جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-17@11:58:32 GMT

ميثاق غليظ

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

ميثاق غليظ

 

أنيسة الهوتية

ميثاق- والميثاق هو العهد الموجب للالتزام به، وهو التحالف بين الأطراف الموقعين على هذا الميثاق أن يكونوا يدًا واحدةً لمُواجهة عواصف الأمور التي ستأتي عليهم غدرًا، وألا يهلعوا، أو يتراجعوا، وليتوقعوا سلبيات المضي في مشروع الميثاق كتوقع إيجابياته، وألا يتركوا الفتنة تتسربُ بين أصابعهم فتجرفهم إلى حل الثقة بينهم حتى يقوموا بإحلال العهد الذي بينهم.

غليظ- والغلظة في اللغة وصف للشيء استدلالًا على شدته، وقسوته، وصلابته، وقوته، ومتانته...إلخ

ووصف الخالق سبحانه الزواج بالميثاق الغليظ، لأنه يحمل كل تلك الصفات التي لايشعر بها الزوجان لانغماسهما في الحب، فنعمة الحُب تُعطي طاقة جبارة لتحمل سلبيات ومساوئ الزوجية، وتلصق الزوجين ببعض بمعجون الأُلفة والمودة والرحمة، التي تُخدر مشاعرهم الأنانية، وتُنعش مشاعر العطاء، حتى لا يشعرون بنكد الطرف الآخر ومشقة خدمته وطاعته وتوفير متطلباته! ولكن، إذا زالت نعمة الحب سيبدآن كلاهما أو أحدهما باستشعار ثقل الآخر على قلبه ويسعى للافتكاك منه.

ولأنه غليظ، لذلك لاينتهي بشكل نهائيٍ بسهولة، فإنَّ الله تعالى خلق لهذا الميثاق الغليظ أسبابًا وأعذارًا وجوازاتٍ شرعية للحفاظ على عهده طويلًا، وألا يُعاقب الإنسانُ طويلًا حين يقع ضحيةً للشيطان، ولكن هناك أفرادٌ استخدموا الشرع شماعة لتعليق أعذارهم ورغباتهم وهذا ليس إلا تلاعب بالدين وتحريم لما حلل الله وهو جُرمٌ ظاهرٌ كما تحليل ما حرم الله تمامًا.

وشرع الله سبحانه لإعاقة الطلاق أسبابًا كثيرة حفاظًا على إرجاع المتعاهدين إلى ميثاقهما الغليظ فلربما يعودان أفضل مما كانا عليه بعد تلك القرصة القوية المؤلمة التي وقعا فيها وحرمتهما من بعض! صونًا لهما من الوقوع في الفتنة.

لأجل ذلك كان تصنيف أنواع الطلاق بالطلاق السُني، والطلاق البدعي الذي يُوجب الكفارة ومنها ما كان يتم الحكم فيه أنه لم يقع في حال أن تكون المرأة حاملًا، أو نفساءً، أو حائضًا وهي الحالات الثلاث التي كنت أسمع عنها في مجلس أبي -رحمه الله- من أحكام القضاة الشرعيين السابقين في التسعينيات والثمانينيات أن الطلاق فيها بدعي ولايقع وإن كان الرجل مستقصدًا الطلاق فلينتظر زوجته كي تطهر ثم إن أراد إرجاعها فهي زوجته وإن أراد الطلاق فليطلق طلاقًا سنيًا على طُهر، أما الحامل فينتظرها حتى تلد ثم تطهر.

وبجانب الحالات الثلاث للمرأة التي تنقض نقض الميثاق الغليظ، كانت هناك حالاتٌ أربع للرجل أيضًا تنقضُ طلاقهُ وهي:

فقدان العقل- بسبب حالة سُكرٍ، أو التأثر بأدوية أو مواد مخدرة، أو مرض ذهني.  الغضب- ظاهرًا أم باطنًا، فليس كل إنسانٍ غضبه بركانٌ ثائر هناك أشخاص غضبهم كمثل البركان الراكد ظاهريًا إلا أنه في قلبه يثورُ ثوران الحمم التي تتلظى.

الإكراه- أن يكون مُكرهًا ومُجبرًا على الطلاق بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وهو في قلبه غير مقتنع بالفراق والانفصال.                                                 

الدهش: وهنا الأمثلة كثيرة ولكن إحداها هي أن يكون المُطلقُ مسحورًا سحرًا أفقده إدراكه ووعيه فبدأ يتنافر من زوجته، ولا يطيقها فجأةً ولايتحمل منها شيئاً! أو يغار عليها بجنون حتى يكاد يُجن فيتركها رحمة بنفسه.

