أذربيجان تتجه لـإعادة دمج ناغورني قره باغ وسط مخاوف من أزمة إنسانية
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
(CNN)-- ربما أنهى وقف إطلاق النار آخر صراع دموي قصير من أجل السيطرة على ناغورني قره باغ، إلا أن مخاوف من كارثة إنسانية جديدة قد بدأت للتو. وقالت أذربيجان إنها تخطط "لإعادة دمج" المنطقة، في وقت لا يزال من غير الواضح كيف سيحدث هذا دون نزوح جماعي لأكثر من 120 ألف أرمني يعيشون في المنطقة، أو دون ارتكاب أعمال عنف ضد أولئك الذين بقوا ويحاولون مقاومة الحكم الأذربيجاني.
قالت أذربيجان إنها استعادت السيطرة الكاملة على ناغورني قره باغ، وهي منطقة عرقية أرمنية داخل حدودها، بعد شن هجوم خاطف استمر 24 ساعة، الثلاثاء، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 200 شخص وإصابة مئات آخرين. وقال مسؤولون في قره باغ إن قواتهم كانت أقل عددًا ولم يكن أمامهم خيارًا سوى الاستسلام.
ولم يتضح بعد ما إذا كان هذا سيؤدي إلى سلام دائم.
وتعتبر ناغورني قره باغ جزءًا من أذربيجان دوليًا، لكنها ظلت على مدى عقود تحت سيطرة الانفصاليين الأرمن. لقد خاضت أرمينيا وأذربيجان بالفعل حربين بشأن المنطقة منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، وأثبتت اتفاقيات وقف إطلاق النار بينهما هشاشتها.
وتخضع ناغورني قره باغ للحصار منذ تسعة أشهر. في ديسمبر/ كانون الأول 2022، أنشأ المسلحون المدعومون من أذربيجان نقطة تفتيش عسكرية على طول ممر لاتشين، وهو الطريق الوحيد الذي يربط أرمينيا بالمنطقة، مما منع استيراد المواد الغذائية وأثار مخاوف من ترك السكان ليموتوا جوعًا.
كما منع الحصار المنظمات الإنسانية ووسائل الإعلام الأجنبية من الوصول إلى المنطقة، مما يعني أنه من الصعب التحقق بشكل مستقل من التقارير عن المزيد من الهجمات الأذربيجانية وحركة السكان الأرمن.
وبعد الهدنة، أفادت التقارير أن الآلاف من سكان قره باغ فروا إلى المطار، حيث توجد قاعدة لقوات حفظ السلام الروسية.
إليكم أعلاه خريطة تظهر موقع منطقة ناغورني كاراباخ.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: انفوجرافيك ناغورنی قره باغ
إقرأ أيضاً:
بين التصريحات المتناقضة والمفاوضات السرية.. هل تتجه إيران نحو صفقة جديدة مع واشنطن عبر وساطة عمانية؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ألمح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الخميس، إلى استعداد طهران للانخراط في مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة من خلال الوساطة العمانية، وذلك بعد يوم واحد من تصريح المرشد الأعلى علي خامنئي برفضه لأي محادثات مع واشنطن، واعتبارها محاولة لخداع الرأي العام.
وفي مقابلة مع صحيفة "إيران"، قال عراقجي ردًا على سؤال حول إمكانية استخدام قنوات غير مباشرة: "نعم، هذا ليس نهجًا غريبًا، وقد حدث مرارًا في التاريخ... المفاوضات غير المباشرة ممكنة. ما يهم هو وجود الإرادة للتفاوض والتوصل إلى اتفاق عادل ومنصف في ظروف متكافئة، أما الشكل فلا يهم".
تأتي هذه التصريحات بالتزامن مع زيارة أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، الذي سلم رسالة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطات الإيرانية يوم الأربعاء.
وفي نفس اليوم، قال خامنئي في خطاب علني أمام طلاب مؤيدين له: "ادعاء الرئيس الأمريكي بأنه مستعد للتفاوض مع إيران هو محاولة لخداع الرأي العام العالمي"، وسط هتافات المعتادين بـ"الموت لأمريكا!".
الحديث عن وساطة عمانية بين طهران وواشنطن يتزامن مع تقارير سابقة عن زيارة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إلى طهران في ديسمبر، حيث يُقال إنه نقل رسالة من سلطان عمان إلى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
وأكد عراقجي أن دولًا أخرى متورطة أيضًا في المحادثات غير المباشرة، مشيرًا إلى أن هناك مشاورات وثيقة تجري مع كل من روسيا والصين، وأن قناة الاتصال مع الدول الأوروبية الثلاث لا تزال مفتوحة.
وأضاف أن الولايات المتحدة يجب أن ترفع العقوبات في نهاية المطاف، وأن إيران ستشارك في مفاوضات مباشرة فقط إذا كانت خالية من الضغوط والتهديدات، مع ضمانات بحماية مصالحها الوطنية.
وأشار عراقجي إلى أن حملة "الضغط الأقصى" التي أعاد ترامب إطلاقها في فبراير تهدف إلى خفض صادرات إيران النفطية إلى الصفر، وذلك ضمن نهجه المتشدد الذي أعاد فرض العقوبات منذ انسحابه من الاتفاق النووي في 2018.
وعن جهود إيران لتسوية القضايا النووية العالقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال عراقجي: "نحن نتعاون مع [المدير العام للوكالة الدولية] رافائيل غروسي، وهناك فكرة جديدة تم طرحها لحل القضايا، ونحن نقوم بدراستها حاليًا".
وفي نفس السياق، كشف غروسي في وقت سابق من هذا الشهر عن زيادة كبيرة في مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%، ليصل إلى 275 كيلوغرامًا مقارنة بـ 182 كيلوغرامًا في الربع السابق، مشيرًا إلى أن إيران هي الدولة الوحيدة غير النووية التي تخصب اليورانيوم بهذه المستويات.
ومنذ عام 2021، حين بدأت إيران تخصيب اليورانيوم بنسب أعلى، قيدت بشكل كبير قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مراقبة أنشطتها النووية، بما في ذلك منع ثلث المفتشين منذ عام 2023.
يوم الأربعاء، عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا في ظل تصاعد الضغوط على إيران بشأن برنامجها النووي. ودعت الولايات المتحدة المجلس إلى اتخاذ إجراءات حاسمة، متهمةً إيران بانتهاك قرارات الوكالة الدولية وعدم الامتثال لمتطلباتها.
ويأتي هذا الاجتماع بناءً على طلب من ستة أعضاء في مجلس الأمن هم: فرنسا، اليونان، بنما، كوريا الجنوبية، بريطانيا، والولايات المتحدة.
ويتزامن التصعيد الدولي مع اقتراب موعد 18 أكتوبر، وهو التاريخ الذي سيُفقد فيه بريطانيا وفرنسا وألمانيا القدرة على تفعيل إعادة فرض العقوبات الدولية بشكل أحادي إذا لم تتراجع إيران عن أنشطتها النووية.
وأكدت هذه الدول بالفعل استعدادها لاستخدام آلية "سناب باك" (Snapback) لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية.