استعرض أحمد يسرى، مدير عام ثقافة الشباب والعمال والمشرف التنفيذي على مشروع شباب أهل مصر ، بدايات اللقاءات مع شباب المحافظات الحدودية وحتى وصول المشروع إلى اللقاء الثانى عشر، والذى يقام بمدينة العريش.
 وخلال لقاء خاص مع "البوابة نيوز" ؛ تحدث عن المشروع، وعن شباب المحافظات وطموحهم، وإعادة اكتشافهم لذاتهم، واكتشاف موهبتهم من اللقاءات والورش والزيارات الميدانية لمختلف الأماكن السياحية فى مصر، والتى بدأت من حى الأسمرات إلى العريش.


 وقال أحمد يسري، لـ "البوابة نيوز"، إن المشروع بدأ منذ عام ٢٠١٩، وكان الهدف الرئيسي من المشروع هو تعريف شباب المناطق الحدودية أساليب تربوية مغايرة للتنشئة الاجتماعية التى نشأوا عليها، وذلك من خلال التفاعل مع المواقف الحياتية المختلفة، وتعريفهم بالأحداث الجديدة الطارئة على المجتمع، والنقطة الأخرى هى تعميق فكرة الانتماء والمواطنة لدى هؤلاء الشباب، وذلك من خلال النقاشات واللقاءات التى تتم معهم.


التحاور مع الشباب

ولفت "يسري"، إلى أن عملية التحاور مع الشباب تتيح لنا فرصة تبادل الأفكار والثقافات المختلفة، إذ إن تلك اللقاءات يتخللها عمليات للعصف الذهنى لهؤلاء الشباب القادمين من مناطق حدودية مختلفة، والتى تنتج من خلال الاتصال والتواصل والتشابك مع الآخر، وهو ما ينتج فى النهاية منتج ثقافى وفنى معبرًا عن هذا الاختلاف ويحتوى على  كل هذا التنوع فى ثقافات مصر المختلفة.
 

وأضاف قائلا: "بدأنا من الأسمرات وإلى أسوان بورسعيد دمياط الغردقة ومطروح والوادى الجديد وبيئات مختلفة وثقافات مختلفة  وفى كل مرة  كان يشهد اللقاء تطورات كثيرة من خلال البرامج التى يتم تقديمها خلال أيام الملتقى، والتى بدأت باللقاء الثقافية فقط، ثم أدخلنا عليها برامج الورش الفنية، والتى فتحت أمامهم مجالات أخرى وأفق جديدة من الحرف التراثية والتى فتحت للبعض منهم أبواب جديدة للرزق، وبالفعل هناك بعض المبادرات التى انطلقت من حى الأسمرات والتى بدأت فى التصدير للخارج، وهنا من قاموا بعمل ورش لصناعة الجلود ويمارسون عملهم بالسوق المصري.
 

من لا شيء إلى ريادة الأعمال
وعن متابعة هؤلاء الشباب بعد انتهاء كل لقاء فكرى وثقافي، أكد "يسري" أن عمليات متابعة الشباب لا تتوقف، وأنه بدون تلك المتابعة ما كنا لنصل إلى اللقاء الثانى عشر، إذ إننا بعد كل لقاء نقوم بعمل جروب يضم شباب الملتقى من كافة المحافظات، لنقف من خلاله على ما توصل إليه هؤلاء الشباب، بعد انتهاء فترات التدريب، ولكى نقدم لهم الحلول المناسبة فى كافة الأمور التى تواجههم، خلال مشروعاتهم الخاصة.
 

وأوضح أن هذه المتابعة مستمرة حتى الآن، ومنذ انطلاق المشروع، خاصة فيما يتعلق بالورش والمهن الحرفية والخامات التى يتم استخدامها، بل إن الموضوع يتطرق إلى توفير كل المعلومات المتعلقة بالحرفة من شراء الخامات ومن أين تأتى والتجار المسئولون عنها والأسعار المناسبة وهذا يتم بمساعدة المدربين، وأيضًا كيفية توزيعها وتسويقها فى حال اكتمال عملية الإنتاج، ولدينا بعض الشباب الذين قاموا بتنفيذ مشروعهم وبدأوا التصدير اليوم إلى إيطاليا، كما أن هناك بعض سيدات حى الأسمرات والذين بدأوا من المجهول أصبحوا اليوم من رائدات الأعمال بسبب اشتراكها فى البرامج الخاصة بمشروع أهل مصر.
 

