إعداد: طاهر هاني إعلان اقرأ المزيد

أرغم الاقتتال بين قوات الجيش السوداني بزعامة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يترأسها الجنرال محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي منذ شهر أبريل/نيسان الماضي أكثر من مليون سوداني إلى الهروب إلى الدول المجاورة مثل تشاد وأوغندا ومصر.

فقد أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عن نزوح أكثر من 3,5 مليون سوداني إلى مناطق متفرقة من البلاد، وفي مقدمتها مدينة بورت سودان التي يتحكم فيها الجيش.

فيما حذر المبعوث الأممي إلى السودان مارتين غريفيث في شهر أغسطس/آب الماضي "من وقوع كارثة إنسانية في كل المنطقة في حال طال أمد الأزمة".

من ناحيتها، عبرت منظمة أطباء بلا حدود التي تقدم الدعم الإنساني لللاجئين السودانيين المتواجدين على أراضي تشاد عن مخاوفها من تدهور حالتهم الصحية والإنسانية. في هذه المقابلة، يشرح مسؤول برنامج أطباء بلا حدود في شرق تشاد، كليمون بيس، المشاكل التي تحدق بهؤلاء اللاجئين في حال لم تتدخل الأسرة الدولية لحلها بشكل عاجل.

فرانس24: لا يزال السودانيون يفرون من بلادهم باتجاه الدول المجاورة، لا سيما تشاد. ما هو الوضع الإنساني في هذا البلد؟

الوضع الإنساني للاجئين السودانيين المقيميين في شرق تشاد المحاذي لبلادهم كارثي. الاستجابة الدولية سواء فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية أو الطبية ضعيفة للغاية مقارنة بالاحتياجات الكبيرة والمتزايدة. لقد سجلنا مئات الآلاف من اللاجئين الذين عبروا الحدود منذ بداية الأزمة في السودان. الغالبية العظمى تعيش في ملاجئ مؤقتة وغير مزودة بجميع الحاجيات، ويشكون من صعوبة الحصول على المساعدات الأولية. فالدعم الطبي والإنساني المقدم لهؤلاء اللاجئين منذ ثلاثة أشهر غير كاف حتى لكي يبقون على قيد الحياة.

مركز لمعالجة اللاجئين السودانيين الذين يعانون من سوء التغذية في مركز أطباء بلا حدود في مدينة مادري بتشاد. 23 أغسطس/أب 2023. © أطباء بلا حدود تراجع الاهتمام بوضع هؤلاء اللاجئين بعد الزلزال المدمر في المغرب والفيضانات المأساوية في شرق ليبيا. هل تخشون أن تتدهور أوضاعهم الإنسانية؟

في الحقيقة أزمة اللاجئين السودانيين الذين وصلوا إلى تشاد في شهر يونيو/تموز الماضي لم تحظ بالاهتمام اللازم من الأسرة الدولية حتى قبل وقوع زلزال في المغرب والفيضانات في ليبيا. فيما بات من الواضح أن دون تنسيق محكم للجهود بين جميع وكالات الإغاثة على المستوى الدولي، فالوضع الذي هو حاليا سيئ، سيتدهور أكثر.

ماهي احتياجات اللاجئين السودانيين في تشاد؟

نحن نتحدث عن الاحتياجات الأساسية، مثل بناء الملاجئ لحمايتهم من مطر الشتاء وحرارة الصيف التي تميز هذه المنطقة. وهم يعانون من نقص في المياه الصالحة، ما يجعلنا لا نوزع سوى 4 ليترات يوميا لكل شخص. ويعاني أيضا اللاجئون من نقص في الغذاء ومن قلة المرافق الطبية ومواد النظافة التي تساعد على التقليص من مخاطر انتشار الأوبئة، لا سيما في أوساط هذه التجمعات الكبيرة للاجئين. القائمة مفتوحة وهناك احتجاجات كثيرة أخرى تمس شتى المجالات.

منظر عام لمخيم "المدرسة" الذي تدعمه أطباء بلا حدود في مدينة مادري بتشاد الذي يتحتضن لاجئين من السودان. 23 أغسطس/آب 2023. © أطباء بلا حدود هل تخشون ظهور توترات وأعمال عنف بين سكان تشاد الأصليين واللاجئين السودانيين؟

سكان تشاد عودونا على إظهار اهتمام كبير إزاء اللاجئين القادمين من البلدان المجاورة. لكن في نفس الوقت قدوم عدد كبير من السودانيين يضعف ويهدد النظام الصحي والغذائي في هذا البلد الفقير ويضع حياة السكان الأصليين على المحك. كما يقلص من حجم المساحات الزراعية بسبب تواجد اللاجئين فيها.

ماهي أنواع المساعدات التي تقدمها أطباء بلا حدود للاجئين السودانيين في تشاد؟

تنفذ أطباء بلا حدود برامج إنسانية وطبية عديدة. فإضافة الى المساعدات المباشرة التي تقدمها للاجئين السودانيين في تشاد، فهي تدعم أيضا المرافق الصحية والاجتماعية المتواجدة في هذه المنطقة.

الهدف من ذلك هو استمرار تقديم المساعدات الإنسانة والطبية للجميع ومنع انقطاعها. ففي مدينة مادري مثلا والتي تقع في شرق تشاد، تدعم منظمة أطباء بلا حدود البرامج الطبية الموجهة للأطفال والبرامج الغذائية في المستشفى. كما تدعم أيضا قسم الجراحة والعيادات الطبية الخارجية في مستشفى آخر بالمنطقة.

