هل التقديرات الأمنية وراء اختفاء حميدتي منذ 4 أشهر؟
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
الخرطوم- بعد أكثر من 4 أشهر من اختفائه، تصاعد الجدل في السودان بشأن مصير قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي بات يكتفي بتسجيلات صوتية ومصورة، في حين يؤكد مستشاروه أنه في كامل عافيته ويقود قواته بنفسه، وأن ظهوره المباشر مرتبط بتقديرات أمنية.
وتكشف مصادر أمنية عن أن حميدتي كان يتحرك عبر موكب صغير من المركبات القتالية في مناطق مختلفة بولاية الخرطوم خلال الأيام العشرة الأولى التي تلت اندلاع القتال في العاصمة منتصف أبريل/نيسان الماضي.
وتقول المصادر للجزيرة نت إن السلطات رصدت حميدتي قرب مقر القيادة العامة للجيش والقصر الرئاسي وسط الخرطوم، وفي منطقة "الخرطوم2" الفاخرة، ثم في حي الراقي وضاحية الرياض ومزارع في منطقة شرق النيل، قبل أن يختفي في الأسبوع الأخير من أبريل/نيسان الماضي.
ولم تؤكد أو تنفي -المصادر ذاتها- إصابة حميدتي في قصف استهدف موكبه، وتقول إنه ليست لديهم معلومات عن هذا الشأن.
وتضيف أنه -حسب رصدهم- فإن حميدتي لم يظهر بصورة مباشرة على أية وسيلة إعلام منذ نهاية أبريل/نيسان الماضي، سوى في 17 تسجيلا صوتيا نُسبت إليه، وتسجيلين مصورين؛ الأول كان حوله مجموعة من قواته، والآخر الخميس الماضي يوجّه فيه خطابا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وشكك مختصون فيها جميعا وقدروا أنها تمت معالجتها فنيا أو باستخدام الذكاء الاصطناعي.
حميدتي ظهر مرات قليلة في تسجيلات مصورة نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي (مواقع التواصل) تفاصيل استهداف "حميدتي"يروي اللواء المتقاعد في جهاز المخابرات العامة بدر الدين عبد الحكم حسن أن حميدتي أصيب إصابات بالغة في استهداف مباني هيئة العمليات، التابعة لقواته في جنوب شرق مطار الخرطوم الدولي.
ويكشف حسن في تصريح للجزيرة نت عن أن حميدتي كان في حينها يتحرك بموكب قرب مقر قيادة الجيش متجها إلى مقر هيئة العمليات في ضاحية الرياض الذي يوجد فيها بعض كبار قيادات قواته، وأجرى أحد حراسة اتصالا هاتفيا مع شقيقة حميدتي في منطقة الخرطوم بحري؛ مما أدى إلى تحديد موقعه وقصفه بالطيران المقاتل.
ويوضح أن حميدتي أصيب في القصف الجوي بإصابات بالغة، وقتل وأصيب عدد من طاقم حراسته، ونُقلوا إلى مستشفى الساحة القريب من مقر هيئة العمليات، حيث تم إخراج كل المرضى من المسستشفى لاستقبال قائد الدعم السريع والمصابين معه.
ويقول حسن إن حميدتي نُقل بعدها من مستشفى "الساحة" إلى مستشفى "شرق النيل" في شرق العاصمة، حيث خضع لعمليات جراحية.
ويضيف أن المعلومات التي حصل عليها من أطباء في المستشفيين تؤكد أن حميدتي أصيب في الصدر والرئتين وعينه اليسري، بالإضافة إلى كسرين في أعلى السلسلة الفقرية ومنتصفها، وقطع في فخذه الأيمن.
ويقول اللواء المتقاعد -نقلا عن الأطباء الذين تحدثوا إليه- أن العمليات الجراحية التي خضع لها حميدتي أدت إلى بتر رجله اليمنى من الساق، وإزالة عينه اليسري التي أصابتها رصاصة خرجت قرب موضع أذنه اليسرى، وأنه كان يتنفس عبر جهاز صناعي.
