استعرض المؤتمر الخليجي الثالث للتحول الرقمي والقضايا الاجتماعية المعاصرة "تحديات ورؤى نحو المستقبل" في مدينة صلالة أبعاد المشكلات الاجتماعية التي أفرزها التحول الرقمي وأثر ذلك على المجتمع بعرض خبرات محلية عربية ودولية في مجال التحول الرقمي والمسؤولية الاجتماعية.

وقال الدكتور خالد بن مسلم المشيخي عميد كلية الآداب والعلوم التطبيقية بجامعة ظفار: إن المؤتمر يأتي كمنصة متميزة لمناقشة واستكشاف التحولات الرقمية الحديثة وتأثيرها على القضايا الاجتماعية، حيث تمتد محاور المؤتمر لتشمل القضايا الاجتماعية المعاصرة في ظل هذا التحول وأولويات التنمية المستدامة.

تناول المؤتمر الذي بدأت أعماله اليوم محاور أبرزها القضايا الاجتماعية الراهنة في ظل التحول الرقمي وذلك من خلال عرض أربعة محاور رئيسة بواقع جلستين لكل محور، حيث تم استعراض كيفية تأثير التحول الرقمي على المجتمعات وسبل التكيف معها و مناقشة التحول الرقمي وأولويات التنمية المستدامة، وكيفية جعل هذه التحولات وسيلة لتحقيق التنمية المستدامة في مختلف المجالات.

وجاءت الجلسة الأولى بعنوان القضايا الاجتماعية المعاصرة في ظل التحول الرقمي، تضمنت 10 أوراق بحثية تدور حول الأبعاد البنائية والتنظيمية للتحول الرقمي وأثر الثورة الرقمية على التحولات القيمية والمعيارية والبنيوية في المجتمع الخليجي و ضمانات الحماية القانونية لحرمة الحياة الخاصة في ظل التحول الرقمي وبحث تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الثقافة الاستهلاكية لدى الشباب العماني (نموذج سناب شات) وكيفية ممارسة الخدمة الاجتماعية الإلكترونية في ظل التحول الرقمي بسلطنة عمان.

كما تم مناقشة تكنولوجيا الاتصالات و الرقمنة والتحولات المجتمعية والتحول الرقمي وإشكاليات التنشئة الاجتماعية والأسرية في المجتمع العماني من وجهة نظر أولياء الأمور والتحديات التي تواجه تعزيز ممارسة العمل التطوعي الرقمي لدى طلبة الجامعة والفرص التطوعية في التحول الرقمي من وجهة نظر المتطوعين في الجمعيات الأهلية والتطرق إلى الآليات الجزائية لحماية المجتمع العماني من جريمة الابتزاز الإلكتروني.

وتناولت الجلسة الثانية، التحول الرقمي وأولويات التنمية المستدامة والمؤشرات والسمات للمجال العام الافتراضي في سلطنة عمان وأثر برامج التخلص من السموم الرقمية في تعزيز الرفاهية الرقمية لدى الشباب العماني والخدمات الاجتماعية في وزارة التنمية الاجتماعية بسلطنة عمان وتأثير تبني التكنولوجيا على النية السلوكية للمستفيدين، بالإضافة إلى واقع ومتطلبات التحول الرقمي لجامعة التقنية والعلوم التطبيقية في ظل التنمية المستدامة وفق "رؤية عمان2040"، والتحول الرقمي وإسهاماته في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في ضوء رؤية السعودية 2030، ودراسة دور التحول الرقمي كمؤشر تخطيطي لتحقيق التمييز المؤسسي واتجاهات موظفي القطاعين الحكومي والخاص حول العمل عن بعد خلال جائحة كورنا بدولة الإمارات وبحث حماية الأشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي في عصر التحول الرقمي بالمغرب.

