سيناريو توماس فريدمان لما دار بين بايدن ونتانياهو في نيويورك
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
في مقال له عما دار في اجتماع الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، تساءل الكاتب توماس فريدمان: "هل تعلم ما الذي يأتي مع التقدم في السن إلى جانب المشية البطيئة ونسيان الكلمات؟ الحكمة، وخاصة كيفية التعامل مع مواجهة دبلوماسية عالية المخاطر من دون تفجير الأمور (أو تفجير الأمور قبل أن ترغب في تفجيرها)".
هذا كان درساً رئيسياً في كيفية اتخاذ رئيس أمريكي قراراً مصيرياً
وكنب فريدمان في صحيفة "نيويورك تايمز" أن المراسلين الإسرائيليين وكثيرين آخرين أصيبوا بالإحباط بسبب الاجتماع، لأن نتانياهو خرج وأخبر الجميع كم كان اللقاء دافئاً وودوداً".
وتحدث بايدن عن الروابط غير القابلة للكسر بين أمريكا والدولة العبرية.. ويكره العديد من الإسرائيليين نتانياهو لدرجة أنهم أرادوا أن يوبخه بايدن علناً بسبب الانقلاب القضائي الذي قام به، وعندما لم يحدث ذلك، اعتقدوا أن الاجتماع كان بمثابة فرصة ضائعة كبيرة.
واجب منزلي في جيب نتانياهووبينما كان بايدن يضع ذراعه اليمنى علناً حول كتف نتانياهو على وجه التحديد لنزع فتيل أي هجمات من جانب الجمهوريين بسبب تشددهم حيال إسرائيل، قال فريدمان: "سمعت أن الرئيس كان، إذا جاز التعبير، يستخدم يده اليسرى لوضع واجب منزلي في جيب بيبي (نتانياهو). كان مثل الساحر في العمل".
What Really Happened at the Biden-Netanyahu Meeting.
Worth reading to understand Biden's subtle diplomacy. https://t.co/mF55oww3vX
وأضاف: "هل تعرف ماذا قال هذا الواجب المنزلي؟ تشير تقاريري إلى أن الأمر كان على هذا الشكل: بيبي، أنت تريد هذه الصفقة التي من شأنها تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، أنا أريدها أيضاً.. ولكن للحصول عليها سيتعين علي أن أفعل شيئاً صعباً للغاية، مثلاَ: صياغة اتفاقية دفاع مشترك مع المملكة العربية السعودية وربما الموافقة على نوع من البرنامج النووي المدني للمملكة تحت ضوابط صارمة، سيتعين على ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أن يفعل شيئاً صعباً للغاية، وهو تطبيع العلاقات بين أقدس موقعين في الإسلام، مكة والمدينة – مع إسرائيل، والآن سيتعين عليك القيام بشيء صعب أيضاً".
وأضاف: "سيتعين عليك الموافقة على شروط التطبيع مع المملكة العربية السعودية والتي ستتطلب منك كبح المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية بشكل يمكن التحقق منه، وتحسين ظروف المعيشة والسفر للفلسطينيين هناك، وتعزيز الإدارة الفلسطينية على المزيد من مناطقها المأهولة بما يتفق مع ما هو مطلوب منكم بموجب اتفاقات وبما يحافظ على خيار حل الدولتين، على الرغم من أن اتفاق الائتلاف الخاص بك يدعو إلى الضم. يا بيبي، أنا، كصديقك العزيز القديم والمقرب، لن أخبرك أبداً كيف تدير سياستك، ولن أطلب منك تفجير ائتلافك المجنون.. أنا فقط أخبرك بأن لديك واجباً منزلياً للقيام به، يا صديقي العزيز، القديم، المقرب. وعليك إنجازه في الأسابيع القليلة المقبلة".
A key role of journalism should be to ask awkward questions of those in power. Here @tomfriedman does the opposite. Toadying of the highest order https://t.co/8GIuJRv33Y
— danielbenami (@danielbenami) September 24, 2023ولفت فريدمان إلى أن "هذا كان درساً رئيسياً في كيفية اتخاذ رئيس أمريكي قراراً مصيرياً بالنسبة لرئيس وزراء إسرائيلي، وهو القرار الذي يشكل التحدي الأكثر إيلاماً في حياته السياسية.. أي: إما أن تقوم بتفجير الحكومة المتطرفة التي أنشأتها لإبعاد نفسك عن السجن، واستبدالها بائتلاف وحدة وطني، أو تنسف فرصة السلام مع السعودية التي يمكن أن تمهد الطريق لقبول إسرائيل في جميع أنحاء العالم.. العالم الاسلامي.
ورأى فريدمان أن بايدن فعل كل ذلك من خلال الظهور كما هو في الواقع، أحد أفضل أصدقاء إسرائيل على الإطلاق، ما أدى إلى نزع فتيل أي ضربة سياسية في أمريكا.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني بايدن ونتانياهو
إقرأ أيضاً:
مع نيويورك تايمز.. اكتب مقالًا ولا تُجرِ حوارًا
في يوم 24 فبراير/ شباط 2025، نُسب إلى الدكتور موسى أبو مرزوق، القيادي الكبير في حركة حماس، تصريحات في مقابلة صحفية نشرتها نيويورك تايمز، ادّعت أنه قال إنه لم يكن ليدعم هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 لو علم الدمار الذي سيجلبه على غزة. كما ذكرت أيضًا على لسانه أن هناك استعدادًا في حماس لإجراء مفاوضات بشأن مستقبل سلاح الحركة في غزة.
في اليوم نفسه، أعلنت حركة حماس أن ما نُشر في تلك المقابلة غير صحيح، وأنه تم اجتزاؤه وإخراجه من سياقه. كما أفادت بأن التصريحات لم تعكس المضمون الكامل للإجابات، وتم تحريفها بطريقة لا تخدم المعنى الحقيقي للمحتوى الذي قُدم في المقابلة.
وسواء كانت التصريحات صحيحة أو كاملة أو مجتزأة، فإن كثيرًا من الناس يفوتهم خطورتها، إذ ينبغي أن نعلم أولًا أن صحيفة مثل نيويورك تايمز عندما تنشر مثل هذه المقالات، فإنها تفعل ذلك لأهداف وأجندات محددة.
وسأوضح لماذا تكتبها، وكيف تخدم بها الأجندة الصهيونية التي تعمل لها. وقد تكررت حالات اشتكى فيها مسؤولون وقياديون فلسطينيون من اجتزاء أو تحريف مقابلة أجروها، ولذلك ينبغي التأكيد على أهمية الحذر من تكرار الحديث مع صحف تعمل باستمرار ضد القضية الفلسطينية، وضد المقاومة.
إعلانالنقطة الأخرى أن هذه الصحف لا تكتفي بإيراد تصريح قيادي مهم، بل تأتي بشخص آخر أقل أهمية لتأكيد ما قاله الشخص المهم بطريقة غير مباشرة. ففي هذه المقالة، أضافت الصحيفة تصريحات لشخص آخر لتعزز ما أوردته على لسان السيد موسى أبو مرزوق.
وقد حدث الأمر نفسه العام الماضي في الصحيفة نفسها، عندما زعمت أن شخصًا له علاقة بالمقاومة في غزة، أكّد مصداقية وثيقة ادّعى الإسرائيليون أنهم وجدوها على كمبيوتر في غزة. تلك الوثيقة كانت جزءًا من حملة دعائية إسرائيلية لإدانة المقاومة، والتحريض ضد بعض المؤسسات في تركيا عبر ربطها بأشخاص معينين.
نتيجة لذلك، تم اتخاذ قرارات خطيرة، شملت وقف تمويل بعض المؤسسات، ومصادرة حسابات مصرفية، وإغلاق أخرى.
بمعنى آخر، هذه المقالات ليست مجرد تقارير صحفية، بل هي أدوات تُستخدم للدفع إلى تبني سياسات كارثية، ما يستوجب الحذر الشديد عند التعامل مع المنصات الإعلامية التي تنشرها.
يجب أن ندرك أن هذه الصحف لا تجري مقابلات مع قيادات المقاومة الفلسطينية اقتناعًا بآرائهم أو تعاطفًا معهم، بل لأن إجراءاتهم التحريرية تلزمهم بتأكيد أي تصريح أو دعم أو وثيقة أشار إليها المقال، بتصريحات شخصية أو أكثر من القريبين للحركة، وإذا شارك هؤلاء فإنهم يخدمون من حيث لا يعلمون أجندة تلك الصحيفة التي قد تسبب أذى كبيرًا.
ولذلك، فمن يردْ توصيل رسالته بلا اجتزاء أو تحريف، فعليه أن يكتبها في صورة مقالة رأي، ويضع فيها كل أفكاره، وسيجد كثيرًا من الصحف تنشرها دون خدمة للأجندة الصهيونية.
والنصيحة الدائمة هي الامتناع عن الحديث إلى الإعلام العالمي الذي يخدم الأجندات الصهيونية والإمبريالية، وعلى رأس ذلك صحف مثل نيويورك تايمز، أو الواشنطن بوست، وأمثالهما. ومن أراد الحديث للإعلام الغربي، فهناك منصات موثوقة مساندة للقضية الفلسطينية، ستسعد بنشر مقالات من شخصيات فلسطينية وازنة.
إعلانعودة إلى السؤال عن ماهية أجندة نيويورك تايمز والأذى الذي تتسبب فيه مثل هذه التصريحات والمقالات.. في كثير من الأحيان يكون هناك خلاف بين أصحاب القرار والنخب في أميركا أو داخل الكيان الصهيوني حول سياسات معينة، مثل:
هل يتم اجتياح رفح؟ هل يُسمح باستمرار احتلال ممر فيلادلفيا؟ هل يجب العودة إلى الحرب لتحقيق الأهداف الإسرائيلية بالقوة العسكرية والحرب التدميرية الشاملة بدلًا من التسويات السياسية؟ هل يجب الإصرار على نزع سلاح حماس والمقاومة في أي مفاوضات؟في مثل هذه الحالات، عندما لا يكون هناك إجماع أو أغلبية واضحة لتبني سياسة معينة، يلجأ أحد الأطراف إلى مثل هذه التصريحات الإعلامية لترجيح كفة سياسة على أخرى.
في هذا المقال، أراد طرف صهيوني متشدد، تبرير العودة إلى الحرب وتحقيق الأهداف عبر الضغط العسكري، بدلًا من الاتجاه نحو الحلول السياسية، وهذا بالطبع يخدم أجندة معسكر نتنياهو.
بمعنى آخر، الهدف من هذه المقالات، سواء كانت صحيحة أم محرفة، هي أن يستخدمها طرف داخل البيت الأبيض، أو في مجلس الأمن القومي الأميركي، أو داخل الكونغرس، للقول إن الضغط العسكري سبب انشقاقًا أو خلافًا بين قيادات حركة حماس، ولذلك يجب العودة إلى تلك السياسة؛ لأنها كانت فعالة، وسببت أزمة وندمًا داخل المجالس السياسية وبين الشخصيات الوازنة داخل الحركة.
هذا هو الدور الذي تلعبه مثل هذه الصحف والمنصات الإعلامية، وهي ليست المرة الأولى التي تُستخدم فيها مثل هذه الأساليب ضد المقاومة الفلسطينية، فقد استُخدمت سابقًا ضد منظمة التحرير الفلسطينية، وضد السلطة الفلسطينية؛ لتمرير وتبرير سياسات كارثية.
ما الضرر في هذه التصريحات؟الضرر هو أنها قد تدفع إدارة ترامب للسماح لنتنياهو بالعودة إلى الحرب، لأن الضغط العسكري له تأثير على صنّاع القرار داخل الحركة.
إعلانقد يستبعد البعض ذلك، ويظن أن فيه مبالغة، لكنه للأسف الشديد ليس كذلك. خبرتي في أميركا لعقود، وقربي من بعض دوائر صنع القرار في وقت من الأوقات، علمتني كيف يتم استخدام وسائل الإعلام لتغليب سياسة على أخرى، خاصة عند وجود خلافات بين أصحاب القرار، وهناك الكثير من الأدلة على ذلك لن أخوض فيها الآن.
الأمر ليس بالسهل كما يظن البعض. فالإعلام، وخصوصًا مثل هذه المنصات، ليس جهة محايدة، بل هو أداة تستخدمها أطراف ضد أخرى لتمرير سياسات، وخصوصًا في الأوقات التي لا توجد فيها معارضات كبيرة. ولعل الجميع يتفق معي، في أن مثل هذه التصريحات يمكن أن تستخدم لإقناع المعسكر الداعم للتهدئة بأن الخيار العسكري هو الأفضل، وسيكون هذا سيئًا علينا وعلى غزة وأهلها.
نصيحتي لكل الشخصيات الفلسطينية الوطنية، التي يمكن استخدام تصريحاتها في تبرير سياسات ضارة بالقضية الفلسطينية، أن تتوقف تمامًا عن الحديث لهذه الصحف التي ستستخدم كلامهم لصالح الأجندة الصهيونية.
إذا كانت هناك إرادة لتوصيل رأي محدد لأصحاب القرار أو النخب الغربية، فالأفضل أن يكون ذلك عبر مقال رأي يتم نشره كاملًا، بدون تحريف أو اجتزاء، في أي من هذه الصحف.
أما البرامج التلفزيونية والمنصات الإعلامية الغربية، خصوصًا الأميركية، فيجب ألا يتم الحديث فيها إلا إذا كانت المشاركة مباشرة (Live)، حتى لا يتم التلاعبُ بالكلام أو اجتزاؤُه لخدمة الأجندة الصهيونية.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline