سام برس:
2024-10-05@00:10:14 GMT

الإعصار الصهيوني

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

الإعصار الصهيوني

بقلم/ سمير عطا الله
تعثرُ الكوارث الطبيعية على من يحلل أسبابها مثل الكوارث السياسية التي يكون محلِّلوها على استعدادٍ مسبقٍ. وتَحارُ وأنت تقرأ هذا الكمّ من النظريات، خصوصاً عندما يصدر عن أشخاص اعتباريين ولهم مسؤوليات بين الناس.

ومنذ وقوع الطوفان الرهيب في شرق ليبيا لم نعد نعرف إذا ما كان السبب تهدّم السدود التي أهملها المسؤولون المَحَلِيّون، والفساد المنتشر في ليبيا وغيرها، أم أن الطبيعة غضبت كلَّ هذا الغضب الهائل، لأسبابٍ تتعلق بسلوك حكوماتها وأعمال النظام السابق.

وكان تَدخُّل الرئيس التونسي قيس بن سعيد مفاجئاً حقاً. فقد اكتشف دون سواه البعد الصهيوني في المأساة. وشرحهُ أن «دانيال» الذي سميَ الإعصار باسمه نبيٌ من أنبياء اليهود. وبالتالي فإن التسمية لاستثمارات أخرى، التي تديرها الصهيونية العالمية. فإن الرئيس قيس لم يكن حاسماً في تفسيره العلمي المجرد: هل المسألة في الاسم، أم في هطول 400 مم من الأمطار المتوحشة خلال يومٍ واحد؟

تميلُ الجماعات غالباً إلى العودة إلى الأساطير؛ الحكايات التي توارثتها في الأزمنة من أجل أن تفسر الأحداث المهولة التي تضربُ البشر. مع أن العلم أصبح قادراً على تحديد أسباب الفيضانات والتنبؤ بها وتحذير الناس من وقوعها بما يعطيهم الوقت الكافي لتحاشيها، كما يحدث في الولايات المتحدة وأوروبا، بحيث يخف عدد الضحايا وأحياناً يمنعُ سقوطهم.

لقد مرّ الإعصار الصهيوني «دانيال» بحوض المتوسط دولةً دولةً. ولم يعثر على سدودٍ مهترئةٍ إلا في ليبيا. وفيها أيضاً عُثر على حكوماتٍ متناحِرة ودولة مشلولة وشعب منكوب منذ نصف قرن بسوء الإدارة. المؤسف أن السيد الرئيس وجّه تهمة الصهيونية إلى علماء الطقس الذين اختاروا الاسم. وهؤلاء لهم حسابات أخرى، وإلا لما كانوا أطلقوا هذا العام اسم «إدريس» بدلاً من اسم «إييان» على أحد الأعاصير. ومنذ 1953 قامت منظمة الطقس العالمي بتغيير 94 اسماً، معظمها نسائي، مثل إيميلي وكاتيا ولينا ومارغو وآرلين.

مشكلتنا مزمنة مع العلم، وكم هو محزن أن نعرف اليوم أن بين الأسباب التي زادت من حجم الكارثة، أن الكثيرين من سكان درنة لم يأخذوا التحذيرات بجديّة، وظلّوا في منازلهم الواقعة في منطقة الوديان، وتركوا للحظ، وليس للعلم، أن يساعدهم على النجاة. الرحمةُ لأرواحهم وكان الله في عون الأحياء.

نقلاً عن الشرق الاوسط

المصدر: سام برس

إقرأ أيضاً:

بعد مقتل أكثر من 180 شخصا.. الكوارث المناخية تضرب أمريكا

حذر خبراء الأرصاد الجوية طوال أيام من احتمال أن يسبب إعصار هيلين دمارا واسع النطاق في الولايات المتحدة.
لكن عندما ضربت العاصفة القوية ولاية فلوريدا واجتاحت شرقي الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل أكثر من 180 شخصا وقطع الاتصال عن مناطق بأكملها، كان ذلك بمثابة صدمة.
أخبار متعلقة أمريكا.. 180 قتيلًا بسبب الإعصار هيلينمقتل 6 وإصابة 12.. جنود مكسيكيون يفتحون النار على مهاجرينمقتل رجل أعمال سعودي في مصر.. ماذا أهدى المجني عليه لقاتله قبل الجريمة؟ .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الإعصار هيلين - وكالاتالكوارث المناخيةوكانت منطقة بيج بيند في فلوريدا، المنطقة التي بلغ عندها إعصار هيلين اليابسة، قد مرت بعقود دون أن تتعرض لأعاصير.
وفي العام الماضي أو نحو ذلك، شهدت المنطقة ثلاثة أعاصير، وفقا لما ذكرته وكالة بلومبرج للأنباء.
وأصيب النصف الغربي من ولاية كارولينا الشمالية، الذي كان يعتبر في وقت من الأوقات ملاذا آمنا من أسوأ تأثيرات تغير المناخ، بالشلل بسبب الفيضانات.

مقالات مشابهة

  • فيصل الفيتوري: ليبيا ليست دولة بكامل العقلانية
  • بعد مقتل أكثر من 180 شخصا.. الكوارث المناخية تضرب أمريكا
  • الرئيس الإيراني: العدوان الصهيوني سينال عقابه وسنواصل دعم المقاومة حتى تحرير فلسطين
  • الرئيس الإيراني يحذر كيان العدو الصهيوني ويؤكد أن أي خطأ يرتكبه سيلحقه رداً أكثر قسوة وتدميرا
  • الرئيس السيسي وبن زايد يشهدان استعراض سلاح المدرعات
  • الرئيس الإيراني: أي خطأ يرتكبه الكيان الصهيوني سيلحقه رداً أكثر قسوة وتدميرا
  • بو الرايقة: ليبيا تحتاج إلى رجل دولة يوحد ولا يلتفت إلى العصبيات
  • ما هي مواصفات الصواريخ الإيرانية التي استهدفت الكيان الصهيوني؟
  • الرئيس الفنزويلي ’’مادورو’’ يكشف خفايا المخطط الصهيوني في العدوان على لبنان وهذه الدول العربية على رأس القائمة (تفاصيل خطيرة)
  • الرئيس “بزشكيان” مخاطباً العدو الصهيوني: “هذا ليس سوى جانب من قوتنا.. لا تدخلوا في صراع مع إيران”