قصة مدينة الفرما أول ميناء مصري وأحد أهم محطات العائلة المقدسة عبر سيناء
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
مدينة الفرما.. تعد من أهم حصون الدفاع عن الدلتا من ناحية الشرق وقعت عنده معارك بين جيوش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص وجيش الرومان في عام 640 ميلادية، وقد ذكرت فى القرآن الكريم حين طلب نبى الله يعقوب عليه السلام من أبنائه أن لا يدخلوا مصر من باب واحد بل من أبواب متفرقة ، وهى أبواب مدينة الفرما، وقد دخلوا مصر آمنين بإذن الله تعالى : ” فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ كما عبرها نبى الله يوسف ونبى الله إبراهيم قادمان إلى مصر.
ولم يتوقف التاريخ المنطقة عند ذلك ، بل كانت إحدي المحطات الرئيسية في مسار العائلة المقدسة قادمة من فلسطين عبر طريق رفح – الفرما ، تلك الرحلة العظيمة التي قطعت خلالها العائلة مسافة 3500 كم هربا من بطش الملك هيرودس, ومرت في مسارها علي25 موقع يحمل أثرا أو قصة توثق هذه الرحلة التي استغرقت 3 سنوات, والتي بدأت من بيت لحم إلي غزة حتي محمية الزرانيق( الفلوسيات) غرب مدينة العريش, لتدخل مصر من الفرما( بلوزيوم) الواقعة بالناحية الشمالية بين العريش وبورسعيد( شرق مدينة القنطرة و قرب قرية بالوظة).
تستعرض الوفد فى التقرير التالى قصة مدينة تل الفرما أهم محطات العائلة المقدسة :
الفرما بها أكثر العجائب وأقدم الآثار، ومنها طريق إلى جزيرة قبرص فى البر وهى مدينة تقع بالقرب من بحر الروم فى شط بحيرة "تنيس"، وتعتبر مدينة صغيرة خصبة، وتمثل حد مصر من الشمال الشرقى، وكانت على عهد قدماء المصريين حصن مصر من جهة الشرق وقد إندثرت الفرما إلا أن آثارها لا زالت حتى اليوم بتل الفرما على بعد 3 كم من ساحل البحر المتوسط .
عرفت قديماً فى العصر الفرعونى باسم "برآمون " أى مدينة الإله "آمون"، ثم عرفت فى العصر اليونانى الرومانى باسم بلوزيوم Pelusium ومعناه الطين، وسميت بعد ذلك خلال العصر البيزنطى باسم "برما " وهى تسمية قبطية ومنه جاء الأسم العربى الفرما التى لا تزال تعرف به حتى الآن .
إن الفرنجة أنذاك نزلوها عام 545 ه/1150م، وأحرقوها ونهبوا أهلها حتى خربها "شاور" فى أواخر العصر الفاطمى وذلك حوالى عام 561 ه/ 1156م واستمرت المدينة خراباً بعد ذلك ولم تعمر.
حيث ان أهمية الفرما ترجع لموقعها الذى يسهل منه الإتصال بداخل البلاد وخارجها برا وبحرا، فكانت أول ميناء مصرى هام على ساحل البحر المتوسط من ناحية الشرق، فضلا عن إنها اتصلت بداخل البلاد نظرا لسهولة موقعها على مصب فرع النيل البيلوزى، الذى كان يعد من أهم فروع النيل التى تمر بشرق الدلتا قديما كما كانت تقع على الشاطئ الشرقى لبحيرة "تنيس" .
الفرما تعد من الموانئ التجارية والحربية الهامة بمصر، وزادت تلك الأهمية بعد الفتح العربى حيث أصبحت أقرب الموانى الشمالية لمراكز الدولة الإسلامية فى بلاد المغرب وبلاد الشام، بالإضافة إلى أنها ظلت ميناء مزدهر حتى القرن السادس الهجرى حيث بدأت تفقد أهميتها بنهاية هذا القرن فأصبحت خرابا .
كما اندثار الفرما يرجع إلى عوامل عدة فقد تعرضت للكثير من التدمير والتخريب على أيدى الصليبين الذين دخلوها أكثر من مرة ، بالإضافة للعوامل الجغرافية التى حدثت فى منطقة سيناء إذا تعرضت المنطقة إلى إرتفاع مما أدى إلى جفاف فرع النيل "البيلوزى"، وترتب على ذلك تحول طريق التجارة عنها فزالت الفرما بزوال أهميتها.
آثار الفرما لا تزال موجودة حتى اليوم وتعرف بـ"تل الفرما" التى تقع على بعد 3 كيلومترات عن ساحل البحر المتوسط و 23 كيلومتر شرقى محطة الطينة الواقعة على السكك الحديدية التى تربط بين بورسعيد والإسماعلية .
كما يوجد بالقرب من "تل الفرما" أطلال قلعة تسمى الطينة لوقوعها فى أرض موحلة وإليها تنسب محطة الطينة، كما أشتهرت الفرما بالخمر والفرش ووغزل الصوف والكتـان والخيش، حيث كانت واحدة من المدن المشرفة على البحيرة وجاورتها كثير من مراكز الصناعة العريقة فى ذلك المجال كا"تنيس" و"شطا" بدمياط وغيرها من الجزر .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ساحل البحر المتوسط مصر من
إقرأ أيضاً:
يحمل العشرات.. غرق مركب مصري في البحر الأحمر
غرق مركب سياحي يقل 45 شخصا بمنطقة مرسى علم في محافظة البحر الأحمر المصرية.
وأكدت مصادر أمنية لوكالة رويترز، “العثور على 16 شخصا حتى الآن”، مضيفة أن “المركب السياحي “سي ستوري”، كان يقل 45 شخصا هم 31 سائحا من جنسيات مختلفة و14 من أفراد الطاقم، بينما كان في رحلة غطس لعدة أيام في منطقة الغدير بوادي الجمال”.
وقال محافظ البحر الأحمرعمرو حنفي، “إنه تم العثور على بعض الناجين باستخدام طائرة هليكوبتر ونقلهم لتلقي الرعاية الطبية، وإن أعمال البحث لا تزال جارية عن المفقودين بالتنسيق مع القوات البحرية والقوات المسلحة”.
وأوضح المحافظ أن “طائرة بحث وإنقاذ تمكنت من نقل بعض الناجين لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، بينما تم تأمين باقي الناجين في الموقع إلى حين وصول الفرقاطة “الفاتح” التي تتحرك لنقلهم إلى بر الأمان”.
وجاء في بيان للمحافظة: “ورد البلاغ إلى مركز السيطرة بمحافظة البحر الأحمر في الساعة الخامسة والنصف صباحا من غرفة عمليات النجدة، يفيد بتلقي إشارة استغاثة من أحد أفراد اللانش، الذي كان في رحلة غطس انطلقت من ميناء بورتو غالب بمرسى علم في الفترة من 24 وحتى 29 نوفمبر الحالي، وكان من المقرر عودته إلى مارينا الغردقة”.
هذا ووقع الحادث أثناء رحلة غطس، حيث فقد الاتصال بالقارب قبل غرقه، وأكد المحافظ “أهمية تعزيز تدابير السلامة في الرحلات البحرية لضمان سلامة السياح والعاملين في القطاع”.