خطاب البرهان – تطبيق المنهجية التخطيطية الإستراتيجية للسياسة العسكرية المميزة – عمار العركي
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
• خطاب الرئيس عبدالفتاح البرهان العالمى المطابق لمواصفات الجودة و المقاييس ،وجد الإشادة و الرضا ، و تم تحليليه و تقييمه من كل الزوايا و إتفق الجميع على شموله وعمومه و نجاعته الموضوعية و الإستراتيجية و تحقيقه لكثير من الأهداف و المرامي و لم يترك شاردة و لا واردة إلا و أحصها ووضع رسائله و مقاصده في بريد الجميع كل بما يستحق ، و لكن هنالك زوايا أكثر أهمية و أسئلة أجاب عليها الخطاب لم يتم التطرق لها.
• (٧٤٢) هي عدد الكلمات التي حواها مضمون الخطاب المحيط و الشامل مما يشير إلى ذكاء و براعة لجنة الإعداد و الصياغة التي برعت في الشمول و كامل الإحاطة في إيجاز لغوي و زمنى دون إخلال.
• لا شك هنالك جهات و عقول سُودانية وطنية خبيرة عملت بتخطيط أكاديمي سياسي عسكري إستراتيجي متناغم و متفاهم منذ اليوم الأول للحرب وفق أدوار و تكتيكات محسوبة بدقة فتكاملت و إتسقت الأدوار و المسارات الدبلوماسية و السياسية و العسكرية فشكلت غالبية الحيثيات و الشواهد و الأساس الذي قام عليه مبنى و معنى الخطاب .
• زادت وتيرة التخطيط السياسى و الإستراتيجي لمحاور الخطاب منذ لحظة خروج القائد العام و الرئيس البرهان من القيادة العامة ، و حتى لحظة إلقاء خطابه للعالم و للجمعية العامة للأمم المتحدة و اللقاءات الجانبية المصاحبة فكان الخطاب ترجمة و شرح لما تم من تخطيط جيد و حصاد لثماره
• الخطاب أكد على ما ذهبنا له بأن خروج البرهان جأء بتوافق المطبخ الإستراتيجي بضرورة الخروج بعد حسم المعركة العسكرية من أجل حسم المعركة السياسية و التى هي أشد ضراوة و خطورة من المعركة العسكرية فكان لابد من “خطوات التنظيم” للمعركة العسكرية المتقدمة حتى تلحق بها المعركة السياسية “و تصطف معها في حذية واحدة”
• خطاب البرهان الإستراتيجي المستوفي لكل معايير الجودة و المقاييس اوضح بجلاء، لماذا يتم إستهداف القوات المسلحة بتفكيكها و أن تذهب للثكنات و تبعد من السياسات؟
• فالذاكرة السياسية القريبة بالمنطقة تقول بأن الأوضاع الشبيهة للسودان في كل من ليبيا و اليمن مطلع عام 2011م حيث إنهارت الأجهزة الرسمية في الدولتين بما فيها قوات شعبها المسلحة كهدف إستراتيجي للدول المتأمرة فإتجهت ليبيا نحو حرب أهلية، و وإستولي المتمردون على السلطة فى اليمن ، وهو ذات السيناريو الذى أُريد تطبيقه في السودان بعد إبعاد الجيش من الحياة السياسية بعد تفكيككه و إضعافه و هيكلته و لكن إستراتيجية القوات المسلحة وخبرتها في إدارة الأزمة و الحرب السياسية و العسكرية قلبت السحر على الساحر و جعلت من خطاب البرهان وثيقة إتهام واثقة و قوية لأي جهة ضالعة و متورطة مع الميلشيا الإرهابية .
• و لمزيد من توضيح زاوية النظر الإستراتيجي بشكل عملي أستدل بمقالنا السابق في أكتوبر 2022م ، عن السياسة و الإستراتيجية العسكرية بمناسبة إنطلاق “تمرين المباراة الإستراتيجية” الذى جاء فيه :-
• أعلنت القوات المسلحة. عن انطلاق تمرين المباراة الإستراتيجية (الوعد الحق) لدورتي الدفاع الوطني رقم (34) و الحرب العليا رقم (22) بأكاديمية نميري العسكرية العليا في الفترة من 23 أكتوبر الجارب و حتى 3 نوفمبر المقبل .
• وبحسب موقع الطابية اللإكتروني الذى أورد تفاصيل مهمة على لسان مدير أكاديمية نميري العسكرية العليا اللواء ” أبو بكر عيسى” الذي قال أن التمرين ذو جانبين يتم تنفيذه على المستوى الإستراتيجي و العملياتي مُشيراً أن التمرين يهدف إلى (تمرين الدارسين على إدارة الأزمة السياسية و العسكرية) وفق التخطيط الإستراتيجي على مستوى القيادة السياسية العسكرية و مجلس الأمن و الدفاع و من ثم إدارة صراع مسلح على المستوى العملياتي تخطيطاً و تنفيذاً أو ما يعرف بلعبة الحرب الإلكترونية و ينتهي بإدارة تفاوض سياسي عسكري و من ثم إجراء ( التسوية السياسية) .
