الخليج الجديد:
2024-10-05@04:47:46 GMT

هل تصل رسائل موسكو وبكين عبر الاسد وكيم؟

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

هل تصل رسائل موسكو وبكين عبر الاسد وكيم؟

هل تصل رسائل موسكو وبكين عبر الاسد وكيم ؟

تحركات روسيا والصين الأخيرة قدمت رسائل واضحة للدول مفادها أن النظام العالمي بات متعدد الاقطاب الاقتصادية والعسكرية.

العالم يتجه نحو التعددية ويظهر ذلك في انحاء مختلفة من العالم اعنفها كان في أفريقيا التي تبدي حساسية عالية لتبدلات القوة في النظام الدولي.

التحركات الروسية والصينية بداية لمرحلة جديدة تتحدى فيها الصين وروسيا نظام العقوبات الأمريكية بطبقاته الجيولوجية الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية.

توفر روسيا والصين مساحات للدول للتحرك والتحرر من قيود أمريكية وأوروبية؛ مما يدفع أمريكا لتخفيف سقوفها مع ايران ودول افريقيا الثائرة على النفوذ الفرنسي والاوروبي.

بلغت ثقة الغرب بأسلحته من الحصار والعقوبات حدا من الغرور والعنجهية دفعه لتجاوز عملية تسويق قيمه الشاذة والهدامة للأسرة إلى فرضها بالقوة والإكراه على الدول الفقيرة.

* * *

بعد استقبال روسيا زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، متحدية ارادة الولايات المتحدة التي وضعت قيودا على حرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذاته؛ جاء استقبال الصين لرئيس النظام السوري بشار الأسد يوم الخميس تحدي آخر للولايات المتحدة التي لم تبق احد من الدائرة المحيطة بالرئيس السوري الا وضعته في دائرة العقوبات.

التحركات الروسية والصينية بداية لمرحلة جديدة تتحدى فيه الصين وروسيا نظام العقوبات الامريكية بطبقاته الجيولوجية المتعددة الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية؛ وهي تحركات تتزامن مع جهود بذلتها موسكو وبكين لاضعاف تاثير العقوبات والقيود التي تفرضها اميركا واوروبا على خصومها.

تحركات روسيا والصين الأخيرة قدمت رسائل واضحة للدول مفادها أن النظام العالمي بات متعدد الاقطاب الاقتصادية والعسكرية بما توفره روسيا والصين من مساحات للدول للتحرك والتحرر من القيود الامريكية والاوروبية؛ وهي رسائل ومفاتيح تدفع اميركا لتخفيف سقوفها مع ايران ودول افريقيا الثائرة على النفوذ الفرنسي والاوروبي.

الرسالة الروسية الامريكية باستقبال ( الاسد وكيم) لم تكن الوحيدة اذ سبقتها رسائل مماثلة في قمة دول مجموعة البريكس (جنوب افريقيا وروسيا والصين والبرازيل والهند) في جوهانسبرغ الشهر الفائت اب اغسطس؛ بعد ان ضمت الى صفوفها الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والسعودية والإمارات.

رسالة جوهانسبرغ عبر عنها بوضوح ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان خلال مقابلته على شبكة فوكس نيوز بالتعليق على سؤال محاوره بالقول: ان انضمامه الى البريكس جاء بعد القيود والعوائق التي وضعتها دول مجموعة السبع على انضمام بلاده اليها؛ ما دفع الرياض للانضمام الى تجمع بريكس الموازي لمجموعة السبع ضمن المجموعة الاوسع لدول G20.

بكين وموسكو تعملان وبشكل ممنهج على تجريد اميركا واورويا من احد اسلحتها الفعالة والفتاكة؛ وهو سلاح العقوبات والحصار؛ التي طالما كانت رادعا للدول الراغبة بالتمرد على القوى الغربية؛ التي بلغت ثقتها باسلحتها حدا من الغرور والعنجهية التي دفعتها لتجاوز عملية تسويق قيمها الشاذة والهدامة للاسرة الى فرضها بالقوة والاكراه على الدول الفقيرة والمدينة.

