مسؤول برنامج أطباء بلا حدود في تشاد: وضع اللاجئين السودانيين سيئ.. وهو مرشح للتدهور
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
إعداد: طاهر هاني إعلان اقرأ المزيد
أرغم الاقتتال بين قوات الجيش السوداني بزعامة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يترأسها الجنرال محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي منذ شهر أبريل/نيسان الماضي أكثر من مليون سوداني إلى الهروب إلى الدول المجاورة مثل تشاد وأوغندا ومصر.
فقد أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عن نزوح أكثر من 3,5 مليون سوداني إلى مناطق متفرقة من البلاد، وفي مقدمتها مدينة بورت سودان التي يتحكم فيها الجيش.
من ناحيتها، عبرت منظمة أطباء بلا حدود التي تقدم الدعم الإنساني لللاجئين السودانيين المتواجدين على أراضي تشاد عن مخاوفها من تدهور حالتهم الصحية والإنسانية. في هذه المقابلة، يشرح مسؤول برنامج أطباء بلا حدود في شرق تشاد، كليمون بيس، المشاكل التي تحدق بهؤلاء اللاجئين في حال لم تتدخل الأسرة الدولية لحلها بشكل عاجل.
فرانس24: لا يزال السودانيون يفرون من بلادهم باتجاه الدول المجاورة، لا سيما تشاد. ما هو الوضع الإنساني في هذا البلد؟الوضع الإنساني للاجئين السودانيين المقيميين في شرق تشاد المحاذي لبلادهم كارثي. الاستجابة الدولية سواء فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية أو الطبية ضعيفة للغاية مقارنة بالاحتياجات الكبيرة والمتزايدة. لقد سجلنا مئات الآلاف من اللاجئين الذين عبروا الحدود منذ بداية الأزمة في السودان. الغالبية العظمى تعيش في ملاجئ مؤقتة وغير مزودة بجميع الحاجيات، ويشكون من صعوبة الحصول على المساعدات الأولية. فالدعم الطبي والإنساني المقدم لهؤلاء اللاجئين منذ ثلاثة أشهر غير كاف حتى لكي يبقون على قيد الحياة.
مركز لمعالجة اللاجئين السودانيين الذين يعانون من سوء التغذية في مركز أطباء بلا حدود في مدينة مادري بتشاد. 23 أغسطس/أب 2023. © أطباء بلا حدود تراجع الاهتمام بوضع هؤلاء اللاجئين بعد الزلزال المدمر في المغرب والفيضانات المأساوية في شرق ليبيا. هل تخشون أن تتدهور أوضاعهم الإنسانية؟في الحقيقة أزمة اللاجئين السودانيين الذين وصلوا إلى تشاد في شهر يونيو/تموز الماضي لم تحظ بالاهتمام اللازم من الأسرة الدولية حتى قبل وقوع زلزال في المغرب والفيضانات في ليبيا. فيما بات من الواضح أن دون تنسيق محكم للجهود بين جميع وكالات الإغاثة على المستوى الدولي، فالوضع الذي هو حاليا سيئ، سيتدهور أكثر.
ماهي احتياجات اللاجئين السودانيين في تشاد؟نحن نتحدث عن الاحتياجات الأساسية، مثل بناء الملاجئ لحمايتهم من مطر الشتاء وحرارة الصيف التي تميز هذه المنطقة. وهم يعانون من نقص في المياه الصالحة، ما يجعلنا لا نوزع سوى 4 ليترات يوميا لكل شخص. ويعاني أيضا اللاجئون من نقص في الغذاء ومن قلة المرافق الطبية ومواد النظافة التي تساعد على التقليص من مخاطر انتشار الأوبئة، لا سيما في أوساط هذه التجمعات الكبيرة للاجئين. القائمة مفتوحة وهناك احتجاجات كثيرة أخرى تمس شتى المجالات.
منظر عام لمخيم "المدرسة" الذي تدعمه أطباء بلا حدود في مدينة مادري بتشاد الذي يتحتضن لاجئين من السودان. 23 أغسطس/آب 2023. © أطباء بلا حدود هل تخشون ظهور توترات وأعمال عنف بين سكان تشاد الأصليين واللاجئين السودانيين؟سكان تشاد عودونا على إظهار اهتمام كبير إزاء اللاجئين القادمين من البلدان المجاورة. لكن في نفس الوقت قدوم عدد كبير من السودانيين يضعف ويهدد النظام الصحي والغذائي في هذا البلد الفقير ويضع حياة السكان الأصليين على المحك. كما يقلص من حجم المساحات الزراعية بسبب تواجد اللاجئين فيها.
ماهي أنواع المساعدات التي تقدمها أطباء بلا حدود للاجئين السودانيين في تشاد؟تنفذ أطباء بلا حدود برامج إنسانية وطبية عديدة. فإضافة الى المساعدات المباشرة التي تقدمها للاجئين السودانيين في تشاد، فهي تدعم أيضا المرافق الصحية والاجتماعية المتواجدة في هذه المنطقة.
الهدف من ذلك هو استمرار تقديم المساعدات الإنسانة والطبية للجميع ومنع انقطاعها. ففي مدينة مادري مثلا والتي تقع في شرق تشاد، تدعم منظمة أطباء بلا حدود البرامج الطبية الموجهة للأطفال والبرامج الغذائية في المستشفى. كما تدعم أيضا قسم الجراحة والعيادات الطبية الخارجية في مستشفى آخر بالمنطقة.
