وجهة نظر حول «فواتير الكهرباء وما خلفته على الرأي العام»
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
الكهرباء وزيادة الاستهلاك، والشكوى من ارتفاع الفواتير أصبحت من الملفات الوطنيَّة. ونقول وطنيَّة؛ لأنَّها تلامس بشكلٍ مباشر حياة ومعيشة كُلِّ إنسان على هذه الأرض الطيِّبة، وطنيَّة لأنَّها تؤثِّر في الصحَّة والسَّلامة العامَّة. وطنيَّة؛ لأنَّ الكهرباء أصبحت من متطلَّبات الحياة الآمنة والملزمة، والتي لا يُمكِن الاستغناء عَنْها أبدًا.
لذا هي من المواضيع التي تحتاج إلى إعادة نظر ووقفة جادَّة من قِبل الجهات ذات الاختصاص والتداخل، ولا أقصد هنا الجهات المعنيَّة بالكهرباء فقط، بل وحتَّى من قِبل الجهات التي ستتحمل ما ستُخلِّفه تبعات هذه القضيَّة على الأفراد والمُجتمع من الناحية الاجتماعيَّة والنَّفْسيَّة، بالإضافة إلى الجوانب السِّياسيَّة والأمنيَّة وغير ذلك من الانعكاسات الخطيرة، خصوصًا أنَّها ـ وللأسف الشديد ـ تركت خلْفَها أُسرًا تراكمت عَلَيْها الديون، ودخل بعضها السِّجن، وأخرى أصبحت تجتمع في غرفة واحدة تجنُّبًا لعدم تشغيل أكثر من مكيِّف وقت الصَّيف، وثالثة لا يعْلَم إلَّا الله بحالها.
يكفي تأكيدًا على ذلك ما يُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي من صوَر ومقاطع فيديو لأُسر وأشخاص يستغيثون من آثارها على حياتهم الخاصَّة، بالإضافة إلى القضايا التي تتداولها أروقة المحاكم. وما يزيد الطِّين بِلة فيما يتعلَّق بملف فواتير الكهرباء وتبعاتها بأنَّ الأصوات المتضرِّرة مِنْها لَمْ تَعُدْ تلك التي يقلُّ دخلها الشهري عن 500 ريال عُماني، بل أصبح اليوم يعاني مِنْها مَن راتبه حتَّى ألف ريال عُماني وأكثر ممَّن لدَيْهم أفراد أُسر كبيرة، خصوصًا أنَّ متطلَّبات الحياة قَدْ أصبحت مرهِقة في ظلِّ ارتفاع الأسعار والضرائب والتزامات التعليم وغيرها ممَّا أنت مُلزم به ولا مفرَّ مِنْه مِثل فواتير الماء والهاتف والإنترنت وتأمين المَرْكبات والعلاج ومستلزمات المنزل اليوميَّة.
هذا إذا ما أضفنا إلى ذلك ارتفاع منسوب السخط والامتعاض المُجتمعي المتزايد بسبب ما خلَّفته فواتير الكهرباء وتبعاتها على المُجتمع، وتحميل الحكومة مسؤوليَّة الإجراءات والتصرُّفات غير المقبولة من وجهة النظر المُجتمعيَّة والتي تقوم بها الشركات المعنيَّة بالكهرباء في مختلف مراحلها، لدرجة أنَّ بعض الأصوات أصبحت تُشير إلى قَبول الحكومة لتصرُّفات شركات الكهرباء بالرغم من تلك المعاناة وارتفاع الأصوات المطالبة بالتدخُّل لوقفِ أو معالجة بعض الشكوك والمطالبات المُجتمعية التي يفترض عدم تركها لتتفاقم وتتوسَّع ممَّا سيؤثِّر على ثقة المُجتمع في الحكومة.
وما يفاقم الأمْرَ سوءُ وامتعاضُ وجود الكثير ممَّا يتداوله المُجتمع ولا يجد له ردًّا أو تصريحًا ينفي حقيقة انتشار الإشاعات، خصوصًا حَوْلَ توقُّف الدَّعم أو وجود استغلال أو تلاعب بالتسعيرة، يضاف إلى ذلك وجود فواتير على منازل مغلقة وعدَّادات تعمل بطريقة غير قانونيَّة ومبالغ تؤخذ في غير محلِّها، وما إلى ذلك، وكُلُّ ذلك من وجهة نظر المُجتمع تتحمله الحكومة وعلى رأسها مجلس الوزراء الموقَّر.
قَدْ يقول قائل: إنَّ شركات الكهرباء تؤكِّد عدم وجود خللٍ في العدَّادات أو أيِّ مشاكل فنيَّة وتقنيَّة يُمكِن أن تتسبَّبَ بالإشكاليَّات التي يتحدَّث عَنْها المواطن. وهنا نقول: حتَّى لو افترضنا أنَّ ذلك صحيح، يجِبُ أن يكُونَ بَيْنَ شركات الكهرباء وغيرها من الشركات التي تتداخل خدماتها وسلعها مع المواطن، طرف ثالث يسهُل التعامل معه، ويكُونُ جاهزًا للتدخُّل في أيِّ وقتٍ لحلِّ أيِّ خلافات أو شكاوى، بالإضافة إلى قدرته على نفي الإشاعات أو توفير وتأكيد بعض المعلومات.
