ظهرت انقسامات عميقة بشأن كيفية مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، قبل انعقاد قمة المناخ المقبلة، حيث واجهت الجهود الرامية إلى "تخضير" أنظمة الطاقة في العالم، تحديًا من قبل المسؤولين التنفيذيين في مجال النفط والغاز وشركات البترول، بحسب تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز" اللندنية.

وفي حين يجتمع زعماء العالم وكبار المسؤولين في نيويورك، قبل انعقاد قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب 28) بعد 10 أسابيع، ظهر صدع عميق بين البلدان التي تدعم التوسع في استخدام الوقود الأحفوري، وتلك التي تصر على ضرورة وقف كل أشكال التطوير الجديدة في ذلك الوقود، لـ"تحقيق الاستقرار في درجات الحرارة".

وفي هذا المنحى، قال وزير التعاون التنموي وسياسة المناخ العالمية في الدنمارك، دان يورغنسن، والذي يرأس المناقشات حول الأهداف المناخية الجديدة التي يمكن الاتفاق عليها في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في ديسمبر المقبل: "إن البلدان تدرك أننا بحاجة إلى التقدم".

وتابع: "الأخبار السيئة هي أنه على الرغم من أننا متفقون على ذلك، فإننا لا نزال بعيدين جدًا عن التوصل إلى إجماع حول ما يعنيه ذلك في الواقع.. نحن ما زلنا بحاجة إلى معالجة المشكلة المشتعلة  (الوقود الأحفوري)".

وعلى هامش مؤتمر نيويورك هذا الأسبوع، اختبر مفاوضو المناخ في العالم اللغة الدبلوماسية التي قد يتم الاتفاق عليها خلال انعقاد قمة "كوب 28" في دبي، حيث سيسعى المجتمعون للتوصل إلى اتفاق عالمي.

ويتلخص أكبر مصدر للاحتكاك في التوصيف الدقيق "للتخلص التدريجي" من الوقود الأحفوري، وما إذا كان هذا من شأنه أن يسمح بالتوسع في تكنولوجيات احتجاز الكربون، حيث كانت قمم المناخ السابقة قد فشلت على مدى سنوات في الاتفاق على هذه الصياغة.

وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ونظيره الكيني، ويليام روتو، من بين 17 زعيمًا وقعوا على رسالة الأسبوع الماضي، يصرون فيها على أن "تكنولوجيا التخفيض لا يمكن استخدامها لمنح الضوء الأخضر للتوسع في الوقود الأحفوري".

للمرة الأولى في التاريخ.. أوروبا تنتج الكهرباء من الطاقة المتجددة أكثر من الوقود الأحفوري أنتجت الدول الأوروبية الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة أكثر من الوقود الأحفوري عام 2020، وذلك لأول مرة في التاريخ، وفقا لتقرير سنوي من إمبر وAgora Energiewende.

و تقوم تقنية "احتجاز الكربون" على أنه بدلاً من إرسال التلوث الكربوني الناجم عن احتراق الوقود الأحفوري إلى مداخن ومن ثم إلى الغلاف الجوي، فإنه يتم حصر ذلك التلوث من خلال عمليات كيماوية.

دول "مهددة بالفناء"

من جانبها، اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن على "كبار الملوثين أن يتوافقوا مع هدف الاتحاد الأوروبي، المتمثل في التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري بلا هوادة قبل عام 2050".

وتحت ضغط من الدول النامية التي تسعى للحصول على تمويل للتحول إلى أنظمة الطاقة الخضراء، انتقد مبعوث المناخ الأميركي، جون كيري، تزايد الاعتماد على الفحم الحجري بلا هوادة في آسيا، حيث تعمل الصين والهند على تعزيز إنتاجهما من ذلك الوقود الإحفوري.

في هذه الأثناء، اجتمع رؤساء شركات النفط في مدينة كالغاري بمقاطعة ألبرتا - قلب صناعة النفط الكندية - لإجراء محادثة مختلفة تماما.

وفي مؤتمر النفط العالمي، وهو مؤتمر النفط والغاز الذي يعقد كل عامين، حذر نحو 500 من المسؤولين التنفيذيين في الصناعة، من بينهم دارين وودز من شركة "إكسون موبيل"، من "مخاطر الابتعاد عن الوقود الأحفوري بسرعة كبيرة".

"تعلمها منذ الستينات".. شركات النفط أخفت حقيقة أضرار الوقود الأحفوري كشفت وثائق نشرتها صحيفة "الغارديان" أن الشركات العاملة في مجال صناعة والغاز كانت تدرك منذ عقود أنها تسببت في كميات كبيرة من تلوث الهواء.

وعلى نفس المنوال، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة "أرامكو" السعودية، أمين ناصر، وهي أكبر  شركة منتجة للنفط في العالم، أن هناك "العديد من أوجه القصور في النهج الانتقالي الحالي، الذي لم يعد من الممكن تجاهله".

وقال الناصر: "إن التخلص التدريجي من الطاقة التقليدية قبل الأوان، يمكن أن يعرض أمن الطاقة وأولويات القدرة على تحمل تكاليف ذلك الانتقال، للخطر".

وزاد: "أظهرت أزمة الطاقة الأخيرة - والتي تفاقمت بسبب الصراع في أوكرانيا - أن العالم سيعاني إذا تم تجاهل تلك الحقائق".

