الخليج الجديد:
2025-02-22@05:34:05 GMT

الذكاء الاصطناعي والإعلام

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

الذكاء الاصطناعي والإعلام

الذكاء الاصطناعي والإعلام

تحديات الذكاء الاصطناعي إعلاميا: ضمان الحياد والمعايير الأخلاقية، التضليل الإعـلامي، فبركة أحداث وتصريحات.

تجمع التقارير على أن في صدارة مخاطر الذكاء الاصطناعي في الإعـلام يأتي ما يسمى «التزييف العميق» الذي يقود إلى التضليل أو حتى الابتزاز والاحتيال!

أبرز إيجابيات الذكاء الاصطناعي تحويل النصوص إلى بيانات بمختلف الأشكال، والترجمة الآلية، والدردشة الآلية ردا على استفسارات الجمهور واكتشاف المحتوى المزيف.

مربط الفرس الإشكالات الأخلاقية التي يطرحها الذكاء الاصطناعي حرصا على النزاهة الأخلاقية للصحافة خاصة أن الموضوع متحرك ولا نعرف بالضبط أين يمكن أن يقود.

كيف يساعد الصحافيين في إعداد التقارير؟ ما هي الأدوار التي قد يحل محلها الذكاء الاصطناعي؟ ما هي بعض مجالات الذكاء الاصطناعي التي لم تستغلها المؤسسات الإخبارية بعد؟

* * *

تجرأتُ وسألتُ الذكاء الاصطناعي عن كيف هو هذا الذكاء مع الإعـلام. سألت (تشات جي بي تي) تحديدا عن ذلك فكان «منصفا» إلى حد لا بأس به.

عدّد الفوائد كالتالي: أتمتة المضامين، تحليل المعطيات، التحقق من الوقائع، السرعة في الجمع والتصنيف والتحليل، انتاج فيديوهات بسرعة واتقان كسبا للوقت والتكلفة، تحليل ميولات الجمهور المختلفة، المذيعون الروبوت.

أما التحديات فذكر منها: ضمان الحياد والمعايير الأخلاقية، التضليل الإعـلامي، فبركة أحداث وتصريحات. هنا مربط الفرس: الإشكالات الأخلاقية التي يطرحها الذكاء الاصطناعي حرصا على النزاهة الأخلاقية للصحافة لاسيما والموضوع متحرك ولا نعرف بالضبط إلى أين يمكن أن يقود.

هو متحرك فعلا ويطرح بقوة ضرورة التمييز بين استعمالاته المفيدة جدا في العلوم الصحيحة (وخاصة في الطب في تشخيص الأمراض وكتابة التقارير الطبية التي تجمع خلاصة كل الفحوصات…الخ) وبين استعمالاته الملتبسة في العلوم الإنسانية ومن بينها الصحافة.

هذا ما يجري الخوض فيه من فترة ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2021 اعتمدت جميع الدول الأعضاء في «اليونسكو» اتفاقية تاريخية تحدد القيم والمبادئ الضامنة لتنمية صحية للذكاء الاصطناعي كإطار أخلاقي عام يمكن أن ينطبق على الإعـلام، رغم أنه مجال يحتاج لأحكام خاصة به.

كما أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تبنى في 14 يوليو/تموز الماضي مشروعا دعا المجتمع الدولي إلى «اتخاذ تدابير وقائية ورقابية خاصة بالذكاء الاصطناعي».

وفي عام 2017 طرح منتدى عقده مركز «تاو» للصحافة الرقمية ومعهد «براون» للابتكار الإعـلامي في جامعة كولومبيا الأمريكية مجموعة تساؤلات حول الإعـلام والذكاء الاصطناعي من بينها:

كيف يساعد الصحافيين في إعداد التقارير؟ ما هي الأدوار التي قد يحل محلها الذكاء الاصطناعي؟ ما هي بعض مجالات الذكاء الاصطناعي التي لم تستغلها المؤسسات الإخبارية بعد؟

وكان الجواب هو وجود مؤشرات كثيرة تفيد بأنه سيعزز عمل الصحافيين لكنه لن يحل محلّه إذا ما استخدم بشكل صحيح، من ذلك استعماله مثلا في تفريغ المقابلات المسجلة أو غربلة تعليقات الجمهور التي تصل هذه المؤسسات.

«الذكاء الاصطناعي يبهر بقدر ما يثير القلق».. هكذا قال السفير البلجيكي في مجلس حقوق الإنسان مارك بيكستن، داعيا إلى ضرورة «الإشراف البشري» عليه وإلى «مقاربة حذرة» بشأنه، وهو ما قد يتم الخوض فيها أكثر بمناسبة أول قمة عالمية عن الذكاء الاصطناعي تحتضنها بريطانيا قبل نهاية هذا العام.

تشير كل المقالات والبحوث التي تناولت الذكاء الاصطناعي والإعـلام إلى أن من أبرز إيجابياته تحويل النصوص إلى بيانات بمختلف الأشكال، والترجمة الآلية، والدردشة الآلية للرد على استفسارات وتعليق الجمهور، ومعرفة أحوال الطقس وأسعار العملات والذهب في الصحافة الاقتصادية واكتشاف المحتوى المزيف.

أما التحديات فتتمثل بالخصوص في تقليل الاعتماد على بعض الوظائف في المجال الإعـلامي، وإن كان ذلك لا يعني إلغاءها بالضرورة، مع أهمية الإشارة إلى أن هذا الذكاء لا يمكن أن يحل محل الإنسان في إبداء التعاطف الذي يمكن أن يبديه الصحافي عند حدوث كوارث إنسانية رهيبة، كزلزال المغرب أو سيول ليبيا أو قضايا اللجوء وموت المئات في «قوارب الموت» في مياه المتوسط، أو قصص معاناة الفلسطينيين المختلفة مع الاحتلال الإسرائيلي وخاصة النساء والأطفال.

يشير الخبراء كذلك إلى أن الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى السرد العاطفي لقصص إنسانية قد تكون مؤثرة للغاية أو حتى مأسوية، كما أنه يفتقد القدرة البشرية على التحليل ووضع السياق المناسب للقصص الإخبارية، كالتعاطف مع فلسطين مثلا عبر المظاهرات والتحركات التضامنية المختلفة، مع أن هؤلاء المتظاهرين قد يكونون بعيدين جدا عن الحدث، كما هو الشأن في مظاهرات تخرج في شوارع أندونيسيا مثلا تضامنا مع غزة.

ويضيف هؤلاء أن الذكاء الاصطناعي يفتقد أيضا القدرة على إصدار أحكام وقرارات أخلاقية في المواقف الحساسة، كما أنه عندما ينشئ محتوى خاطئا أو مضللا لا يتحمل مسؤولية أفعاله، وبالتأكيد لا يعتذر مثلما ما يفترض أن يقوم به الإنسان إن أخطأ، كواجب مهني وأخلاقي قبل كل شيء.

ولا يغيب عن هؤلاء الخبراء في مقالاتهم عن الموضوع الإشارة إلى أن المذيع الآلي مثلا سيكون عاجزا عن تعويض المذيع الإنسان حيث إنه لا يقرأ لغة جسد الضيف الذي يحاوره، كما أنه لا يمتلك بالضرورة الخلفية السياسية والثقافية التي تسمح له بطرح أسئلة من نوع خاص بعضها محرج أو صعب، كما أنه يفتقر إلى حس العاطفة والفكاهة والإبـداع، كما تقول صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.

وعند تناول أكثر «المخاطر» التي يطرحها الذكاء الاصطناعي في الحقل الإعـلامي تجمع كل التقارير على أن في صدارتها جميعا يأتي ما يسمى «التزييف العميق» الذي قد يقود إلى التضليل أو حتى الابتزاز والاحتيال، إذ يكفي جمع ما بين خمس عشرة إلى ثلاثين ثانية من الصوت الأصلي لأي كان بنوعية جيدة حتى يمكن صناعة صوت مماثل لشخص ليقول أي كلام لم ينطق به صاحبه أصلا، كأن يصرخ رئيس الحكومة الإسرائيلية ضد الاحتلال!

*محمد كريشان كاتب وإعلامي تونسي

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الإعلام تحديات الصحافة الاحتلال الإسرائيلي الذكاء الاصطناعي التزييف العميق الذکاء الاصطناعی یمکن أن کما أنه إلى أن کما أن

إقرأ أيضاً:

هل تدخل الهند مضمار الذكاء الاصطناعي بعد أن أصبحت مركزا للتكنولوجيا العالمية؟

أحدث "شات جي بي تي" ضجة كبيرة في العالم عقب إطلاقه ودخل مجال الذكاء الاصطناعي دون منافس يُذكر، ولكن شركة "ديب سيك" الصينية أشعلت المضمار من خلال تقديم نماذج عالية الكفاءة بتكلفة بسيطة، ولكن يبدو أن الهند تخلفت عن الركب فيما يخص إنشاء نموذج لغوي خاص بها يُستخدم لتشغيل روبوتات الدردشة الآلية.