اكتشاف الموهبة
مشروع أهل مصر يشهد إقبالا كبيرا من شباب المحافظات المختلفة والذين يحملون ثقافة مجتمعاتهم بمختلف تنوعاتها، وعن كيفية اكتشاف العناصر المتميزة الموهوبة من بين كل هذا العدد الضخم؛ قال المشرف التنفيذى على المشروع: "فى الحقيقة، الموضوع ليس بالأمر الهين، ويأتى اكتشاف الموهبة من خلال المتابعة والمراقبة الدقيقة للشباب خلال أيام التدريب.
 

وتابع "يسري": وبالفعل نستطيع اكتشاف عدم ملاءمة أو مناسبة بعض ورش العمل لبعض الشباب، ونرشح لهم ورش أخرى، بحيث يستطيع الشاب الاندماج فيها، بما تتناسب مع قدراته وموهبته، كما أن الأمر لا يقتصر فقط على الإلمام بإحدى الحرف أو الصناعات اليدوية، لكن أيضًا تعديل أنماط بعض السلوكيات التى تتعلق بالثقافة المحلية التى أتى منها.


وأوضح: "أن العمل بداخل المجموعات يتطلب الملاحظة الدائمة للعناصر الشبابية، وتغير أنماط السلوك بما يتماشى مع معايير خروج المنتجات على أفضل وجه ممكن، من خلال اتباع خطوات الإنتاج والتى يتم دعمها بشكل مستمر ومتنامي، كما أن عملية التلاقى بين الشباب من مختلف المحافظات تعمل على إذابة الفوارق بينهم.
كما يكتسبون مهارات وسلوكيات مختلفة، فعلى سبيل المثال: كانت الأفواج التى تأتى من حلايب وشلاتين هى عناصر شبابية من الذكور دون الإناث، وهو ما جعلنا نضع شروطًا بضرورة تمثيل المرأة أو الفتيات بنسبة لا تقل عن خمسين فى المائة من الأفواج التى تأتى من تلك المناطق، وكان الأمر فى منتهى الصعوبة فى البداية، ويتطلب أن نذهب فى بعثة ميدانية لمنطقة حلايب وشلاتين.
وقمنا بعمل أسبوع ثقافى مكثف بصحبة مجموعة من المدربات السيدات، وفى البداية رفضوا الذهاب للملتقى الذى أقيم بقصر الثقافة، وقمنا بجعل المدربات يذهبن إلى منازل الأهالى لإقناعهم وحثهم على مشاركة وأهمية تواجد العنصر النسائي، والتعريف بأهمية مثل تلك الملتقيات، وما تتركه من تطوير وتعميق الانتماء، وهو ما انعكس على الملتقى الذى أقيم بعده، حيث مثلت نساء حلايب وشلاتين بنسبة ٥٠٪ فيما بعد".
 

وواصل: "فى البداية كان يشارك فى الملتقى من بين مائة شاب يقابله ٢٠ فتاة، وهو ما رأينا أنه يعنى عدم وجود عدالة فى التوزيع، وضرورة التمثيل العادل بين الجنسين، ولهذا حرصنا على تمثيل المرأة بأكبر قدر ممكن، خاصة وأن هؤلاء الشباب والفتيات سيصبحون سفراء فى مناطقهم ومحافظتهم لما يتم تقديمه خلال أيام الملتقى.
 

سفراء داخل مجتمعاتهم
وعن اختيار مدينة العريش لتكون فيها فعاليات الملتقى الثانى عشر؛ أوضح أحمد يسري، أن هذه هى المرة الثانية التى يقام فيها الملتقى الشبابى بمدينة العريش، ويعود هذا لعدة أسباب، أهمها: هى رسالة من وزارة الثقافة ممثلة فى الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو بسيوني، بأن العريش جزء أصيل من أرض مصر، خاصة وأننا نلقى دعما كبيرا وتعاونا من كافة الجهات المختصة والمعنية بداخل المدينة، سواء من قوات الشرطة أو قوات الجيش.

هذا بالإضافة إلى سرعة إصدار التصريحات الخاصة بالزيارات، وتذليل كافة الصعاب التى تواجهنا خلال أيام الملتقى، كما أن الزيارات للأماكن لاسيما زيارة ميناء العريش، وهناك تنسيقات أمنية وثقافية خاصة لزيارة مدينة الشيخ زويد.
 

وأكد "يسري"، أن مدينة العريش شهدت تغيرات كثيرة خلال الفترة الماضية، ومن هنا أوجه رسالة ودعوة لكل شاب يشارك فى هذا الملتقى، بأن يكونوا سفراء لمدينة العريش، ويقومون بتوصيل رسالة داخل مجتمعهم، بأن العريش مدينة آمنة، وعادت إلى أحضان مصر، قوية متعافية من براثن الفكر المتطرف.
 

وأضاف أن ميناء العريش يعتبر من أهم المشروعات التى يتم العمل عليها بداخل مدينة العريش وشمال سيناء لأنه سيفتح باب رزق كبير جدا لكل شباب مصر، وسيكون محطة دولية مهمة بالنسبة للخدمات اللوجستية التى سيتم تقديمها فى موانئ البحر المتوسط، وهو ما سينعكس على الدخل القومى المصري، ومن هنا تأتى أهمية تعريف الشباب بالانجازات والتطويرات التى يشهدها الميناء والأسباب التى دفعت الدولة المصرية للاقدام على تلك التطويرات والتوسعات.
 

رسالة الملتقى
وعن الاستراتيجية التى يقدمها الملتقى الثانى عشر لشباب المحافظات الحدودية؛ لفت قائلاً : "إننا فى هذا اللقاء تحديدًا كنا حريصون على مواكبة التغيرات التى تحدث بداخل المجتمع لاسيما فى ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعى والطفرات التكنولوجية التى تحدث بداخل المجتمع ولهذا حرصنا على تحفيز الشباب على التفكير الإبداعى وبشكل مبتكبر وأنه يجب أن يكون هناك تطوير فى التفكير الإبداعى لدى الشباب، ولأننا وجدنا أن هناك من قبل الشباب بالبورصة المصرية وعمليات التداول فى الأسهم والتحديات الاستثمارية فى الأسواق المالية غير المصرفية ولهذا استعان بالهيئة العامة للرقابة المالية".
 

واختتم “أما عن كيفية اختيار المدربين فنحن حريصون بشكل مستمر على استجلاب الخبرات المتفردة كل فى مجالة، بمعنى آخر أننا نقوم بجلب شيوخ المهنة فى كل مجال، وأنه لابد أن يتوافر فى المدرب عدة شروط ومنها ألا يكون بخيلا فى تقديم ما لديه من علوم وخبرات معرفية فى مهنته وأن يكون لديه القدرة على متابعة الشباب بعد انتهاء الورش، خاصة ورشة صناعة الجلود والديكوباج”.

أحمد يسري المشرف التنفيذي لمشروع أهل مصر للشباب 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: البحر المتوسط التواصل الاجتماعي السياحية في مصر الزيارات الميدانية العامة لقصور الثقافة المحافظات الحدودية صناعة الجلود قصور الثقافة مشروع أهل مصر مواقع التواصل الاجتماعي واقع التواصل الاجتماعي العريش شباب المحافظات مدینة العریش هؤلاء الشباب خلال أیام التى یتم من خلال أهل مصر کما أن وهو ما

إقرأ أيضاً:

