هل القصيدة عند الشاعر نزار قباني أهم من الحبيبة أم لا؟ (5)
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
دق جرس جناح الشاعر الكبير نزار قبانى فاسْتَأْذَنَ فى أن يفتح باب جناحه ثم جاء وخلفه جرسون فندق الهليتون يجر عربه شاى عليها مشروبات ساخنة من القهوة والشاي وعليها أيضا زجاجتان من المياه المعدنيه وبعض انواع من الكعك والبسكوت واطباق صغيرة وكؤوس وأكواب نظيفه.
شكر الشاعر الكبير نزار قبانى الجرسون فاستأذن منصرفا بابتسامة ودودة.
صَدَرَتْ عَنْهُ تَنْهِيدَةٌ وقد انخفض صوته وقال بهدوء شديد: الموت لا يحدث بِأَرَادَتِنَا ولو كان بِأَرَادَتِنَا ما مات أحد.. أنا أتعامل معه بموضوعية باعتباره شيئا لابد منه.. شيء قادم.. ولم يخلد أحد في التاريخ.. صدقنى لا يشغلني ولا يشغل بالي كثيرا.. أسمع، طالما أنا أكتب.. أحرك أصابعي.. أنتج.. اخرج كتابا.. فأنا أولد من جديد.
واستكمل: لعلك تعرف ما حدث في الأمسيه الشعرية بمعرض الكتاب التى تمت مؤخرا.. حضرها حوالي سبعه آلاف مستمع.. فى هذة الندوة شعرت أنى أولد من جديد.. هذا ما يحدث دائما في حالات الخلق.. عندما تخلق شيئا على الورق او تلقى قصائدك في مكان عام تتجدد قدرتك على الحياة.. الشعر هو التحدي الكبير للموت.. الموت لا يخاف إلا من الشاعر!.
قلت له وقد علت علامات الدهشة على وجهى وبماذا تقصد من تعبيرك ان الموت لا يخاف الا من الشاعر؟.. أبتسم وقد ارتفع صوته بقوة وهو يقول: نعم.. الموت لا يخاف الا من الشاعر لأن الشعر أكبر من الموت.. زمنيا باق أكثر..أنظر.. شاعر مثل أبو الطيب المتنبي.. هذا شاعر عربي من العصر العباسي، يعد واحدا من أعظم الشعراء العرب على مر العصور وأحد مفاخر الأدب العربي له اكثر.. أَكْثَرَ مِنْ الفِ وَمِائَتَيْنِ عام.. هل تقول أن المتنبي مات.. لا..هو مات بيولوجيا لكن لم يمت فكرا.. كذلك الشعراء فى كل مكان.. وِلْيَمْ شكسبير.. دانتي.. شارل بودلير.. آرثر رامبو.. كلهم باقون.
المتنبي الشاعر تذكره كل يوم.. تلتقط بيتا من أبيات شعره.. أبيات شعره موجودة على موائدنا.. في اجتماعاتنا.. فوق أرصفتنا.. في مكاتبنا.. ولذلك يوجد موت مستحيل.. وهو موت الشعراء وأيضا المشاهير..أما موت الخلايا.. فهو موت كل البشر..يا سيدي القصيده هي الخالدة.
بعد أن التقط أنفاسه وعاد إليه الهدوء بعد انفعاله الشديد سألته: وهل يشغل بال الشاعر الكبير الحياة الآخرة؟.. أجاب بطريقته الشامية الجميله بأنه لا يفكر في الحياة الآخرة، ثم قال وهو يؤكد على كلامه: أنا لا أشغل بالى بها.. صعب...رغم أننى أؤمن بنظرية التناسخ أو التقمص.. دورة الحياة..انتقال الحياة من كائن لكائن.. واحد يموت يطلع كائن آخر.. ربما من جسده.. شجرة تسقط تطلع أغصان جديدة خضراء.. وردة تموت تطلع منها وردة أخرى.. سلسلة من الولادات تنتصر دائما على الموت.. فيها تتجدد الحياة.
سألته وقلت له أعرف أيضا انك ضد الوظيفة أليس هذا صحيحا؟.. ضحك الشاعر الكبير وقد امتلأت ملامح وجهة بهجة من سؤالى.
