الجزيرة:
2024-11-23@14:14:55 GMT

رحلة القروض الصينية لأفريقيا من الصعود إلى التراجع

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

رحلة القروض الصينية لأفريقيا من الصعود إلى التراجع

تراجع الإقراض الصيني خلال العامين الأخيرين بشكل ملفت، مخالفا حالة الصعود خلال العقدين الماضيين. وهذا التقرير يناقش الأسباب وراء هذا التراجع.

تمكنت الصين خلال ما يزيد على 20 عاما من أن تحتل موقع الصدارة في أفريقيا من حيث النشاط الاقتصادي، خاصة الإقراض الموجه لتمويل مشاريع البنية التحتية، وساعدت في نجاحها هذا الحاجة المتبادلة للطرفين، ونأي بكين بنفسها عن القضايا والمشكلات الداخلية للدول الأفريقية، وهو ما أهلها لتعزيز الثقة وتعميق الشراكة مع هذه الدول.

واستخدمت الصين لتحقيق أهدافها الاستثمارية في أفريقيا عدة أذرع؛ أبرزها منتدى التعاون الصيني الأفريقي الذي أُنشئ عام 2000، ومجلس الأعمال الصيني الأفريقي الذي أنشئ في 2004.

القروض الصينية واحتياجات أفريقيا

تشير تقارير البنك الدولي إلى أن قروض الصين للدول الأفريقية بلغت خلال 20 عاما نحو 696 مليار دولار، في حين تقدر تقارير حول أسواق الاستدانة في أفريقيا بأن القارة كانت وجهة لنحو 12% من إجمالي عمليات الإقراض الدولي الصينية للقطاعين العام والخاص.

وتقول هذه التقارير إن إجمالي القروض الصينية لدول القارة تضاعف نحو 5 مرات في الفترة بين 2000 و2020، بينما تركز توجه الأموال الصينية للاستثمار في البنية التحتية.

ورغم ارتفاع القروض الصينية لأفريقيا على مدى عقدين فإن الدراسات الأخيرة لصندوق النقد الدولي أشارت إلى حاجة أفريقيا لنحو 285 مليار دولار لاستكمال البنية التحتية الحيوية.

كما أشارت إلى أن نحو 20 دولة أفريقية معرضة لمخاطر ضائقة الديون حيث تتجاوز نسبة الدين لديها 50% من الناتج المحلي الإجمالي، وأن نحو 20% من الديون الخارجية الأفريقية مستحقة للصين.

وهناك 10 دول أفريقية يشار إليها بوصفها أكثر الدول الأفريقية استدانة من الصين، وفقا لصندوق النقد.

 القروض الصينية والغربية

لا تنفرد الحكومة الصينية وأذرعها المالية في مجال الإقراض للقارة السمراء، بل هناك مؤسسات وبنوك تجارية تشارك في هذا النوع من أنشطة الإقراض.

ولدى السلطات في بكين مجموعة متنوعة من أدوات الإقراض، وذكر مركز التنمية العالمية في دراسة قام بها فريق بحثي -على 535 صفقة على صعيد البنية التحتية تم تمويلها بين القطاعين العام والخاص وتم تنفيذها في أفريقيا جنوب الصحراء بين 2007 و2020- أن الصين قدمت تمويلا قدره 23 مليار دولار، بينما قدمت مؤسسات التمويل الكبرى الأخرى مجتمعة 9.1 مليارات دولار، وأن مؤسسات التمويل الأميركية الكبرى لم تقدم سوى 1.9 مليار دولار قروضا لمشروعات البنية التحتية في تلك الفترة.