الإماراتية نبض يسري في شرايين الوطن

إعداد: جيهان شعيب

كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رائداً في دعم مواطنات الإمارات وإسعاد أطفالهن، وتجسد اهتمامه الكبير بهما على مدار حياته العامرة بإنسانية ورحمة عمت جميع جوانب أرضه الطيبة، وتجلى اهتمامه بالمرأة في أقواله المساندة المناصرة لها، الدافعة لتمكينها وعطاياه لها التي لم تكن تنقطع، ومن قوله الخالد في ذلك: «المرأة نصف المجتمع، ولا يمكن لأي مجتمع أن يحقق نهضته في مختلف المجالات إلا بمشاركة فعالة من المرأة»، وتكريساً لنهج الأب المؤسس، واصلت قيادة الدولة دعمها للمرأة، بتمكينها وتقويتها ببرامج ومبادرات تعزز مكانتها وتحمي حقوق الطفل.
غمرت عطايا الوالد المؤسس طيب الله ثراه، أبناءه وبناته على السواء، وكان دائم التفكير في إعلاء شأنهم والنهوض بمقدراتهم وإثبات كفاءتهم، ومنحهم الحقوق الكاملة والمتساوية، لذا حرص على الاهتمام بالمرأة الإماراتية، وقال: «لقد منحنا المرأة حقها في العمل والتعليم، لأن ذلك من أساسيات تقدم الأمة ورفاهية أبنائها».
وواصلت القيادة الرشيدة السير على نهج الشيخ زايد في دعم المرأة وتمكينها، إضافة إلى حماية حقوق الطفل، وتتعدد الأمثلة في ذلك، وأبرزها رؤية الإمارات 2071 التي تهدف إلى تحقيق أعلى معايير الرفاهية للأسرة والمجتمع.
أقوال حق
يتجلى على الدوام تقدير قادة الدولة للمرأة، واحترام مكانتها، عبر أقوال سامية متواصلة، ومكارم وعطايا لا تنقطع، ومن ذلك، قول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إن مساهمة المرأة الإماراتية ومثابرتها وطموحاتها في مسيرة الوطن ماثلة للعيان بإنجازاتها وأعمالها.
وفي تغريدة نشرها حساب سموه على موقع التواصل الاجتماعي «إكس» جاء قول سموه: «المرأة نبض يسري في شرايين الوطن، ورافد من روافد التقدم، معها نستطيع أن نكون في الريادة بما تختزله من إمكانات وقدرات على العطاء».
كما قال سموّه عبر «إكس» في اليوم الدولي للمرأة: «دور المرأة أساسي في نهضة المجتمعات وتغيير حياتها إلى الأفضل.. وفي اليوم الدولي للمرأة نفخر بدورها مساهماً رئيسياً وفاعلاً في مختلف جوانب الحياة المجتمعية في دولة الإمارات».
أما صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فأكدت أقواله نهج الدولة المتواصل في الاهتمام بالمرأة وتشجيعها وإنصافها وترسيخ خطاها، ومنها قول سموه: «نثق في قدرة المرأة على الإسهام بصورة مؤثرة في الوصول بدولة الإمارات إلى المصاف الأولى في كل القطاعات الكبيرة.. نحن مستمرون في دعمها وتذليل كل ما قد يعترض طريقها من عراقيل وإمدادها بكل ما تحتاج لتكون دائماً على قدر المأمول منها من مستويات التميز.. المرأة الإماراتية اليوم تشغل نصف مقاعد المجلس الوطني الاتحادي».
كما قال سموه: «لدينا نماذج ملهمة كثيرة أثبتت فيها المرأة جدارتها بما نوفره لها من فرص.. والنجاحات التي حققتها المرأة في دولتنا تجعلنا حريصين على مشاركة خبراتنا وتجاربنا الناجحة في دعم المرأة مع كل دولة تتوسم في دورها قيمة مضافة حقيقية تساند طموحاتها لمستقبل أفضل».
الاتحاد النسائي
بالنظر ملياً في تمكين الشيخ زايد للمرأة، يتصدر دوره الذي لا ينسى في دعمه تأسيس الاتحاد النسائي العام في 27 أغسطس 1975، لخدمة قضايا وشؤون المرأة في مختلف المحافل المحلية والإقليمية والدولية، وفقاً لرؤيته في تعزيز دورها الريادي، وتحقيق مؤشرات عالمية في مختلف المجالات، علاوة على رسالته في تبني السياسات، ووضع الخطط والبرامج، وإطلاق المبادرات، وتقديم الدعم اللازم لضمان مشاركة المرأة الفاعلة في التنمية المستدامة
وترأست الاتحاد سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، التي تؤكد كلماتها دوماً ثقة الشيخ زايد في المرأة، بقولها: «لقد كان زايد نعم الابن لخير أم»... وكانت بحزمها وحنانها الكبير وبشخصيتها، وحكمتها مثلاً أعلى في حياته، ولهذا فإن ثقته بالمرأة بلا حدود، وهو يراها نصف المجتمع، ويراها شريكة، ورفيقة جنباً إلى جنب مع الرجل، ولولا هذه القناعة ما تحقق للمرأة في بلادنا ما تحقق من إنجازات.
ومن قول سموها أيضاً: «إنه كان يحثّ المرأة على التعليم، ويشجعها على العمل في المواقع التي تتناسب مع طبيعتها، شجعني ودعمني بلا حدود للنهوض بالمرأة، وتحفيزها للتعليم، وتأسيس الهياكل والتنظيمات التي تعنى برفعتها وقضاياها وحقوقها، وظل يتطلع بثقة إلى اليوم الذي يرى فيه بين فتيات الإمارات الطبيبة والمهندسة، والسفيرة».
رؤية ورسالة
حرصت سمو الشيخة فاطمة، على أن يعمل الاتحاد على تحقيق رؤيته ورسالته بتنظيم مبادرات وأنشطة تتمحور في مجالات عمل رئيسية عديدة، منها الإسهام في رسم السياسات المتعلقة بالمرأة وبناء قدراتها، وتنمية مهاراتها لتمكينها من المشاركة الفاعلة في التنمية المستدامة، وإعداد البحوث والدراسات المتخصصة بقضاياها، ومراجعة واقتراح تعديل التشريعات التي تخصها، وإعداد الاستراتيجيات الوطنية لتمكينها، والإشراف على تنفيذها ومتابعتها وتقييمها، والمساهمة في بناء قدرات المؤسسات النسائية، ومؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة بحقوق المرأة.
وقررت سموها في 30 نوفمبر 2014، أن يكون يوم 28 أغسطس يوماً للمرأة الإماراتية ومناسبة وطنية، لرصد إنجازات مسيرة الاتحاد النسائي العام منذ تأسيسه، كونه أول تجمع نسائي اتحادي يضمّ جميع التنظيمات النسائية في الدولة.
ولا يمكن بحال في صدد تمكين المرأة، ألا نتذكر الدور البارز الذي كان مشهوداً للمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، ومن قوله: «لقد جعلنا تمكين المرأة أولوية وطنية مُلحّة، وبفضل هذا التخطيط السليم أصبح لدولتنا سجل متميز في حقوق المرأة، فهي تتمتع بكامل الحقوق وتمارس الأنشطة جميعها من دون تمييز، والأبواب جميعاً مفتوحة أمامها لتحقيق المزيد من التقدم والتطور».
عطايا متنوعة
من بعض العطايا غير المحدودة والتي لا يمكن حصرها، من الشيخ زايد في تنمية، ودعم وتمكين المرأة، يأتي تشجيعه لها على التعليم وإطلاق برامج تعليمية للنساء، مما ساعد على ارتفاع نسبة تعليمهن، وإتاحة الفرص لهن للعمل في مختلف القطاعات، وتعزيز حقوقهن المختلفة، في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، علاوة على منحهن حق المشاركة في الانتخابات، بالتصويت والترشح لها، حتى أصبحت المرأة الإماراتية عضواً في المجلس الوطني الاتحادي، مما عزز دورها في صنع القرار، حيث كان طيب الله ثراه، داعما لمشاركة المرأة في العمل السياسي، وتولي المناصب القيادية.
كما أصدر الشيخ زايد قوانين وتشريعات تضمن المساواة في الفرص الوظيفية بين المرأة والرجل، مع كفالة حقوقها وحمايتها، علاوة على تقديم الدعم للأمهات العاملات، من خلال منحهن إجازات للأمومة، وتوفير حضانات في أماكن العمل، وتشجيع المرأة على الانخراط في مجالات القضاء والدبلوماسية والقوات المسلحة، والقطاع الاقتصادي، سواء الأعمال الحكومية أو الخاصة، مع دعمه رائدات الأعمال.
دلائل مختلفة
بالدليل ومن واقع تميز المواطنات بفضل دعم زايد وقيادة الإمارات الحكيمة، تبوأت الدولة المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر احترام المرأة الذي أصدره مجلس الأجندة الدولي التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2014، لحضورها البارز في الميادين المحلية والعالمية، كما استطاعت الدولة أن تقفز إلى المركز ال 18 عالمياً والأول عربياً، في مؤشر المساواة بين الجنسين الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 2020، بما يمثل قفزة نوعية بمعدل 31 مركزاً عالمياً بهذا التقرير خلال خمس سنوات.