وستتضمن محاور اليوم الثاني للمؤتمر(التحول الرقمي والبناء الاجتماعي) وستتناول جلستها الأولى، موضوع الجمعيات الخيرية ورأس المال الاجتماعي كمتغير في تجويد الخدمات الاجتماعية بسلطنة عمان، و دور قنوات التواصل الاجتماعي في تحسين الصورة المجتمعية للشركات الصناعية بمحافظة ظفار و التصورات العامة حول دور استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الحكومة الإلكترونية في بناء رأس المال الاجتماعي بالإضافة الى التحول الرقمي ودوره في تحسين الأداء الإداري لمؤسسات المجتمع المدني ودور التكنولوجيا الرقمية في تحديد استدامة مستقبل التعليم العالي.

رعى افتتاح المؤتمر سعادة الشيخ محمد بن سيف البوسعيدي والي صلالة بحضور عدد من الأكاديميين وطلبة الجامعة والعاملين في المؤسسات الحكومية والخاصة والخبراء والباحثين والمهتمين بالعمل الاجتماعي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القضایا الاجتماعیة التنمیة المستدامة

إقرأ أيضاً:

السعودية تخلع معطفها القديم

في عالم السياسة، لا شيء يحدث مصادفة، وحين يتغير خطاب بحجم الإعلام السعودي الرسمي، فذلك لا يعد مجرد تعديل في النشرة، بل انقلاب في البوصلة، منذ شهور وأنا أتابع هذا التحول الغريب، جميل في بعضه، مربك في توقيته، ومذهل في إيقاعه المتصاعد، القناة السعودية الأولى، التي اعتادت لعقود أن تتجنب الاقتراب من حدود السياسة الإقليمية المشتعلة، باتت تتكلم كما لو أن داخلها قناة عربية ثائرة أطلق سراحها

في قلب شاشة الإخبارية الرسمية، تقرير عن هتلر العصر نتنياهو بلغة حادة، ويدك الكيان الصهيوني بلغة كانت محظورة في الإعلام الخليجي لعقود، باستثناء الإعلام القطري، واللافت أن هذا الخطاب لا يظهر عرضا، بل هو مستمر منذ أسابيع في هذه القناة تحديدا، التي تعبر بشكل مباشر عن التوجه الرسمي

وفي الوقت ذاته، كانت القناة تبث مقابلات مع معتمرين سودانيين من قلب الحرم المكي، يدعون للبرهان بالنصر، ويشاركهم الدعاء الصحفي السعودي ذاته، المشهد لا يحتمل التأويل، الرسالة واضحة، السعودية اختارت طرفا في الصراع، دون مواربة، ولا لغة رمادية، كما أن وزير الخارجية السوداني قال أن المملكة أبلغتهم أنها ستتكفل بكل احتياجات السودان لمدة ستة أشهر ،،

حتى المعرفات السعودية ذات الأعلى متابعة، بما فيها حسابات صحفيين بارزين، لم تعد تغرد خارج السياق الجديد، تحول خطابها بشكل لافت ليواكب التوجه الرسمي، تبنت نبرة دعم واضحة للجيش السوداني، وقبلها انفتاحا كبيرا تجاه السلطة السورية، هذا التحول في المزاج الرقمي يعكس أن التغيير لم يعد مقتصرا على القنوات الرسمية، بل أصبح يشمل الوعي العام الموجه أيضا

منذ متى تفعل السعودية ذلك، منذ متى يتحدث إعلامها بلهجة الجزيرة، دون أن تكون الجزيرة، هناك شيء يتغير، لا في الشاشة فقط، بل في القصر

منذ عام 2011، وأنا أتابع الإعلام السعودي حين أنشأت أول صفحة لي على تويتر،، كما عملت مراسلا لصحيفة الاقتصادية لعام ونصف من صنعاء ، كان الإعلام السعودي أقرب إلى متحف رسميات، لا يعادي ولا يناصر، كان حياديا إلى درجة البرود..

