صرير المجنزرات : في ذكرى 21 سبتمبر 2021م
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
صرير المجنزرات : في ذكرى 21 سبتمبر 2021م
سياق:
هذا المنشور نتيجة لاشتغال على ورقة حول لجان المقاومة و مراحلها، والتي شارفت على النهاية، وأيضا أخرى حول الدعم السريع و صعوده والتي كانت في مؤتمر الدراسات الأمنية العام الماضي، في يوليو ببيروت، بالإضافة إلى نقاشات مهمة مع بعض الأصدقاء، حول تحولات الإنتقال وخصوصا العلاقات العسكرية/ العسكرية،العسكرية-المدنية.
يأتي في ذكرى حركة 21 سبتمبر 2021، التي قادها اللواء عبد الباقي بكراوي ورفقة تم تقديمهم لمحاكمات عسكرية، ولكن إتضح للجميع أن هؤلاء القادة كانوا يمتلكون رؤية عسكرية واضحة وموقف سابق لحجة الإتفاق السياسي 2022 و ورش قاعة الصداقة 2023م، وتحليل الساسة وفق مبدأ فلول او غيره.
مدخل :
لم تكن حرب في مواجهة القوات المتمردة ميدانيا، ولكن حرفيا نحن كنا نواجه مشروع مكتمل الأركان لتمزيق الدولة، و تفتيت المجتمع، كانت العملية العسكرية، هي خيارهم الأخير، فبعد ضرب مشروع سياسي لتمكين جهات سياسية محددة، بدأ الترتيب مختلف منذ أغسطس 2022م.
في بداية الأمر مع أبريل 2019م، رتب مسرح الأحداث بحيث يكون الحراك في الشارع مجرد استعراض لشرعية سياسية منحت للأذرع، وهو ما نشاهده عبر اتفاق الغرف المغلقة، الذي أبعد جميع التيارات التي شاركت في عزل البشير، بما فيها العسكرية أيضا، إما تحت غطاء الفلول، أو سياسات التمويل.
وهو الفخ الذي وقع فيه شباب لجان المقاومة في عملهم، بحيث اعتمدوا على سياسات المجموعات التطوعية، وهو التمويل الخارجي، وهذا الأمر تحدثنا عنه سابقا في حوارات مع فاعلين وترجم إلى سلسلة مقالات بعنوان (لماذا يجب أن لا يمول أي حراك من الخارج) وتم نشره في 29 أكتوبر 2021م.
كانت هناك تيارات وطنية بين هؤلاء الشباب، ولكن التاريخ لايحمي المغفلين، كما هو الحال أيضا عند القيادة العسكرية، التي ابتعلت الطعم، حيث قامت بحل هيئة العمليات، السياسات الاقتصادية، وخطأ القرن في لقاء برهان مع نتنياهو، في عنتبي و إعطاء الحرية و التغيير الدولة كاملة من غير حتى مراقبة شعبية بحيث تكون مصائر الناس في يد هؤلاء المخربين.
أشارت بعض الأقلام الأمريكية حينها، على أن وضعية الإنتقال في السودان، لا يمكن أن تكون بهذا الزخم، رئيس الوزراء يسير وفق مشروعه الاقتصادي، والحرية والتغيير تريد أن تتمكن من السلطة، و هناك مجتمع يقبع في قاع الفقر، و مؤسسة عسكرية تموج بسبب شريك عسكري آخر يريد أن يحكم.
من الملاحظ أن الجميع كان يريد إنتقال مجاني في السودان، فحمدوك يريد تحت بند الشراكة أن يعيد تركيب المشهد الإقتصادي في دولة كانت تدار وفق ترتيبات محددة يدركها النظام المنهار، و القوى السياسية تريد ان تحكم فوق رؤوس الجميع بلا تنازل واحد وهي لا تمتلك كوادر او تصورات للحكم، وشباب يريدون القفز على وضعيتهم التاريخية ليعيدوا رسم الواقع كما أحلامهم، ولكن التاريخ او وضعية السودان أبعد.
