التنموية لمجلس الإمارات للتنمية المتوازنة في السلع
  • ختام البرنامج الريادي نماء المشاريع” بجعلان بني بوعلي
  • خبير: مصر مؤهلة لتكون مركزاً إقليمياً لإدارة المشاريع لوجود كفاءات
  • ارتفاع أسعار النفط مع تركيز المستثمرين على السياسات الأمريكية وتأثيرها على الطلب