مخيم مادري لإستقبال اللاجئين السودانيين في تشاد. 23 أغسطس/أب 2023. © أطباء بلا حدود

من جهة أخرى، فتحت منظمة أطباء بلا حدود في مكان مجاور لمدينة مادري عيادتين لتقديم الرعاية الصحية الأولية لحوالي 130.000 لاجئ. فيما تقوم بتوزيع حوالي 450 متر مكعب من المياه وبناء ما يقارب 300 مرحاض. أما في مخيمي أورانج (50 ألف لاجئ) ومتشيك (35 ألفا) فمنظمة أطباء بلا حدود تستعد لفتح عيادتين في مجال العناية المركزة ومعالجة الأطفال المرضى. كما تقوم أيضا بدعم سكان تشاد عبر برامجها الإنسانية. لكن على الرغم من كل هذه المساعدات، إلا أنها لا تكفي حاجيات جميع المتضررين. فبات من الضروري جدا رفع حجمها في الأيام المقبلة.

انصبت جهود الأمم المتحدة على مساعدة المغرب وليبيا بسبب الكوارث التي لحقت بهما. هل تخشون أن يكون ذلك على حساب أزمة السودان؟

لا أعرف بالتحديد قيمة المساعدات المالية التي خصصتها الأسرة الدولية، لكن من الظاهر أنها غير كافية لتلبية جميع الاحتياجات الطبية والإنسانية للاجئين السودانيين الذين يعيشون في شرق تشاد، عدا عن اللاجئين المتواجدين في الدول المجاورة والذين هم في أمس حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. هناك أيضا حوالي 4 ملايين سوداني يتطلعون إلى الحصول على نفس المساعدات لأن الجميع تأثر بالأزمة التي اندلعت في شهر أبريل/نيسان الماضي.

 

طاهر هاني

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: فيضانات ليبيا البابا فرنسيس ريبورتاج السودان لاجئون تشاد أطباء بلا حدود للاجئین السودانیین فی تشاد اللاجئین السودانیین أطباء بلا حدود فی

إقرأ أيضاً:

افتتاحية

ثمة عوالم روحية وسحرية نختبرها في حياتنا، ثمة أمور لا نقوى على تفسيرها وفق المنطق أو العلم التجريبي، يجرؤ هذا العدد على أن يذهب إلى تلك المناطق المعرفية الثرية بالقضايا غير المحسومة، ويحاول أن يخبرنا شيئاً عما يمكن للعلم البت فيها، وما لا يمكنه البت فيه.

فيذهب إلى عالم السحر، ويحقق في كيف تخدمنا دراسات السحر أو خفة اليد في استكشاف تجربة الوعي، كيف يحكم التوقع إدراكنا للواقع، وكيف يكشف لنا شيئاً عن كيفية عمل أدمغتنا، ونطّلع على دعوة الكاتب علماء الوعي لمعاينة الخدع السحرية، وربطها بالنظريات والمناهج المعاصرة للإدراك والسلوك.

نستكشف أيضاً الجزء الإلهي من الدماغ. نطلع على نقاشات حول ما إذا كان الإنسان مجبولاً على البحث عن معنى وعلى الممارسات الروحية، وما إذا كانت لهذه الحاجات الروحية تمثل مادي. ونرى ما إذا كان بمقدور العلم التجريبي أن يحسم جدل ثنائية الروح والجسد.

في علم سلوك الحيوان، نستكشف السلوك، ليس الاجتماعي، ولكن الانعزالي لبعض الحيوانات. ونحقق في الذي يجعل بعض الكائنات تختار حياة انعزالية، والذي يعنيه هذا لطبيعة حياتها.

وفي تقاطع التقنية بعلوم الإدراك، نستكشف كيف تُوظف المعرفة حول القدرة والسلوك البشري للتأثير على قرارتنا، على مواقفنا السياسية، على سلوكنا الاستهلاكي، وعلى مشاعرنا.

وننظر إلى السماء الساحرة، ونتسائل كيف يمكن أن تتضافر الجهود من أجل الحفاظ على الكون أكثر إظلاماً. نتحدث عن التلوث الضوئي، ونستعرض التجربة العمانية في مجال حماية البيئة الليلية، ومحميات أضواء النجوم.

نتمنى أن يثير العدد فضولكم وأسئلتكم حول حدود العالم المادي، حدود إدراكنا، حدود معرفتنا، وكيف أن اهتمامنا بمنتجات العلم لا تعني بالضرورة إعلان قطيعة مع العالم غير المادي، عالم الروحيات، والعالم السحري الذي نعيش فيه.

نوف السعيدية محررة الملحق

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: المساعدات الإنسانية التي نقدمها في غزة تتم وفق مبادئ الإنسانية
  • افتتاحية
  • أبرز الأرقام المتعلقة بعودة السودانيين من مصر إلى السودان
  • برنامج الأغذية العالمي يوقف مساعداته لمئات الآلاف في إثيوبيا
  • مسؤول أممي : غزة تشهد أسوأ وضع إنساني منذ بدء الحرب 
  • مسؤول أممي: الوضع الإنساني في غزة هو الأسوأ منذ بداية الحرب
  • مسؤول أممي: غزة تشهد أسوأ وضع إنساني منذ بدء الحرب
  • وفد WFP يتفقد توزيع مساعدات غذائية في مديرية الوادي بمأرب ضمن الدورة الثانية لعام 2025
  • البرهان يبحث مع مسؤول أممي إمكانية إيصال المساعدات إلى الفاشر
  • محلل سياسي يكشف الأوضاع الكارثية التي يمر بها الشعب الفلسطيني