بإذن الله الأسبوع القادم أكمل حوارى مع نزار قبانى أكبر شاعر عربى كتب شعرا فريدا عن المرأة والحب
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: نزار قباني فنجان قهوة الشاعر الکبیر الموت لا
إقرأ أيضاً:
أسرار جديدة حول قناع الملك الشاب توت عنخ آمون.. هل صنع لامرأة؟
في الرابع من نوفمبر 1922، توصل الباحث البريطاني هوارد كارتر، المهتم بالمصريات، إلى مقبرة توت عنخ آمون على الضفة الغربية للنيل في وادي الملوك، حيث عثر على درجات سلم تؤدي إلى المقبرة، ووضع فورًا خطة للكشف عن هذا الاكتشاف الأثري المذهل، ودخل «كارتر» وفريقه إلى المقبرة، فوجدوا كميات هائلة من الكنوز الذهبية التي لم تمس، والتي لم يسبق لها مثيل لملك في العالم.
مرّ على هذا الكشف المذهل، الذي عُثر فيه على قناع توت عنخ آمون الشهير بقناع الموت، أكثر من 100 عام تقريبًا، ويُعتبر القناع أحد أكثر الآثار المصرية شهرة في العالم، ولكن أبحاثًا جديدة أُجريت في الساعات الماضية من قبل العلماء، ونشرتها صحيفة «ديلي ميل»، كشفت عن مفاجآت جديدة.
مفاجآت جديدة حول قناع توت عنخ آمونقال فريق من جامعة يورك في المملكة المتحدة إن الثقوب الموجودة في قناع توت عنخ آمون من ناحية الأذنين تشير إلى أن القناع كان مخصصًا في الأصل لامرأة ذات مكانة عالية أو طفل، وربما كان مخصصًا لزوجة أب الملك توت عنخ آمون التي لم يتم العثور على جثتها أبدًا.
ويفترضون أن وفاة توت عنخ آمون المفاجئة في سن الثامنة عشرة ربما أدت إلى تشكل القناع فوق وجه المالك الحقيقي للقناع، وقالت البروفيسورة جوان فليتشر: «هذا القناع لم يُصنع لفرعون ذكر بالغ، عندما أجريت دراسة حول قناع الذهب، وجدنا أن الوجه مصنوع من ذهب مختلف تمامًا عن بقية الأقنعة».
ما سر الأذنين المثقوبتين في قناع توت عنخ آمون؟يزعم الباحثون أنهم توصلوا إلى هذه النظرية الجديدة بعد إعادة فحص السجلات التاريخية للحفريات التي جرت عام 1922، والتي أشارت إلى تعديلات جسدية على القناع لا تتوافق مع التقاليد المصرية القديمة، وقد لفتت وثيقة واحدة على وجه الخصوص انتباه البروفيسورة فليتشر، وكان نصها: «ركزت على سمة واحدة تم تجاهلها لفترة طويلة، وهي الأذنان المثقوبتان بشكل واضح على قناع الموت».
ورغم أن الفراعنة كانوا يرتدون الأقراط، إلا أن التعديلات لم تُجر على قناع الموت، حيث كان يتم ثقب الأذنين فقط في الأقنعة التي كانت تُصنع للملكات والأطفال، كشفت البروفيسورة فليتشر عن هذه الحقائق في فيلم وثائقي صدر مؤخرًا، حيث أكدت أنها متأكدة من أن قناع الموت لم يكن مصممًا خصيصًا للملك توت.
أصل الفكرة ولمن يعود القناع؟طُرحت هذه الفكرة لأول مرة عام 2015 من قبل عالم المصريات نيكولاس ريفز، الذي ادعى أن غطاء الوجه الذهبي صُنع في الأصل للملكة نفرتيتي، زوجة أب الملك الشاب، والتي تزوجت من أخناتون والد توت عنخ آمون، ولكن قبرها لم يُكتشف بعد.
وتولى الملك توت عنخ آمون عرش مصر عندما كان عمره 9 سنوات فقط، وحكم من عام 1332 قبل الميلاد إلى عام 1323 قبل الميلاد، وفي عام 1922، اكتشف عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر القناع في مقبرة توت الفخمة في وادي الملوك على الضفة الغربية لنهر النيل.
صُنع قناع الموت لكل من الفراعنة والأشخاص العاديين لتكريم المتوفى وإنشاء اتصال مع العالم الروحي، وكان يُصمم على شكل وجه الشخص لمساعدة روح المتوفى على العودة إلى جسده حتى يتمكن الإله المصري أنوبيس من محاكمته.