سام برس:
2025-01-08@22:38:57 GMT

القدس والأقصى في دائرة الخطر

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

القدس والأقصى في دائرة الخطر

بقلم/د. وسيم وني
لا يزال خطر قطعان المتطرفين يُحاصر مدينة القدس.. ولا تزال حملات التهديد والوعيد التي يطلقونها في جميع المناسبات قائمة ومتواصلة على قدم وساق... وبالطبع محاولات تدنيس المدينة المقدسة لا تزال موجودة وبشكل كبير، خاصة وأن هذه الإجراءات التي تم اتخاذها لردع هؤلاء المتطرفين لم تكن كافية لصد هذه الاعتداءات بصفة نهائية عن تجديد تهديداتهم المتكررة بحق مدينة السلام والتي ما رأت يوماً سلاما.



وطبعاً ما نراه من مشاهد يومية في باحات المسجد الاقصى المبارك من تدنيس واعتداءات على أبناء شعبنا الفلسطيني من قطعان المستوطنين ليس محض مصادفة، بل هذه سياسية إسرائيلية متجذرة في النفسية الإسرائيلية والحكومات المتعاقبة وخاصة في ظل الحكومة الاسرائيلية الحالية، كونها تٌعد من أكثر الحكومات الاسرائيلية التي تُجسد في فكرها وسياستها تطرفاً وعنصرية وبغض لكل ما هو فلسطيني وعربي وتمارس وتضرب بعرض الحائط كل القرارات والدعوات الدولية التي تدين هذه الاقتحامات والاعتداءات.

منذ الاحتلال الصهيوني لفلسطين وهناك محاولات حثيثة ودؤوبة لتدمير المسجد الأقصى، وإزالته وإقامة الهيكل المزعوم مكانه، وهم يعملون على تحقيق ذلكَ بشَتَّى الطُّرق والحيل والمُخططات.. فكان الحريق الإجرامي الشهير الذي وقع للمسجد عام 1967م، وقبله وبعده العديد من الاختراقات التي قام بها متطرّفون صهاينة في حماية سلطات الاحتلال، وكل عام تدعو جماعة أبناء الهيكل إلى اقتحام المسجد والتمهيد لإقامة الهيكل، حسب زعمهم.

فالمسجد الأقصى اليوم في خطر شديد حيث تتواصل بحقه الاعتداءات بشكل يومي، فضلًا عن وجود الحفريات تحت أساساته ومحاولات تهويده وإقامة الصلوات التلمودية والاقتحامات شبه اليومية والنفخ في البوق على أبوابه مقدمة للنفخ في داخله، وكذلك الاعتقالات التي تقوم بها قوات الاحتلال للشبان وللمعتكفين والمعتكفات فيه والاعتداء عليهم وابعادهم عنه وعن البلدة القديمة من القدس وغيرها الكثير من الممارسات والانتهاكات والاعتداءات من الضرب المبرح وغيره من الاعتداءات والمس بالكرامة الشخصية والجماعية لأبنا شعبنا الفلسطيني .

وبالتأكيد إن ما يقوم به قطعان المستوطنين وبدعم من الحكومة الإسرائيلية وخاصة المتطرفين والعنصريين فيها من تدنيس للمسجد الأقصى المبارك ما هي إلا مخططات يومية يعملون عليها ليلاً نهاراً لتقسيمه مكانيا وذلك بعد ان جرى تقسيمه زمانيا، وصولا الى محاولات هدمه واقامة الهيكل المزعوم مكان قبة الصخرة المشرفة، كمن يصب الزيت على النار التي يتحمل الاحتلال كامل المسؤولية عن تداعياتها.

صحيح أن العالم بأسره يتابع عن كثب الصراع الروسي الأوكراني ، لأن المصالح الغربية مرتبطة بمصير هذا الصراع الذي أججته الولايات المتحدة الأمريكية لإضعاف غريميها اللدودين المتمثلين في روسيا من جانب، والصين من جانب آخر ، ولكن إن تعلق الأمر بحقوق شعبنا الفلسطيني فالأمر مختلف تمامًا، فعلى الرغم من استخدام العنف المفرط واستمرار إرهاب الدولة المنظم التي يمارسها كيان الاحتلال ، في القدس وكل فلسطين من اعتقال وسقوط مئات الفلسطينيين بين قتيل وجريح، لم نسمع صوت الإدارة الأمريكية أو من يتغنون بحقوق الإنسان بشجب العدوان على شعبنا الفلسطيني، ولم يصدر اعتراض أو موقف من الدول الغربية ومن طبع مع الكيان يطالبون فيها بوقف آلة القتل الوحشية التي تنهش بأرضنا وشعبنا ومقدساتنا.