ورجح الأطباء أن يؤدي الكسران في سلسلته الفقرية إلى "شلل رباعي" في حال لم يفارق الحياة، ولفت إلى أنه لا يستطيع تأكيد حياته أو موته.
"أين حميدتي؟"
خلال مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، التقى رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان مجموعة من الإعلاميين ومراسلي وكالات الأنباء.
ولدى سؤاله عن تهديد حميدتي بتشكيل حكومة موازية في الخرطوم في حال تشكيل حكومة في بورتسودان (شرقي البلاد)، قال البرهان "لن يستطيع تشكيل حكومة، ومن يعترف بها؟ هذا هوس، إنه حديث للاستهلاك السياسي. ثم أين حميدتي؟"
وفي سؤال آخر عن رأيه في التسجيل المصور الذي وجّه فيه حميدتي كلمة إلى الجمعية العامة للأم المتحدة عبر منصة "إكس"، قال البرهان "أنا لا أستمع إلى الأحاديث التي لا أعلم مصدرها".
حميدتي يقود العملياتفي مقابل ذلك، يؤكد الباشا محمد طبيق مستشار قائد قوات الدعم السريع أن حميدتي في كامل عافيته ويباشر مهامه في قيادة قواته، ويرأس بنفسه غرفة العمليات التي تدير الحرب في الخرطوم.
وفي حديث للجزيرة نت، يرى طبيق أن التشكيك في وضع حميدتي ضرب من الحرب النفسية حتى تنهار قوات الدعم السريع، مؤكدا أن كل التسجيلات الصوتية والمصورة التي تحدث فيها "بالصورة والصوت" صحيحة ولا مجال للتشكيك فيها.
وعن عدم ظهور حميدتي بصورة مباشرة، يقول طبيق إن قائد الدعم السريع مستهدف، مما يتطلب أخذ الحيطة والحذر. ورهن ظهوره بتقديرات وترتيبات أمنية.
وزارة الخزانة الأميركية فرضت عقوبات على شقيق حميدتي عبد الرحيم دقلو (وكالة السودان للأنباء) تخبط واضطرابيرى المحلل السياسي ورئيس تحرير صحيفة "إيلاف" الأسبوعية خالد التجاني أن حميدتي كان يقود معركته الإعلامية بنفسه في أول أيام الحرب، ثم توقف؛ مما أثار تساؤلات عما إذا كان فعل ذلك بإرادته أو بسبب عجزه نتيجة الإصابة أو المرض أو الموت أو من طرف يتحكم فيه.
ويعتقد في حديث للجزيرة نت أن خطاب الدعم السريع صار مضطربًا ومتناقضًا في أهدافه السياسية والعسكرية، مما يشير إلى أن قرار هذه القوات "صار مختطفًا بغياب قيادته بعد اختفاء حميدتي منذ أكثر من 4 أشهر، ومغادرة نائبه وأخيه عبد الرحيم دقلو مسرح العمليات في الخرطوم منذ أكثر من شهرين".
ويضيف التجاني أن الدعم السريع لم تعد تحت سيطرة حميدتي وعبد الرحيم، وانسحب هذا الاضطراب على حلفائه في قوى الحرية والتغيير-المجلس المركزي، ولفت إلى أن هدف حميدتي الأول كان القبض على البرهان ومحاكمته، والآن تعول عليه قوى التغيير في إيجاد حل سياسي، لكنها رأت أن خطابه أمام الأمم المتحدة كان مخيبا للآمال.
وكان القيادي في قوى الحرية والتغيير خالد عمر يوسف قال -في 16 سبتمبر/أيلول الجاري- إنهم تواصلوا مباشرة مع حميدتي خلال الأيام الماضية لبحث التهدئة والتوصل إلى حل للأزمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الدعم السریع للجزیرة نت أن حمیدتی
إقرأ أيضاً:
اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع في الخرطوم والفاشر وسط تقدم قوات الجيش
أفادت تقارير اعلامية باندلاع اشتباكات عنيفة -فجر اليوم الخميس- بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة بحري بالخرطوم.
