عربي21:
2024-11-19@18:24:25 GMT

الإخوان والانتخابات.. ورسائل الجزار

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

رغم أن النظام المصري استثنى بشكل علني الإخوان المسلمين من المشاركة في الحوار الوطني الذي دعا إليه في رمضان قبل الفائت، والذي توقف بإعلان من مجلسه قبل 3 أيام، إلا أن الإخوان كانوا هم الحاضر الغائب على موائد الحوار، فالدعوة زعمت في البداية أن الحوار مفتوح للجميع، وفجأة اكتشف أصحابها أن كلمة الجميع تشمل الإخوان فعادوا للاستثناء.

وظهر جليا أن الهدف هو إعادة ترميم حلف 30 يونيو المناهض أصلا للإخوان، وحشده مجددا خلف النظام، كما أن جلسات الحوار وتصريحات العديد من المشاركين فيه لم تخلُ من حديث عن الإخوان.

وفي المسرحية الجارية المسماة بالانتخابات الرئاسية يبرز الإخوان بقوة رغم أنهم ليسو مشاركين فيها، ورغم أن غالبية قياداتهم داخل السجون أو في المنافي، وبعد عشر سنوات من القمع والقتل والتشريد وادعاءات النظام المتوالية بقضائه على الإخوان، لا يزال النظام يشعر أن القوة الحقيقية التي تمثل تحديا له هي الإخوان (رغم ما تمر به الجماعة من أزمات)، فعاد لاستخدامها كفزاعة يًخيف بها الجميع، وهو ما تساوقت معه بعض القوى السياسية الهشة.

أن الإخوان لا يرون أي جدية في هذه الانتخابات، إلا أنهم تعاطوا معها بشكل واعٍ، بهدف السعي لتحقيق مكاسب ديمقراطية للوطن عموما، وبالتأكيد سينالهم جزء من ذلك، فوجهوا رسائلهم القوية لطمأنة الخائفين بأنهم لن يرشحوا أحدا سواء بطريق مباشر أو غير مباشر لهذه الانتخابات
رغم أن الإخوان لا يرون أي جدية في هذه الانتخابات، إلا أنهم تعاطوا معها بشكل واعٍ، بهدف السعي لتحقيق مكاسب ديمقراطية للوطن عموما، وبالتأكيد سينالهم جزء من ذلك، فوجهوا رسائلهم القوية لطمأنة الخائفين بأنهم لن يرشحوا أحدا سواء بطريق مباشر أو غير مباشر لهذه الانتخابات. وهذا موقف ليس طارئا ظهر فجأة في هذه الأيام، بل سبق أن أعلنه القائم بعمل مرشد الإخوان الراحل إبراهيم منير قبل شهور قليلة من وفاته، ونقلته وكالة رويترز، وهو أيضا لم يكن موقفا شخصيا لمنير رحمه الله بل كان موقفا رسميا للجماعة التي أصبحت تمتلك رؤية سياسية بُنيت على تقديرات موقف لوضعها ووضع النظام، والبيئة الإقليمية والدولية، وخلصت من ذلك إلى ترجيحات سياسية تبنتها في حركتها العملية، ومن ذلك تنشيط المسار السياسي، بمعنى البحث عن حل سياسي للأزمة، بعد أن اقتصر حديثها من قبل على المسار الثوري فقط، والذي كان يُترجم في أنشطة ميدانية وحقوقية وإعلامية في الخارج؛ حيث لا مجال للحركة في الداخل بسبب القمع المسلح.

في حديثه التلفزيوني لقناة الشرق، حرص رئيس القسم السياسي في الجماعة الدكتور حلمي الجزار على توجيه عديد الرسائل لأطراف مختلفة داخل مصر وخارجها، كان أبرزها التأكيد على موقف الجماعة بعدم التنافس على السلطة، وعدم ترشيح مرشح لها في الانتخابات الرئاسية. وقد أراد بذلك قطع ما تبقى من شكوك وظنون لدى البعض أن الإخوان قد يدفعون شخصا من خارجهم للترشح ويمنحونه دعمهم، وحين سئل عن المرشح المحتمل أحمد طنطاوي الذي يبدو الأكثر جدية بين المترشحين المحتملين المعارضين، فإنه حرص على تأكيد أن ما يجري حاليا هو محض كلام في كلام لم يتحول بعد إلى فعل لنحكم له أو عليه، وأن نظرة على المرشحين تشي بأن أكثرهم جدية هو النائب أحمد طنطاوي. وهذا الكلام يتفق مع رؤية الجميع للمشهد، بما في ذلك رؤية النظام نفسه الذي يتعامل بخشونة مع حملة طنطاوي لا يتعامل بمثلها مع باقي المرشحين.

استغلت القنوات التابعة للنظام هذه الكلمات لتثبت بها صحة ادعاءاتها التي ساقتها من اليوم الأول لإعلان طنطاوي اعتزامه الترشح وهو في بيروت، لقد ادعوا ساعتها أنه التقى في بيروت بقيادات إخوانية وذكروا تحديدا اسم الدكتور حلمي الجزار، وهو ما نفاه الجزار بشدة في حديثه الأخير، مؤكدا انه لم يزر لبنان في حياته، ويشهد بذلك جواز سفره وسلطات مطار بيروت. ومن تابع الحديث التلفزيوني بدون مواقف مسبقة سيتأكد أن الجزار لم يعلن دعما مباشرا أو غير مباشر لطنطاوي ولا لغيره، بل إنه أكد أن الباب لا يزال مفتوحا لظهور أسماء جديدة قد تكون أقوى أو أضعف من طنطاوي.

الرسالة الثانية هي أن الحل السياسي والمصالحة المجتمعية هي نقطة البداية في حل جميع التحديات التي تواجه مصر، وأولى خطوات ذلك الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين من جميع التيارات، في تأكيد منه أن قضية المعتقلين تمثل إحدى أولويات الجماعة في الوقت الحالي.

ربما كانت الرسالة الجديدة فيما قاله حلمي الجزار هي إعلانه عن تشكيل الجماعة لجنة للمراجعة والتوثيق برئاسة أحد أساتذة التاريخ؛ بدأت عملها بالفعل، وقد تظهر نتائجها الأولية خلال ستة أشهر، رغم أنها حددت لنفسها فترة عامين لإنجاز مهمتها. ويبدو أن الدكتور الجزار قد لمس وترا حساسا، حيث تصاعدت المطالب للجماعة من داخلها ومن خارجها بضرورة مراجعة مجمل سياساتها ومواقفها خلال السنوات الماضية
الرسالة الثالثة هي التأكيد على أن جماعة الإخوان تمد يدها للجميع من أجل الوطن، أيضا لم يقل جديدا في ذلك بل تأكيدا على مواقف سبق أن أعلنها الراحل إبراهيم منير، والقيادي في الجماعة يوسف ندا، وقد صدرت من كليهما قبل أن تشهد الجماعة أزمتها الداخلية الحالية.. الجديد أن من وجّه الرسالة هذه المرة هو الدكتور حلمي الجزار بموقعه التنظيمي الجديد، وبرمزيته التاريخية المعروفة.

الرسالة الرابعة هي التأكيد على دعم الإخوان لأي تقارب عربي أو إسلامي كما هو الحال في العلاقات المصرية التركية، والتأكيد أيضا على تحسين العلاقة مع المملكة العربية السعودية التي كانت تربطها بالإخوان تاريخيا علاقات جيدة منذ عهد المؤسس.

ربما كانت الرسالة الجديدة فيما قاله حلمي الجزار هي إعلانه عن تشكيل الجماعة لجنة للمراجعة والتوثيق برئاسة أحد أساتذة التاريخ؛ بدأت عملها بالفعل، وقد تظهر نتائجها الأولية خلال ستة أشهر، رغم أنها حددت لنفسها فترة عامين لإنجاز مهمتها. ويبدو أن الدكتور الجزار قد لمس وترا حساسا، حيث تصاعدت المطالب للجماعة من داخلها ومن خارجها بضرورة مراجعة مجمل سياساتها ومواقفها خلال السنوات الماضية وخاصة منذ ثورة يناير 2011، ولم تجد هذه الدعوات آذانا صاغية من قبل بحجة أن الوقت ليس مناسبا للمراجعة والتقييم، وأن غالبية المسئولين عن الفترة الماضية مغيبون في السجون، لكن الجماعة في توجهها الجديد قررت إجراء هذه المراجعات والتقييمات بمن حضر من قادتها ومسئوليها.