في خضم غيبوبة القادة العسكريين وتمدد حميدتي الذي تشكل مشروع استيلائه على السلطة، وقوى سياسية متقزمة، لا تعرف الدولة و تفاصيلها،و تعمل كذراع للمجموعات الأوربية وأيضا سياسات اقتصادية، أضرت بالناس ومعاشهم، بدأ صوت ما كنداء الصبح، في القرى البعيدة يسمع ولا يعرف مصدره، كانت تياراته تتشكل داخل أروقة المؤسسة المجهولة للجميع.
خرج لواء مشهود له وسط أقرانه بالضبط والربط، وإنجاز المهام، مع مخيال عسكري متجذرة في مؤسسته، تلك التي خرج منها مقدم في الثمانينات حين طلب منه إيقاف قطار المحتجين على الحكومة، فحمل الماء و الخبز لهم، وضمن مرورهم بسلام، بالإضافة الى تقارير تشير إلى التحقيق معه حين فض الإعتصام حين قال إنما حدث عار في تاريخ المؤسسة.
تسجيلات كانت تتواتر في ملفات القيادة الوسطى من المؤسسة العسكرية، تناقلتها المجموعات، تؤيدها برعشات المسؤولية و الغبن الدامي، خصوصا أن المؤسسة لا تعيش واقع اجتماعي مفصول، وهو ما شهدناه حين قال عقيد في فيديو شهير” أنه لولا سياراته التي يعمل بها تاكسي ( ك#@#مي دة ما بعملو)!
كلمة واحدة كانت المفتاح الذي حرك الدبابات، و أمال لواء المؤسسة، فلم يكن وحيدا، حين تحرك، بل انحاز له أهم ثلاث وحدات في الجيش، (لواء الخدمات بالقيادة العامة) وهو اللواء المسؤول عن أهم موقع عسكري في السودان، وكذلك الفرقة الثامنة، و رتب مختلفة من ضباط وجنود.
بكراوي و الرؤية :
كتب اللواء بكراوي حينما كان قائد ثاني سلاح المدرعات مذكرة او تقدير موقف ويشار حسب مونتي كارو أنه كتبها أيام مكوثه في مصر لتلقي العلاج في فترة قريبة من تحركة العسكري لإستلام السلطة في 21 سبتمبر 2021م وجاءت الوثيقة التي كتبت في مفكرة من اصدار 2016 في 45 صفحة، و يقال حسب الموقع أنه لأسباب أمنية قد كتبها في تلك المفكرة وبيده.
وحسب المذكرة في إنها جاءت في سبعة أبواب، مقسمة حسب الناشر إلى أبواب فالأول حول مفهوم التغيير وماهيته ويصفه بان تحرك عسكري ، يستهدف السيطرة علي العاصمة القومية وإغلاق المخارج والمداخل والجسور والسيطرة علي المواقع الحيوية، إسناد هيئة قيادة الجيش التي يصفها بأنها تتبع بظلام تام قيادة المجلس السيادي وصارت مرتهنة لمكونات عميلة للخارج ، تسعي لفرض واقع لا يقبله الإنسان السوداني العاقل بوضع إقتصادي مزري وتمكين مليشيات قبلية .
بالإضافة إلى نشر خطاب كراهية خاصة تجاه المكون العسكري ” معليش معليش ما عندنا جيش“ والتشكيك المستمر في دوافع الجيش في الإنحياز للشعب.. ويصف التغيير المطلوب بأنه يجب أن يكون ”خارج المسئولية الاخلاقية للمكون العسكري بمجلس السيادة“.
تحرك ضد الدعم السريع:
الناظر الى تركيبة الحركة (21 سبتمبر) يرى أنها لم تكن من فصيل عسكري واحد فقط او وحدة عسكرية واحدة وانما تركيبة عسكرية كانت قادرة على السيطرة، بالإضافة إلى أنهم مهنيين وذوي مقدرات عالية، من قائد الحركة وحتى المساعدين.
وهنا نرود ما ذكره المساعد عبد المنعم جيب الله، المتخصص في تدريب الدبابات الروسية T55 و BTR فيقول في محضر محاكمته: ” ما قدرت اضيف كلمة لقيت كل اللي كنت بفتش له من سنوات الجيش جيشنا ودا يوم الرجالة ويوم استرداد الكرامة يا سعادتك رجال ركبوا وسمعت اسماء بعضها اعرفه وبعضها سمعت عنهم مثل العميد بشري والمقدم مامون (استشهد لاحقا في الاستراتيجية في يوليو الماضي) ناس مشهود لهم بالمواقف والكرامة”
لم يكن عبد المنعم وحده، فالمساعد أيضا حامد محمد سليمان، يقول : لكن جيش اديناه عمرنا الزاهر ما بنسلمه فطيس للمليشات والبلد تروح دا دافعي اللي اقتنعت بيه العقيد مصعب كنور والمقدم عصام دابي الليل بلدياتنا والمقدم مصطفي قمر ديل شباب مقاتل وفرسان مفروض يقودوا البلد مش الشماسة الراكبين ديل، وانا سمعت اسماءهم استبشرت وبقية الضباط خالد الصادق والمساعد حاتم عبد الرحيم زميلي ديل ناس لو مشوا النار مولعه انا بخوضها معاهم اخوة شرف ورجال جندية لهم شنة ورنة مش مليشيات تعلق الرتب زي ديكور الحفلة.. ما نادم ما نادم الدروة حق والموت حق لكن مافي ندم”
إن كان هؤلاء المساعدين من ضباط صف قد حركتهم دوافع الشرف و الكرامة ضد المليشيات، وانتهاك كرامتهم خصوصا وان المساعدين كما هو معلوم في التراتبية العسكرية، هم من أكثر الرتب إحتراما وتقديرا في المؤسسة، بسبب خدمتهم العسكرية الطويلة ومرور جميع ضباط المؤسسة بهم في مختلف الوحدات، فإن هناك رتب عسكرية أخرى وضحت موقفها وشاركت بقوة في حركة 21 سبتمبر.
تحرك عسكري صرف :
نرى أن هذه الحركة او المحاولة التصحيحية علة لسان المشاركين فيها قد كانت ضد الدعم السريع خصوصا في وضيعة تمدد كبيرة شهدتها الفترة الإنتقالية فالجميع قد خسر حتى السودان كدولة و كيان من الفترة الإنتقالية التي وضعت 21 سبتمبر حدا لتدهورها.
نجد أن ثلاثة ضباط برتبة العقيد ومقدم وثلاثة نقباء بالاضافة الى العميد ماهر والعميد المنصوري من سلاح المظلات قد شاركوا في الحركة، مما يعني أنها شاملة لتركيب عسكري مهم كما أشرنا.
القاريء لتفاصيل المحاكمة التي تمت لعضوية الحركة في دهاليز وادي سيدنا، ونشر بعض منها في موقع مونتي كارو يرى أنها لم تكن بحاضنة سياسية او مدنية للمحاولة الانقلابية،وهو ما ذكره اللواء معتصم العباس مسؤول مجلس التحقيق، مضيفا ان ضباط المحاولة الانقلابية كانت دوافعهم للتحرك عسكرية صرفة بخوفهم علي القوات المسلحة من الانفراط بوجود قوات موازية للجيش متمثلة في الدعم السريع كما اتهم الضباط القائد العام للجيش بانه يقف عاجزا عن الدفاع عن شرف المؤسسة العسكرية.
أثر هذه الحركة:
ربما لولا وقوع محاولة 21 سبتمبر، فإننا كنا سنشهد غيوبة كاملة للقيادة العسكرية، التي انشغلت بالتدافع السياسي والركض وراء الأجندة السياسية ومقابلة الوفود الأجنبية بينما يعيش 45 مليون سوداني، وعثاء الفترة الإنتقالية، فالمشاهد لواقع الأمر من داخل حيثيات الشروط الإجتماعية والسياسية مختلفة عن الذي يقع في دوامة الحدث طالما صعد وفق هذه الشروط، فلولا ديسمبر ما كان للبرهان او المجلس العسكري كله أن يكونوا في هذا الموقع.
لذلك كانت هذه المحاولة جرس إنذار لواقع السودان، بالإضافة الى موقع حميدتي في خارطة التاريخ السياسي السوداني، وأيضا تكالب الدهماء من السياسين الذين صعدوا في غفلة و غطاء خارجي سمح لهم بالجلوس على مقاعد السلطة حينا من الدهر، ولم يشاهدو الغبن في أعين الفقراء و الجوعى، ومن تقطعت بهم السبل في الفترة الإنتقالية، حتى شاهدنها بيع الذمم وانهيار المجتمع بشكل كلي.
ربما كانت هذه الحركة تنبيه لواقع الحال الذي ستؤول إليه المصائر، وكان يمكن التعامل معها بشكل مسؤول، خصوصا انها كانت تعبر عن شروط الجميع في الإنتقال وما يراد تحقيقه، ولكن لحكمة التاريخ كان لابد ان نتعلم من التجربة.
حسان الناصر
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الفترة الإنتقالیة الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
مستقبل حميدتي وقوات الدعم السريع بعد الخسائر العسكرية الأخيرة
الخرطوم- منيت قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو "حميدتي" بخسائر عسكرية كبيرة في الآونة الأخيرة سواء شرق السودان أو غربها، حيث فشلت في إحكام السيطرة بشكل كامل على إقليم دارفور في الغرب، وخسرت منطقة جبل موية الإستراتيجية في ولاية سنار المحاذية للحدود الإثيوبية.
وبخسارة جبل موية خسرت الدعم السريع إمكانية فتح خطوط إمداد قريبة من هذه الجبهة بدلاً من الاعتماد فقط على قواعدها الخلفية في دارفور غرب البلاد، وتوجد في سنار أكبر قاعدة جوية جنوب الخرطوم.
خسارة حميدتييفسر الأكاديمي المتخصص في الشأن السوداني الدكتور محمد تورشين هذا التراجع العسكري للدعم السريع بفشل إستراتيجية حرب العصابات التي انتهجتها هذه القوات منذ بداية الحرب في أبريل/نيسان 2023، والقائمة على عنصري المباغتة واستنزاف قدرات الطرف الآخر، وذلك بعدما استطاع الجيش السوداني امتصاص الضربات المتتالية الموجهة له، وتنظيم صفوفه والتعامل معها.
وهناك سبب آخر من وجهة نظره، يرجع إلى نجاح الجيش في استقطاب موارد بشرية جديدة عن طريق فتح باب التجنيد، وانضمام بعض الحركات المسلحة إلى صفوفه. والأهم من ذلك، حصول الجيش على أسلحة ومعدات عسكرية متطورة، مما ساهم في ترجيح كفته في المواجهات العسكرية.
ويتفق المحلل السياسي محمد جمال عرفة مع تورشين في أن انضمام بعض القوى المحلية للجيش وأغلبها من التيارات الإسلامية لعب دورا في تفوقه عسكريا، خاصة في ظل وجود خبرة سابقة لها في حرب جنوب السودان قبل انفصاله وإعلان استقلاله عام 2011، فضلا عن تحرك أطراف عربية بشكل أساسي لزيادة دعمها ومساندتها للجيش، بعدما تضررت مصالحها من تدهور الوضع في السودان.
ووفق بعض التقارير الدولية فإن الجيش أظهر تفوقا، خاصة فيما يتعلق بسلاح الجو بعد حصوله على نحو 200 طائرة من العديد من الدول العربية والأجنبية. وفي المقابل وكما يرى تورشين فإن بعض الجهات الداعمة لحميدتي تراجعت عن تقديم الدعم له في الفترة الأخيرة بعد إدراكها أن المعركة خاسرة.
ويبدو أن الدعم المصري العسكري "غير المعلن" لرئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، والذي تأكد خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، ساهم -إلى حد ما- في ترجيح كفة الجيش في مواجهة الدعم السريع، فرغم أن الموقف الرسمي المصري أعلن الحياد، إلا أن ممارسات القوات الأخيرة، واستمرار لهجة حميدتي التصعيدية، باتت تشكل تهديدا للأمن القومي المصري، خاصة ما يتعلق بملف طالبي اللجوء، وأمن الحدود.
انتهاكات الدعم السريع ساهمت في تقليل تأييد الجهات الداعمة (مواقع التواصل)أما على الصعيد الدولي، فيبدو أن حميدتي بدأ يفقد حلفاءه وأبرز داعميه، وعلى رأسهم روسيا وذراعها العسكري قوات "فاغنر" سابقا، وذلك بعد مساعي البرهان الأخيرة للحصول على التأييد الروسي من خلال إحياء اتفاقية 2017 المجمدة والتي وقعها الرئيس السابق عمر البشير مع موسكو، وبموجبها يحصل السودان على الأسلحة الروسية، مقابل إعطاء القوات الروسية منفذا على البحر الأحمر.
ويقابل هذا الموقف الروسي موقف أميركي يبدو محايدا بين الطرفين، لكنه مال في الآونة الأخيرة ضد حميدتي، بسبب انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها قواته ضد المدنيين، ففي مايو/أيار الماضي فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على قائدين في قوات الدعم السريع، هما علي يعقوب جبريل وعثمان محمد حميد محمد، بتهمة أن لهما دورا في انتهاكات حقوق الإنسان بدارفور.
ويعني هذا الحياد أو ربما الانحياز الأميركي الأخير ضد حميدتي، فضلا عن الانشغال عنه بالمرحلة الانتقالية بين الرئيس الحالي جو بايدن والمنتخب دونالد ترامب، أن الموقف الأميركي قد لا يتغير خلال الفترة القليلة القادمة، وذلك إلى حين وصول ترامب رسميا لكرسي الحكم بالبيت الأبيض.
مستقبل الدعم السريعيتوقع المتخصص في الشأن السوداني تورشين استمرار المواجهات العسكرية بين الطرفين ونجاح الجيش في السيطرة على بعض المناطق المهمة مثل مدينة سنجة، مما يفتح الطريق لاستعادة ولاية الجزيرة والعاصمة الخرطوم، وهو ما يعني أن "المعركة قد اقتربت من نهايتها" خاصة مع الطبيعة الجغرافية لدارفور وكردفان التي تسهل للجيش الاستمرار في الضغط على الدعم السريع.
في حين يرى عرفة أن الوضع في السودان يقف أمام سيناريوهين:
هزيمة حميدتي وتفرق قواته، وانسحابه من الخرطوم كليا، وهربه إلى إثيوبيا، خاصة أن القوى الإقليمية التي تسانده حاليا بدأت تقليص دعمها النسبي له، بعد الهجوم القوي الذي تعرضت له قوات الدعم السريع مؤخرا، وافتضاح أمرها عالميا بعد الانتهاكات الفظيعة في مناطق عدة، وآخرها ولاية الجزيرة. سعيه -في ظل انكساره وارتداده العسكري- للسيطرة على جزء شبه منفصل عن البلاد في دارفور، التي تعد معقله الأساسي، كخطة بديلة في حال عدم نجاحه بالسيطرة على الخرطوم، وهو ما قد يمهد لأن يعلن انفصال الإقليم بولايته الخمس والذي يشكل 26% من مساحة السودان، على غرار ما حدث من قبل في حالة جنوب السودان.