وأخيراً صحيح ان أبناء القدس وشعبنا الفلسطيني بكل أطيافه يدافعون عن الاقصى يوميا من اعتداءات واقتحامات المستوطنين ، إلا أن ذلك لا يكفي أمام ما تقوم به سلطات الاحتلال من اعتقالات وابعادات والحبس المنزلي لعشرات ومئات الشبان سواء في القدس المحتلة أو الداخل الفلسطيني ويجب العمل على إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني وإنهاء الانقسام السياسي والجغرافي والنفسي الذي أضفى سلبياته على كافة أرجاء الوطن الفلسطيني ، وتوحيد صفوف شعبنا تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني ، لأن الأخطار المحدقة بالقدس والمقدسات جسيمة، وهنالك مخططات خبيثة هادفة لسرقة القدس من شعبنا وأمتنا ، وتصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي عبر مخططات خبيثة يتم العمل عليها داخل وخارج فلسطين .

كما أن أمتنا الإسلامية والعربية بكل فئاتها مَدْعُوة اليوم أن تهبَّ، باستخدام كل إمكانياتها، لمُنَاصرة الأقصى، وحمايته من التدنيس والتدمير والعدوان وحماية أبناء شعبنا ومقدساتنا في وجه الغطرسة والعربدة الصهيونية المستمرة التي يمارسها كيان الاحتلال على شعبنا مقدساتنا، لأن المسجد الأقصى محتل فهو في خطر، وإذا ظل محتلاً فسيبقى في خطر، ولن يزول عنه هذا الخطر إلا إذا زال عنه هذا الاحتلال ....فالقدس والأقصى في دائرة الخطر.

* عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين

المصدر: سام برس

كلمات دلالية: شعبنا الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

الأوقاف الفلسطينية: العدو دمر 1000 مسجد خلال حرب الإبادة في القطاع

 

الثورة نت/..

كشفت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية عن تدمير جيش العدو الصهيوني نحو 1000 مسجد في قطاع غزة، فيما اقتحم المستوطنون المسجد الأقصى أكثر من 250 مرة، فيما منع رفع الأذان بالمسجد الإبراهيمي أكثر من 670 مرة، العام الماضي.

وأصدرت الأوقاف، امس الأحد، تقريرا خاصا حول انتهاكات الاحتلال على المقدسات الإسلامية والمسيحية في الضفة الغربية وقطاع غزة لعام 2024.

وقالت وزارة الأوقاف في تقريرها، إن الاحتلال دمر منذ بداية العام الماضي 815 مسجدا تدميرا كليا، و151 مسجدا بشكل جزئي، ودمَّر كذلك 19 مقبرة بشكل كامل، وانتهك قدسيتها من خلال الاعتداء عليها ونبش قبورها وإخراج الجثث، واستهدف ودمَّر ثلاث كنائس في مدينة غزة.

وأضافت الأوقاف أن الاحتلال الإسرائيلي اعتدى على المسجد الأقصى، من خلال سماحه لعصابات المستوطنين باقتحامه وتدنيس ساحاته ومصاطبه وذلك بـ(256) اقتحاما خلال العام الماضي، مارسوا خلالها طقوسا تلمودية غير اعتيادية وبات تمارس بشكل يومي كالسجود الملحمي الذي بدأ لأول مرة 13 أغسطس 2024، النفخ بالبوق.

وأوضحت أن الطقوس التملودية باتت تمارس في مكان وأوقات محددة لتكريس تقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا، تحت إشراف وحماية شرطة الاحتلال التي تمنع بشكل دائم حراس المسجد الأقصى التابعين لدائرة الأوقاف في القدس من قيامهم بعملهم خلال هذه الاقتحامات.

وأشارت الأوقاف إلى أن ما تسمى “جماعات الهيكل” المزعوم، سهّلوا احتفالات رأس السنة العبرية للمستوطنين داخل المسجد الأقصى خلال العام الماضي، كما حرض “نشـطاء جبـل الهيـكل” على حرق المسجد الأقصى، من خلال نشر مقطـع فيديو يظهـر فيـه حـرق المسـجد الأقصى وأرفقت مـعه تعليـق: “قريبـا فـي هـذه الأيام”.

وفي ذكرى ما يسمى بخراب الهيكل المزعوم، بين الأوقاف أن المستوطنين أدوا لأول مرة طقوسا جماعية في المنطقة الغربية المقابلة لقبة الصخرة، كما يتم التعامل مع المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى كـ”كنيس” غير معلن.