نعم صحيح أنَّ هناك زيادة في استهلاك الكهرباء في فصل الصَّيف، ولكن ذلك الارتفاع طبيعي، فنحن نتحدَّث عن حرارة تزيد عن 40 درجةً مئويَّة، نتحدَّث عن إجازة طلبة، نتحدَّث عن أطفال وكبار في السِّن وأشخاص مرضى، فهل المطلوب من أفراد الأُسرة النَّوم في غرفة واحدة؟ هل المطلوب أن يستيقظَ الأفراد بالتناوب (بالشفت) لإغلاق المكيِّفات بَيْنَ الحين والآخر؟
والسؤال المنطقي الأهم لأصحاب القرار هنا، لكُلِّ مسؤول في هذه الأرض الطيِّبة: هل من المقبول أن يغلقَ مكيِّف لأُسرة صغيرة تسكن غرفة واحدة في الصَّيف من السَّاعة (8) ليلًا على أقلِّ تقدير حتَّى السَّاعة (8) صباحًا، ونحن نتكلم هنا عن (12) ساعة متواصلة من تشغيل المكيِّف؟ وهل ذات الأُسرة مطلوب مِنْها عدم تشغيل المكيِّف في وقت الظهيرة تحديدًا بَيْنَ السَّاعة 12 و3 من وقت الظهيرة في الصَّيف؟ يعني المكيِّفات في الصَّيف لا بُدَّ أن تعملَ على الأقلِّ (15) ساعة.
كيف بالأُسر الكبيرة التي لا مجال لدَيْها إلَّا بأن يعمل لدَيْها بَيْنَ (3 مكيِّفات إلى 5 مكيِّفات في ذات الوقت السَّابق في الصَّيف)؟ فنحن هنا نتكلم عن زوج وزوجة، نعم قَدْ ينام معهم أطفالهما الصغار، ولكن ماذا عن الأبناء الذكور الكبار، الإناث الكبار، الجد والجدَّة، عاملة المنزل؟
مجلس الوزراء الموقَّر، الكهرباء اليوم جزء لا يتجزَّأ من متطلَّبات الحياة مِثل الماء والغذاء، الكهرباء والماء حقٌّ وليس ميزة أو من الكماليَّات لِيستغنيَ عَنْها الإنسان وقت الاضطرار، خصوصًا في بلدٍ يستمرُّ فيه فصل الصَّيف لأكثر من 9 أشهر في بعض المناطق، فلنُحدِّث العاقل بما يعقل، هل نطالب المُجتمع بإغلاق المكيِّفات، خصوصًا، لأنَّها هي المتسبِّب الرئيس بارتفاع الاستهلاك؟ هل ترشيد الكهرباء بالنهوض في منتصف الليل من النَّوم لإغلاق المكيِّف لفترة والنهوض من جديد لتشغيله؟ هل المطلوب أن يجتمعَ أفراد الأُسرة الكبيرة في غرفة واحدة أو اثنتين حتَّى؟!
مجلس الوزراء الموقَّر، المُجتمع يدرك تمام الإدراك حجم الالتزامات والتكاليف التي تقع على كاهل الحكومة جرَّاء العديد من الضغوط والالتزامات الرسميَّة، مُقدّرًا الجهود المبذولة، شاكرًا لحكومته ما تقوم به من إجراءات لصناعة تلك الموازنة ما بَيْنَ المتطلبات المُجتمعيَّة والشَّعبيَّة وبَيْنَ الالتزامات الحكوميَّة، ولكن في ذات الوقت لا بُدَّ من إيجاد حلٍّ جذري لشكاوى المُجتمع حيال تحدِّيات الاستهلاك وارتفاع تكلفة الكهرباء والاستهلاك الحتمي المرتفع بسبب المكيِّفات في فصل الصَّيف خصوصًا.
أخيرًا أقول: الكهرباء أصبحت سلعة لا يُمكِن للإنسان الاستغناء عَنْها أبدًا، سلعة دخلت في نطاق الصحَّة والسَّلامة العامَّة، سلعة تؤثِّر على رخاء المواطن ومستوى معيشته (المادَّة 14 من النظام الأساسي للدولة رقم 6 لسنة 2021)، سلعة دُونَها لا يُمكِن أن يحصلَ الفرد والمُجتمع على حياة آمنة بمعناها الدَّقيق والشَّامل (المادَّة 22 من النظام الأساسي للدَّولة).
محمد بن سعيد الفطيسي
باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية
رئيس تحرير مجلة السياسي – المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية
azzammohd@hotmail.com
MSHD999 @
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الم جتمع فی الص خصوص ا
إقرأ أيضاً:
7% غرامة .. احذر عدم سداد فواتير كهرباء شهر مارس
سداد فواتير كهرباء شهر مارس فى مواعيدها ، أمر ضرورى حتى لا يوقع عليك غرامة من قبل الشركة القابضة لكهرباء مصر ،والتى ينتهي من تحصيلها خلال أيام قليلة .
