هل تصل رسائل موسكو وبكين عبر الاسد وكيم؟
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
هل تصل رسائل موسكو وبكين عبر الاسد وكيم ؟
تحركات روسيا والصين الأخيرة قدمت رسائل واضحة للدول مفادها أن النظام العالمي بات متعدد الاقطاب الاقتصادية والعسكرية.
العالم يتجه نحو التعددية ويظهر ذلك في انحاء مختلفة من العالم اعنفها كان في أفريقيا التي تبدي حساسية عالية لتبدلات القوة في النظام الدولي.
التحركات الروسية والصينية بداية لمرحلة جديدة تتحدى فيها الصين وروسيا نظام العقوبات الأمريكية بطبقاته الجيولوجية الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية.
توفر روسيا والصين مساحات للدول للتحرك والتحرر من قيود أمريكية وأوروبية؛ مما يدفع أمريكا لتخفيف سقوفها مع ايران ودول افريقيا الثائرة على النفوذ الفرنسي والاوروبي.
بلغت ثقة الغرب بأسلحته من الحصار والعقوبات حدا من الغرور والعنجهية دفعه لتجاوز عملية تسويق قيمه الشاذة والهدامة للأسرة إلى فرضها بالقوة والإكراه على الدول الفقيرة.
* * *
بعد استقبال روسيا زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، متحدية ارادة الولايات المتحدة التي وضعت قيودا على حرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذاته؛ جاء استقبال الصين لرئيس النظام السوري بشار الأسد يوم الخميس تحدي آخر للولايات المتحدة التي لم تبق احد من الدائرة المحيطة بالرئيس السوري الا وضعته في دائرة العقوبات.
التحركات الروسية والصينية بداية لمرحلة جديدة تتحدى فيه الصين وروسيا نظام العقوبات الامريكية بطبقاته الجيولوجية المتعددة الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية؛ وهي تحركات تتزامن مع جهود بذلتها موسكو وبكين لاضعاف تاثير العقوبات والقيود التي تفرضها اميركا واوروبا على خصومها.
تحركات روسيا والصين الأخيرة قدمت رسائل واضحة للدول مفادها أن النظام العالمي بات متعدد الاقطاب الاقتصادية والعسكرية بما توفره روسيا والصين من مساحات للدول للتحرك والتحرر من القيود الامريكية والاوروبية؛ وهي رسائل ومفاتيح تدفع اميركا لتخفيف سقوفها مع ايران ودول افريقيا الثائرة على النفوذ الفرنسي والاوروبي.
الرسالة الروسية الامريكية باستقبال ( الاسد وكيم) لم تكن الوحيدة اذ سبقتها رسائل مماثلة في قمة دول مجموعة البريكس (جنوب افريقيا وروسيا والصين والبرازيل والهند) في جوهانسبرغ الشهر الفائت اب اغسطس؛ بعد ان ضمت الى صفوفها الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والسعودية والإمارات.
رسالة جوهانسبرغ عبر عنها بوضوح ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان خلال مقابلته على شبكة فوكس نيوز بالتعليق على سؤال محاوره بالقول: ان انضمامه الى البريكس جاء بعد القيود والعوائق التي وضعتها دول مجموعة السبع على انضمام بلاده اليها؛ ما دفع الرياض للانضمام الى تجمع بريكس الموازي لمجموعة السبع ضمن المجموعة الاوسع لدول G20.
بكين وموسكو تعملان وبشكل ممنهج على تجريد اميركا واورويا من احد اسلحتها الفعالة والفتاكة؛ وهو سلاح العقوبات والحصار؛ التي طالما كانت رادعا للدول الراغبة بالتمرد على القوى الغربية؛ التي بلغت ثقتها باسلحتها حدا من الغرور والعنجهية التي دفعتها لتجاوز عملية تسويق قيمها الشاذة والهدامة للاسرة الى فرضها بالقوة والاكراه على الدول الفقيرة والمدينة.
ختاما .. العالم يتجه نحو التعددية وتجليات ذلك تظهر في انحاء مختلفة من العالم اعنفها كان في قارة أفريقيا التي طالما ابدت حساسية عالية لتبدلات القوة في النظام الدولي؛ و على نحو عنيف كما في الكونغو ،وروندا وبروندي.
في حين ظهرت في اماكن اخرى من افريقيا و العالم على شكل تسويات وصفقات كبرى، انهت عقود من الصراع، كما الحال في انغولا وموزمبيق في افريقيا وكمبوديا جنوب شرق اسيا و نيكاراغو في اميركا الوسطى.
*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الغرب أمريكا الصين روسيا التعددية النظام الدولي النظام السوري كوريا الشمالية روسیا والصین
إقرأ أيضاً:
رويترز: روسيا تعتمد على العملات المشفرة في تجارة النفط
نقلت رويترز عن 4 مصادر وصفتها بالمطلعة قولها إن روسيا تستخدم العملات المشفرة في تجارتها النفطية مع الصين والهند للالتفاف على العقوبات الغربية.
ولم يسبق أن أشارت تقارير إلى استخدام روسيا للعملات المشفرة في تجارة النفط رغم أنها تشجع علنا على استخدامها وسنت قانونا الصيف الماضي يسمح بالدفع بالعملات الرقمية في التجارة الدولية.
وذكرت المصادر أن بعض شركات النفط الروسية تستخدم البيتكوين والإيثر والعملات المستقرة مثل تيثر لتسهيل تحويل اليوان الصيني والروبية الهندية إلى الروبل الروسي، مضيفة أن هذا جزء صغير لكنه متنام من إجمالي تجارة النفط الروسية، الذي بلغ 192 مليار دولار العام الماضي وفقا لوكالة الطاقة الدولية.
وقالت رويترز إن كل المصادر رفضت الكشف عن أسمائها نظرا لحساسية الأمر.
وذكر أحد المصادر الأربعة أن روسيا ستستمر على الأرجح في استخدام العملات المشفرة في تجارة النفط حتى في حالة رفع العقوبات وإمكانية استخدام الدولار مجددا لأنها أداة سهلة تُسهم في تسريع العمليات.
وساعدت العملات المشفرة بالفعل الدول الخاضعة للعقوبات الأميركية، مثل إيران وفنزويلا، في الحفاظ على دوران اقتصاداتها رغم تجنب استخدام الدولار، وهو العملة المفضلة في المعاملات بسوق النفط العالمية.
إعلانوجاء التحرك الروسي بعدما سارعت فنزويلا لاستخدام العملات الرقمية في صادرات النفط الخام والوقود عقب فرض الولايات المتحدة عقوبات عليها من جديد.
وقال مصدر خامس إن روسيا وضعت مجموعة متنوعة من الأنظمة وإن التيثر ليس إلا واحدا منها.
وكان البنك المركزي الروسي قال العام الماضي إن تأخير السداد بسبب العقوبات أصبح تحديا كبيرا أمام الاقتصاد الروسي.