وأوضحت الوزارة في تقريرها، أن الإرهابي بن غفير قد اقتحم الأقصى مدعوما من حكومته اليمينية المتطرفة (سبع ) مرات منذ توليه منصبه، واربع مرات منذ بدء الحرب على غزة، وأصدر عددا من التصريحات اليمينة المتطرفة والتي هدد فيها بتأسيس كنيس يهودي في المسجد الأقصى في إشارة إلى السيطرة عليه، كما عمل على تكثيف الوجود اليهودي من خلال دعمه حكوميا وإعطائه غطاء شرعيا.

وأشار التقرير إلى أن (2567) مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى المبارك في عيد (الحانوكاه) اليهودي، ومارسوا خلاله انتهاكات عديدة كان أبرزها اقتحام “بن غفير”، وأدى الحاخام يسرائيل شليطا طقوسا تلمودية، وممارسة الرقص والغناء والسجود الملحمي.

فيما يتعلق بالمسجد الإبراهيمي، مارست قوات الاحتلال انتهاكاتها له بشكل يومي سواء من خلال منع رفع الأذان فيه والذي وصل منذ بداية العام (674) مرة تقريبا، أو من خلال التضييق على المسلمين من خلال منعهم، وإغلاقه لـ(عشر) مرات خلال ذات الفترة.

كما نصب الاحتلال ما يسمى بـ”الشمعدان” والأعلام الإسرائيلية على سطح وجدران الحرم الإبراهيمي الشّريف، وأقاموا حفلات صاخبة وطقوسا تلمودية في القسم المغتصب، ومارسوا الضرب على الأبواب والصراخ والسّب والشّتم. كما أعاق الاحتلال احتفالات المولد النبوي داخل الحرم.

وأشار التقرير إلى أن عدد المصلين في المسجد الإبراهيمي خلال عام 2024 بلغ 236,530 مصليا فقط، ويُعتبر هذا الرقم أقل من المتوقع بسبب الإجراءات المشددة التي فرضها الاحتلال، بما في ذلك إغلاق مداخل المسجد منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أعاق وصول أعداد كبيرة من المصلين.

وقد اقتحم المسجد الإبراهيمي الشريف 3,381 جنديًا إسرائيليًا خلال العام، في انتهاك صارخ لحرمة المكان الديني، واستفزازا لمشاعر المسلمين. وكثّف الاحتلال من نقاط التفتيش حول الحرم، وأغلق جميع مداخله ولم يبق إلا باب السوق مما زاد من صعوبة وصول الفلسطينيين إليه.

ولفت التقرير إلى أن المسجد الإبراهيمي استقبل فقط 12,663 سائحاً خلال عام 2024.

وفيما يتعلق ببقية أماكن العبادة والمساجد، أفادت الأوقاف باعتداء الاحتلال على (20) مسجدا في مناطق مختلفة في الضفة الغربية مع تركيز واضح على محافظتي طولكرم وجنين، إما بالتدمير الجزئي لعدد من المرافق أو من خلال تدنيسها بالكتابة والسخرية من الشعائر الإسلامية.

ورصدت وزارة الأوقاف في تقريرها عددا من الاعتداءات على الأماكن المقدسة والمصلين المسيحيين، حيث قامت جماعات دينية يهودية متطرفة بالاعتداء والبصق بحق الحجاج المسيحيين في مدينة القدس المحتلة، وتحديدا في منطقة كنيسة حبس المسيح. كما ضيَّقت عليهم خلال الأعياد المسيحية ومنعتهم من الوصول إلى كنيستي المهد والقيامة.

ودعت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، المجتمع الدولي إلى إجبار الاحتلال على وقف الاستمرار بهذه الانتهاكات التي أصبحت ذات وتيرة عالية، خاصة مع حرب الإبادة على قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • القدس.. هدم منازل وعشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات العدو
  • صحة غزة تُعلن وفاة مريضة بسبب نفاد الوقود
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال
  • رقم غير مسبوق.. الأزهر يكشف أعداد مقتحمي المسجد الأقصى خلال 2024
  • القواسمي يوثق بريشته تراث القدس
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
  • الأوقاف الفلسطينية: العدو دمر 1000 مسجد خلال حرب الإبادة في القطاع
  • 140 مستوطنا يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال
  • 58 ألف مقتحم.. رقم قياسي جديد يسجله المعتدين على الأقصى خلال 2024