مدينة الفرما.. تعد من أهم حصون الدفاع عن الدلتا من ناحية الشرق وقعت عنده معارك بين جيوش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص وجيش الرومان في عام 640 ميلادية، وقد ذكرت فى القرآن الكريم حين طلب نبى الله يعقوب عليه السلام من أبنائه أن لا يدخلوا مصر من باب واحد بل من أبواب متفرقة ، وهى أبواب مدينة الفرما، وقد دخلوا مصر آمنين بإذن الله تعالى : ” فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ كما عبرها نبى الله يوسف ونبى الله إبراهيم قادمان إلى مصر.

ثقافة صدفا تنظم ورشة حكي بعنوان "فرسان الإسلام" قصة عمرو بن العاص تشغيل جزء من محور عمرو بن العاص الحر بالجيزة في أكتوبر المقبل

ولم يتوقف التاريخ المنطقة عند ذلك ، بل كانت إحدي المحطات الرئيسية في مسار العائلة المقدسة قادمة من فلسطين عبر طريق رفح – الفرما ، تلك الرحلة العظيمة التي قطعت خلالها العائلة مسافة 3500 كم هربا من بطش الملك هيرودس, ومرت في مسارها علي25 موقع يحمل أثرا أو قصة توثق هذه الرحلة التي استغرقت 3 سنوات, والتي بدأت من بيت لحم إلي غزة حتي محمية الزرانيق( الفلوسيات) غرب مدينة العريش, لتدخل مصر من الفرما( بلوزيوم) الواقعة بالناحية الشمالية بين العريش وبورسعيد( شرق مدينة القنطرة و قرب قرية بالوظة).

 

تستعرض الوفد فى التقرير التالى قصة مدينة تل الفرما أهم محطات العائلة المقدسة :

الفرما بها أكثر العجائب وأقدم الآثار، ومنها طريق إلى جزيرة قبرص فى البر وهى مدينة تقع بالقرب من بحر الروم فى شط بحيرة "تنيس"، وتعتبر مدينة صغيرة خصبة، وتمثل حد مصر من الشمال الشرقى، وكانت على عهد قدماء المصريين حصن مصر من جهة الشرق وقد إندثرت الفرما إلا أن آثارها لا زالت حتى اليوم بتل الفرما على بعد 3 كم من ساحل البحر المتوسط .

عرفت قديماً فى العصر الفرعونى باسم "برآمون " أى مدينة الإله "آمون"، ثم عرفت فى العصر اليونانى الرومانى باسم بلوزيوم Pelusium  ومعناه الطين، وسميت بعد ذلك خلال العصر البيزنطى باسم "برما " وهى تسمية قبطية ومنه جاء الأسم العربى الفرما التى لا تزال تعرف به حتى الآن .

 

إن الفرنجة أنذاك نزلوها عام  545 ه/1150م، وأحرقوها ونهبوا أهلها حتى خربها "شاور" فى أواخر العصر الفاطمى وذلك حوالى عام  561 ه/ 1156م واستمرت المدينة خراباً بعد ذلك ولم تعمر.

 

حيث ان  أهمية الفرما ترجع لموقعها الذى يسهل منه الإتصال بداخل البلاد وخارجها برا وبحرا، فكانت أول ميناء مصرى هام على ساحل البحر المتوسط من ناحية الشرق، فضلا عن إنها اتصلت بداخل البلاد نظرا لسهولة موقعها على مصب فرع النيل البيلوزى، الذى كان يعد من أهم فروع النيل التى تمر بشرق الدلتا قديما كما كانت تقع على الشاطئ الشرقى لبحيرة "تنيس" .

 

الفرما تعد من الموانئ التجارية والحربية الهامة بمصر، وزادت تلك الأهمية بعد الفتح العربى حيث أصبحت أقرب الموانى الشمالية لمراكز الدولة الإسلامية فى بلاد المغرب وبلاد الشام، بالإضافة إلى أنها ظلت ميناء مزدهر حتى القرن السادس الهجرى حيث بدأت تفقد أهميتها بنهاية هذا القرن فأصبحت خرابا .

كما اندثار الفرما يرجع إلى عوامل عدة فقد تعرضت للكثير من التدمير والتخريب على أيدى الصليبين الذين دخلوها أكثر من مرة ، بالإضافة للعوامل الجغرافية التى حدثت فى منطقة سيناء إذا تعرضت المنطقة إلى إرتفاع مما أدى إلى جفاف فرع النيل "البيلوزى"، وترتب على ذلك تحول طريق التجارة عنها فزالت الفرما بزوال أهميتها.

 

آثار الفرما لا تزال موجودة حتى اليوم وتعرف بـ"تل الفرما" التى تقع على بعد 3 كيلومترات عن ساحل البحر المتوسط و 23 كيلومتر شرقى محطة الطينة الواقعة على السكك الحديدية التى تربط بين بورسعيد والإسماعلية .

كما يوجد بالقرب من "تل الفرما" أطلال قلعة تسمى الطينة لوقوعها فى أرض موحلة وإليها تنسب محطة الطينة، كما أشتهرت الفرما بالخمر والفرش ووغزل الصوف والكتـان والخيش، حيث كانت واحدة من المدن المشرفة على البحيرة وجاورتها كثير من مراكز الصناعة العريقة فى ذلك المجال كا"تنيس" و"شطا" بدمياط وغيرها من الجزر .

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ساحل البحر المتوسط مصر من

إقرأ أيضاً:

لبنان غزة ثانية.. القصف الإسرائيلي يمحي عائلات بأكملها

"مأساة كبيرة وكابوس متواصل".. بهذه الكلمات وصفت الشابة اللبنانية عروبة كرّام حادثة استهداف غارة إسرائيلية لـ12 شخصاً من عائلتها في بلدة عرب الجل في عنقون بجنوب لبنان.

بدوره، خرج قاسم القاضي من بيته في بلدة زبود في قضاء بعلبك شرقي لبنان، ليشتري خبزاً لأفراد عائلته المكونة من 17 شخصا، وعندما عاد لم يجد أقربائه ولم يجد منزله الذي مُحي بالقصف الإسرائيلي.

هذه المآسي جزء صغير من مأساة كبيرة يعيشها المدنيون اللبنانيون العزّل، ضحايا قصف جوي تشنه إسرائيل منذ الاثنين 23 أيلول على مواقع متفرقة في لبنان، أسفر عن مئات الشهداء وآلاف الجرحى، وتسبب في قتل عائلات بأكملها داخل منازلها.

تفاصيل هذه المآسي يخبّر عنها الناجون الذين اختبروا مرارة فقد أفراد من عائلتهم، وبعضهم عاش صدمة فقدان العائلة بأكملها.

غزة ثانية في لبنان ما حصل مع عائلة الشابة عروبة كان كفيلا باستحضار حرب غزة التي شهدت على استهداف عائلات بأكملها وحذفها من سجلات وقيود النفوس، وتقول عبر "بلينكس" إن ما حصل "كان مروعا وبشعا".    قصة عروبة تكررت أيضا في مدينة بنت جبيل، إذ قضى 8 أشخاص من آل دباجة والصغير وسعد وبرجي، جراء غارة جوية استهدفت المنطقة.

الشابة زينب، المقربة من العائلة المستهدفة في بنت جبيل، تحدثت لبلينكس شرط عدم كشف هويتها الكاملة قائلة "إحدى الضحايا وهي بتول برجي كانت معلمتي في المدرسة ولا أنساها أبدا. لقد نزل عليّ نبأ استهداف العائلة مثل الصاعقة.. ما جرى لا يمكن وصفه، فالاستهداف كان مباشرا والمشهد مأساوي لدرجة كبيرة".

ما سردته عروبة عن تكرر مشهدية حرب غزة في لبنان، تؤيده الشابة زينب التي قالت إنه "في القطاع الفلسطيني، أرادت إسرائيل أن تزيل عائلات بأكملها من الوجود، وهذا ما يحصل في لبنان الآن"، وتضيف "الاستهداف دموي جدا وحقا إنه أخطر حرب نعيشها.. خسرنا أحباءنا بلمح البصر".

مأساة قاسم.. خسرت 17 فردا من العائلة يقول قاسم في حديث لوكالة فرانس برس، إنه سمع دوي انفجار قوي حينما كان يشتري الخبز، ليهرع إلى منزله، وأثناء عودته كان يحاول الاتصال بأسرته لكنه لم يجد ردا، ليعود ويجد أن كل من كانوا ينتظرون الخبز تحولوا إلى أشلاء.

يضيف القاضي: "17 شخصا، بينهم خطيبة ابني وأمها وزوجتي، أولادي الشباب الثلاثة وابنتي، وسبعة أطفال، 17 شهيدا في بيتي".

فوق خسارته التي لا تعوّض، يجد الرجل المكلوم نفسه مشردا مع ابنه، بلا سقف يحميهما، موضحا: "لا مكان ننام فيه سوى الحقول والبساتين، لم يبق لنا بيت، أنا مشرد على الطريق، إلى أين نذهب؟".

أما ابنه حسين، فلا يعرف عمن يتحدث، ويقول إنه عاجز عن استيعاب الصدمة، وعدا عن خسارته عائلته، فقد أيضا خطيبته بينما كانا يستعدان منذ سنوات لزواج طال انتظاره.

ويروي الشاب البالغ 25 عاما قصته مع خطيبته: "كنا سنتزوج في 12 تشرين الأول، لكنها رحلت في مجزرة، لا أعرف ماذا أقول".

وعاد حسين مسرعا من خدمته العسكرية بعد علمه بنبأ قصف منزل أسرته، ويقول: "بعد ساعة من وصولي، تلقيت الخبر ورجعت، إنها صدمة لا تصدق، قبل ساعتين كنت معهم، وفجأة، لم يعد هناك أحد".

ويتمم شاردا حول الحال قبل القصف: "كنا نشعر بأمان" في المنطقة الواقعة على بعد أكثر من 125 كلم من الحدود مع إسرائيل، ولم تكن الغارة الإسرائيلية على القرية الصغيرة متوقعة.

إسرائيل تقتل "عروس الجنوب" في منطقة الحوش في صور، حصلت مأساة استهداف إسرائيل للشابة مايا غريب التي توفيت مع شقيقتيها ووالديها بقصف جوّي، بينما الناجي الوحيد من العائلة هو رضا، شقيق مايا، الذي يقطن خارج لبنان.

خلال أسبوعين، كانت مايا تتحضر للزواج من النقيب في الجيش اللبناني أحمد خضرة الذي ودّع الشابة بكلمات مؤثرة جدا.

مايا هي من بلدة شقرا، جنوب لبنان، وتقول إحدى صديقاتها وتدعى هبة لبلينكس إن مايا كانت "عزيزة النفس جميلة الخُلق"، وتضيف "خسرنا وجها بشوشا وإنسانة كانت طموحة. من كلية الهندسة بالجامعة اللبنانية، كانت مايا تستعد لتحقيق أحلامها، لكن إسرائيل سلبت كل شيء".

وتكمل: "خبر وفاة مايا وعائلتها كان مزلزلا، فالمجزرة التي تعرضوا لها مروعة ومأساوية".

وتختم: "كانت مايا تنوي الزواج قريبا خلال أيام، لكنها باتت في دنيا أخرى.. لقد زُفت كعروس الجنوب".

نجاح.. خسرت 10 أفراد من العائلة شهدت قرية الداوودية في جنوب لبنان، مأساة جديدة الناجية منها هي نجاح دياب التي خسرت عشرة أفراد من عائلتها الإثنين 23 أيلول، بعدما أغارت طائرات حربية إسرائيلية على منزلها ودمرته.

وتقول نجاح: "أهلي مدنيون، لا ناقة لهم ولا جمل، والدتي مسنة كانت تبلغ 75 عاما ولا تخرج من المنزل، أما أخي الكبير فعمره 54 عاما وهو عاطل عن العمل ومريض".

وفقدت نجاح جراء الغارة والدتها وشقيقتها مع ابنتها وأشقاءها الأربعة مع عائلة أحدهم وابن عمها، وتوضح: "لم يبق لي إلا ابن شقيقي الأكبر وهو طالب جامعي".

وتسبّبت الغارة بدمار مبنى من أربع طبقات، في حين تقول نجاح عن استشهاد أفراد عائلتها: "كانوا ينظرون من النافذة وسقط الصاروخ عليهم، غارة كبيرة، تكسر كل شيء حولهم، انهار المبنى تماما وتقطعت أجسادهم، جمعناهم أشلاء".

وتضيف نجاح التي قالت إنها عاجزة عن التعبير من هول الصدمة: "الأمر لا يصدق، كلهم مدنيون"، نافية أن عائلتها كانت تشكل أي تهديد من أي نوع أو تنخرط في عمل سياسي أو عسكري. (بلينكس - فرانس برس)

مقالات مشابهة

  • أول ظهور علني لمايكل شوماخر منذ 11 عاما
  • بلدية كربلاء المقدسة: المباشرة بزراعة الحدائق والمسطحات الخضراء داخل الأحياء السكنية
  • المطران عطاالله حنا: ندعو الكنائس في الأراضي المقدسة برفع الصلوات لوقف الحرب
  • قصة "روبرت كوخ".. رائد علم الجراثيم وأحد أعمدة الطب الحديث
  • لبنان غزة ثانية.. القصف الإسرائيلي يمحي عائلات بأكملها
  • التميمي يزور مدرسة بركات الزهراء التي نشرنا عنها سابقا ويوعز بحل المشكلات فيها
  • الهيموني.. تسلل من قلب أمه إلى صدور قاتليه
  • جامعة الإمام عبدالرحمن تستقبل طلبات الالتحاق بالبرامج الأكاديمية "التجسير"
  • جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تستقبل طلبات الالتحاق ببرامج الترقية الأكاديمية (التجسير)
  • النائب البطريركي في القدس والأردن يستقبل سفير السويد في الأراضي المقدسة