وإن لم يكن أيًا من ذلك حاضرًا، فإن في الكتاب والسنة طلاق الثلاث إلى المليون في مجلسٍ واحد تُحسبُ واحدة ومازاد فيسقط بدعيًا وعليه كفارة، وذلك باب رحمة لا يجوز إغلاقه شرعًا.

نعم، لأجل ذلك وُصف بالميثاق الغليظ، فإنه ليس سهلًا نقضه... والطلاقُ هو إطلاق سراح الزوجة، وللزوج أن يردها بعد إطلاق سراحها مرتين حين تكون بائنة منه بينونة صغرى، أما الثالثة فهي الأخيرة التي لا إرجاع فيها وهي البينونة الكبرى.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مصر تؤكد على ضرورة حل النزاعات بالطرق السلمية والاستناد إلى ميثاق الأمم المتحدة

تابعت مصر باهتمام المشاورات التي جرت في المملكة العربية السعودية لمحاولة التوصل لتفاهمات تقضي إلى إنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية، ولطالما ظلت مصر على مدار عقود طويلة تؤكد على ضرورة حل النزاعات بالطرق السلمية والاستناد إلى ميثاق الأمم المتحدة ومختلف مبادئ القانون الدولي باعتبارها المرجعيات الرئيسية التي يرتكز عليها النظام الدولي والمبادئ الأساسية الراسخة التي تحكم العلاقات الدولية، وإيمانا منها بأن تسوية النزاعات بالطرق السلمية ومعالجة جذورها هو السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار والسلام.

ومن هذا المنطلق شاركت جمهورية مصر العربية في المبادرات العربية والأفريقية ومبادرة «أصدقاء السلام»، وتعرب عن دعمها لكل مبادرة وجهد يهدف إلى إنهاء الأزمة، وتؤكد في هذا الصدد على ضرورة ترسيخ الحلول السياسية كقاعدة رئيسية للتسوية الأزمات الدولية، وهو ما انعكس في الانخراط المصري في عدد من المبادرات التي كانت تهدف إلى تسوية الأزمة، ودعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي في نوفمبر 2022 لأهمية إيجاد تسوية سلمية لهذه الأزمة في ظل تداعياتها الإنسانية والاقتصادية والأمنية.

بيان وزارة الخارجية

من هنا، فإن التوجهات الحالية، بما في ذلك توجهات الإدارة الأمريكية الداعية لإنهاء الحروب والصراعات في أنحاء العالم، وبالأخص في الشرق الأوسط، من شأنها أن تعطي قوة دفع وبارقة أمل في إنهاء المواجهات العسكرية المختلفة التي تستشري في مناطق عدة في أنحاء العالم، عبر تسويات سياسية عادلة تحظى بالتوافق الدولي تأخذ في الاعتبار مصالح أطرافها، بما في ذلك اتصالا بالقضية الفلسطينية والصراع في الشرق الأوسط.

لقد عانت الانسانية طويلا من ويلات الحروب والصراعات، وقد أن الأوان للبرهنة لشعوب العالم بأننا نعيش بالفعل في عالم تسوده قيم التحضر والتسامح والتفاهم والعدالة من خلال التغلب على التوجهات الأحادية التي تشعل الخصومات المدمرة، والسمو إلى المبادئ الإنسانية المشتركة بما يعطي الأمل في الغد أفضل للبشرية.

اقرأ أيضاًوزارة الخارجية تنعي السفير إبراهيم عادل سلطان

عبد العاطي يعرب عن التطلع لدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لخطة إعمار غزة

وزارة الخارجية تهيب بالمصريين في لوس أنجلوس توخي أقصى درجات الحذر

مقالات مشابهة

  • في ذكرى وفاتها.. عائشة بنت أبي بكر.. أم المؤمنين وأحب زوجات النبي إلى قلبه
  • قلبه ميت
  • حكم الطلاق عبر الهاتف ووسائل التواصل الحديثة .. مفتي الجمهورية يجيب
  • ما حكم الطلاق عبر الهاتف ووسائل التواصل الحديثة؟.. المفتي يوضح «فيديو»
  • المفتي يكشف حكم الطلاق عبر الهاتف ووسائل التواصل الحديثة
  • مفتي الجمهورية: قصة سيدنا إبراهيم نموذج قرآني للتفكر في الكون والتوصل إلى الإيمان
  • مصر تؤكد على ضرورة حل النزاعات بالطرق السلمية والاستناد إلى ميثاق الأمم المتحدة
  • هل هناك علاقة وثيقة بين الصوم والزهد؟.. مفتي الجمهورية يجيب| فيديو
  • هل هناك علاقة وثيقة بين الصوم والزهد؟.. مفتي الجمهورية يجيب
  • هل هناك كفارة للجماع في صيام القضاء؟..دار الإفتاء تحسم الجدل