الذكاء الاصطناعي جردهن من ملابسهن.. صدمة بعد تداول صور عارية لفتيات
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
تحقق الشرطة الإسبانية في تداول صور عارية لفتيات بواسطة الذكاء الاصطناعي في بلدة ألمندراليخو الصغيرة الواقعة في جنوب البلاد، مما تسبب في حالة صدمة بين الأهالي.
وأوردت صحف إسبانية وبريطانية أن الشرطة فتحت تحقيقا بعد إبلاغ أمهات بتداول صور، تم تعديلها بواسطة الذكاء الاصطناعي، لأكثر من 20 فتاة في البلدة اتي يبلغ عدد سكانها نحو 30 ألف شخص في مقاطعة بداخوث.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن هذه الصور كانت في الأصل صورا طبيعية للفتيات بملابسهن العادية وبعضها كان على حساباتهن على وسائل التواصل الاجتماعي، وتم التلاعب بها من خلال تطبيق يجرد الشخص من ملابسه.
وحتى الآن، بلغ ضحايا هذا التطبيق أكثر من 20 فتاة، تتراوح أعمارهن بين 11 و17 عاما، جميعهن استخدمن التطبيق في ألمندراليخو أو بالقرب منها.
وأوردت جريدة إلبايس حالة إيزابيل، البالغة 14 عاما، التي ذهبت إلى مدرستها ذات صباح ليخبرها زملاؤها بانتشار صور عارية لها ولزميلاتها على الهواتف.
وعندما عادت إلى منزلها، أخبرت والدتها وقالت: "يقولون إن هناك صورة عارية متداولة. لقد فعلوا ذلك باستخدام تطبيق الذكاء الاصطناعي. أنا خائفة".
وتضم ألمندراليخو 5 مدارس متوسطة، وفي أربع منها على الأقل انتشرت صور عارية تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لطالبات، وفق الصحيفة الإسبانية.
وتشير الصحيفة إلى غوميز التي أخبرتها ابنتها المراهقة أنها كانت تتحدث على إنستغرام مع صبي طلب منها "بعض المال"، وعندما رفضت أرسل لها صورتها عارية.
وتقول "بي بي سي" إن الشرطة الإسبانية تحقق الآن في الأمر، وبحسب تقارير تم تحديد حوالي 11 صبيا في البلدة، لتورطهم في تكوين الصور، و تداولها عبر تطبيقي "واتساب" و"تيليغرام".
ويرجع الفضل في إلقاء الضوء على هذه القضية إلى إحدى أمهات الفتيات، وتدعى مريم الأديب، وهي طبيبة نسائية استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي لإثارة نقاش عام بشأن هذه القضية في إسبانيا.
وأشارت في مقطع على إنستغرام إلى أنها عندما عادت للتو من رحلة، اكتشفت أمرا "خطيرا" حدث لابنتها. وقالت إن ابنتها (14 عاما) أبلغتها بوجود صورة عارية لها وفتيات أخريات.
ولقي الفيديو تفاعلا كبيرا بعد أن حثت الطبيبة الأمهات الأخريات على الإبلاغ عما حدث لبناتهن، وعدم الخوف.
وتأتي هذه الحوادث في وقت أثارت فيه برامج الذكاء الاصطناعي، ومن بينها روبوت الدردشة "شات.جي.بي.تي"، مخاوف من تأثيرها على الخصوصية.
وفي مارس الماضي، وجه باحثون وقادة قطاع التكنولوجيا رسالة مفتوحة يحذرون فيها من "المخاطر الجسيمة" على المجتمع والإنسانية لأنظمة الذكاء الاصطناعي.
"الخطر المدهش" للذكاء الاصطناعي.. صور من دون كاميرا "صورة لوجه طفل، امرأة ترتدي معطفا أحمر، تصميم لمنزل يضاهي تصاميم زها حديد، وجه بقرة" وغيرها من الصور عرضتها صحيفة "واشنطن بوست"، والتي تكشف فيه أنها ليست صور ملتقطة بعدسة الكاميرا.المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي وفهم التاريخ: تحديات ومعوقات
تعدُّ تقنية الذكاء الاصطناعي من أكثر التطورات التكنولوجية إثارة في العصر الحديث، حيث نجحت في تحويل العديد من المجالات مثل الرعاية الصحية، التعليم، الصناعات، والاقتصاد. ومع ذلك، يظل الذكاء الاصطناعي يواجه تحديات هائلة في مجالات تتطلب فهماً عميقًا ومعقدًا، مثل فهم التاريخ. فرغم التقدم الهائل الذي حققته الخوارزميات في معالجة البيانات وتحليل الأنماط، يبقى أن التاريخ ليس مجرد سرد للأحداث، بل هو دراسة ديناميكية متشابكة للإنسان والمجتمع.