ختاما .. العالم يتجه نحو التعددية وتجليات ذلك تظهر في انحاء مختلفة من العالم اعنفها كان في قارة أفريقيا التي طالما ابدت حساسية عالية لتبدلات القوة في النظام الدولي؛ و على نحو عنيف كما في الكونغو ،وروندا وبروندي.

في حين ظهرت في اماكن اخرى من افريقيا و العالم على شكل تسويات وصفقات كبرى، انهت عقود من الصراع، كما الحال في انغولا وموزمبيق في افريقيا وكمبوديا جنوب شرق اسيا و نيكاراغو في اميركا الوسطى.

*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي

المصدر | السبيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الغرب أمريكا الصين روسيا التعددية النظام الدولي النظام السوري كوريا الشمالية روسیا والصین

إقرأ أيضاً:

العالم يتخلى عن بايدن ويتجاوزه.. مايكل هيرش: خطاب الرئيس الأمريكى حول النظام العالمى عكس فشل دبلوماسية واشنطن فى الشرق الأوسط

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

فى خطاب وداعى ألقاه بالجمعية العامة للأمم المتحدة، قدم الرئيس الأمريكى جو بايدن رؤية للاستمرارية، وسط الفوضى،  مؤكدا أن السياق المحيط بخطابه يكشف عن تناقض صارخ، فهناك عالم يتحرك بشكل متزايد خارج نطاق نفوذه.
من جانبه وصف الكاتب الصحفي مايكل هيرش، فى عموده بمجلة فورين بوليسي، التحديات المتزايدة التى يواجهها بايدن على الساحة العالمية، مؤكدًا الشعور المتزايد بعدم الأهمية سواء فى الأمم المتحدة أو داخل السياسة الخارجية الأمريكية.
سلط خطاب بايدن، الذى اتسم بلحظات من البهجة التى لم تكن مؤثرة واستجابة صامتة بشكل عام من المندوبين، الضوء على الانفصال بين تطلعات إدارته والحقائق القاسية للسياسة العالمية، عندما أشار إلى عمره، بدا ضحك الجمهور قسريًا، مما يشير إلى عدم المشاركة فى رسالته.
لقد لاقى اعترافه بعدم السعى لإعادة انتخابه استحسانًا كبيرًا، وربما يشير ذلك إلى تفاهم بين القادة حول الثمن الذى قد تفرضه السلطة المطولة. ومع ذلك، كانت مفارقة هذه اللحظة ملموسة حيث يواصل المستبدون التشبث بالسلطة على مستوى العالم، مما يدل على انحراف واضح عن المبادئ الديمقراطية التى سعى بايدن ذات يوم إلى الدفاع عنها.
ويلاحظ «هيرش» أن تصريحات «بايدن» حول النظام العالمى الفاشل، الذى كان يأمل فى إنعاشه طغت عليها الأزمات الفورية، مثل التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وحزب الله. إن تأكيد والتر راسل ميد على أن «بايدن» قد يحب الدبلوماسية، لكن الدبلوماسية لا تحبه، يلخص بإيجاز الحالة الحالية للسياسة الخارجية الأمريكية - وهى حالة تتسم بالفرص الضائعة والافتقار إلى العمل الحاسم.
الأمم المتحدة: منتدى فى أزمة
يفترض المقال أن الأمم المتحدة تحولت إلى ساحة معركة للقوى الكبرى، وهو ما يذكرنا بعصر الحرب الباردة عندما مارس الاتحاد السوفييتى حق النقض دون عقاب. واليوم، ومع وجود الولايات المتحدة على جانب واحد وكتلة صينية روسية على الجانب الآخر، تجد الأمم المتحدة نفسها متورطة فى طريق مسدود بدلًا من أن تكون منصة للحل. وقد تجسد هذا العجز فى تصريحات أردوغان التحريضية بعد بايدن، والتى أكدت على تفكك الحوار التعاونى داخل الجمعية.
يشير تحليل شليزنجر إلى خطاب بايدن باعتباره بيانًا إرثيًا، يحدد التزامات إدارته بميثاق الأمم المتحدة، وخاصة فيما يتعلق بأوكرانيا. ومع ذلك، فإن الافتقار إلى سياسات جديدة أو استراتيجيات مبتكرة ترك العديد من المراقبين يتساءلون عما إذا كانت إدارته قد أدركت حقًا تعقيدات الصراعات العالمية المعاصرة.
فشل بايدن الدبلوماسى فى الشرق الأوسط
إن الرواية المحيطة بولاية بايدن مشوهة بسلسلة من الإخفاقات الدبلوماسية فى الشرق الأوسط، وهى المنطقة التى يبدو أن نفوذ الولايات المتحدة يتضاءل فيها، ويؤكد هيرش على محاولات الإدارة لتعزيز الحوار بين إسرائيل وفلسطين، والجهود الرامية إلى احتواء إيران، والتدخلات فى السودان، والتى أسفرت جميعها عن نتائج ضئيلة. وكما لاحظ أحد الدبلوماسيين المجهولين، هناك شعور ملموس بين قادة الشرق الأوسط بأن الولايات المتحدة لم تعد حَكَمًا موثوقًا به فى المنطقة.
وتعكس ملاحظات المحللين السياسيين اتجاهًا مثيرًا للقلق: يبدو أن اللاعبين الرئيسيين فى الشرق الأوسط، وخاصة رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو، غير راغبين فى الاستماع إلى نصيحة بايدن. والنتيجة واضحة - فبدون تحول كبير فى السياسة الخارجية أو القيادة الأمريكية، تظل احتمالات المشاركة البناءة فى المنطقة قاتمة.
مستقبل الأمم المتحدة
على الرغم من الانتقادات، يحذر هيرش من شطب الأمم المتحدة قبل الأوان. تواصل المنظمة لعب أدوار حاسمة من خلال وكالاتها المختلفة، التى تدعم الاستقرار العالمى والجهود الإنسانية. إن المنظور التاريخى لشليزنجر حول مشاركة الأمم المتحدة فى منع الصراعات الأكبر يؤكد على أهميتها المستمرة، حتى فى ظل أوجه القصور الحالية.
لقد قطعت إدارة بايدن خطوات واسعة فى حشد الإدانة الدولية لأفعال روسيا، مما يشير إلى أن الأمم المتحدة لا تزال تعمل كمنصة للعمل الجماعي، حتى لو كانت فعاليتها موضع تساؤل فى كثير من الأحيان. فى المستقبل، سيعتمد نجاح الأمم المتحدة إلى حد كبير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، مع الآثار المحتملة على المعايير الدولية والأطر التعاونية.
فى أعقاب خطاب بايدن، من الواضح أنه فى حين يحاول الرئيس إظهار شعور بالاستقرار، فإن المشهد الدولى يتغير بسرعة. توضح الديناميكيات فى اللعب عالمًا على استعداد متزايد لملاحقة مصالحه بشكل مستقل عن القيادة الأمريكية. وكما خلص هيرش، فإن الرئيس الأمريكى القادم سوف يلعب دوراً حاسماً فى تحديد ما إذا كانت الأمم المتحدة قادرة على استعادة موطئ قدمها، وما إذا كانت المبادئ التى تقوم عليها التعاون الدولى سوف يتم الحفاظ عليها.
 

مقالات مشابهة

  • روسيا ترفع طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية وتدعو الغرب لرفع العقوبات عن أفغانستان
  • خبير: بعض اتهامات القرصنة بين أمريكا والصين غرضها «الدفاع»
  • المستجدات ومنطق السياسة
  • لبنان يطلب المساعدة الدبلوماسية من روسيا
  • 10 رسائل لالتحاق الفتيات بالمدارس في العالم العربي والإسلامي السنوات المقبلة
  • لافروف: موسكو وبكين تعملان بشكل مكثف لتطوير التعاون العسكري
  • فريد زكريا: السعودية تواكب تغيّرات وتطورات النظام العالمي
  • العالم يتخلى عن بايدن ويتجاوزه.. مايكل هيرش: خطاب الرئيس الأمريكى حول النظام العالمى عكس فشل دبلوماسية واشنطن فى الشرق الأوسط
  • أستاذ علوم سياسية: النظام الدولي ينهار بكل قواعده ومؤسساته
  • ميشوستين: روسيا بين أكبر 4 منتجين للحوم في العالم