وتدعي الحكومة الهندية أن نموذج ذكاء اصطناعي مشابه لـ"ديب سيك" ليس بعيد المنال، فهي تزود الشركات الناشئة والجامعات والباحثين بآلاف الشرائح عالية الأداء اللازمة لتطويره في أقل من 10 أشهر، بحسب تقرير من "بي بي سي".

ويُذكر أن عددا من قادة الذكاء الاصطناعي العالميين تحدثوا مؤخرا عن قدرات الهند، إذا قال سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" هذا الشهر "ينبغي أن تلعب الهند دورا رائدا في ثورة الذكاء الاصطناعي، فقد أصبحت ثاني أكبر سوق لشركة (أوبن إيه آي) من حيث المستخدمين".

وشركات أخرى مثل مايكروسوفت وضعت أموالا طائلة على الطاولة، حيث خصصت 3 مليارات دولار للبنية التحتية السحابية والذكاء الاصطناعي، ومن جهته أشاد جنسن هوانغ من "إنفيديا" بالموهبة التقنية غير المسبوقة في الهند معتبرا إياها عاملا أساسيا في إطلاق إمكاناتها المستقبلية بمجال الذكاء الاصطناعي.

إعلان

ومع وجود 200 شركة ناشئة في الهند تعمل على الذكاء الاصطناعي التوليدي، والذي يُشير إلى وجود اهتمام متزايد من رواد التكنولوجيا بهذا المجال، فإنها تخاطر بالتأخر عن الركب في حالة عدم وجود إصلاحات هيكلية أساسية في التعليم والبحث والسياسة الحكومية.

موقف الهند بين عمالقة الذكاء الاصطناعي

ويقول محلل التكنولوجيا براسانتو روي "تتميز الصين والولايات المتحدة بتقدم من 4 إلى 5 سنوات عن البلدان الأخرى، وذلك بعد أن استثمرتا بشكل كبير في البحث والأوساط الأكاديمية وطورتا الذكاء الاصطناعي للتطبيقات العسكرية وتطبيقات إنفاذ القانون، والآن نماذج اللغة الكبيرة" حسب "بي بي سي.

وأضاف "رغم أن الهند تحتل المرتبة الخامسة عالميا في مؤشر حيوية الذكاء الاصطناعي بجامعة ستانفورد (مؤشر يقيس عوامل مثل براءات الاختراع والتمويل والسياسات والبحث) فإنها لا تزال متأخرة عن الولايات المتحدة والصين في العديد من المجالات الرئيسية.

وبين عامي 2010 و2022 حصلت الصين على 60% من إجمالي براءات الاختراع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، بينما حصلت الولايات المتحدة على 20%، وفي المقابل حصلت الهند على أقل من النصف.

وعام 2023، تلقت الشركات الهندية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي جزءا ضئيلا من الاستثمارات الخاصة التي حصلت عليها الشركات الأميركية والصينية.

وقد خصصت الهند مليار دولار لمبادرتها الحكومية في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو مبلغ ضئيل مقارنة بالمبالغ الضخمة التي خصصتها الصين والولايات المتحدة، إذ خصصت الأخيرة 500 مليار دولار لمشروع "ستارغيت" (Stargate) لبناء بنية تحتية ضخمة للذكاء الاصطناعي، بينما خصصت الصين 137 مليار دولار لمبادرتها الهادفة إلى أن تصبح مركزا عالميا للذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.

الصين والولايات المتحدة تتقدمان من 4 إلى 5 سنوات عن البلدان الأخرى بمجال الذكاء الاصطناعي (شترستوك) تحديات تواجه الهند بقطاع الذكاء الاصطناعي

نجاح شركة "ديب سيك" في بناء نماذج ذكاء اصطناعي باستخدام شرائح أقل تقدما وأقل تكلفة يُعد أمرا مشجعا للهند، حيث يمكنها الاستفادة من هذه التكنولوجيا بتكلفة أقل، ولكن نقص التمويل من القطاع الصناعي أو الحكومي يُشكل عقبة كبيرة، وفقا لرأي جاسبريت بيندرا مؤسس شركة استشارية تُعنى ببناء مهارات الذكاء الاصطناعي في المؤسسات.

إعلان

وأضاف بيندرا "رغم ما سمعناه عن تطوير (ديب سيك) لنموذج بقيمة 5.6 ملايين دولار، فإن هناك دلائل تشير إلى تمويل أكبر بكثير وراء هذا المشروع".

ويخلف تنوع اللغات في الهند تحديا كبيرا في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ إن نقص مجموعات البيانات عالية الجودة والمطلوبة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي باللغات الإقليمية مثل الهندية والماراثية أو التاميلية يعتبر مشكلة رئيسية في الهند.

ورغم جميع مشكلات الهند فإنها تتمتع بمواهب تفوق حجمها بكثير، حيث يأتي 15% من عمال الذكاء الاصطناعي في العالم من هذه البلاد، ولكن المشكلة الكبيرة التي أظهرتها أبحاث هجرة مواهب الذكاء الاصطناعي جامعة ستانفورد، أن أغلبهم كانوا يختارون مغادرة البلاد، ويقول بيندرا معلقا "يرجع ذلك جزئيا إلى أن الابتكارات الأساسية في الذكاء الاصطناعي تأتي عادة من البحث والتطوير العميق في جامعات ومختبرات الأبحاث في الشركات الأجنبية".

ومن جهة أخرى، تفتقر الهند إلى بيئة بحثية داعمة لتشجيع وتطوير الابتكارات التكنولوجية المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، سواء في الجامعات أو في شركات القطاع الخاص.

وكان من المفترض أن تدخل الهند في مشروع يعتمد على الخبرات الخارجية في بنغالورو بقيمة 200 مليار دولار والذي يضم ملايين المبرمجين، ولكنه لم يحقق طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي، لأن هذه الشركات ركزت بشكل أساسي على تقديم خدمات تكنولوجية رخيصة بدلا من الاستثمار في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي الاستهلاكية الأساسية.

ويقول المحلل روي "لقد تركوا فجوة كبيرة للشركات الناشئة لتملأها" وأضاف "لا أعتقد أن الهند ستكون قادرة على إنتاج أي شيء مثل (ديب سيك) على الأقل خلال السنوات القليلة المقبلة" وهي وجهة نظر يشترك فيها كثيرون.

ومن جهته، كتب بهفيش أجراوال مؤسس شركة "كروتريم" (Krutrim) وهي واحدة من أقدم شركات الذكاء الاصطناعي بالهند على منصة إكس "يمكن للهند أن تستمر في بناء وتعديل التطبيقات المبنية على منصات مفتوحة المصدر مثل (ديب سيك) كخطوة أولى في مجال الذكاء الاصطناعي".

إعلان

وعلى المدى الطويل، سيكون من الضروري تطوير نموذج أساسي للحصول على استقلال إستراتيجي في هذا القطاع، وتقليل اعتمادات الاستيراد وتهديدات العقوبات، كما يقول الخبراء.

وستحتاج الهند إلى زيادة في قدرتها الحاسوبية وتطوير البنية التحتية اللازمة لتطوير مثل هذه النماذج، مثل تصنيع أشباه الموصلات وهو أمر لم ينطلق بعد، ومن المفترض أن يحدث كل هذا وأكثر لكي تضيق الفجوة مع الولايات المتحدة والصين بشكل ملموس.

مقالات مشابهة

  • آيفون 16 إي .. رهان آبل على الذكاء الاصطناعي بسعر منافس
  • إيلون ماسك يتيح نموذج الذكاء الاصطناعي Grok 3 مجانا لمدة محدودة
  • الذكاء الاصطناعي.. قفزة تقنية في العمليات الدفاعية
  • هل تدخل الهند مضمار الذكاء الاصطناعي بعد أن أصبحت مركزا للتكنولوجيا العالمية؟
  • الفنان أحمد فهمي ضحية الذكاء الاصطناعي
  • وزيرة التخطيط: الاستثمار في الذكاء الاصطناعي من أهم أولويات الدولة
  • الذكاء الاصطناعي يُبكي هنا الزاهد على الهواء
  • أوبن إيه آي تغير تكتيكها في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي
  • الاحتلال استخدم الذكاء الاصطناعي بالقتل في غزة ولبنان
  • الاحتلال استخدم الذكاء الاصطناعي لقتل المدنيين في غزة ولبنان