افتحوا موانئ غزة.. قافلة بحرية ووقفات لكسر الحصار
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
تجاوب عربي كبير عرفته حملة "افتحوا موانئ غزة" بهدف رفع الحصار عن قطاع غزة، الذي يصفه منظمو الحملة بأنه واحد من أطول "الحصارات" في التاريخ.
وتقوم فكرة مبادرة "افتحوا موانئ غزة" على تنظيم مظاهرة بحرية تجوب عددا من الموانئ حول العالم، "بهدف رفع الوعي بخطورة الحصار الإسرائيلي، والضغط من أجل فتح منفذ بحري للقطاع، وتسهيل عمل المنافذ بصورة دائمة".
وانطلقت الحملة هذا الأسبوع وتستمر حتى نهاية الشهر الجاري، عبر تنظيم وقفات للتعريف أيضا بأضرار الحصار على سكان قطاع غزة وخطورته الإنسانية، خاصة في ظل تزايد الكثافة السكانية للقطاع، وإعادة مطلب رفع الحصار إلى الواجهة، وعدم تطبيع الموقف الدولي مع الوضع الذي يعيشه أهالي القطاع.
وبدأت الوقفات في عدد من الدول العربية والإسلامية؛ كالأردن والكويت وتركيا، ويشارك في الحملة عدد من الهيئات المدنية والسياسية العربية بتنسيق مع حملة "فلسطينيو الخارج لكسر الحصار عن قطاع غزة".
وتركز الحملة على الوضع المعيشي الصعب، خاصة أن 83% من سكان القطاع يعيشون تحت خط الفقر، وأن 93% من مياه القطاع غير صالحة الشرب، حسب إحصاءات الأمم المتحدة.
وقفات وندوات عدة تضمنتها حملة "افتحوا موانئ غزة" بهدف الدعوة لكسر الحصار المفروض على القطاع (الأناضول) حصار غير مسبوقفي هذا السياق، تقول حملة "فلسطينيو أوروبا لكسر الحصار عن قطاع غزة" إن القطاع يواجه "واحدا من أطول وأشد الحصارات خطورة في التاريخ والممتد حاليا لأكثر من 15 سنة"، مضيفة أن الهدف من الحملة هو الضغط من جديد لإعادة الروح لمطلب فتح موانئ القطاع وكسر الحصار.
كما أنها تسعى لإشراك الدول العربية والإسلامية في "محاولة لتشكيل ضغط سياسي وإعلامي وشعبي لإجبار الاحتلال على رفع الحصار"، ويرى القائمون على الحملة أن من عوامل نجاح الحملة تقوية الحضور الإعلامي لملف الحصار.
وعبرت حملة "فلسطينيو أوروبا لكسر الحصار عن قطاع غزة"، عن رضاها بشأن التجاوب مع أول أيام مبادرة "افتحوا موانئ غزة" التي تتضمن الكثير من الفعاليات؛ وأهمها قافلة بحرية تجوب عددا من الموانئ العربية، إضافة إلى وقفات وندوات ولقاءات تصب في اتجاه تذكير الشارع العربي -ومعه الرأي العام العالمي- بمأساة سكان قطاع غزة.
وضع إنساني صعب
في هذا الإطار، قال منسق حملة "فلسطينيو أوروبا لكسر الحصار عن قطاع غزة" زيادة العالول إن "على الجميع أن يستوعب كيف يعيش 2.5 مليون فلسطيني في رقعة جغرافية ضيقة جدا وتحت حصار خانق، ولا يمكن توصيف الأمر سوى أنه عقاب جماعي للفلسطينيين".
وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف العالول أن الحصار على القطاع "بدأ بالتدريج إلى أن أصبح حصارا خانقا يتحكم في البر والبحر والجو، ولا يترك أي متنفس لوصول المساعدات لسكان القطاع"، موضحا أن القطاع "اقترب من 17 سنة من الحصار، والوضع الإنساني يزداد سوءا، ورغم كل المحاولات التي عمل عليها النشطاء وتحالف "أسطول الحرية" والمؤسسات الدولية لكسر هذا الحصار الظالم؛ لكن من دون نتيجة".
وقدم زياد العالول أرقاما عن الوضع الصعب في القطاع، مبيّنا أن "أكثر من ثلثي القوة العاملة تعاني من البطالة، ونحو 250 ألف خريج جامعي حاليا من دون عمل؛ بمعنى أن من سيقود القطاع مستقبلا يعانون من البطالة".
وقفة في مدينة العقبة الأردنية؛ للمطالبة بفك الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، ضمن حملة "افتحوا موانئ غزة". pic.twitter.com/pizQKsiM7W
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) September 23, 2023
أما على الصعيد الصحي، فلفت المتحدث إلى أنه "لا توجد أجهزة ولا أدوية لعلاج مرضى السرطان والكلى خاصة، وما يسمح الاحتلال أو السلطات المصرية بدخوله عبارة عن كميات قليلة من الأدوية، مما يعني أن المصاب بالسرطان سيكون مصيره الموت من دون علاج".
وأكد العالول أن هذا الوضع "يجعل من المستحيل الصمت أو التغاضي عن هذه المأساة الإنسانية، التي يحاول الاحتلال جعلها أمرا واقعا ومسألة عادية من دون السعي لحلها، ولهذا فنحن أطلقنا هذه الحملة لإعادة المأساة الإنسانية في القطاع إلى الواجهة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: افتحوا موانئ غزة من دون
إقرأ أيضاً:
أرقام صادمة.. كم بلغت حجم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي؟
مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لأكثر من 440 يومًا، تتكشف ملامح الكارثة الإنسانية غير المسبوقة، التي طالت جميع مناحي الحياة.
أرقام وإحصائيات صادمة تؤكد حجم الدمار والخسائر البشرية والمادية، وسط استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق، وغياب أي أفق لإنهاء الأزمة.
خسائر بشرية ضخمةوفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، ارتكب الاحتلال أكثر من 9،941 مجزرة، منها 7،172 استهدفت عائلات فلسطينية. وأسفرت هذه الجرائم عن:
56،289 شهيدًا ومفقودًا، بينهم 45،129 شهيدًا وصلوا إلى المستشفيات.
17،803 من الشهداء كانوا أطفالًا، بينهم 238 رضيعًا ولدوا واستشهدوا في الحرب.
12،224 شهيدة من النساء، و1،060 شهيدًا من الطواقم الطبية.
استهداف الإعلاميين أدى إلى استشهاد 196 صحفيًا وإصابة 399 آخرين.
تدمير البنية التحتية والخدمات
بلغت نسبة الدمار في قطاع غزة 86%، مع استهداف الاحتلال:
161،500 وحدة سكنية دُمرت بالكامل.
34 مستشفى و80 مركزًا صحيًا خرجت عن الخدمة.
821 مسجدًا و3 كنائس دمرت كليًا أو جزئيًا.
213 مقرًا حكوميًا، و206 موقعًا أثريًا دُمرت.
3،130 كيلومترًا من شبكات الكهرباء و330،000 متر طولي من شبكات المياه والصرف الصحي دُمرت.
أزمات إنسانية غير مسبوقة
مع استمرار الحصار، باتت الأوضاع الإنسانية أكثر خطورة:
2 مليون نازح يعيشون في ظروف قاسية، بينهم 35،060 طفلًا فقدوا أحد والديهم.
60،000 سيدة حامل في خطر بسبب نقص الرعاية الصحية.
12،500 مريض سرطان يواجهون الموت بسبب غياب العلاج، إضافة إلى 3،000 مريض بأمراض أخرى بحاجة للعلاج في الخارج.
أكثر من 350،000 مريض مزمن مهددون نتيجة منع الاحتلال دخول الأدوية.
خسائر اقتصادية مهولة
قدرت الخسائر الاقتصادية المباشرة في قطاع غزة بنحو 37 مليار دولار، نتيجة تدمير البنية التحتية والمرافق الحيوية، مع حاجة ماسة لمليارات الدولارات لإعادة الإعمار.
نداءات متكررة لإنقاذ القطاعتطالب المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية بضرورة التدخل العاجل لوقف العدوان، وفتح الممرات الإنسانية لتخفيف معاناة السكان.
ومع استمرار الانتهاكات، يبدو أن قطاع غزة بحاجة إلى تحرك عالمي لإنهاء الحصار والعدوان، وإعادة بناء ما دمره الاحتلال.
غزة ما زالت تنزف، وسط صمت عالمي يفاقم المعاناة، ويبقي القطاع في حالة إنسانية هي الأسوأ في التاريخ الحديث.