بقلم/ سمير عطا الله
تعثرُ الكوارث الطبيعية على من يحلل أسبابها مثل الكوارث السياسية التي يكون محلِّلوها على استعدادٍ مسبقٍ. وتَحارُ وأنت تقرأ هذا الكمّ من النظريات، خصوصاً عندما يصدر عن أشخاص اعتباريين ولهم مسؤوليات بين الناس.
ومنذ وقوع الطوفان الرهيب في شرق ليبيا لم نعد نعرف إذا ما كان السبب تهدّم السدود التي أهملها المسؤولون المَحَلِيّون، والفساد المنتشر في ليبيا وغيرها، أم أن الطبيعة غضبت كلَّ هذا الغضب الهائل، لأسبابٍ تتعلق بسلوك حكوماتها وأعمال النظام السابق.
تميلُ الجماعات غالباً إلى العودة إلى الأساطير؛ الحكايات التي توارثتها في الأزمنة من أجل أن تفسر الأحداث المهولة التي تضربُ البشر. مع أن العلم أصبح قادراً على تحديد أسباب الفيضانات والتنبؤ بها وتحذير الناس من وقوعها بما يعطيهم الوقت الكافي لتحاشيها، كما يحدث في الولايات المتحدة وأوروبا، بحيث يخف عدد الضحايا وأحياناً يمنعُ سقوطهم.
لقد مرّ الإعصار الصهيوني «دانيال» بحوض المتوسط دولةً دولةً. ولم يعثر على سدودٍ مهترئةٍ إلا في ليبيا. وفيها أيضاً عُثر على حكوماتٍ متناحِرة ودولة مشلولة وشعب منكوب منذ نصف قرن بسوء الإدارة. المؤسف أن السيد الرئيس وجّه تهمة الصهيونية إلى علماء الطقس الذين اختاروا الاسم. وهؤلاء لهم حسابات أخرى، وإلا لما كانوا أطلقوا هذا العام اسم «إدريس» بدلاً من اسم «إييان» على أحد الأعاصير. ومنذ 1953 قامت منظمة الطقس العالمي بتغيير 94 اسماً، معظمها نسائي، مثل إيميلي وكاتيا ولينا ومارغو وآرلين.
مشكلتنا مزمنة مع العلم، وكم هو محزن أن نعرف اليوم أن بين الأسباب التي زادت من حجم الكارثة، أن الكثيرين من سكان درنة لم يأخذوا التحذيرات بجديّة، وظلّوا في منازلهم الواقعة في منطقة الوديان، وتركوا للحظ، وليس للعلم، أن يساعدهم على النجاة. الرحمةُ لأرواحهم وكان الله في عون الأحياء.
نقلاً عن الشرق الاوسط
المصدر: سام برس
إقرأ أيضاً:
أكبر مصدّر لخام الحديد في العالم خارج الخدمة.. ماذا حدث؟
يستعد مركز خام الحديد في أستراليا وهو أكبر مصدر للحديد لمواجهة أحد أقوى الأعاصير المداري التي تضرب المنطقة منذ عام 2007، حيث أصبح المركز "خارج الخدمة".. فماذا حدث؟
الإعصار المداري "زيليا" قد اشتد وأصبح تصنيفه بالمستوى 5، وهو يعتبر الأكثر قوة في هذا النطاق، مما يشكل تهديدًا لمرافق الموانئ والمناجم الكبيرة التي تديرها شركات مثل "ريو تينتو" و"بي إتش بي".
تفاصيل إعصار "زيليا"من المتوقع أن تصل العاصفة إلى اليابسة يوم الجمعة غرب ميناء هيدلاند، وهو أكبر ميناء لتصدير خام الحديد في البلاد.
تشير التوقعات إلى هبات رياح مدمرة تصل سرعتها إلى 320 كيلومترًا في الساعة. تم إغلاق ميناء هيدلاند وأيضاً ميناء دامبير، المعروف بتصديره لخام الحديد والغاز الطبيعي المسال، كما تم إغلاق جزيرة فارانوس.
ماذا ينتظر الحديد؟تُعتبر منطقة بيلبارا في أستراليا المصدر الرئيسي لخام الحديد، وأستراليا بالفعل هي أكبر مصدر له في العالم. وقد تعرضت موانئ التصدير لأمطار غزيرة نتيجة لعدة عواصف في وقت سابق من هذا العام، إلا أن "زيليا" يعد الإعصار الأول الذي يهدد عمليات التعدين بشكل مباشر.
تعاني المرافق من خطر تراكم المياه في الحفر المفتوحة والطرق الموحلة، مما قد يؤدي إلى غمر خطوط السكك الحديدية التي تستخدم في نقل خام الحديد إلى الموانئ.
أوضحت شركة "بي إتش بي" أن عملياتها في ميناء هيدلاند توقفت وتم ربط المعدات في انتظار العاصفة. في نفس السياق، أكدت شركة "فورتيسكيو" تعليق السفر غير الضروري إلى عملياتها في بيلبارا، بينما قالت شركة "ريو" إنه من المبكر تحديد الفترة التي ستظل فيها عمليات الموانئ والسكك الحديدية مغلقة.
تأثير الأعاصير السابقةيذكر أن الإعصار "شون" الذي حدث الشهر الماضي قد ألحق أضرارًا بمنشأة ميناء تملكها شركة "ريو"، مما حذر الشركة من تأثيرات على شحنات خام الحديد خلال الربع الأول من السنة، رغم أنها أبقت على توقعاتها العامة لعام 2025 دون تغيير.
أسعار خام الحديد شهدت ارتفاعًا بنسبة 1.8% يوم الأربعاء في سنغافورة، وهو أعلى مستوى لها في أسبوع تقريبًا، ولكنها تراجعت إلى ما دون 107 دولارات للطن يوم الخميس بعد توضيحات حول التأثيرات المتوقعة للإعصار.
الغاز الطبيعي المسال في خطرإلى جانب خام الحديد، تعد المنطقة أيضًا مركزًا رئيسيًا للغاز الطبيعي المسال. حيث تنتشر مراكز الإسالة التي تديرها شركات مثل "Woodside Energy" و"شيفرون" على طول الساحل. وهناك تحذيرات بخصوص هذه المنشآت، حيث أعلنت شيفرون أنها تراقب الوضع بينما تتخذ "Woodside" الاحتياطات اللازمة لحماية موظفيها ومرافقها.
أوقفت شركة "شل" سحب الغاز من منشأة Prelude العائمة نتيجة الظروف الصعبة الناتجة عن الإعصار.
بدورها أكدت وزيرة الموارد الأسترالية، مادلين كينج، أن جميع مرافق الإنتاج والتخزين العائمة قبالة سواحل ميناء هيدلاند في حالة استعداد لمغادرة المنطقة.