مخيم مادري لإستقبال اللاجئين السودانيين في تشاد. 23 أغسطس/أب 2023. © أطباء بلا حدودمن جهة أخرى، فتحت منظمة أطباء بلا حدود في مكان مجاور لمدينة مادري عيادتين لتقديم الرعاية الصحية الأولية لحوالي 130.000 لاجئ. فيما تقوم بتوزيع حوالي 450 متر مكعب من المياه وبناء ما يقارب 300 مرحاض. أما في مخيمي أورانج (50 ألف لاجئ) ومتشيك (35 ألفا) فمنظمة أطباء بلا حدود تستعد لفتح عيادتين في مجال العناية المركزة ومعالجة الأطفال المرضى. كما تقوم أيضا بدعم سكان تشاد عبر برامجها الإنسانية. لكن على الرغم من كل هذه المساعدات، إلا أنها لا تكفي حاجيات جميع المتضررين. فبات من الضروري جدا رفع حجمها في الأيام المقبلة.
انصبت جهود الأمم المتحدة على مساعدة المغرب وليبيا بسبب الكوارث التي لحقت بهما. هل تخشون أن يكون ذلك على حساب أزمة السودان؟لا أعرف بالتحديد قيمة المساعدات المالية التي خصصتها الأسرة الدولية، لكن من الظاهر أنها غير كافية لتلبية جميع الاحتياجات الطبية والإنسانية للاجئين السودانيين الذين يعيشون في شرق تشاد، عدا عن اللاجئين المتواجدين في الدول المجاورة والذين هم في أمس حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. هناك أيضا حوالي 4 ملايين سوداني يتطلعون إلى الحصول على نفس المساعدات لأن الجميع تأثر بالأزمة التي اندلعت في شهر أبريل/نيسان الماضي.
طاهر هاني
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: فيضانات ليبيا البابا فرنسيس ريبورتاج السودان لاجئون تشاد أطباء بلا حدود للاجئین السودانیین فی تشاد اللاجئین السودانیین أطباء بلا حدود فی
إقرأ أيضاً:
"الصحة" تطلق أول برنامج نوعي لتدريب أطباء الطوارئ والرعاية المركزة في مستشفى شرق المدينة
أعلنت وزارة الصحة والسكان عن إطلاق أول برنامج تدريب نوعي ومتميز في مركز تدريب مستشفى شرق المدينة بالإسكندرية، تحت عنوان "Rush Course Rapid ultrasound in shock Hypotension"، بهدف الارتقاء بمهارات أطباء الطوارئ والرعاية المركزة، في استخدام أجهزة الموجات فوق الصوتية لتشخيص وعلاج الحالات الحرجة، وخاصة تلك المتعلقة بالصدمة لمعرفة مسبباتها.
وأشار الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إلى أن هذا البرنامج التدريبي يهدف إلى تعزيز كفاءة الأطباء في مواجهة الحالات الطارئة والحرجة باستخدام تقنيات حديثة تساعدهم في اتخاذ قرارات سريعة ومبنية على بيانات دقيقة.
وأوضح «عبد الغفار» أن فريق التدريب في مستشفى شرق المدينة، الذي يتألف من مجموعة من الأطباء المختصين وذوي الخبرة، قد تولى إعداد وتنفيذ البرنامج، ويضم هذا الفريق الدكتورة ميري كريستين نبيل، مدرس طب الطوارئ بكلية الطب جامعة الإسكندرية ونائب مدير المستشفى ورئيسة قسم الطوارئ، إضافة إلى الدكتور وائل قاسم، رئيس الهيئة الطبية ورئيس قسم الرعاية المركزة ومنسق الزمالة،كما يشمل الفريق الدكتور سبرجن نصر، أخصائي ومدرب زمالة الطوارئ، والدكتور باسم ثروت، أخصائي الطوارئ، والدكتور عمر الجارحي، طبيب رعاية مركزة، والدكتورة سلمى كمال، طبيبة الطوارئ، والدكتورة رحاب خفاجة، طبيبة الطوارئ،وذلك تحت إشراف الدكتورة لمياء فودة مدير إدارة التدريب بأمانة المراكز الطبية المتخصصة.
من جانبها، أكدت الدكتورة مها إبراهيم، رئيسة أمانة المراكز الطبية المتخصصة، أن البرنامج استهدف تدريب 24 طبيبًا من مختلف الأقسام، شملت الطوارئ والرعاية المركزة والقلب والباطنة، وذلك لضمان تكامل فرق العمل في التعامل مع الحالات المعقدة بفعالية وسرعة.
وفي هذا السياق، صرّح الدكتور محمد فاروق، مدير مستشفى شرق المدينة، بأن "إقامة هذا البرنامج التدريبي يأتي في إطار حرص المستشفى على تقديم أفضل الممارسات العلاجية لأقسام الطوارئ والرعاية المركزة، بما يساهم في رفع كفاءة الكوادر الطبية واستعدادها للتعامل مع الحالات الحرجة بكفاءة وسرعة.",مؤكدًا أن المستشفى ملتزم بمواصلة تنظيم مثل هذه البرامج لتطوير المهارات العملية والفنية للأطباء، بما يعود بالنفع على المرضى والمجتمع.
تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية وزارة الصحة والسكان الهادفة إلى تحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، وضمان توفير رعاية طبية عالية الجودة، مما يعزز ثقة المواطنين في النظام الصحي المصري ويرسخ الجهود المستمرة لتطوير كفاءة الكوادر الطبية في مختلف التخصصات.