لجريدة عمان:
2025-01-23@23:21:59 GMT

تصورات «مخيفة» لظاهرة تآكل الشواطئ في سلطنة عمان

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

تصورات «مخيفة» لظاهرة تآكل الشواطئ في سلطنة عمان

ترتبط ظاهرة تأكل الشواطئ بالتغير المناخي وتتأثر بها العديد من المناطق الساحلية في سلطنة عمان، حيث تسهم الظروف الجوية القاسية كالأعاصير المدارية والأنواء المناخية الحادة والمتطرفة، وحركة المد والجزر المنخفضة والعالية في تفاقم هذه الظاهرة، بالإضافة إلى التدخل البشري كبعض المشروعات التي يتم إنشاؤها على الشواطئ وتؤثر على التوازن البيئي.

وتعتبر محافظتا شمال وجنوب الباطنة الأكثر تأثرًا بتآكل الشواطئ نتيجة الكثافة السكانية العالية وارتباطها بسهل الباطنة، وتوقعت دراسة قامت بها جامعة السلطان قابوس أن يتراجع ساحل رأس السوادي بمقدار 860 مترًا إلى الداخل مع ارتفاع منسوب البحر أكثر من متر.

وقال المهندس محمد بن جمعة الرزيقي، رئيس قسم إدارة المناطق الساحلية بهيئة البيئة: أبرز الأسباب المؤثرة في عملية تآكل السواحل تكمن في نوعين، فهناك أسباب طبيعية تتمثل في الأعاصير المدارية والأنواء المناخية الحادة والمتطرفة وتغيرات تيارات المد والجزر وأمواج تسونامي الناتجة عن الزلازل والتغير المفاجئ في التيارات البحرية وارتفاع منسوب سطح البحر نتيجة التغير المناخي، وأسباب بشرية التي تشمل المنشآت البحرية كالموانئ والمرافئ وكاسرات الأمواج ومحطات التحلية وإقامة السدود وردم الأخوار والبحيرات والمشروعات السكنية المستغلة للسواحل ونقل رمال السواحل وأي أعمال هندسية لا تحاكي التوازن البيئي الساحلي وغالبًا ما يرتبط تآكل الخط الساحلي الشديد في سلطنة عمان بالظروف الجوية القاسية كالأعاصير المدارية والأنواء المناخية الحادة والمتطرفة، وحركة المد والجزر المنخفضة والعالية، بالإضافة إلى التدخل البشري من خلال بناء الموانئ وعدم محاكاتها للتوازن البيئي، مشيرًا إلى أن ظاهرة تأكل الشواطئ في سلطنة عمان تؤثر بنسب متفاوتة بحسب نوعية الشاطئ سواء كان صخريًا أو رمليًا وتعتبر محافظتا شمال وجنوب الباطنة ذات حساسية عالية مقارنة بغيرها وذلك للكثافة السكانية والطبيعة الجغرافية للشاطئ والبنية العمرانية الممتدة على طول خط الساحل، كما أن شواطئ الباطنة تمثل امتدادًا لسهل الباطنة الذي تكوّن من خلال رواسب الأودية التي شكّلت الأراضي الخصبة وتعتبر منخفضة نسبيًا.

تأثر الموائل الساحلية

وأوضح الرزيقي أن تأثيرات تآكل الشواطئ من الناحية البيئية تؤدي إلى فقدان الموائل الساحلية التي تقع في نطاق المد والجزر، حيث يؤدي إلى ردم مواقع ونحت مواقع أخرى مما أدى إلى اختلال الخط الفاصل بين الشاطئ والمياه، ومن الناحية الاجتماعية يكون هناك تأثير قوي على مواقع تجمعات الصيادين وإضعاف قدرتهم على التواصل وممارسة مهنتهم الحرفية بسبب تآكل المساحات التي يعملون عليها، أما التأثير من الناحية الاقتصادية فيكون مباشرًا في حالة وصوله وتأثيره على المباني الساحلية واستراحات الصيادين ومخازن أدواتهم وتلف معدَّاتهم من القوارب وشباك وأدوات الصيد، إضافة إلى احتمالية فقدان المساحات الزراعية المجاورة للساحل وارتفاع ملوحة التربة فيها بسبب توغل الألسنة المائية وتداخلها مع الخزانات المائية، وكذلك تدمير الطرق الساحلية والخدمات المرتبطة بها وكل ذلك في حالة التآكل الشديد وتفاقم المشكلة، كما يؤدي تآكل الشاطئ أحيانًا إلى ارتفاع ملوحة التربة فيها بسبب توغل الألسنة المائية وتداخلها مع الخزانات المائية.