نوهت الشركة القابضة لكهرباء مصر ، أن التأخر فى سداد فواتير كهرباء شهر مارس ،يعرض صاحبها لغرامة تقدر بـ 7% من قيمة فاتورة الكهرباء ،وحال تكرار عدم السداد الشهر الذى يلية يتم رفع عداد الكهرباء القديم ويستبدل بـ عداد مسبوق الدفع.
يذكر أن وافق جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك على القواعد والضوابط الخاصة بتوصيل التغذية الكهربائية وتركيب العدادات مسبوقة الدفع لمنافذ البيع الثابتة أو المتنقلة المملوكة لأشخاص أو شركات أو المملوكة لوزارة الإسكان أو وزراة التنمية المحلية وهى .
منافذ البيع المملوكة لشركات أو أشخاص
1 - يجوز لشركات توزيع الكهرباء، بناءعلى طلب المستهلك توصيل التيار الكهربائي وتركيب عدادات مسبقة الدفع المنافذ البيع المتنقلة ولمدة محددة يمكن تجديدها بموجب عقد توريد نمطي مؤقت معتمد من جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك، ويكون لشركة التوزيع المختصة حق رفع تلك التوصيلات والعدادات وفقاً للعقد.
2- تتولى شركة التوزيع المختصة توصيل التغذية الكهربائية لمنافذ البيع المتنقلة من أقرب نقطة توزيع تسمح بالتوصيل طبقاً لأحماله، وذلك بعد تقديم الموافقات والتصاريح اللازمة وسداد تكاليف توصيل التغذية الكهربائية المقررة، ويكون التنفيذ وفقا للبرنامج الزمني الوارد بدليل توصيل التغذية الكهربائية المعتمد من الجهاز.
3- تلتزم المشترك باستخدام العداد مسبق الدفع المركب له في الغرض المخصص له كما هو منصوص عليه بالعقد، ويمكن للمشترك بعد التنسيق مع الشركة وتقديم طلب جديد للفرع المنتقل اليه الانتفاع بالعداد مسبق الدفع في حالة نقل المنفذ من مكان لآخر داخل نطاق نفس شركة توزيع الكهرباء بعد سداد مقايسة جديدة لتوصيل التيار الكهربائي.
4- في حالة انتقال منفذ البيع المتنقل خارج نطاق شركة التوزيع المتعاقد معها يتم فسخ العقد تلقائيا وتسليم العداد للشركة، ويتم توصيل التيار الكهربائي له من خلال شركة التوزيع المنتقل الي نطاقها بعد عمل عقد جديد بمقايسة جديدة تتضمن المهمات اللازمة للتوصيل وعداد مسبق الدفع جديد وسداد التكاليف المقررة.
5- في حالة حاجة المشترك إلى زيادة الأحمال عن القدرة التعاقدية يجب عليه الحصول على موافقة الشركة وسداد قيمة التكاليف المقررة طبقاً للقواعد المعتمدة من الجهاز، وفي هذه الحالة يحق للشركة تعديل مصدر التغذية إذا تطلب الأمر ذلك.
6- يلتزم المستهلك بالسماح لممثلي شركة التوزيع المختصة بمعاينة الآلات والأجهزة والمهمات والتركيبات الداخلية، كلما رأت الشركة حاجة لذلك، ولا تتحمل الشركة أي مسئولية تتعلق بهذه التركيبات ويقع مسئوليتها على عاتق المستهلك ووجب عليه ملاحظتها وصيانتها ويكون مسئولا وحده عما قد ينشا عنها من حوادث او اضرار له أو للغير مهما كان نوعها أو سببها.
7- تقوم الشركة بتوصيل التغذية الكهربائية لمنافذ البيع المتنقلة المطلوب توصيل الكهرباء إليها وذلك من نقطة التغذية الرئيسية حتي نقطة تسجيل الاستهلاك، وتعتبر العدادات جزء لا يتجزأ من مهمات توصيل الكهرباء ويتحمل المشترك كافة التكاليف المقررة نظير توريد وتركيب هذه المهمات طبقا للمواصفات المعتمدة لها، وتؤول ملكية جميع هذه المهمات بما فيها العدادات للشركة، وتظل حيازة المنتفع على سبيل الانتفاع بها، وتعتبر القيمة المسددة منه نظير توريدها وتركيبها بمثابة مقابل للانتفاع بها على مدار عمرها الافتراضي المحدد باللائحة التجارية، وتكون الشركة بصفتها مالكة لهذه العدادات مسئولة عن معايرتها والتأكد من دقة تسجيلها وصيانتها وإصلاحها وتغييرها في حالة حدوث خلل غير عمدي من المنتفع بها.
8- يلتزم مالك منفذ البيع بالمحاسبة على استهلاك التيار الكهربائي لهذه الأماكن بالتعريفة المعلنة لأغراض الاستهلاك التجاري.
9- ضرورة حصول منافذ البيع المتنقلة على رخصة تسيير المركبة في حالة المنفذ المتنقل)، ورخصة إعلان بالإضافة إلى رخصة بيع تجاري في كافة الحالات.