- السياقات الاجتماعية والسياسية المعقدة
التاريخ ليس مجرد مجموعة من التواريخ والأحداث المفردة، بل هو نسيج معقد من الوقائع التي تتداخل مع بعض العناصر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. على سبيل المثال، لا يكفي مجرد معرفة أن الحرب العالمية الثانية اندلعت في عام 1939. لفهم أسبابها وآثارها، يجب النظر إلى الظروف التي سبقتها، مثل الكساد العظيم، والتحولات الاقتصادية العالمية. يصعب على الخوارزميات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي فهم هذه التداخلات العميقة بين العوامل المختلفة، حيث لا يمكنها دائمًا التقاط المعاني المتعددة للأحداث في سياقها التاريخي.
- البيانات المفقودة والتحيزات التاريخية
الذكاء الاصطناعي يعتمد بشكل كبير على البيانات المدخلة له، وهي غالبًا ما تكون مقتصرة على السجلات المكتوبة أو الشفوية التي قد تكون ناقصة أو متحيزة. على سبيل المثال، قد تكون الروايات التاريخية غير شاملة لبعض الفئات الاجتماعية أو الثقافية. كما أن السجلات التاريخية قد تحتوي على تحيزات، سواء كانت سياسية، ثقافية، أو اجتماعية. مثلًا، قد تغطي السجلات التاريخية في العديد من المجتمعات الغربيّة في العصور الوسطى أو الحديثة تاريخ النخبة فقط، متجاهلة الطبقات الفقيرة أو النساء. هذه التحيزات تشكل عقبة أمام الذكاء الاصطناعي في توفير تحليل شامل وعادل للأحداث التاريخية.
اقرأ أيضاً.. هل يغير الذكاء الاصطناعي مستقبل علاج الأمراض النادرة؟
- التفسير البشري والمعنى الثقافي
التاريخ ليس مجرد تسلسل للأحداث بل هو أيضًا تفسير بشري لتلك الأحداث. البشر ليسوا مجرد شهود على الماضي، بل هم من يخلقون المعاني ويحللونها بناءً على قيمهم ومعتقداتهم. الذكاء الاصطناعي، رغم قوته في معالجة البيانات، يظل عاجزًا عن فهم أبعاد المشاعر، الدوافع، والصراعات الإنسانية التي تلعب دورًا محوريًا في تشكيل التاريخ. على سبيل المثال، قد يكون من الصعب على الذكاء الاصطناعي أن يفهم تمامًا العواقب النفسية والاجتماعية التي خلفها حدث مثل حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة.
- اللغة والمجازات التاريخية
اللغة التاريخية مليئة بالتعابير المجازية والتلميحات الثقافية التي قد تكون غير واضحة للخوارزميات. فالتاريخ لا يُكتب فقط من خلال الحقائق الملموسة، بل من خلال الأساطير، الشعر، الأدب، والمجازات. على سبيل المثال، قد يعبّر كتاب تاريخ عن حدث معين باستخدام لغة شاعرية أو رمزية، وهو ما يتطلب من القارئ البشري استخدام حدسه الثقافي لفهم المعاني العميقة. في المقابل، يواجه الذكاء الاصطناعي صعوبة في فهم هذه الأبعاد الرمزية التي تعد جزءًا لا يتجزأ من فحص التاريخ.
- التغيرات في المفاهيم عبر الزمن
المفاهيم مثل العدالة، السلطة، الحرية، والحقوق، تتغير مع مرور الوقت. ما كان يُعتبر مقبولًا أو طبيعيًا في العصور الماضية قد لا يُعتبر كذلك اليوم. على سبيل المثال، حقوق الإنسان في القرن العشرين لا تشبه بالضرورة حقوق الإنسان في القرون السابقة. ولكن لفهم هذه التحولات بعمق، يحتاج الإنسان إلى النظر في التطور الثقافي والاجتماعي في سياق الزمن، وهو أمر لا يستطيع الذكاء الاصطناعي فهمه بالكامل، لأنه يفتقر إلى الوعي بالتطورات الإنسانية التي شكلت تلك التحولات.
اقرأ أيضاً.. جوجل تزيد استثماراتها في شركة ناشئة للذكاء الاصطناعي
التحديات المستقبلية للذكاء الاصطناعي في فهم التاريخ
على الرغم من هذه التحديات، فإن الذكاء الاصطناعي لا يزال يقدم إمكانيات كبيرة لتحليل التاريخ. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في جمع البيانات وتحليل الأنماط بشكل أسرع وأكثر دقة مما يمكن للبشر القيام به، ولكن يجب أن يظل الإنسان في الصدارة عندما يتعلق الأمر بتفسير السياقات والتعقيدات الثقافية.
في المستقبل، قد يشهد الذكاء الاصطناعي تطورًا في فهمه للتاريخ، وذلك من خلال تحسين تقنيات معالجة اللغة الطبيعية واستخدام التعلم العميق لتطوير نماذج قادرة على تفسير الأحداث البشرية بعمق أكبر. إلا أن الذكاء الاصطناعي لن يكون بديلاً عن التفسير البشري، بل يجب أن يُستخدم كأداة مساعدة في عملية البحث والتحليل.