اليوم، لم يعد كذلك

الخطاب تغير

اللهجة تغيرت

كما أن تجربتي المهنية في مجال رصد وتحليل المحتوى، والتي امتدت لست سنوات، تجعلني أقرأ هذا التحول في الخطاب السعودي بدقة، ما يحدث في المنصات الرقمية، خصوصا عبر المعرفات الأعلى متابعة، بما فيها حسابات صحفيين وإعلاميين مؤثرين، ليس مجرد تفاعل لحظي، بل هو تحول موجه ومتدرج في المزاج العام، يعكس انسجاما مع التوجه الرسمي الجديد

هذا التغير لم يأت ارتجالا، بل يظهر بوضوح أن هناك إعادة تموضع شاملة في الخطاب، تتجاوز الإعلام الرسمي لتصل إلى وعي الجمهور عبر أدواته اليومية..

قبل أيام، ظهر عيدروس الزبيدي في خطاب تهديدي فج تجاه قبائل حضرموت، خطاب لم يأت من فراغ، بل من أزمة ثقة تتعمق بين مشروعه والمكون القبلي في الشرق، بعدها بأيام فقط، يظهر وزير الدفاع السعودي في لقاء مباشر مع رئيس حلف قبائل حضرموت

الرسالة لا تحتاج إلى محلل استراتيجي

في الملف السوري، الخطاب السعودي أقرب إلى نبض الشعب، منه إلى الخط الرسمي للدولة، أحيانا لا يمكنك أن تفرق بينه وبين خطاب قناة الجزيرة حين تتحدث عن القضايا الكبرى..

من كان يتوقع أن تتحدث القنوات السعودية بهذا الوضوح عن الغارات والاحتلالات والحق الفلسطيني، بهذا القدر من الحزم والصفاء، ما نراه ليس تغييرا في اللهجة فقط، بل تفكيك كامل للخطاب القديم

قد يقول البعض إن التغير نتيجة ظروف إقليمية بعد السابع من أكتوبر، وآخرون يرونه استجابة لحاجة واستدارة داخلية وخارجية واسعة، لكن مع ذلك، السعودية تغيرت.

من يراقب المشهد بعين أوسع سيدرك أن ما يحدث في الإعلام ليس سوى انعكاس لتحول جذري أعمق في السياسة السعودية مع صعود محمد بن سلمان، فقد نسجت المملكة خلال السنوات الأخيرة علاقة استراتيجية متنامية مع الصين، متجاوزة بذلك النمطية التقليدية التي حصرت توجهاتها لعقود في النفوذ الأمريكي، وكأن واشنطن كانت الخيار الإجباري الوحيد، هذا الانفتاح نحو الشرق أجبر واشنطن على إعادة النظر في تعاملها مع الرياض، بعدما تخلت الأخيرة عن موقع التابع واختارت أن تتصرف كقوة مستقلة وفاعلة في توازنات الإقليم والعالم، وكان اختيار السعودية كمقر للحوار الروسي الأمريكي دليلا واضحا على هذا التحول

مقالات مشابهة

  • فيلم وولف مان.. الذئاب تبكي أحيانا
  • القبض على أصحاب الفيديوهات المخلة على صفحات التواصل الاجتماعي
  • في اجتماع بريكس.. الإمارات تؤكد التزامها بمواصلة دعم التحول العالمي للطاقة
  • الإمارات تؤكد التزامها بمواصلة دعم التحول العالمي للطاقة
  • بن حبتور يهنئ عبدالمهدي والمشاركين في مؤتمر فلسطين بعيد الفطر
  • السعودية تخلع معطفها القديم
  • أحمد مهران: الحوار يسهم في تسريع التحول الرقمي وصناعة القرار التكنولوجي
  • زراعة قناة السويس تطلق مؤتمرها البيئي الأول لمستقبل أخضر مستدام
  • حزب الوعي: الدولة المصرية ماضية في تأسيس مرحلة جديدة من التنمية
  • وزير الاستثمار يستعرض مع «سامسونج» خططها التوسعية بالسوق المصري