وقال: إن هيئة البيئة قامت في عام 2021م بتنفيذ برنامج مسح ودراسة لتآكل الشواطئ في شمال وجنوب الباطنة حيث تم استهداف بعض المواقع المتضررة نسبيًا وتصويرها باستخدام طائرات بدون طيار «الدورون» ليتم تحليلها ومقارنتها بصور الأقمار الصناعية خلال السنوات الماضية لمتابعة مدى تزايد أو استمرارية التآكل في المواقع المستهدفة، ويتم العمل باستمرار في هذا المجال وخلال العام الجاري يتم تنفيذ مشروع دراسة أسباب التآكل في شواطئ محافظتي شمال وجنوب الباطنة كمرحلة ثانية لاستكمال ما تم في المرحلة الأولى من تقييم وتحديد المواقع الأكثر تأثرًا وإعداد قاعدة بيانات لها وذلك للبحث في أسباب تفاقم هذه المشكلة في هذه المواقع على أن تتم مشاركة النتائج ومناقشتها مع الجهات المعنية الأخرى لإيجاد حلول للحد من تفاقم الظاهرة وحماية الشواطئ، وأيضًا تتم دراسة كل المشروعات التنموية التي تقع على السواحل للتأكد من عدم تأثيرها المباشر على الساحل.

تحديات مستقبلية

وقال الدكتور يوسف شوقي، أستاذ مساعد بقسم الجغرافيا بجامعة السلطان قابوس: من المتوقع أن يزيد معدل ذوبان الجليد وبالتالي ارتفاع متوسط منسوب سطح البحر وهو ما يقلق العالم حاليًا، حيث أصبح الاهتمام بالمناطق الساحلية في السنوات الأخيرة هدفًا رئيسًا لصناع القرار على المستوى العالمي، بسبب تركز الأنشطة الاقتصادية والسياحية المختلفة بتلك المناطق، وبحسب المنظمة العالمية للتغيرات المناخية ((IPCC فإن ثلثي سكان العالم يعيشون بالقرب من السواحل على مسافة لا تتعدى 200 كيلومتر، وترتبط تغيرات الساحل بالتغيرات التي تطرأ على منسوب سطح البحر.

وأوضح أن سلطنة عمان تتسم بسواحلها الممتدة 3165 كيلومترًا بما في ذلك سواحل مجموعات الجزر مثل جزر مصيرة، والحلانيات، والديمانيات، والسوادي، وسواحل شبه جزيرة مسندم؛ كما أن أغلب سكان سلطنة عمان يعيشون على طول خط الساحل، ومن واقع التقارير العلمية والدراسات السابقة اتضح أنه خلال القرن العشرين ارتفع منسوب سطح البحر بين 10 و25سم، وتتوقع التقارير الصادرة من الهيئة الدولية المعنية بالتغيرات المناخية (IPCC) أن يزيد منسوب سطح البحر بمعدل يتراوح بين 26 و59سم بحلول عام 2100، بينما توجد دراسات تتوقع ارتفاع منسوب سطح البحر بين 38 و100سم بحلول عام 2100.

وأشار الدكتور شوفي إلى أن الدراسة التي أجريت بجامعة السلطان قابوس سعت لوضع تصور لشكل السواحل العمانية في حالة زيادة منسوب سطح البحر عن الوضع الحالي بمقدار 10 أمتار ممثلة في عشرة مستويات كل منها يمثل مترًا واحدًا، واتضح من واقع التحليل المكاني للمرئيات الفضائية الرادارية لسلطنة عمان أن أقل سواحل البلاد تأثرًا بارتفاع منسوب سطح البحر هي شبه جزيرة مسندم، وسجل ساحل ليما أكثر المواقع تأثرًا، ومن المتوقع تراجعه باتجاه الداخل نحو 12 مترًا في حالة ارتفع منسوب سطح البحر بمقدار متر واحد، وبالنسبة لسهل الباطنة فقد تم اختيار خمس مناطق ممثلة للسهل تتضمن ولايات شناص، وصحار، والسويق، إضافة إلى ودام الساحل، ورأس السوادي.

ويتضح من خلال الدراسة أن منطقة السوادي هي أكثر مناطق سلطنة عمان تأثرًا وخاصة في الأمتار الأربعة الأولى من زيادة منسوب سطح البحر، فمن المتوقع تراجع ساحل رأس السوادي بمقدار 860 متر عند ارتفاع منسوب البحر أكثر من متر، أما في ساحل مسقط فقد رصدت الدراسة تراجع ساحل الموج بمقدار 500 متر، وساحل السيب بمقدار 450 مترًا في حالة ارتفاع منسوب سطح البحر بمقدار متر واحد.

وأوضح أن ساحل ولاية صور يعد ثاني أقل السواحل الرسوبية تضررًا بعد ساحل ليما بمسندم عند ارتفاع منسوب سطح البحر، وقد سجل أقصى تراجع لساحل صور نحو 20 مترًا عند ارتفاع منسوب البحر مترًا واحدًا، وقد رصدت الدراسة في ساحل الشرقية موقعين من أكثر المواقع تأثرًا بارتفاع منسوب سطح البحر هما رأس النجدة، وساحل خليج بر الحكمان إذ يتوقع تراجع خط الساحل برأس النجدة بنحو 256 مترًا عند ارتفاع منسوب البحر أكثر من متر، وبر الحكمان بنحو 160 مترًا، أما قطاع الساحل الجنوبي ويشمل ساحل مرباط، وشمال صلالة فسجل ثاني أقل تراجع بسواحل سلطنة عمان بـ13 مترًا عند ارتفاع منسوب البحر بأكثر من متر، بينما يصل تراجع ساحل مدينة صلالة عند المنسوب نفسه إلى 282 مترًا، ثم يقل التراجع غرب صلالة ليصل 20 مترًا فقط بعد المتر الأول من ارتفاع منسوب سطح البحر.

وأكد أن الدراسة أوصت بتكثيف الجهود في مجال دراسة السواحل لتقليل الأخطار الناتجة عن ارتفاع منسوب سطح البحر ورصد الهبوط الأرضي في المناطق الساحلية لتحديد وتقييم معدلات الهبوط والعلاقة بينه وبين ارتفاع مستوى سطح البحر، وكذلك رفع مستوى الوعي المجتمعي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ارتفاع منسوب سطح البحر المناطق الساحلیة فی سلطنة عمان المد والجزر أکثر من متر فی حالة تأثر ا

إقرأ أيضاً:

سفير عُمان بالقاهرة: نقدر جهود مصر المشهودة في وقف الحرب على قطاع غزة

أعرب السفير عبدالله الرحبي سفير سلطنة عُمان لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، عن تقدير حكومة سلطنة عُمان وقيادتها، للدولة المصريةِ، قيادةً وحكومةً وشعباً، على جهودها المشهودة في وقف الحرب الإسرائيلية على شعب قطاع غزة بالتعاون مع دولة قطر.


وأكد الرحبي - في كلمته خلال مشاركته بمؤتمر "الرادار الاقتصادي" بالقاهرة - أن ثمة تطابقا للمواقف العُمانية والمصرية، بدءاً من الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار مروراً بتأمين دخول المساعدات الإنسانية والطبية لمليوني إنسان في غزة، وصولاً إلى الإصرار على إعادة الإعمار، وضرورة الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، انطلاقاً من إيمان البلدين بالسلام وتعظيم ساحة الحوار لحل الخلافات.


وقال :"لقد عبرت سلطنة عمان عن دعمها المطلق للجهود المصرية من خلال مشاركة سلطنة عُمان، في مؤتمر القاهرة للسلام الذي عقد في أكتوبر الماضي ، كما نجحت السفارة العمانية في القاهرة، بالتعاون مع الهلال الأحمر المصري، في إيصال مساعدات إنسانية إلى شعب غزة، وهو تأكيد على الروابط العميقة بين البلدين.


وأكد الرحبي، أن العلاقات العمانية المصرية تتميز بكونها نموذجاً للتعاون العربي الأخوي، وأن هذه العلاقات تأتي تحت الرعاية الكريمة للسلطان هيثم بن طارق، والرئيس عبد الفتاح السيسي إذ شهدت زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى مصر في مايو 2023 نقلة نوعية لهذه العلاقات، وأسست لمرحلة جديدة من التعاون في مجالات الاقتصاد والتعليم والقضاء.


وقال : "إن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى أكثر من مليار دولار سنوياً، وهو رقم نسعى لمضاعفته في السنوات المقبلة من خلال تعزيز الاستثمارات وتنفيذ المشاريع المشتركة، بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين".


وأكد الرحبي أن التجارة البينية بين عُمان ومصر، تمتلك فرصاً واسعة للنمو، في ضوء العلاقات السياسية المتميزة والتنسيق المستمر بين القيادة في البلدين يزيل العوائق ويعزز التعاون.. كما أن البنية التحتية المتطورة وتقدم الموانئ وخطوط الملاحة في البلدين يسهم في تسهيل نقل البضائع والخدمات.


ونوه بأن مصر تمثل سوقاً ضخمة بفضل تعداد سكانها؛ مما يفتح آفاقاً جديدة لتسويق المنتجات العمانية كما أن موقع سلطنة عمان الاستراتيجي واستقرارها السياسي والاقتصادي يشكلان عوامل جذب إضافية للاستثمارات.


وقال سفير سلطنة عُمان بالقاهرة : إن رؤية عُمان 2040 تمثل الركيزة الأساسية للتنمية الاقتصادية الشاملة في السلطنة، حيث تهدف إلى تعزيز الاستدامة الاقتصادية وجذب الاستثمارات العربية والدولية ، وقد نجحت السلطنة في توفير بيئة استثمارية مشجعة، بفضل تطوير التشريعات وتقديم تسهيلات مثل الإعفاءات الضريبية وخدمات المحطة الواحدة.


وأكد أن مصر تمتلك إمكانات هائلة لجذب المزيد من الاستثمارات، مثل الاستقرار السياسي، السوق المحلية الضخمة، والإصلاحات التشريعية كما أن المشروعات القومية الكبرى مثل العاصمة الإدارية والطاقة النظيفة توفر فرصاً استثمارية واعدة تتكامل مع أهداف عمان ومصر في تعزيز الاقتصاد الأخضر.


وقال : "نحن نؤمن بأن العلاقات بين سلطنة عمان ومصر تمثل نموذجاً يُحتذى به ليس فقط على مستوى التعاون الثنائي بل في تعزيز العمل العربي المشترك لتحقيق تطلعات شعوبنا في التنمية والازدهار".
 

مقالات مشابهة

  • سلطنة عُمان تبهر العالم العربي في القاهرة. وتحكى تاريخ العمانيين
  • البديوي يرحّب بجهود وساطة سلطنة عمان للإفراج عن طاقم سفينة “جالاكسي ليدر”
  • عرقاب يبحث فرص الإستثمار في الطاقة مع سلطنة عمان
  • سلطنة عمان تحتفي بذكرى الإسراء والمعراج
  • سلطنة عمان تعلن الإفراج عن طاقم السفينة جالاكسي ليدر
  • وزير الخارجية يستعرض مع السفراء العرب لدى سلطنة عمان تطورات الأوضاع في اليمن
  • العجري : آن للسعودية ان تثبت جديتها في السلام
  • الحوثيون يفرجون عن طاقم غالاكسي ليدر بتنسيق مع حماس
  • سفير عُمان بالقاهرة: نقدر جهود مصر المشهودة في وقف الحرب على قطاع غزة
  • سلطنة عمان تستضيف كأس الأمم الدولية للهوكي.. فبراير المقبل