سمات القرض الصيني

لا شك أن سياسة الإقراض الصينية لها ما يميزها عن غيرها من مؤسسات الإقراض العديدة على المستوى الدولي، ومن أبرزها:

قروض الميسرة من "إكسيم بنك" (بنك التصدير والاستيراد الصيني المملوك للدولة)، وتمنح هذه القروض المقومة باليوان للمؤسسات الحكومية، وبشروط أقل من شروط السوق. القروض الصينية يتم استثمارها في البنية التحتية، وهي أكثر ما تحتاجه أفريقيا، بينما القروض الغربية، لا يتم استثمارها في هذا المجال فضلا عن أن فوائدها عالية، وأحيانا يتم بيعها لصندوق النقد الدولي. لا تضع الصين شروطا مسبقة مقابل القروض كما تفعل الدول الغربية، خاصة من ناحية اشتراط تبني النهج الليبرالي وسياسات حقوق الإنسان كشرط للتنمية. تراجع الإقراض الصيني

تشير دراسة قام بها مركز سياسات التنمية العالمية بجامعة بوسطن بالولايات المتحدة إلى تراجع في تدفقات الأموال الصينية للتنمية الخارجية، محذرة من حدوث تداعيات على أفريقيا.

الدراسة أفادت بأن مؤسستين رئيسيتين في الصين -هما بنك التنمية الصيني وبنك التصدير والاستيراد- لم يتجاوز ما التزما به 10 التزامات تجاه الدول الأفريقية قيمتها 1.5 مليار دور بين عامي 2020 و2022، وهو ما يُعد أدنى مستوى خلال السنوات الأخيرة.

ويعد هذا المبلغ صغيرا لم تشهده القارة منذ منتصف العقد الأول من القرن الحالي، حيث انخفض الالتزام بنسبة 77% عن عام 2019 عندما وقعت الصين 32 اتفاقية قرض بقيمة 8.2 مليارات دولار.

وخلصت الدراسة إلى أن أهم أسباب تراجع حجم القروض الصينية يعود إلى تركيز الصين في أولوياتها على الداخل الصيني استجابة لتداعيات جائحة كورونا وتأثيرها الاقتصادي.

وتحولت الصين من مشاريع البنية التحتية الضخمة إلى مشاريع أصغر مضمونة الربح، وقليلة المخاطر، خاصة للقطاع الخاص في إطار مبادرة الحزام والطريق.

إضافة إلى ذلك، تراجعت قدرة المقترضين في أفريقيا على تحمل ديون إضافية تجنبا للانتقادات اللاذعة التي تصف القروض الصينية بأنها فخاخ ونوع من أنواع الهيمنة أو دبلوماسية الديون الصينية كما يصفه المسؤولون الغربيون.

ويدافع الصينيون عن أنفسهم ضد الدعاية الغربية التي تقول إن الصين تحاصر أفريقيا بالديون، وذكرت الخارجية الصينية في بداية هذا العام أن الصين وأفريقيا يتقاسمان السراء والضراء في طريق التنمية المشتركة، وأن بكين ملتزمة بمساعدة أفريقيا من خلال تخفيف الديون، حيث توصلت إلى توافقات مع 19 دولة بالقارة السمراء.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: البنیة التحتیة ملیار دولار فی أفریقیا

إقرأ أيضاً:

معالي سعيد محمد الطاير يستقبل وفداً من كلية بنك الشعب الصيني للعلوم المالية التابعة لجامعة تشينغهوا الصينية

 