وقال مصدر في الجيش السوداني للجزيرة إن الاشتباكات تدور حول محيط مجمع عمارات الزرقاء ببحري وسط استخدام كثيف للأسلحة الثقيلة من الطرفين.
ويسعى الجيش لفك الحصار عن معسكر سلاح الإشارة جنوبي بحري والقيادة العامة وسط الخرطوم.
في غضون ذلك، قال الجيش السوداني إنه قصف بالمدفعية الثقيلة تجمعات لقوات الدعم السريع في الخرطوم بحري انطلاقا من مواقعه في أم درمان.
وقالت مصادر متطابقة إن الجيش السوداني سيطر على مواقع للدعم السريع قرب مصفاة الجَيلي النفطية شمالي مدينة الخرطوم بحري.
وتداول سودانيون مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر جنودا سودانيين وهم يسيطرون على بوابة بلدة الجيلي، التي تعد المدخل الشمالي لولاية الخرطوم.
ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن شهود عيان أن سحب دخان أسود غطت -اليوم الخميس- أجزاء واسعة من سماء الخرطوم جراء اشتباكات ضارية في بلدة الجيلي.
والأربعاء، أطلق الجيش هجوما واسعا على مناطق شمالي مدينة بحري، وسيطر على بلدة الجيلي ومناطق الكباشي والسقاي، وفق شهود عيان ووسائل إعلام محلية.
وتواصلت، الخميس، لليوم الثاني اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في بلدة الجيلي شمالي الخرطوم، في محاولة للسيطرة على مصفاة الجيلي للنفط، وسط تصاعد سحب دخان.
وكانت قوات الدعم السريع قالت -في بيان مقتضب مساء أمس الأربعاء- إنها صدت هجوما للجيش على مصفاة الجيلي.
وذكرت مصادر متطابقة -أمس الأربعاء- أن قوات الجيش تقدمت وسط الخرطوم بحري، وتمكنت من السيطرة على أماكن كانت تعرقل تقدمها في المدينة.
وأوضح مصدر عسكري أن هذا التقدم يعزز سيطرة الجيش على مناطق إستراتيجية في العاصمة، مما قد يسهم في تعزيز الأمن واستقرار المنطقة.
ومصفاة الجيلي أكبر محطة لتكرير النفط بالبلاد، وقد أنشئت في تسعينيات القرن الماضي، وتقع شمال مدينة بحري شمالي الخرطوم، وتسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ اندلاع القتال في منتصف أبريل/نسيان الماضي.
وكان الجيش السوداني بدأ -أمس الأربعاء- هجوما واسعا على مناطق شمالي مدينة بحري، وسيطر على بلدة الجيلي ومنطقتي الكباشي والسقاي، وفق شهود عيان ووسائل إعلام محلية.
وفي تطورات ميدانية أخرى، اندلعت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شمال وشرق مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان.
وقالت مصادر للجزيرة إن طائرات حربية سودانية قصفت مواقع قوات الدعم السريع باتجاهات مختلفة من مدينة الفاشر.
ويسيطر الجيش والقوات المساندة له على مركز الفاشر بينما تحاصر قوات الدعم السريع المدينة منذ أشهر، ولكن محاولاتها لاقتحامها باءت بالفشل.
والاثنين الماضي، أمهلت الدعم السريع القوات المتحصنة في الفاشر بالخروج منها بحلول ظهر أمس الأربعاء.
وفي وسط السودان، معارك متقطعة تدور بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بمحور ولاية الجزيرة وسط السودان، وقالت مصادر-أمس الأربعاء- إن 6 مدنيين قتلوا جراء هجمات الدعم السريع على قرى في محليتي الكاملين والحصاحيصا الواقعتين شمالي مدينة ود مدني.
ويقول ناشطون إن قوات الدعم السريع تهاجم البلدات الواقعة شمالي وشرقي ولاية الجزيرة المتاخمة للعاصمة الخرطوم بعد أن سيطر الجيش على ود مدني عاصمة الولاية الأسبوع الماضي.
ومنذ أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان صراعا عسكريا أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 20 ألف شخص ونزوح 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية.