شهدت مدن فرنسية عدة احتجاجات، دعت إليها عشرات الجمعيات والمنظّمات النقابية والحقوقية وأحزاب سياسية، رفضا لما يصفونه بانتشار "عنف الشرطة" و"خطاب الكراهية"، حيث أصيب 3 من العناصر بجروح طفيفة في هجوم استهدف سيارتهم.

وقالت وزارة الداخلية الفرنسية، إنّ نحو 31300 شخص تظاهروا في كلّ أنحاء البلاد، بينهم 9 آلاف في باريس، بينما قالت الكونفدرالية العامة للشغل "سي جي تي"، وحزب "إل إف إي" اليساري الراديكالي، إن عدد المتظاهرين بلغ نحو 80 ألفا، بينهم 15 ألفا في العاصمة.

وفي باريس، هتف المتظاهرون "الشرطة في كلّ مكان، ولا عدالة في أي مكان"، و"لا عدالة، لا سلام" و"العدالة لنائل"، المراهق الذي قُتل في 27 جويلية الماضي، قرب العاصمة الفرنسية أثناء حاجز تدقيق مروري، في واقعة أثارت موجة من أعمال الشغب في البلاد.

كما رفعت شعارات تُطالب بالحفاظ على الحريات العامّة والمكاسب الاجتماعية للشعب الفرنسي، واتّهم المتظاهرون حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون بالتساهل مع الخطاب العنصري لأحزاب اليمين.

الجزيرة

المصدر: موزاييك أف.أم

إقرأ أيضاً:

عام ثالث من حرب السودان والجبهات تشتعل غربا

تتواصل في السودان منذ 15 أبريل/نيسان 2023 حرب شرسة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وتتجه في عامها الثالث للاشتعال بعدة مناطق بالبلاد، لا سيما الغربية.

واندلعت المواجهات أول مرة في العاصمة الخرطوم، ثم امتدت إلى ولايات عدة، لتدخل البلاد في دوامة نزاع صنفه مراقبون بأنه أدى إلى أكبر أزمة نزوح في العالم تاركا ملايين المدنيين في مواجهة أوضاع إنسانية غاية في الصعوبة.

وفي تطور ميداني بارز، تمكنت قوات الجيش في 26 مارس/آذار الماضي، من استعادة القصر الرئاسي بالخرطوم، الذي ظل خاضعا لسيطرة الدعم السريع لنحو عامين.

وينظر إلى هذه الخطوة على أنها تحول مهم في مجريات الحرب، لكنها لا تعني بالضرورة نهاية المعارك، بحسب ما أكده محللون ومصادر ميدانية.

وبعد فقدانها مواقعها بالقصر الرئاسي في الخرطوم، صعدت قوات الدعم السريع وتيرة هجماتها على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور غربي البلاد، والتي تفرض عليها حصارا خانقا منذ العاشر من مايو/أيار 2024.

الحرب تسبب عطشا لبلاد النيلين (الأوروبية) استعادة الخرطوم

وفي 26 سبتمبر/أيلول 2024، أطلق الجيش السوداني عملية برية ضد مواقع الدعم السريع في الخرطوم، وامتدت العمليات إلى ولايات أخرى، وأسفرت عن إحكام السيطرة على أغلب مناطق ولاية سنار جنوبا، وكامل ولايتي الجزيرة والنيل الأبيض وسط البلاد.

إعلان

وفي الخرطوم، حققت القوات المسلحة السودانية تقدما ملحوظا، واستعادت في 21 مارس/آذار الماضي القصر الرئاسي، الذي كان تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ اندلاع الاشتباكات في أبريل/نيسان 2023.

وعقب الخسارة، بدأت قوات الدعم السريع بسحب عناصرها من العاصمة، متوجهة نحو الغرب عبر جسر جبل أولياء جنوبي الخرطوم.

وفي غضون ذلك، استعاد الجيش السيطرة على معظم أحياء العاصمة، وتمكن من تحرير أكثر من 4 آلاف شخص كانت قوات الدعم السريع تحتجزهم كرهائن.

وفي 26 مارس/آذار الماضي، هبط رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، في مطار الخرطوم الدولي، الذي كانت تستخدمه قوات الدعم السريع كقاعدة عسكرية، وانتقل منه إلى القصر الرئاسي.

وفي تصريحات أدلى بها من داخل القصر، أعلن البرهان تحرير الخرطوم بينما سيطرت قوات الجيش في 28 مارس/آذار الماضي على سوق ليبيا في منطقة أم درمان غربي الخرطوم، والذي كان أحد أبرز معاقل الدعم السريع في العاصمة.

وبناء على هذه التطورات، تمكن الجيش، بحسب خبراء، من فرض سيطرته على معظم مناطق العاصمة الخرطوم.

حتى المساجد لم تسلم من آلة الحرب العمياء (الأوروبية) تغييرات 2018

شهد السودان عام 2018 اندلاع احتجاجات شعبية واسعة على خلفية تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، تحولت لاحقا إلى ثورة أطاحت بنظام البشير بعد 30 عاما من الحكم.

وشارك الجيش وقوات الدعم السريع في الإطاحة بالرئيس المعزول عمر البشير، وشكلّا معا مجلسًا عسكريا انتقاليا، تولى رئاسته قائد الجيش البرهان، بينما شغل محمد حمدان دقلو منصب نائب رئيس المجلس.

وبموجب اتفاق تقاسم السلطة، تشكل ائتلاف حكومي مشترك بين العسكر وتحالف مدني بمسمى قوى الحرية والتغيير إلى أن قام الجيش والدعم السريع بإقصاء المكون المدني من السلطة في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021.

قوات الدعم السريع استهدفت البنية الأساسية والمرافق الصحية (الأناضول) شرارة الصراع

بدأ التوتر يتصاعد بين الجانبين، لا سيما في ظل الخلافات حول آلية دمج قوات الدعم السريع في صفوف الجيش، إلى جانب تدخلات من أطراف خارجية، مما فاقم من الاحتقان السياسي والأمني في البلاد.

إعلان

وفي تلك الأثناء، شدد الجيش على ضرورة دمج قوات الدعم السريع خلال عامين فقط، بينما طالبت الأخيرة بمهلة لا تقل عن 10 سنوات لإنجاز هذه العملية.

وفي 13 أبريل/نيسان 2023، أقدمت قوات الدعم السريع على تحريك وحدات كبيرة نحو مطار مروي والقاعدة الجوية العسكرية في شمال البلاد، وهو ما اعتُبر الشرارة الأولى التي فجّرت الصراع المسلح الحالي.

وأعلن المتحدث باسم الجيش، نبيل عبد الله، حينها أن قوات الدعم السريع بدأت بالتحرك والانتشار في العاصمة وبعض المدن الأخرى دون أي تنسيق أو موافقة من قيادة القوات المسلحة.

وفجر 15 أبريل/نيسان 2023، دوت أصوات إطلاق نار في عدد من المناطق المهمة في العاصمة الخرطوم، مثل حي أركويت، والمدينة الرياضية، والقيادة العامة للقوات المسلحة، والقصر الرئاسي، ومبنى التلفزيون الرسمي، والمنطقة التي تضمّ مقر إقامة رئيس مجلس السيادة البرهان.

بعدها، بدأت تسمع بأنحاء العاصمة أصوات الاشتباكات العنيفة، وتصاعدت أعمدة الدخان الكثيف في مناطق مختلفة، كما شهد محيط مطار الخرطوم الدولي تحركات عسكرية مكثفة، أدت على الفور إلى خروجه من الخدمة.

أهل السودان يأملون في إنهاء الحرب والخروج من مستنقع الصراع وإعادة البناء (الأوروبية) دمار ونهب

وطيلة العامين الماضيين، تعرّضت البنية التحتية في السودان لأضرار جسيمة جراء الحرب لا سيما في الخرطوم، إذ دُمّرت بعض الجسور، وتعرضت محطات الكهرباء والمياه للتخريب، وأُحرقت مبانٍ، وتعرضت أسواق ومتاجر لعمليات نهب.

وحتى المتاحف لم تسلم من الفوضى والنهب، في حين تضررت مصافي النفط بشكل بالغ، بينما لحقت أضرار جسيمة بمطار الخرطوم الدولي.

ووفق الأرقام الرسمية، فإن عدد الضحايا الذين لقوا حتفهم مباشرة بسبب الاشتباكات بلغ 20 ألف شخص، غير أن التقديرات تشير إلى أن العدد الحقيقي تجاوز 150 ألفا.

الجراد طعام اللاجئين إلى تشاد (الفرنسية)  نزوح

وتسببت الحرب بالسودان في أكبر أزمة نزوح في العالم، وأثرت بشدة على النظام الصحي في البلاد.

إعلان

وهربا من القتال، اضطر أكثر من 11 مليون شخص للنزوح داخليا، بينما لجأ قرابة 4 ملايين إلى دول الجوار.

ووفق بيانات الأمم المتحدة، فإن أكثر من نصف سكان السودان، أي ما يزيد على 30.4 مليون شخص، باتوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

وبات الأطفال في البلاد يواجهون مخاطر متعددة تشمل العنف، والانتهاكات، والنزوح القسري، وسوء التغذية، والأمراض.

ويقدر عدد الأطفال المعرّضين لخطر الإصابة بأمراض قاتلة نتيجة انهيار النظام الصحي بأكثر من 3 ملايين طفل، في حين أن 17 مليون طفل باتوا خارج مقاعد الدراسة.

معاناة الأطفال تتفاقم في زمن الحرب (رويترز) الهجمات غربا

ورغم استعادة الجيش لمعظم ولاية الخرطوم، لا تزال الاشتباكات مستمرة بولايات أخرى، مع إصرار قوات الدعم السريع على عدم التفريط بسيطرتها على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، كما تستمر المعارك في ولايات غرب وجنوب وشمال كردفان.

وضمن ولايات البلاد الـ18، لم تعد الدعم السريع تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات إقليم دارفور (غرب).

وبعد معارك الخرطوم، صعّدت قوات الدعم السريع هجماتها المكثفة على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، والتي تخضع لحصار خانق منذ العاشر من مايو/أيار 2024، رغم أنها لا تزال تحت سيطرة الجيش.

وتواصل القوات المسلحة الحكومية وحلفاؤها الدفاع عن المدينة، في وقت تشير فيه التقارير إلى أن الوضع في مخيمات النازحين هناك، التي تستضيف ملايين المشردين، كارثي ومروّع.

ويشدد قادة الجيش على أنهم لن يتوقفوا قبل طرد قوات الدعم السريع من آخر نقطة في البلاد، في حين أعلن قادة الدعم السريع عن استعدادهم لشن هجمات على ولاية نهر النيل شمال السودان، وهي إحدى الولايات التي لم تصلها الحرب مثل ولايات الشرق.

إعلان

بينما يرى خبراء أن الجيش السوداني، رغم الانتصارات التي حققها في الآونة الأخيرة، يواجه تحديات كبيرة وصعوبات ميدانية تعيق حسم النزاع بشكل نهائي.

مقالات مشابهة

  • باريس تحذر من تداعيات قرار الجزائر طرد موظفيها "ما لم تتراجع عنه"
  • عام ثالث من حرب السودان والجبهات تشتعل غربا
  • بعد واشنطن.. باريس تؤكد: الحكم الذاتي الحل الوحيد لتسوية ملف الصحراء
  • باريس تدعو الجزائر إلى العدول عن قرار طرد موظفين في السفارة الفرنسية
  • وزير التعليم العالي يشهد الاجتماع التأسيسي لمؤسسة بيت مصر في باريس
  • بوريطة في زيارة عمل إلى باريس لتعزيز الشراكة المغربية الفرنسية
  • توترات جديدة في العلاقات بين فرنسا والجزائر بعد قرار السلطات الجزائرية طرد 12 موظفا في السفارة الفرنسية
  • نحو 40 شهيدا في غزة إثر استمرار المجازر الوحشية.. بينهم عائلة كاملة
  • الجزائر تطرد (12) موظفاً من السفارة الفرنسية
  • 250 من قدامى الموساد بينهم 3 رؤساء سابقين ينضمون إلى طياري سلاح الجو في احتجاجات للمطالبة بوقف الحرب