في إطار حرص هيئة كهرباء وميا دبي على تعزيز التعاون الدولي في مجالات الابتكار والاستدامة والحلول المستقبلية للطاقة، استقبل معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، وفداً من برنامج الشرق الأوسط والصين التنفيذي للاستثمار في العلوم “ساينفيست” في جامعة تشينغهوا – كلية بنك الشعب الصيني للعلوم المالية، برئاسة جيا هونغ ليانغ، المدير التنفيذي لبرنامج “ساينفيست” في جامعة تشينغهوا. ويعكس هذا الاجتماع رفيع المستوى عمق العلاقات الاستراتيجية التي تجمع دولتي الإمارات العربية المتحدة والصين.
ضمَّ الوفد الصيني 36 عضواً من الرؤساء التنفيذيين والأكاديميين في جامعة تشينغهوا، وهدف إلى استكشاف مساراتٍ للتعاون المشترك وتبادل المعارف في مجالات الطاقة المتجددة والشبكات الذكية والذكاء الاصطناعي والتنمية المستدامة. وتتماشى هذه الزيارة مع جهود الهيئة لتعزيز التعاون مع مختلف دول العالم، وترسِّخ مكانتها الرائدة كنموذجٍ للتميز في قطاع الطاقة العالمي.
خلال اللقاء، سلَّط معالي سعيد محمد الطاير الضوء على الأهداف الطموحة لإمارة دبي في قطاعات الطاقة والتنمية المستدامة والمُستوحاة من الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة بتعزيز الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر، حيث تسير الإمارة بخطى حثيثة لتحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي لتوفير 100% من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول العام 2050.
وأشار معالي الطاير إلى الإسهامات الرائدة لهيئة كهرباء ومياه دبي في دعم تحول دبي إلى مركز عالميٍّ للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، مستعرضاً أهم إنجازات الهيئة في هذا المجال، وعلى رأسها مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وستبلغ قدرته الإنتاجية أكثر من 5,000 ميجاوات بحلول عام 2030 باستخدام تقنيتي الألواح الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة باستثمارات إجمالية تصل إلى 50 مليار درهم. وعند اكتماله، سيسهم المجمع في تقليل أكثر من 6.5 ملايين طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً.
علاوةً على ذلك، تطرَّق معالي الطاير إلى الإنجازات غير المسبوقة التي حقَّقتها الهيئة وريادتها العالمية بوصفها واحدةً من أبرز المؤسسات الخدماتية في قطاعي الطاقة والمياه على مستوى العالم، حيث جاءت الهيئة في المرتبة الأولى عالمياً في 12 مؤشر أداء رئيسي في مجالات عملها، وفقاً لدراسة أجراها مؤخراً استشاري عالمي متخصص. وفي عام 2023، بلغت نسبة الفاقد في شبكات نقل وتوزيع الكهرباء في دبي 2.0% مقارنة مع 6-7% في أوروبا والولايات المتحدة، ونسبة الفاقد في شبكات المياه 4.6% مقارنة مع حوالي 15% في أمريكا الشمالية، وحققت الهيئة رقماً عالمياً جديداً في متوسط انقطاع الكهرباء لكل مشترك، حيث سجلت دبي متوسط 1.06 دقيقة انقطاع لكل مشترك في العام، مقارنة مع حوالي 15 دقيقة لدى نخبة من شركات الكهرباء في دول الاتحاد الأوروبي.
وأكَّد معالي الطاير أهمية الشراكة مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية، مشيراً إلى أن استراتيجية الهيئة القائمة على الابتكار تتواءم مع رؤية دولة الإمارات لتعزيز العلاقات مع قادة العالم في مجالات التكنولوجيا والاستدامة، بما في ذلك جامعة تشينغهوا. وأكَّد معاليه أنَّ دولتي الإمارات والصين تربطهما شراكة قوية مبنية على الاحترام المتبادل ورؤية مشتركة لتعزيز الابتكار وتحقيق النمو المستدام. من جانبه، أشاد الوفد الصيني بإنجازات الهيئة وأهم الاتجاهات الناشئة في قطاع الطاقة المستدامة.


مقالات مشابهة

  • الفرجاني يوجه بإطلاق مشاريع البنية التحتية في مرادة 
  • مجموعة Sandworm الروسية تستهدف البنية التحتية للطاقة الأوروبية قبيل الشتاء
  • الذهب يواصل رحلة الصعود وسط التوترات الجيوسياسية
  • مستشار مجلس الوزراء: نستهدف رفع قدرات البنية التحتية لتحقيق التنمية المستدامة
  • الدفاع الصينية: واشنطن هي المسئولة عن عدم انعقاد اجتماع بين وزيري الدفاع الصيني والأمريكي
  • الإغاثة الطبية في غزة: الاحتلال دمر 80% من البنية التحتية لخان يونس
  • معالي سعيد محمد الطاير يستقبل وفداً من كلية بنك الشعب الصيني للعلوم المالية التابعة لجامعة تشينغهوا الصينية
  • تقرير: جهود الشركة العامة للكهرباء لتطوير البنية التحتية ودعم الطلب المتزايد
  • القوات الروسية تحرر بلدة جديدة وتدمر البنية التحتية لمطارات عسكرية أوكرانية
  • القوات الروسية تستهدف منشآت الطاقة ومستودعات الطائرات الأوكرانية وتدمر البنية التحتية لمطاراتها العسكرية