أبدى كل من قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، استعدادهما للحوار والتفاوض من أجل التوصل إلى حل سلمي، لإنهاء الصراع الذي دخل شهره السادس في السودان.

واستعرض الطرفان رؤيتهما المختلفتين لحل الأزمة في السودان، وسط إشارة للخبراء بظهور جدية هذه المرة لإحداث السلام في ظل اتساع رقعة الحرب في البلاد.

#البرهان: مستعد للحوار مع "حميدتي" https://t.co/nA9lZaLDQB

— 24.ae (@20fourMedia) September 23, 2023 ازدواجية

بقول اللواء محمد عبدالواحد، المتخصص في الأمن القومي والجماعات الإرهابية والشؤون الإفريقية والإستراتيجية، حول إمكانية جلوس طرفي النزاع على طاولة المفاوضات، إن "البرهان وحميدتي منذ اندلاع الأزمة، وكل منهما له ازدواجية في التصريحات".

وأضاف "كلاهما يرغب في إظهار صورة للخارج تدل على أنه ضد الصراع والحرب، وأنه مؤيد لفكرة السلام وحماية المصالح السودانية"، وتابع "ولكن على أرض الواقع، نرى تصعيداً عسكرياً متواصلاً بين الطرفين، حيث دفع كل طرف منهما الصراع إلى مواجهة صفرية (أن يعمل كل طرف على التخلص من الآخر)".

وأشار اللواء عبدالواحد، إلى أن "هناك مساعٍ للجيش السوداني وقوات الدعم السريع للاستيلاء على السلطة، ويرى الطرفان أن ذلك لن يتحقق إلا عن طريق الحسم العسكري".

تباين في وجهات النظر قد يؤخر الحل

ومن جهته، قال الدكتور محمد تورشين، أستاذ العلوم السياسية والمختص بالشأن الإفريقي في باريس: "هناك تباين كبير في وجهات النظر بين قوات الجيش والدعم السريع، ومن الصعب جداً في ظل توازن القوى الحالي أن تكون هناك أي مؤشرات لأي عملية سلمية".

نضج الصراع

وعند سؤاله عن قرب توقف حمام الدم في السودان، أوضح اللواء عبدالواحد "من وجهة نظري، أعتقد أن فكرة الانقسام لا تزال قائمة وبقوة، فكلا الطرفين اقتنع بأن لا أمل في الحسم العسكري، ويمكن أن نشهد توقفاً للقتال أيضاً، لأن منحنى الصراع وصل إلى نقطة (النضج)".

وأضاف "يقول علماء النفس، أنه عند نقطة نضج الصراع تتغير العقلية لدى كل طرف، إذ تتحول من السيطرة والحسم العسكري إلى عقلية التوازن والمفاوضات".

ولفت إلى أن "تصريحات البرهان وحميدتي فيها جزء من مرحلة نضج الصراع، وجزء آخر حول رغبة كل طرف في التسويق لنفسه (أي إظهار صورة للمجتمع الدولي أنهم رجال سلام، ويضعون المصالح السودانية فوق كل اعتبار)".

لا نهاية

وتوقع اللواء عبدالواحد أن "يطول أمد الصراع ويستمر مستقبلاً"، مبيناً أن "كلا الطرفين لن يتنازل عن الانتصارات التي تم تحقيقها، أو المناطق التي تم الاستيلاء عليها".

وقال: "وقف الحرب لن يؤدي إلى تصالح، فهو لا يصب لصالح البرهان ولا حميدتي (حسب وجهة نظرهما)، لذلك أنا أستبعده تماماً"، وتابع "التصالح سيكمن في وقف إطلاق النار، وتمسك كل طرف بمناطقه، وهذا مشابه للمشهد في ليبيا، حيث لا حرب ولا سلم".

وبدوره، أشار الدكتور محمد تورشين "لا أتوقع أن تكون عملية السلام سهلة، لأن تبني رؤية سياسة من قبل القوى السياسية سيسهم في ممارسة أكبر قدر ممكن من الضغط على طرفي الصراع".

وأضاف "ولكن، في ظل عدم توحد القوى السياسية، سيسهم ذلك بشكل مباشر في إعادة إنتاج المشهد السياسي ومشهد الحرب".

ماذا يضيف ظهور حميدتي..؟ https://t.co/vwrqyQskHG pic.twitter.com/ITDeqsrJcQ

— 24.ae (@20fourMedia) September 23, 2023 تخوف من الأخوان

وعن أبرز المعوقات التي تقف أمام تحقيق السلام في السودان، أوضح اللواء عبدالواحد "هناك معوقات كثيرة، أبرزها: أن كلا الطرفين يريد الاستيلاء على السلطة، والجيش لا يريد ترك السلطة للمدنيين، في حين أن قوات الدعم السريع لن تستطيع حسم الصراع لصالحها، وتسريح قواتها أو دمجهم في صفوف القوات المسلحة".

وأضاف "من المعوقات أيضاً وجود صراعات داخلية قديمة، كما أن هناك تخوف لدى التيار المدني من انتصار الجيش، ما يعني عودة ظهور الإسلاميين والمؤتمر الوطني مرة أخرى"، لافتاً إلى "تيار الإخوان الإرهابي هو من يحرك الصراع في الداخل ويحفزه، ويتحين الفرصة للانقضاض على السلطة".

وكشف اللواء عبدالواحد، أن هناك "تخوفاً من انتصار حميدتي أيضاً، الأمر الذي سيؤدي إلى ترسيخ القوة والعنف لجهة غير مؤهلة لحكم البلاد".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني أحداث السودان فی السودان کل طرف

إقرأ أيضاً:

الخارجية الصينية: إذا أصرت واشنطن على شن حرب تجارية علينا فسنقاتل حتى النهاية

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن الخارجية الصينية، قالت إنه إذا أصرت واشنطن على شن حرب تجارية علينا فسنقاتل حتى النهاية، وننصح الجانب الأمريكي بالعودة إلى المسار الصحيح للحوار والتعاون.

الصين: حزمة رسوم جمركية إضافية على سلع أمريكية بدءا من 10 مارسترامب يعدّل أمرًا تنفيذيًا لزيادة الرسوم الجمركية على الصين إلى 20%تصاعد التوتر التجاري بين الصين وأمريكا .. بكين تدعو للحوار وتحذر من إجراءات مضادة | تقرير

وفي سياق آخر: أفادت وسائل إعلام أمريكية بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أقر تعديلاً اليوم الثلاثاء على أمر تنفيذي يسمح برفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 20%.  

ويأتي هذا القرار في إطار سياسة ترامب الاقتصادية الصارمة تجاه بكين، والتي تهدف إلى تقليل العجز التجاري وتعزيز الصناعة الأمريكية.


 

مقالات مشابهة

  • عرض أمريكي جديد للحوثيين بعد فرض عقوبات قاسية: هل يتوقف التصعيد في اليمن؟
  • رئيس جيبوتي: نرفض تهجير الفلسطينيين ويجب أن يتوقف العدوان
  • هذه نهاية كل من انساق وراء القبلية واندفع مع حميدتي إلى الهاوية
  • الثائر الجيد هو الثائر الميت: التصفيات الجسدية كأداة لإعادة إنتاج الهيمنة في السودان
  • الخارجية الصينية: إذا أصرت واشنطن على شن حرب تجارية علينا فسنقاتل حتى النهاية
  • إنتصار باهر سيؤكد لعصابات حميدتي أن قرارها بإشعال الحرب في رمضان كان خطأ عمرهم
  • منير أديب يكتب: سوريا بلا حوار
  • مخرج مسلسل العتاولة: الجزء الثالث يتوقف على ردود أفعال الجمهور
  • مصر ترفض محاولات تشكيل حكومة موازية في السودان وتدعو للحوار
  • "معًا نتقدم".. منصة للحوار المُثمِر