أصداف : نحن ومعلوماتنا والتطبيقات
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
جمهور واسع جدًّا في العالَم يستخدمون مواقع الإنترنت والتطبيقات، ومن بَيْنَها جميع وسائل التواصل الاجتماعي. وثمَّة حلقة تشترك فيها جميع تلك المنصَّات والمواقع هي معلومات المستخدم التي يتمُّ طلبها عِنْد إنشاء الحسابات، وهنا نحتاج إلى وقفات للتعرُّف على تفاصيل وخبايا تلك البيانات، ونخرج من الزاوية الضيِّقة إلى الأُفق الأوسع والأعم.
وفي جانب آخر تُقدِّم منصَّات التسلية المحتوى المنوَّع الذي يجذب جميع الميول والأهواء والاتِّجاهات، لِتصلَ ساعات بثِّ تلك المحتويات مستويات عالية وغير مسبوقة، وتجذب مئات الملايين لصرف السَّاعات الطويلة في متابعة تلك المحتويات، وحتَّى المواقع التي تُقدِّم المحتوى العلمي والبحثي والتي يقضي النَّاس ملايين السَّاعات في متابعتها، فإنَّها تدخل ضِمْن الخدمات المجانيَّة التي يحصل عليها زوَّار تلك المواقع.
نظرًا لسهولة الوصول إلى تلك التطبيقات والمواقع ولا يحتاج المرء الكثير من الجهد وفي الوقت نَفْسه فإنَّها مجانيَّة، وتمَّ تصميمها جميعًا بطريقة يسهل التسجيل فيها وإنشاء الحسابات، وأنَّها تُعدُّ واحة جاهزة أو واحات متنوِّعة بَيْنَ يدَي المستخدم، ولا يحتاج المرء إلَّا دقائق لِيجدَ نَفْسه قادرًا على إنشاء المحتوى النَّص والصورة والفيديو ونَشْره أمام الجميع، ليس ذلك فقط، فيصبح متابعًا لردود أفعال الآخرين من معارفه وغير ذلك. وثمَّة الكثير من النَّاس خرجوا من العزلة إلى العالَم الأوسع، حيث ازداد عدد الأصدقاء الذين يشتركون في اهتمامات وهوايات مختلفة، ولَمْ تَعُدْ حلقة معارفه مقتصرة على زملاء الدراسة والأقارب والمحصورين في رقع جغرافيَّة مُحدَّدة، بل سرعان ما تحوَّلَ العالَم الواسع إلى «قرية صغيرة» بحقٍّ، فقَدْ تحقَّق الانتشار لمحتوى الملايين من النَّاس وفي مختلف اللغات والثقافات كما لَمْ يحصلْ في أيِّ حقبة في السَّابق. وبقدر ما يتحقَّق هذا الانتشار على أرض الواقع، فإنَّ المخاوف تزداد وعلى نَحْوٍ غير مسبوق من دقَّة المحتوى والأهداف التي يخفيها أصحابها ووسائل التغليف التي تستخدم بغرض وصولها إلى الفئات المستهدفة من تلك المنشورات.
يُشكِّل ثلاثي العالَم الرَّقمي (نحن ومعلوماتنا والتطبيقات) الواحة الخطيرة رغم سلاستها وبساطتها، ويحقِّق تطوُّرًا هائلًا في طريقة العرض للمحتوى والطُّرق المخفيَّة المحفِّزة للاندماج والتفاعل، والانتقالات المتسارعة جدًّا للتقنيَّات.
أين يسير مركبنا وما مستقبل المحطَّات المعلنة والخفيَّة فيه؟
وليد الزبيدي
كاتب عراقي
wzbidy@yahoo.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: العال م
إقرأ أيضاً:
غوغل تحدث خوارزمياتها لتحسين تجربة المستخدم
في ديسمبر/كانون الأول 2024، أدخلت شركة "غوغل" تحديثا جديدا على خوارزمياتها يهدف إلى تحسين تجربة المستخدم عبر تقديم إجابات دقيقة وواضحة.
ولتحقيق النجاح في هذا السياق الرقمي المتغير، يعتمد النهج الجديد على دمج الابتكار في أساليب التطوير، مع احتمالية الاستفادة من أدوات مثل "شات جي بي تي" لتعزيز الأنظمة المستقبلية.
وفي المقال الذي نشرته صحيفة "دنيا" التركية، يقول الكاتب فرقان لولجي إن شركة "غوغل" قد أعلنت قبل أيام عن استكمال تحديثها الأساسي لشهر ديسمبر/كانون الأول 2024، الذي يهدف إلى تحسين جودة نتائج البحث وتعزيز تجربة المستخدم.
وشهد هذا التحديث تطورا ملحوظا في خوارزميات البحث، حيث قدم مفهوم "تحسين محرك الإجابة" "إيه إي أو" (AEO) الذي يتجاوز تحسين محركات البحث التقليدية "إس إي أو" (SEO)، ليُبرز المحتوى الذي يقدم إجابات دقيقة ومباشرة لأسئلة المستخدمين. ويُظهر هذا التحديث تحولا مهما في العصر الرقمي، حيث أصبحت القدرة على تقديم الإجابات الواضحة والمباشرة أساسا للتميز في نتائج البحث.
ويشير الكاتب إلى أن المشهد الرقمي يشهد تحولا كبيرا، حيث لم تعد الإعلانات الرقمية عبر منصات مثل "ميتا" و"غوغل آدز" المهيمنة كما كانت في السابق، بل أصبحت المحتويات العضوية أكثر أهمية. ولم يعد التميز مقتصرا على الظهور في نتائج البحث فحسب، بل أصبح تقديم إجابات دقيقة وموثوقة عبر أدوات الذكاء الاصطناعي ضرورة ملحة.
إعلانويؤكد الكاتب أن العلامات التجارية التي تركز على تقديم محتوى يلبي احتياجات المستخدمين مباشرة ستحقق ميزة تنافسية كبيرة، خاصة مع تغير سلوكيات المستخدمين في البيئة الرقمية المتطورة باستمرار.
ويرى الكاتب أن أدوات الذكاء الاصطناعي أصبحت شائعة في إنتاج المحتوى، لكن مع التحديثات الجديدة لخوارزميات "غوغل"، أصبح من الممكن التمييز بشكل أفضل بين المحتويات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وفي هذه النقطة، من الأفضل استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين المحتوى المُنتَج بدلا من الاعتماد عليها لإنشاء المحتوى نفسه، مع التأكيد على أن المحتويات العضوية التي يتم إنشاؤها بواسطة يد بشرية، أي المحتويات الأصلية والمفصلة والموجهة نحو المستخدم، تكتسب قيمة أكبر. لأن خوارزمية "غوغل" الجديدة تفضل المحتويات التي تقدم الإجابات الأكثر دقة وموثوقية بما يتناسب مع احتياجات المستخدم.
ويوضح الكاتب التغيير الذي جلبه "إيه إي أو" (تحسين محركات البحث للجواب) الذي يتطلب من العلامات التجارية أن تتجاوز كونها مجرد نتائج لتصبح مصدرا موثوقا يقدم إجابات دقيقة للأسئلة. فإن الطريق إلى التميز في العالم الرقمي يكمن في تقديم الإجابات الصحيحة بسرعة ووضوح.
تحقيق النجاح العضويوفي السياق، يقدم الكاتب 5 نصائح لتحقيق النجاح العضوي (أي نجاح المحتوى دون عمل ترويج مدفوع له):
1- محتوى موجه للمستخدم: يجب استهداف الأسئلة المحددة للمستخدمين. فعلى سبيل المثال، بدلا من "أفضل فندق"، قد يكون من الأفضل تقديم محتوى مفصل مثل "أفضل الفنادق ذات الإطلالة على البحر في إسطنبول لعام 2024؟".
2- إجابات موثوقة بدلا من الإعلانات: يجب أن يكون المحتوى معدا لتلبية احتياجات المستخدمين بشكل مباشر بدلا من أن يكون مجرد نتيجة بحث.
3- استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح: ينبغي استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين وتوسيع المحتوى الحالي بدلا من استخدامها لإنتاج المحتوى من البداية.
إعلان4- التوافق مع الهواتف المحمولة والسرعة: أصبح تحميل الصفحة بسرعة والتوافق مع الأجهزة المحمولة أمرا ضروريا وليس اختياريا.
5- التحسين بناء على البيانات: يجب تحليل سلوكيات البحث للمستخدمين وتحديث المحتوى بانتظام.
ويلفت الكاتب إلى التحدي الذي يواجهه أولئك الذين يتبنون التغيرات التي جلبها الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن المتكيفين مع هذه التغيرات سيحققون مكانة دائمة في العالم الرقمي، في حين سيظل الآخرون مجرد نتائج بحث.
وفي الختام، يتساءل الكاتب عما إذا كانت شركات مثل "شات جي بي تي" و"غوغل " قد تعمل سويا في الخفاء لدعم هذا التحول الرقمي السريع، فقد لا يكون من المستبعد أن نرى في المستقبل نتائج البحث في "غوغل" تشير إلى أن "هذه الإجابة مدعومة من شات جي بي تي".