باحث فرنسي: الدفاع عن العلمانية يُستخدم بشكل انتقائي ضد المسلمين
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
عرض المفكر والباحث السياسي الفرنسي البارز فرانسوا بورغا، أسباب مناهضة الإسلام في أوساط النخبة والمجتمع في فرنسا، وتحدث عن الجذور التاريخية لهذا الموقف.
وفي مقابلة مطولة مع وكالة الأناضول أجريت معه في مدينة إسطنبول التركية، قال بورغا، إن الدفاع عن العلمانية يُستخدم بشكل انتقائي ضد المسلمين، وليس ضد الكاثوليك أو اليهود.
وأضاف أن الجيل الرابع من المهاجرين يطالب بحقوقه المرتبطة بجنسيته الفرنسية، وبحق المشاركة في كتابة تاريخ مواجهته مع فرنسا.
وأشار بورغا إلى أن هذا الأمر لا تقبله غالبية النخبة الحاكمة والمثقفة، وقسم كبير من اليسار في فرنسا.
قبول الحقيقة
وأوضح الباحث الفرنسي أن الدفاع عن العلمانية، الذي يُستشهد به عادة كسبب لمعارضة الإسلام في المجتمع الفرنسي، ليس في الواقع هو السبب الحقيقي.
وقال بورغا، إن السبب الحقيقي هو أن أبناء المستعمِر الفرنسي لا يريدون رؤية أبناء المستعمَرين يرفعون أصواتهم، ويطالبون بحقوقهم.
وأضاف أن "عاملة النظافة في فرنسا يمكنها ارتداء الحجاب دون أي مشكلة على الإطلاق، ولكن إذا أرادت المرأة ارتداء الحجاب، وأن تصبح أستاذة جامعية أو محامية، فهنا تأتي مسالة الدفاع عن العلمانية".
وأشار إلى ذريعة يرددها المجتمع الفرنسي، حيث يقول المعادون للإسلام، إنهم ليسوا ضد الإسلام على وجه التحديد، بل ضد ظهور الدين في المجال العام، موضحا أن هذا يعطي موقفا قويا لكل من يريد معارضة الإسلام.
وبخصوص الخلفية الاستعمارية لفرنسا، رأى بورغا أن تاريخ المواجهة بين فرنسا والمسلمين يعود إلى قرون مضت، لكن بعد الحرب العالمية الثانية، تغيرت الأمور تماما عندما استقدم الفرنسيون آلاف المسلمين لإعادة بناء الاقتصاد.
وأوضح أن الفرنسيين وجدوا أنفسهم بعد ذلك في وضع بدأ فيه الذين استعمروهم (سابقا) في أراضيهم بالظهور في مجتمعهم (حاليا).
الهُوية الإسلامية
ويعتقد الباحث السياسي الفرنسي أن المسلمين ليسوا الهدف الوحيد في المجتمع الفرنسي، بل إن ظاهرة "الإسلاموفوبيا" تمتد إلى بعض السود غير المسلمين.
وقال بورغا، "إذا رفع مسلم صوته في فرنسا وقال، أريد حقي، فغالبا ما يُعدّ طائفيا أو إسلاميا. ولكن إذا رفع رجل صوته وكان شخصا أسود غير مسلم من مجتمعات جنوب الصحراء؛ فسيعامل بالطريقة نفسها، ولن يعدّ إسلاميا، بل عنصريا".
وأضاف أن مشكلة اليسار هي أنهم ضد الدين، وليس لديهم برامج لمعالجة الإسلاموفوبيا.
وتابع، "السؤال الحقيقي الذي يجب طرحه هو: ما إذا كانت فرنسا ستقبل حقيقة السماح للهوية الإسلامية بالظهور في المجال العام دون تجريمها"؟
المشاركة في الانتخاباتويعتقد فرانسوا بورغا أن المسلمين، الذين لا تشارك غالبيتهم في الانتخابات بفرنسا، يجب أن يكونوا أكثر نشاطا في صناديق الاقتراع.
ودعا من وصفهم بالمسلمين العلمانيين إلى إدراك أنهم سيكونون الهدف التالي قريبا.
ويرى بورغا أن على المسلمين أن يتفاعلوا مع الأحداث ويرفعوا أصواتهم أكثر، وأن يكونوا أكثر نشاطا في السياسة.
طريق مسدود
ويوضح الباحث الفرنسي أن أغلبية اليمين في فرنسا تريد أن يبدو مواطنوها متشابهين، وترفض فكرة أن الثقافات المختلفة في الأمة نفسها لن تضعفها، واصفا ذلك بالأمر الخطير.
وفي السياق قال، إن الدفاع عن العلمانية هذه الأيام أوصل فرنسا إلى طريق مسدود.
ويتوقع بورغا المزيد من المقترحات القانونية التي ستعدّ وجود المسلمين جوهر مشكلات المجتمع الفرنسي، مشيرا إلى تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الفرنسي السابق إدوارد فيليب، وقال فيها، إنه ربما ينبغي لنا سنّ قوانين جديدة، لمعالجة ما سماه طموحات الإسلام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی فرنسا
إقرأ أيضاً:
ماكرون: فرنسا تنظم مؤتمراً دولياً لإعادة إعمار لبنان
بيروت (الاتحاد)
أخبار ذات صلة غوتيريش: «اليونيفيل» كشفت 100 مخزن سلاح في جنوب لبنان إحباط محاولة تهريب أسلحة من سوريا إلى لبنانأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس، من بيروت دعم بلاده للمسؤولين الجدد في لبنان، مشيراً إلى أن باريس ستستضيف خلال الأسابيع المقبلة مؤتمراً دولياً للمساعدة في إعادة إعمار لبنان.
وأشاد ماكرون بالاختراق السياسي الذي شهده لبنان مع انتخاب جوزيف عون رئيساً الأسبوع الماضي، ثم تكليف نواف سلام رئاسة الحكومة، وهو ما لم يتمكن من تحقيقه بعد زيارتيه السابقتين إلى بيروت، إثر الانفجار المدمر في مرفأ بيروت.
وقال ماكرون في مؤتمر صحافي مع نظيره اللبناني في القصر الرئاسي قرب بيروت: «منذ 9 يناير، في عز الشتاء، لاح الربيع»، في إشارة إلى انتخاب عون رئيساً.
وأضاف مخاطباً عون «أنتم هذا الأمل، ورئيس الوزراء المكلف يجسد هذا الأمل إلى جانبكم»، مؤكداً أن «فرنسا التي لطالما كانت إلى جانب لبنان خلال السنوات الصعاب ستبدي مزيداً من الالتزام إلى جانبكم لمساعدتكم على النجاح في هذا الطريق».
وينخرط سلام في مشاورات دقيقة مع القوى السياسية من أجل الإسراع في تشكيل حكومة، بعدما اصطدم عند تكليفه بامتناع «حزب الله» و«حركة أمل» عن تأييده.
وتعتزم باريس استضافة مؤتمر دولي جديد من أجل لبنان.
وقال ماكرون: «بمجرد أن يأتي الرئيس عون إلى باريس خلال الأسابيع المقبلة، سننظم مؤتمرا دوليا لإعادة الإعمار، بهدف حشد الدعم المالي بهذا الصدد».
وخرج لبنان قبل أسابيع من مواجهة مفتوحة بين «حزب الله» وإسرائيل، بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار برعاية فرنسية أميركية، يفترض استكمال تنفيذه بحلول 26 يناير.
وينص الاتفاق على انسحاب إسرائيل من مناطق دخلتها في جنوب لبنان، بحلول 26 يناير.
ويشمل كذلك الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر في العام 2006، والذي من بنوده ابتعاد «حزب الله» عن الحدود، ونزع سلاح كل المجموعات المسلحة في لبنان وحصره بالقوى الشرعية دون سواها. ودعا ماكرون إلى الإسراع في تنفيذ بنود الاتفاق.
وقال «تم تحقيق نتائج، لكن يجب تسريع العملية وتأكيدها على المدى الطويل، يتعين أن يكون هناك انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية وأن يحتكر الجيش اللبناني بشكل كامل السلاح».
وشملت لقاءات ماكرون في بيروت رئيس أركان قوة الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» جان جاك فاتينيه، إضافة إلى رئيسي لجنة الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار.
وقال ماكرون للصحافيين المرافقين إثر الاجتماع «الأمور تتقدم، والدينامية إيجابية في ما يتعلق بتنفيذ وقف إطلاق النار».
وإثر ذلك، جال ماكرون سيرا في شارع الجميزة، الذي كان قد جال فيه خلال زيارته التي أعقبت انفجار المرفأ المدمر في الرابع من أغسطس 2020 والذي أسفر عن مقتل أكثر من 220 شخصاً وإصابة أكثر من 6500 آخرين وأحدث دماراً هائلا في بيروت.
وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء اللبناني المكلف نواف سلام، أمس، إنه لن يسمح بتعطيل أو فشل تشكيل الحكومة، مشدداً على الاستناد إلى دستور البلاد، واتفاق الطائف، موضحاً أن توزيع الحقائب الوزارية سيتم بعد اجتماع لاحق مع الرئيس جوزيف عون.
وأضاف بعد لقائه رئيس البرلمان نبيه بري في عين التينة: «البعض تساءل بعد الاستشارات في مجلس النواب أنني وحسب التقاليد والأعراف لم أقل أي كلام حول حصيلة الاستشارات وقلت بأنها لم تنتهي».