وكان واضحا من ردود الفعل على حوار الجزار تلهف الكثيرين لنتائج هذه المراجعات والتقييم، وربما غضب بعضهم من الحديث عن فترة عامين للانتهاء منها حيث أن الأمر لا يستدعي هذه المدة الطويلة، في ظل أحداث كبرى متتالية تحتاج إلى سرعة في التعاطي معها.

قد تصل رسائل الجزار لمن قصدهم، وقد تتأخر في الوصول أو قد لا تصل، لكنها رسائل مهمة في كل الأحوال، والمهم أن تقدم الجماعة من جهتها ما تراه مناسبا لتحريك المسار السياسي، وحل أزمة المعتقلين، ولا يتوهم أحد أن الاستجابة ستكون سريعة، وإن كان المأمول غير ذلك.

twitter.com/kotbelaraby

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصري الإخوان الانتخابات المراجعات مصر الإخوان انتخابات الرئاسة مراجعات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة صحافة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذه الانتخابات حلمی الجزار أن الإخوان من ذلک رغم أن

إقرأ أيضاً:

وكيل الأزهر: أمتنا وأوطاننا أمانة في أعناقنا

قال  وكيل الأزهر  فضيلة أ.د/ محمد الضويني إن قضية الدعوة الإسلامية يجب أن يحمل علماء الأمة جميعا همومها، وأن يتكاتفوا حولها؛ فما تواجهه الدعوة الإسلامية يدعونا إلى إجراء دراسة متأنية لمستقبلها في ظل ما تواجهه الأمة من تحديات

أضاف وكيل الازهر خلال المؤتمر الدولي الرابع لكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة، والذي جاء بالتعاون مع مجمع البحوث الإسلامية، تحت عنوان: «الدعوة الإسلامية والحوار الحضاري رؤية واقعية استشرافية»، أن حوار الحضارات تمس فيه مجالات علمية كثيرة، المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، كما يتداخل فيه البعد المحلي والدولي، والقديم والحديث.

 

إضفاء الصفات البشرية على الحضارة.

 

وأوضح الدكتور الضويني  أن الحضارات في ذاتها لا تحاور، ولا تحاور، وإنما الذي يحاور هو الإنسان، هو الذي يرسل ويتلقى، ويسأل ويسأل، ويوافق ويعارض، ونقل هذه المعاني من الإنسان إلى الحضارة يسمونه «أنسنة الحضارة»؛ بمعنى إضفاء الصفات البشرية على الحضارة.

وبيّن فضيلته أن العالم الآن أصبح قرية صغيرة، وأصبح الناس أشبه بسكان عمارة واحدة، وربما يجعلهم المستقبل وما يحمله سكان شقة واحدة، إذا طرقها طارق سمع صوته جميع من فيها، إلا من اختار أن ينعزل.

وتسائل وكيل الأزهر عن موقف الهويات من هذا الحوار الذي يديره الآن طرف يملك من مقومات الحياة شيئا ما، ويتغافل هذا الطرف عمدا عن حقيقة الحضارة، ومقوماتها، وأنها كما تحتاج إلى المادة فإنها تحتاج إلى الروح، وكما تثق في المحسوس فإنها لا تستغني عن المعنى! وهل يقتضي الحوار الحضاري منا ونحن نملك تاريخا ثريا، وعلوما أضافت إلى الحياة ما أضافت مما كتب عنه المسلمون والعرب والأعاجم، ومنه كتاب: «أثر العرب في الحضارة الأوربية» للكاتب المفكر عباس محمود العقاد، ومنه كتاب: «شمس العرب تسطع على أوربا» للمستشرقة زيجريد هونكه، وغير ذلك؛ هل يقتضي هذا أن نعيد النظر في موقفنا الحضاري؟ وأن نكون فاعلين في إدارة حوار حضاري لا يتغافل عمدا عن ديننا وقيمنا وعلومنا وتراثنا وهويتنا؟ وهل المثاقفة الحضارية الموجودة الآن -والتي تدار وفق أيديولوجية خاصة- هل تستدعي القلق والخوف على شبابنا وهم أمل أمتنا؟


اشار  الدكتور الضويني الى أن بعض الأمم والشعوب يراد لها بإجراءات تربوية وثقافية واقتصادية وسياسية؛ أن تكون تابعة أبدا، ومؤدلجة أبدا، ومغلوبة أبدا، ومنهوبة أبدا؟!

 

وجه وكيل الأزهر خمس رسائل حول أهمية دور الحوار الحضاري ..

الرسالة الأولى: إن وحي السماء ما نزل إلا ليرسم للإنسان طريق السعادة في الدنيا والآخرة، ويعلمه قيم الرحمة والحق والخير، ويحفظ دمه وماله وعرضه؛ وبأنوار هذا الوحي تستطيع البشرية أن تنهض من كبوة العنصرية وسفك الدماء وقتل الإنسان، ويصان إنسان غزة كما يصان أي إنسان على ظهر الأرض.

 

الرسالة الثانية: إن فلسفة القرآن الكريم لا مكان فيها لعلاقات الصراع والقتال مع المسالمين؛ ولذا فإن لفظ «السلام» ومشتقاته يملأ جنبات القرآن في آياته وسوره، حتى أصبح الإسلام والسلام وجهين لعملة واحدة إن صح هذا التعبير، ويكفي للتدليل العاجل على هذا أن نقارن بين كلمتي السلام والحرب في القرآن؛ لندرك شيوع السلام في أوامر الإسلام، وأن مبدأ «السلام» أصل في معاملة المسلمين وعلاقاتهم مع الكون من حولهم بكل ما فيه من موجودات، وبهذا تفتضح اتهامات المدلسين ممن لا يتوانون عن ظلم الإسلام وأهله لأدنى شائبة!

 

الرسالة الثالثة: إن الحوار الحضاري بين بني الإنسان ضرورة يقتضيها التنوع والاختلاف في الألسنة والألوان، والثقافات والعلوم، وإنما يكون الحوار بين بني الإنسان فيما اتفقوا عليه من مشتركات، وما أكثرها بينهم! ولا يتصور أن يؤدي التنوع إلى شر وكراهية وتهميش وإقصاء، كما يدعي بنو صهيون!


الرسالة الرابعة: إن الواجب علينا أن نعيد قراءة ذواتنا، ونفهم طبيعة أمتنا، وندرك الرسالة التي أخرجت بها الأمة للناس؛ تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله، وتملك أسباب الدنيا وتنير طريق الآخرة.

 

الرسالة الخامسة: إن أمتنا وأوطاننا أمانة في أعناقنا يجب أن نحافظ عليها أفرادا ومؤسسات، وشعوبا وحكومات وبكل ما أوتينا من قوة وأدوات وفكر.

مقالات مشابهة

  • أثناء عملهم غلى فتح الطريق.. هذا ما حصل مع كشافة الرسالة
  • دراسة بحثية: «الإخوان الإرهابية» حاولت السيطرة على التعليم لاغتيال الوعي الإنساني
  • برلمانية ترفض مشروع قانون الإجراءات الجنائية.. ورئيس المجلس: راجعي نفسك
  • «الصحة» تنفي انتشار حقن تؤدي إلى الوفاة: رسالة متداولة منذ 2021
  • ياسمين عبد العزيز تثير الجدل برسالة غامضة .. فيديوجراف
  • باحث: الخطاب الإعلامي للإخوان قائم على صناعة الوهم وتزييف الحقائق
  • زيارات ورسائل وبناء كنائس.. جهود البابا تواضروس لتعزيز الوحدة والمحبة المسيحية
  • استعباد للمواطنين في مناطق مليشيات الحوثي ورسائل تهديد للموظفين بخصميات مالية اذا لم يحضروا محاضرات عبدالملك الحوثي
  • وكيل الأزهر: أمتنا وأوطاننا أمانة في أعناقنا
  • البعثة الدائمة للسودان بالامم المتحدة تفند ادعاءات النظام الاماراتي حول تعرض مقره للقصف من القوات المسلحة