كما جاءت في المركز الأول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعامين متتاليين بتقرير البنك الدولي «المرأة وأنشطة الأعمال والقانون 2021 و2022»، وحققت المركز الأول عربياً في تقرير الفجوة بين الجنسين 2021 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، كما جاءت في المركز الأول عالمياً في أربعة مؤشرات فرعية ضمن التقرير، وهي التمثيل البرلماني للمرأة، ومعدل الإلمام بالقراءة والكتابة، ونسبة النوع الاجتماعي عند الولادة، ومعدل التحاق الفتيات بالتعليم الابتدائي، إلى جانب تصدر الإمارات دول العالم في مؤشر نسبة تمثيل الإناث في البرلمان لعامي 2020 و2021 ضمن التقرير العالمي للتنافسية، الصادر عن معهد التنمية الإدارية بسويسرا.
تفوق مشهود
في جانب تعليم الإناث، نجد أن الإمارات الأعلى نسبة عالمياً في ذلك، حيث تتجاوز نسبة الطالبات 70% من عدد طلاب الجامعات، في ضوء وجود 72 جامعة وكلية عالمية على أرض الدولة، ووفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة، تعد الإمارات الأولى في الإقليم، حفاظاً على حقوق المرأة، فضلاً عن أن عدد النساء في السلم الوظيفي بالقطاعين العام والخاص تجاوز عشرة آلاف في المراكز القيادية للمؤسسات، ويشرفن على ميزانيات تتراوح بين 12 و15 مليار درهم.
وفي قطاع البنوك، تتخطى نسبة المرأة 37% من العاملين، و66% من الوظائف الحكومية تشغلها نساء، من بينها 30% من الوظائف القيادية العليا المرتبطة باتخاذ القرار، ونحو 15% من الوظائف الفنية وهى الطب، والتدريس، والصيدلة، والتمريض، إلى جانب انخراط المرأة في الصفوف النظامية بالقوات المسلحة والشرطة، وفي القوات الجوية والجمارك، والطيران المدني، إضافة إلى إدارة عدد كبير من المواطنات لأكثر من 20 ألف مشروع استثماري وشركة ومؤسسة، لاسيما بعد تأسيس مجالس سيدات الأعمال، فيما أكثر من 38% من النساء يعملن في القطاع المصرفي.
الاهتمام بالأطفال
اهتم الشيخ زايد بالأطفال وعمل جاهداً على إسعادهم، وتحقيق متطلباتهم من تعليم ومأكل ومشرب، وعلاج، وحماية قانونية من كافة أشكال العنف والخطورة، ومن قوله في ذلك: «إن الاهتمام بالإنسان في دولة الإمارات يأتي في المقام الأول، خاصةً الأجيال الصاعدة، لأنهم عماد المستقبل.. وإن رعاية الطفولة وتنمية مواهبها مسؤولية وطنية، لأن الأطفال هم الثروة الحقيقية للوطن».
وانعكاساً لتلك القناعة، وفر الشيخ زايد التعليم المجاني لجميع الأطفال، وعمل على إنشاء مدارس حديثة، ومستشفيات ومراكز متخصصة في رعاية الأطفال، علاوة على إطلاق حملات تطعيم للقضاء على الأمراض المعدية.
كما دعم الشيخ زايد إصدار القوانين التي تحظر تشغيل الأطفال في سن مبكرة، وحمايتهم من العنف، مع دعم المؤسسات والجمعيات التي تعنى برعاية الأيتام والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلاً عن إنشاء مؤسسات لرعاية الأطفال أصحاب الهمم، مثل مراكز التأهيل المتخصصة، لضمان دمجهم في المجتمع عبر التعليم والعمل.
ليس ذلك فحسب، بل اهتم الشيخ زايد بدعم برامج الطفولة المبكرة، بإنشاء رياض الأطفال الحديثة، وإطلاق حملات توعية للأسر حول أساليب التربية السليمة، علاوة على الكثير غير ذلك، والذي يؤكد الاهتمام الكبير الذي كان يوليه طيب الله ثراه، للأطفال كونهم الجيل الصاعد، الذين سيواصلون بناء الدولة، والحفاظ على مقدراتها.

مقالات مشابهة

  • وزير السياحة يزور بينالي الفنون الإسلامية 2025
  • مجلس الوزراء يعقد اجتماعه الأسبوعي ويبحث عددا من الموضوعات الهامة
  • الإنتاج الحربي: تعزيز الطاقات الإبداعية للعاملين وتشجيعهم على طرح الأفكار البحثية
  • «شرطة أبوظبي» تختتم ملتقى الشرطة المجتمعية الرمضانـي
  • الإماراتية نبض يسري في شرايين الوطن
  • أسامة نبيه يبدأ معسكر منتخب الشباب فى قطر بمحاضرة عن إيجابيات وسلبيات ودية زد
  • أسامة نبيه يبدأ معسكر منتخب الشباب فى قطر بمحاضرة عن ودية زد
  • وزيرة التضامن: 5.5 مليون طالب من أسر تكافل في مراحل التعليم المختلفة
  • مايا مرسي: تعزيز قدرة منظومة الحماية الاجتماعية على التعامل مع الأزمات أمر ضروري
  • الفنان السورى ناصيف زيتون يحيي حفلا غنائيا في شرم الشيخ