وبالعودة إلى نيويورك، حاول رؤساء الدول الجزر الصغيرة، بما في ذلك توفالو وبالاو، دق ناقوس الخطر بشأن التهديد الذي يفرضه ارتفاع منسوب مياه البحر، والذي يهدد بالقضاء على دولهم.

وقال رئيس وزراء توفالو، كوسيا ناتانو: "إذا سمح العالم لدولة بأكملها أن تختفي بسبب تغير المناخ، فلن يكون هناك أمل لأي شخص آخر".

من جانبها، قالت رئيسة وزراءدولة بربادوس، ميا موتلي، التي قادت الجهود التي تبذلها الدول الصغيرة التي اجتاحها تغير المناخ، لتأمين المزيد من التمويل من العالم الغني، إن "الكيل طفح".

وأضافت موتلي: "تغير المناخ لا يمثل تحديًا للدول الصغيرة فحسب، بل يمثل تحديًا لمعظم البلدان على مستوى العالم، بما في ذلك  أقطار العالم المتقدم".

وأردفت: "ربما يكون هذا أمرًا جيدًا حتى تكون هناك مفاوضات جدية، بطريقة لم تحدث منذ عقود".

لكن عندما يتوجه زعماء العالم إلى دبي للمشاركة بقمة المناخ، على أمل التوصل إلى اتفاق للحفاظ للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، فإن المسؤولين التنفيذيين في صناعة الوقود الأحفوري المتوقع حضورهم، إلى جانبهم، "سيضغطون ضد تخفيضات الإنتاج قبل عام 2050"، وفق الصحيفة البريطانية.

أما نائب الرئيس الأميركي الأسبق والناشط في مجال المناخ، آل غور، فقد أعرب عن مخاوفه بشأن "استيلاء" صناعة الوقود الأحفوري على مفاوضات قمة المناخ "بدرجة مثيرة للقلق".

وقال غور لصحيفة "فاينانشيال تايمز"، إن "معظم العاملين في القطاع أرادوا عرقلة وتأخير ومنع أي شيء من شأنه أن يقلل من بيع وحرق الوقود الأحفوري".

وأردف: "ببساطة ليس من الواقعي الاعتقاد بأنهم سيأخذون زمام المبادرة في حل هذه الأزمة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: من الوقود الأحفوری قمة المناخ

إقرأ أيضاً:

أوبك+ تناقش خطط ترامب لزيادة إنتاج النفط

بغداد اليوم - متابعة

من المقرر عقد اجتماع لممثلي مجموعة أوبك+ في المستقبل القريب لمناقشة خطط الولايات المتحدة لزيادة إنتاج النفط، وفقا لما ذكره وزير الطاقة الكازاخستاني ألماسادام ساتكالييف.

وقال وزير الطاقة الكازاخستاني، في مؤتمر صحفي، إن: "الاجتماع سيناقش خطط الولايات المتحدة لزيادة إنتاج النفط، وسيتم وضع موقف متفق عليه بشأن الوضع الحالي في السوق، بما في ذلك استراتيجية المنظمة في سوق النفط".

وأكد الوزير أن كازاخستان لا تخطط لتعديل خططها المسبقة لإنتاج النفط قبل انعقاد اجتماع "أوبك+"، حيث حددت الحكومة لصناعة النفط والغاز للعام الحالي مهمة إنتاج ما لا يقل عن 96 مليون طن من النفط.

وأوضح ساتكالييف أن كازاخستان تمتلك أدوات لتنظيم الإنتاج، بما في ذلك القدرة على تقييد الإنتاج في حقولها الخاصة وإجراء مفاوضات مع الكيانات الكبرى لتخفيض مستويات الإنتاج بهدف تحقيق استقرار السوق.

وأشار الوزير إلى أن كازاخستان تتبع نهجا عمليا في قضايا إنتاج النفط، وتأخذ بعين الاعتبار مصالح "أوبك+" في تحقيق استقرار الأسعار العالمية للنفط. وأكد أن القرار النهائي بشأن تعديل الإنتاج سيتم اتخاذه بعد الاجتماع المشترك لـ"أوبك+".

وفي عام 2022، بلغ إنتاج النفط في كازاخستان 87.7 مليون طن. وكانت وزارة الطاقة الكازاخستانية قد خفضت سابقا توقعاتها لإنتاج النفط لعام 2025 من 97.2 مليون طن إلى 96.2 مليون طن.

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • أفضل نباتات العطور التي تصلح زراعتها في مصر
  • بعد قرار أمريكي مفاجئ.. الوقود أرخص في تركيا اعتبارًا من الغد!
  • تعديل عقارب ساعة «نهاية العالم»
  • أوبك+ تناقش خطط ترامب لزيادة إنتاج النفط
  • «النمروش» يعقد اجتماعًا مع إدارة شركة «الزاوية» لتكرير النفط
  • مؤسسة صناعية أمريكية تكشف عن هدف طموح لتوسيع سعة تخزين الطاقة بحلول 2030
  • وزير الطاقة السعودي يبحث مع نظراء في أوبك+ استقرار الأسواق العالمية
  • أسعار النفط تتراجع بعد زيادة في المخزونات الأميركية
  • وزير الكهرباء: التحدي الأكبر الذي نواجهه هو توفير الوقود اللازم لإنتاج الطاقة
  • وزير الكهرباء العراقي: التحدي الأكبر الذي نواجهه هو توفير الوقود اللازم لإنتاج الطاقة