بمناسبة عيد الغفران.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
اقتحم مئات المستوطنين الإسرائيليين -اليوم الأحد- المسجد الأقصى بمدينة القدس، في وقت أبعدت فيه قوات الاحتلال عددا من المصلين عن المسار المعتاد للاقتحامات التي جاءت تلبية لدعوات من جمعيات استيطانية بمناسبة عيد الغفران اليهودي.
وأعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية التي تدير المسجد الأقصى -في بيان مقتضب وصلت الجزيرة نت نسخة منه- أن عدد المستوطنين المقتحمين للمسجد في الفترة الصباحية (من 07:30 إلى 11:30 بتوقيت فلسطين) بلغ 552 مستوطنا، في حين بلغ عدد المقتحمين 121 في فترة ما بعد الظهر (01:30 إلى 02:30).
وقال شاهد عيان من داخل المسجد الأقصى للجزيرة نت إن شرطة الاحتلال أبعدت عددا من المصلين -وبينهم نساء- عن المسار المعتاد للاقتحامات قبالة المسجد القبلي.
ووفق الشاهد، فإن اقتحام الأقصى يبدأ من باب المغاربة وينتهي بباب السلسلة، وكلاهما في الحائط الغربي للمسجد الأقصى.
وذكر أن الاقتحام يكون على شكل مجموعات تمضي في مسارات معتادة قبالة المصلى القلبي المسقوف من المسجد جنوبا، إلى السور الشرقي وباب الرحمة شرقا، ثم إلى باب الأسباط في الجدار الشمالي للمسجد، وباقي الأبواب في الجدار الغربي وصولا إلى باب السلسلة.
وأشار الشاهد إلى مشاركة حاخامات وأعضاء سابقين في الكنيست، منهم يهودا غليك، بالإضافة إلى أداء أغان ورقصات على بعض أبواب المسجد.
Settlers’ incursions into Al-Aqsa Mosque on the so-called “Yom Kippur” pic.twitter.com/NBXUqdGJdB
— Jerusalem Governorate محافظة القدس الشريف (@jerusalemgov) September 24, 2023
حفاة الأقداممن جهتها، قالت محافظة القدس (جهة رسمية تتبع السلطة الفلسطينية) على صفحتها بفيسبوك "يتعمد بعض المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى حفاة الأقدام، لأنهم يرون أنه الهيكل المزعوم -وفق شرائعهم- وبالتالي لا يجوز دخوله بالنعال الجلدية، فيدخلونه حفاة أو بنعال من مواد أخرى". معتبرة ذلك "أحد أبرز تجليات تكريس التأسيس المعنوي للهيكل المزعوم".
وأشارت المحافظة إلى منع الشبان من دخول المسجد وتقييد حركة المواطنين ونشر تعزيزات عسكرية في البلدة القديمة.
وبمناسبة عيد الغفران، أصيبت حياة المقدسيين بالشلل، وفق ما صرح به للجزيرة نت أمين سر الغرفة التجارية الصناعية العربية في القدس حجازي الرشق.
وأضاف الرشق أن أكثر من 2000 متجر تغلق أبوابها قسرا في يوم الغفران بسبب التعزيزات العسكرية وانتشار المستوطنين والشرطة الإسرائيلية.
ودعت جماعات ومنظمات الهيكل المزعوم إلى تنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى غدا الاثنين أيضا، تزامنا مع "عيد الغفران"، وأعلنت توفير حافلات خاصة لنقل المستوطنين مجانا لتنفيذ الاقتحامات.
ويعد "يوم الغفران" (الكيبور) اليهودي "أقدس" أيام السنة العبرية، وهو المتمم لـ"أيام التوبة والغفران العشرة"، التي تبدأ رأس السنة العبرية الجديدة به.
ومنتصف سبتمبر/أيلول الجاري بدأت الأعياد اليهودية بعيد رأس السنة العبرية، يليه "يوم الغفران"، في حين يبدأ عيد "المظلة" أو "السكوت" في 29 سبتمبر/أيلول الجاري، ويستمر حتى الأول من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، أما عيد "بهجة التوراة" فيحل بدءا من السادس من الشهر نفسه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المسجد الأقصى عید الغفران
إقرأ أيضاً:
حزب المؤتمر: ذبح القرابين بالأقصي استفزاز فج وتجاوز لكل الأعراف الدولية
أعرب اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، عن استنكاره للدعوات التي أطلقتها جماعات يهودية متطرفة لتنفيذ طقوس ذبح قرابين داخل باحات المسجد الأقصى بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي، معتبرا أن هذه الخطوة تشكل تصعيدا بالغ الخطورة واستفزازا سافرا لمشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم، وانتهاكا صارخا لقدسية أحد أهم مقدسات الإسلام.
محاولات صهيونية مستمرة لتغيير الواقع التاريخي والقانونيوأكد فرحات أن هذه الدعوات تأتي في سياق محاولات صهيونية مستمرة لتغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، وفرض تقسيم زماني ومكاني للحرم القدسي، وهي محاولات خطيرة تمثل تعديا مباشرا على هوية القدس العربية والإسلامية، وتقود المنطقة نحو مزيد من الاحتقان والانفجار في ظل التوترات المتصاعدة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن ما يزيد من خطورة الموقف هو الصمت الإسرائيلي الرسمي والتواطؤ مع هذه الدعوات المتطرفة، من خلال السماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى تحت حماية قوات الاحتلال، بما يتناقض مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو التي تعتبر الأقصى موقعا دينيا خالصا للمسلمين، وتحظر أي عبث بوضعه التاريخي والديني.
تهويد المدينة المقدسة وطمس طابعها العربي والإسلاميوشدد نائب رئيس حزب المؤتمر على أن هذه الممارسات لا يمكن النظر إليها بمعزل عن السياسات الإسرائيلية التي تستهدف تهويد المدينة المقدسة وطمس طابعها العربي والإسلامي، داعيا إلى موقف عربي وإسلامي موحد وقوي في مواجهة هذا التصعيد كما طالب بعقد جلسة طارئة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، لاتخاذ خطوات عملية وفعالة لكبح جماح التطرف اليهودي في القدس، ووقف الانتهاكات المتكررة بحق المسجد الأقصى.
كما دعا الدكتور رضا فرحات المجتمع الدولي، لا سيما القوى الكبرى والأطراف الراعية لعملية السلام، إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والسياسية في حماية المقدسات، مشيرا إلى أن استمرار التغاضي عن هذه التجاوزات يمنح الاحتلال ضوءا أخضر لاستكمال مخططاته الخطيرة مؤكدا أن القضية الفلسطينية ومسألة الدفاع عن المسجد الأقصى ليستا شأنا فلسطينيا داخليا فحسب، بل تمثلان قضية كرامة وهوية لكل الأمة الإسلامية، محذرا من أن المساس بحرمة المسجد سيفتح أبوابا من الغضب لن تغلق بسهولة.
وأشاد فرحات بالدور المصري المتواصل في الدفاع عن القدس ومقدساتها، مؤكدا أن مصر تتحرك سياسيا ودبلوماسيا بكل السبل الممكنة لوقف التصعيد، ودعم صمود الفلسطينيين في وجه محاولات التهويد والتغيير الديموغرافي والثقافي لمدينة القدس.