إعادة هندسة المجتمع الاردني والانزلاق نحو الدكتاتورية
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
إعادة #هندسة #المجتمع_الاردني والانزلاق نحو #الدكتاتورية
أ.د #أنيس_الخصاونة
شهدت المجتمعات الديمقراطية في العقود الثلاث الماضية جدلا واسعا حول مساحة تدخل الحكومات في الحياة العامة للمواطنين، وما إذا كان ينبغي ان تقلص او تزيد الحكومات من حضورها وتدخلاتها في حياة الناس ومعاملاتهم وحرياتهم وتصرفاتهم .
نسوق هذه التوطئة لنتناول نزعة الحكومة الاردنية نحو مزيد من التدخل الحكومي في حياة الاردنيين مما ينبئ ،اذا ما استمرت وتفاقمت هذه النزعة ،بانزلاق الدولة نحو مزير من التدخل الذي يفضي الى الإستبداد والدكتاتورية.إن المتتبع لجدول اعمال مجلس الوزراء وقرارته المعلنة يجد بأن معظم هذه الجلسات تتناول إما أسباب موجبة لسن قانون أو تعديل تشريع او نظام ،وكأن الدولة الاردنية التي نحتفل بمئوية تأسيسها قد انشئت بالامس او خالية من القوانين التي تنظم الحياة العامة.فعلى سبيل المثال لا الحصر، شهد الدستور الاردني خلال السنوات العشر الماضية تعديلات شملت أكثر من نصف موادة البالغة 131 مادة وكثير من هذه المواد تعزز من سلطة الملك إذ اصبح الملك رئيسا لمجلس الأمن الوطني، كما انتقلت صلاحيات تعيين قائد الجيش ورؤساء الأجهزة الأمنية ،وقاضي القضاة ،ورئيس المجلس القضائي الشرعي، والمفتي العام وغيرهم الى الملك.صحيح ان الملك كان يزاول هذه الصلاحيات من قبل ولكن بموجب التعديلات اصبحت هذه الصلاحيات دستوريا بيد الملك.
وفي الوقت الذي يعتبر الدستور هو العقد الاجتماعي الذي ينظم حياة الناس فإن كثرة التعديلات عليه تثير لغطا ،لا بل وجدلا ،حول مسوغات تعديله وفيما إذا كانت تهدف كثير من هذه التعديلات الى خدمة المواطنين أو السيطرة عليهم.والحقيقة ان حجة بعض مهندسوا التعديلات الدستورية أن هذه التعديلات قد صوت عليها البرلمان الاردني وممثلوا الشعب لا تصمد امام بعض قناعات وملاحظات وارآء الأردنيين حول الدور الحكومي الذي يقف خلف هندسة شكل وتركيبة مجلس النواب عبر قوانين الانتخاب وعبر تدخل أذرع الدولة في شروط وآلية تشكيل المجالس التشريعية.
إن المتتبع لمئات القوانين والأنظمة ،الجديدة او المعدلة التي تم إقرارها خلال السنوات الماضية،يجد اننا في الاردن وعكس الاتجاهات العالمية نتجه الى مزيد من التدخل الحكومي(More Government) في تفاصل حياة المواطنين.ولعل إقرار حزمة من القوانين المعدلة والهامة ،وبصفة الاستعجال، مثل قوانين الجرائم الالكترونية والملكية العقارية وقانون السير وقانون الشركات وغيرها يؤشر الى توجه الحكومة لإحكام قبضتها على المجتمع وخططها لإعادة هندسة هذا المجتمع عبر التدخل في حريات التعبير والنقد وإبداء الرأي في القضايا العامة وأداء اجهزة الدولة. معظم معاملات الأردنيين تحتاج الى موافقات من أجهزة الدولة ..ومعظم التعيينات في المواقع القيادية تحتاج الى الموافقة الأمنية…ومعظم ما يكتب عبر وسائل التواصل الاجتماعي يخضع الى مراقبة الدولة ومساءلتها القضائية المتمثلة بحق الدولة او أحد اجهزتها في تحويل الكاتب او المعلق الى القضاء.مجمل هذه الاجواء لا تتسق مع المواقف المعلنة للملك والحكومات التي تبنت علنا برامج ومسارات للتحديث السياسي والاقتصادي والاداري. مقالات ذات صلة وإنها لقهقهة حتى النصر 2023/09/24
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: هندسة المجتمع الاردني الدكتاتورية حیاة الناس
إقرأ أيضاً:
أمين الفتوى: تقاربوا وزيدوا الخير لضمان استمرار المجتمع
دعا الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إلى تعزيز روح التقارب بين أفراد المجتمع، مؤكدًا على أن هذه اللحظة هي وقت حاسم للترابط والعمل الجماعي.
أشار أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، إلى أهمية تقارب الأفراد، بدءًا من الأبناء والأمهات وصولًا إلى المديرين والموظفين، لافتًا إلى أن هذا التقارب ليس فقط من أجل مواجهة التحديات اليومية، بل من أجل ضمان استدامة الوجود المجتمعي في ظل التغيرات المستمرة.
وأكد ا أنه مع التغيرات الكبيرة التي يشهدها العالم، مثل التقدم في الذكاء الاصطناعي، لا بد أن يترافق ذلك مع تغير في فكر الإنسان حتى لا يحدث تباين بين المتغيرات الاجتماعية والإنسانية، مشددا على ضرورة زيادة الخير في المجتمع، وبالتالي على الجميع تقديم المزيد من الدعم والمساعدة، سواء من خلال النصائح أو نشر العلم.
وفيما يتعلق بالأحقاد والفرقة، حث الدكتور عمرو الورداني على التخلص منها، مؤكدًا أن المجتمع لا يمكنه الارتقاء إلا إذا تخلص من أي نوع من الخلافات والضغائن.
وأشار إلى ضرورة الاصطفاف الوطني، مؤكداً أن الجميع يجب أن يتكاتفوا ويعرفوا أن الله سبحانه وتعالى قد أقامهم في هذه الأرض، وأينما كانوا فإنهم سيسعون لحماية وطنهم ووجودهم بكل قوتهم.