هل يضحي بايدن بعلاقته مع الهند لدعم كندا؟
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
قال مايكل روبين، زميل بارز في معهد أمريكان إنتربرايز، إن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أثار أزمة دبلوماسية، باتهام الحكومة الهندية بالتواطؤ في مقتل هارديب سينغ نيجار، زعيم السيخ المقيم في ضواحي فانكوفر في يونيو (حزيران) الماضي.
بايدن محق في تفادي تقديم دعم فوري لـ ترودو
وأشار الباحث إلى أن الحكومة الكندية تلمح علناً إلى معلومات استخباراتية مفترضة لم تنشرها، ويتزامن ذلك مع انحسار شعبية ترودو والاستقبال الفاتر له في قمة مجموعة العشرين.
Biden Shouldn’t Follow Justin Trudeau Down the Anti-India Rabbit Hole The National Interest From Michael Rubin. Minces no words and concludes with “The U.S.-India relationship is simply too important to sacrifice for the venality of a Canadian politician
https://t.co/SXpPzdbbL3
وبعد تصريحات ترودو، تبادلت كندا والهند طرد دبلوماسيين كبار، كما سعت كندا إلى الحصول على دعم الولايات المتحدة في الخلاف.. غير أن واشنطن تبدو حذرة من استعداء الهند.
ورأى مايكل روبين في مقاله بموقع مجلة "ناشونال إنترست"، أن بايدن محق في تفادي تقديم دعم فوري لترودو، وقال: "أولاً، لدينا مشكلة نيجار نفسه.. فقد يزعم الكنديون ببساطة أنه كان سباكاً يعمل ناشطاً سياسياً في أوقات فراغه، لكن الواقع أكثر تعقيداً بكثير. فقد عاش نيجار في الهند 20 عاماً، انضم خلالها إلى قوة نمور خاليستان، وهي مجموعة انفصالية أشعلت تمرداً في إقليم البنجاب".
دولة منفصلة للسيخوتدعو حركة خاليستان إلى إقامة دولة منفصلة للسيخ، وهو هدف كثيراً ما يسعى المتشددون إلى فرضه بالعنف لأن غالبية السيخ يرفضون هذه القومية الدينية.. وفي عام 1997، وردَ أن نيجار فر إلى كندا بجواز سفر مزيف باسم رافي شارما، واعتقلته الشرطة في مطار تورونتو، لكنه طلب اللجوء السياسي استناداً إلى مضايقات الشرطة المزعومة في الهند.
ورفضت المحاكم في نهاية المطاف منحه اللجوء، لكنه سعى إلى الحصول على الجنسية بالزواج من كندية.. ورفضت سلطات الهجرة ذلك أيضاً بداية، بحجة أن الزواج كان زائفاً.. لكن، عندما استأنف الحكم، منحته الحكومة الكندية الجنسية وجوار السفر الكندي.
وفي عام 2015، زُعِم أن وكالة الاستخبارات الباكستانية المشتركة استعانت بنيجار في إنشاء معسكر تدريب لمسلحي خاليستان على مقربة من مدينة ميشن في مقاطعة كولومبيا البريطانية.
واتهمت الهند نيجار بالتورط في عدد من الأعمال الإرهابية، بما في ذلك التخطيط لتفجير سينما لوديانا عام 2007 وقتل السياسية السيخية البارزة رولدا سينغ عام 2009، والتورط في مؤامرة قتل الزعم الديني الهندوسي كمالديب شارما في جالاندهار، والتورط في تفجير معبد في باتيلا عام 2010.
الهند وتطرف السيخووفق الكاتب، فقد آوت كندا شخصاً يُشتبه في أن يديه ملطختان بالدماء.. والهند محقة في تحفظها على تسامح كندا مع تطرف السيخ، ولا تكفل كندا المأوى لقوة نمور خاليستان وحسب، وإنما تستضيف منظمة السيخ العالمية، وجماعة السيخ من أجل العدالة، وجماعة بابار خالسا الدولية، وجميع الجماعات المثيلة التي يقول المسؤولون إنها تروج للعنف أو ترتبط بعلاقات بقوى أجنبية.
The U.S.-India relationship is simply too important to sacrifice, argues Michael Rubin. https://t.co/IYPs7XyJsv
— National Interest (@TheNatlInterest) September 23, 2023وقال الكاتب: "يحق لكندا على أي حال أن تغضب وتثور إذا قررت إحدى مناطق كيبيك الحدودية أن الطريقة السليمة لتحقيق هدف شعبها تتمثل في اغتيال السياسيين وتفجير دور السينما.. ولو استقر هؤلاء الإرهابيون في الهند، فسيكون خطاب كندا مختلفاً كلياً".
ويرى الكاتب أن التناقضات في نهج ترودو تجاه العنف في عهده حقيقية، مشيراً إلى أنه عند مقتل كريمة بلوش، الناشطة الباكستانية في مجال حقوق الإنسان التي عُثِر عليها جثة في تورونتو، أخذت الشرطة الكندية زمام المبادرة في القضية.. غير أن ترودو التزم الصمت حتى بعد تلميحات بتواطؤ الحكومة الباكستانية في مقتلها.
ويبدو أن الكنديين يلومون الهند على ما يبدو أنه مجرد مظهر من مظاهر العنف بين السيخ على أراضيهم، لكن يمكن أن يكون مقتل نيجار ببساطة انتقاماً لجريمة سابقة اقترفها، ففي يوليو (تموز) 2022، قتل مسلحان ريبودامات سينغ مالك، وهو سيخي بارز اتُّهم ذات مرة بالتورط في تفجيرات لرحلتين جويتين هنديتين قصدتا فانكوفر وبُرِّأت ساحته.
وكان مالك أمسى رئيساً لاتحاد ائتماني كبير، ومديراً لمدرستين.. واحتج نيجار على طباعة كتاب مقدس مهم لدى السيخ بعنوان "سري جورو غرانث صاحب"، فقاد مجموعة من السيخ لاقتحام واحدة من مدرستيه والاستيلاء على مطبعتها، والحقيقة البسيطة هي أن الموقف معقد.
وتساءل الكاتب: هل يُعقل أن عملاء هنوداً قتلوا نيجار؟ يمكن ذلك، ولو أن هذا ليس السيناريو المحتمل.
يتمتع نشطاء السيخ بنفوذ كبير في المناطق المترددة للانتخابات المقبلة، ربما أراد ترودو ببساطة تغيير الخطاب السياسي المحلي عندما اتهم الهند، من دون أن يدرك أنه سيخلق أزمة دبلوماسية.. فالسياسيون الأمريكيون يقدمون على أفعال مثيلة.
فقد وعد ترامب بأن يحمل المكسيك على دفع ثمن الجدار الحدودي الذي كان يأمل في أن يقيمه...وأطلق جو بايدن، أيام كان نائباً لباراك أوباما، العنان لهجوم عنيف ضد الرئيس الأفغاني حامد كرزاي كوسيلة غير مباشرة لانتقاد سياسات جورج دبليو بوش الخارجية، وزاد الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل بعد أن وصف مسؤول كبير في إدارة أوباما رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بكلمة بذيئة.
العلاقات الأمريكية - الهندية أهمويرى الكاتب أن موقف ترودو ضد الهند لا يختلف عما سبق من مواقف.. غير أن العلاقة بين الولايات المتحدة والهند أهم من أن يُضحّى بها لأجل فساد سياسي كندي لا يفتأ يثبت أنه سطحي ويتفقر للجدية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني
إقرأ أيضاً: