البدء بمعالجة 100 ملف جديد من "ضحايا الانقسام" في غزة
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
غزة - متابعة صفا
أعلنت اللجنة العليا للمصالحة المجتمعية المنبثقة عن اللجنة الوطنية للشراكة والتنمية في غزة، يوم الأحد، عن البدء بمعالجة 100 ملف جديد من "ضحايا الانقسام" الذي وقع خلال أحداث عام 2007.
جاء ذلك خلال ندوة سياسية نظمتها لجنة الشراكة والتنمية في مدينة غزة بعنوان "المصالحة المجتمعية الطريق إلى الوحدة الوطنية والسلم الأهلي"، بمشاركة ممثلين عن الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية وعن مؤسسات المجتمع المدني.
وقال رئيس اللجنة العليا للمصالحة المجتمعية خالد البطش: "نطلق اليوم المرحلة الثانية من ملف المصالحة المجتمعية، وهي معالجة 100 ملف جديد من ضحايا الانقسام"، موضحًا أنه تم البدء بتشكيل لجان فرعية في كافة محافظات قطاع غزة من أجل المشاركة في جبر الضرر عن ضحايا الانقسام.
وبيّن البطش، وفق متابعة وكالة "صفا"، أن هذه اللجان بدأت بجمع الأسماء وزيارة العائلات، مشيرًا إلى أنه "يوجد في كل محافظة رئيس ومنسق لإنجاز المهام الموكلة اليه، والذهاب لكل عائلة شهيد، ورفع كشف موحّد لكل الحالات، ثم تبدأ إجراءات قانونية لإتمام المصالحة المجتمعية في كل من يبدي تجاوبًا معها".
وشدد على أنه "لا يمكن أن نذهب خطوة إلى الأمام في استعادة الوحدة الوطنية دون إنهاء ملف المصالحة المجتمعية"، لافتًا إلى أن اللجنة باشرت بالعمل منذ شهر بالضبط، وهي على موعد قريب لإنهاء جميع الأسماء المستعدة، "وسيكون هناك احتفالات في كل محافظة للعائلات التي قبلت أن تنهي هذا الملف".
من جهته، أكد رئيس اللجنة الوطنية للشراكة والتنمية أسامة الفرا أن ملف "المصالحة المجتمعية" يحظى بموافقة الفصائل الفلسطينية الموقّعة على اتفاق القاهرة عام 2011.
وقال الفرا "أنجزنا في المرحلة الأولى 173 ملفًا، واليوم نحن بصدد إكمال بقية الأسماء، ونؤكد أن جبر الضرر المادي ليس هدفًا أساسيًّا من المصالحة المجتمعية؛ بل أن تسهم هذه المصالحة في تأهيل الكثير على كل الصعد تمهيدًا للشراكة الوطنية.
ولفت، وفق متابعة وكالة "صفا"، إلى أن "البعض أساء فهم عمل المصالحة المجتمعية"، مضيفًا "نقول لهم إن الوقت مناسب لإنجاز هذا الملف وهو إنجاز وطني، ومتأكدون أن هذه المصالحة ستوفر بيئة ومناخ صحي لمصالحة وطنية".
ورأى أن شعبنا من خلال هذه المصالحة سيكون الأقدر على تحقيق العدالة الانتقالية، قائلاً: "نتحدث عن جبر مادي ومعنوي لكل ضحايا الانقسام".
التفاف شعبي
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس زكريا أبو معمر أن ملف المصالحة المجتمعية يحظى بالتفاف شعبي كبير، من خلال هذا الحضور الواسع من قبل ممثلي شعبنا ومنظمات المجتمع المدني.
وأوضح أبو معمر، وفق متابعة وكالة "صفا"، أن اللجنة قطعت شوطًا مهمًا، وهي تعمل وفق اتفاق مصالحة عام 2011، قائلاً: "نحن اليوم أمام مسار عملي لها، حيث تصالحت 173 أسرة سابقًا، ولم يحدث أن وقع أي تجاوز بعد إتمام المصالحة".
وأضاف "نتحدث عن مصالحة حقيقية بين العائلات، ونقيس عملنا بالنتائج وهي الحمد لله مبشرة وقوية؛ وذلك يتطلب منّا مزيد من الإنجاز والتركيز، ونحن أمام فرصة ليرتاح شعبنا من آثار الانقسام، ونؤكد أنه بدون مصالحة مجتمعية لن تحدث مصالحة وطنية.
من جهته، أوضح القيادي بالجبهة الشعبية تيسير أبو مدللة أن اللجنة الوطنية للشراكة والتنمية ليست بديلاً عن أحد، مشيرًا إلى أن عملها يختص بملفان رئيسيان الأول المصالحة المجتمعية، والثاني المشاريع الإغاثية.
وأكد أبو مدللة، وفق متابعة وكالة "صفا"، أن المصالحة المجتمعية هي إحدى ملفات مصالحة شاملة، وكانت أهم محاور اتفاق المصالحة بالقاهرة عام 2011 والجميع أكد عليه، وإن إغلاق هذا الملف من شأنه أن يعزز السلم الأهلي تمهيدًا للمصالحة الوطنية.
أما على صعيد المشاريع الإغاثية، بيّن أنها تأخذ أسس مهنية كاملة بعيدًا عن أي محاصصة فصائلية هنا أو هناك، مؤكدًا أنها تعمل بطريقة مهنية مع جهات معنية في غزة.
ولفت أبو مدللة إلى أن مشاركة الجبهة الشعبية باللجنة الوطنية للشراكة والتنمية جاءت انطلاقا من مسؤوليتنا الاجتماعية تجاه قضايا شعبنا في ظل الحصار والانقسام، مؤكدًا أن كل المشاريع تطرح على الطاولة، وتتم بموافقة الجميع وعلى أسس وطنية.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: المصالحة المجتمعية الانقسام إلى أن
إقرأ أيضاً:
التايمز: السودان يقترب من الانقسام على الطريقة الليبية بعد عامين من الحرب
شدد تقرير نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية، على أن الطرفين المتحاربين في السودان أعلنا عن خطط لمستقبل السودان وعلى خطوط الحرب الأهلية بشكل يدفعه إلى الانقسام بحكم الأمر الواقع بعد عامين من الحرب.
وأشارت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، لاجتماع عقدته قوات الدعم السريع شبه العسكرية وتحالف من الحلفاء السياسيين يوم الثلاثاء للاتفاق على ميثاق يحدد سلطة وحدة لحكم الأراضي الخاضعة لسيطرة المقاتلين.
والشهر الماضي، اتهمت الولايات المتحدة رسميا قوات الدعم السريع، التي تعتمد على الدعم العسكري والمالي من الإمارات العربية المتحدة، بالإبادة الجماعية.
وكان قائد الجيش السوداني، الجنرال عبد الفتاح البرهان قدم رؤيته عن "كتلة سياسية ديمقراطية" للحكم وبقيادة رئيس وزراء مدني. وسيتم توقيع الميثاق هذا الأسبوع وربما علم نقطة تحول في الحرب الأهلية ويؤدي إلى تقسيم البلاد بناء على خطوط المعركة، وفقا للتقرير.
ونظرا لاستمرار الحرب في مناطق عدة من السودان، فمن غير المرجح أن يسيطر أي طرف على مناطق واسعة من البلاد، كما حدث في ليبيا، حيث نشأت حكومتان تديران جزءا من البلاد ومنذ ما يزيد عن عقد.
وفي الوقت الذي عقد فيه الدعم السريع اجتماعه في كينيا خرجت التقارير الإخبارية عن مجازر ارتكبها عناصر الدعم السريع وقتلهم أكثر من 200 شخص من بينهم أطفال في ولاية النيل الأبيض. وقتل الكثيرون منهم وهم يحاولون اجتياز نهر النيل هربا، حسب "محامو الطوارئ"، التي توثق انتهاكات حقوق الإنسان في السودان.
ووفقا للتقرير، لا تسيطر قوات الدعم السريع على الولاية بالكامل. وكشفت صور فيديو في ما بعد المجزرة في القريتين الواقعتين على بعد 55 ميلا من العاصمة الخرطوم مقبرة جماعية امتلأت بالجثث المغطاة بالأكفان ومن كل الأحجام.
وقالت وزارة الخارجية التابعة للجيش إن عدد القتلى الحقيقي هو 433. وتقول مجموعة "محامو الطوارئ" إن قوات الدعم السريع ارتكبت أثناء الهجوم الذي خلف مئات الجرحى والمفقودين "إعدامات واختطافات وقامت بتهجير قسري ونهب للممتلكات".
وجاء الهجوم مع تصاعد الحرب بين الطرفين وتحقيق الجيش تقدما في الخرطوم.
ونقلت الصحيفة عن كاميرون هدسون، وهو زميل بارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، قوله إن توقيت إعلان حكومة الوحدة الوطنية من جانب قوات الدعم السريع، في الوقت الذي تخسر فيه أراضي رئيسية لصالح الجيش، يجب أن يُنظر إليه "بقدر كبير من الشك".
وأضاف: "إنها تحاول أن تحقق على طاولة المفاوضات ما فشلت في تحقيقه على أرض المعركة".
واندلع الصراع في السودان في نيسان/ أبريل 2023 عندما فشلت القوات الحكومية في الوصول إلى اتفاق لتقاسم السلطة مع قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. وكان من شأن الاتفاق أن يؤدي إلى انتخابات ديمقراطية بعد الانقلاب العسكري الذي نفذ بشكل مشترك في عام 2021.
وقتلت الحرب عشرات الآلاف وشردت أكثر من 11 مليونا وخلقت ما وصفته لجنة الإنقاذ الدولية بأنه "أكبر أزمة إنسانية تم توثيقها على الإطلاق". وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنها كانت كارثة "مذهلة من حيث الحجم والوحشية".
واتهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب، على الرغم من أن قوات الدعم السريع تشتهر بارتكاب التطهير العرقي والعنف الجنسي المنهجي، وخاصة في دارفور، موقع الإبادة الجماعية قبل أكثر من عقدين من الزمان.
ولا يزال الجيش السوداني يتمسك بالفاشر، عاصمة غرب دارفور والتي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ نيسان/أبريل العام الماضي.