• وقال اللواء أبو بكر إن التمرين يُمثل خلاصة التمارين التي يقوم بها الدارسين في الكليتين خلال العام الدراسى مشيراً إلى أن من أهداف التمرين إبراز دور الأمانة العامة لمجلس الأمن و الدفاع في التخطيط و التنفيذ بجانب عدد من الدروس المراد إبرازها من خلال فعاليات التمرين وأضاف أن فعاليات التمرين تحظى بإهتمام كبير على مستوى القيادة العامة و مجلس الأمن و الدفاع .
• يأتي تمربن الجيش في ظل الأزمة السياسية المستفحلة معلناً إنسحابه المشهد السياسى إسهاماً في الحل تلاحقه بعض المطالب بأن يواصل إنسحابه “للثكنات” مما يُفسر بأن الجيش ( إعتزل اللعب لكنه لا زال يتمرن) الأمر الذي يتطلب أكثر من مقال تحليلي لأن الخبر يحمل بين سطوره العديد من الوقائع و المضامين إضافةً لضرورة التوضيح و التعريف بماهية السياسية العسكرية “Militarism” و بحسب المصطلح هي (إعتقاد أو رغبة حكومة أو شعب بأن بلداً ما يجب أن تظل قوية عسكرياً و في حالة إستعداد لإستخدام تلك القوة للدفاع أو تحقيق الرغبات القومية) و بالضرورة مقارنتها ( بالسياسبة الملكية أو المدنية) لمعرفة المدى الأكاديمي التطبيقى للتخطيط الإستراتيحي لكل سياسة على حِدا حينها يكون عدم موضوعية و منطقية مطلب “السياسين المدنيين أن (العساكر مكانهم الثكنات) ، كما أظن أن المطلب أساسه (غيرة و روح شريرة) فالعساكر و من خلال الإلتزام الصارم بالتدريب و التأهيل بواسطة مناهج التخطيط الإستراتيجي على وجه عام و السياسي العسكري بوجه خاص تفوقوا و جندلوا “السياسيين” في كل “المباريات” و المواجهات السياسية (و دائما الزول الكيشة و خرخار لما تكتر فيه الأهداف يشيل الكورة و يمشي البيت) و هكذا فعل الساسة (شالوا السياسة و قالوا للعساكر أمشوا البيت) .
• تمرين (الوعد الحق) الذي يفترض سناريو (لسياسة) تقود (لصراع مسلح) يتطور (لحرب) تنتهي (لتفاوض) لهو محاكاة و إسقاط للواقع ، الذي يتطلب قراءة و تحليل صائب يلامس الحقائق التب يُبنى عليها التنبؤ و السناريوهات المحتملة مما يُسهل للقيادة السياسية العسكرية التخطيط الإستراتيجي لتفادي (الحرب) في الأساس كسيناريو محتمل عكس السياسيين الذين يمارسونها بلا تمارين فكرية تخطيطية إستراتيجية واضحة و شفافة كالتمرين العسكري” الوعد الحق”.
• لا شك أن كل قرا هذا الخبر توقف كثيراً فى هدف التمرين ( إدارة الأزمة السياسية العسكرية وفق التخطيط الإستراتيجي على مستوى القيادة السياسية العسكرية) و إن كانت السياسة هنا خاصة محددة بالعسكرية لكن تظل السياسية سياسة نهحا ممارسة لا تنفصل عن العسكرية مثلاً الدفاع عن الحدود و أمنها شأن عسكري خالص ، كما أن الإختلال و التوتر و عدم إستقرارها يكون بسبب السياسة حرب و إنفصال الجنوب كان بسبب عشوائية السياسة و غباء و عدم وعي الساسة كذلك دارفور الفشقة ، حلايب …. الخ.
• على الدوام كانت.القيادة السياسية العسكرية في كل المراحل تتدافع و تتحمل التبعات و المضاعفات سلاحها بجانب البندقية كان التخطيط الإستراتيجي السياسي العسكرى حينها لم نسمع النغمة النشاذ ” العسكر للثكنات”.
• خلاصة القول و منتهاه:
• تظل مراكز الدراسات الإستراتيجية و الأكاديميات العسكرية و الأمنية في الشقين المهمين ” السياسى و العسكرى” ، عنصران مكملان “للحل الوحيد” لكل الأزمات و التحديات الماثلة و المتوقعة لا يعلو عنصر على الآخر فالتناغم و التقارب و التنسيق ضرورة إستراتيجية.
• تلاحظ في تمرين ” الوعد الحق” المنهجية التخطيطية الإستراتيجية للسياسية العسكرية المميزة مما يُنبئ بنجاحها (الإفتراضى) و الذي نتمناه (وأقع) يُكذب مقولة (عند إنطلاق أول طلقة تسقط كل النظريات) .
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: خطاب البرهان التخطیط الإستراتیجی السیاسیة العسکریة
إقرأ أيضاً:
درة: أفلام مي المصري كانت تلمسني.. وأنا ضد الخطاب المباشر في السينما
أقام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ45، على المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية، محاضرة حول "السرد كأداة للصمود: قصص الهوية والبقاء"، ضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما يديرها الناقد الصحفي محمد نبيل .
وقالت درة: أنا ضد تصدير الصورة النمطية بشكل عام ، وتقديم القضية الفلسطينية الى الشاشة بشكل خاص، فالسينما لابد ان تقدم الموضوع بشكل أذكي، وألا يكون الخطاب المباشر الذي يجلب التعاطف تجاه القضية الفلسطينية ، وأكبر دليل على ذلك اعمال المخرجة مي المصري والتي كانت تلمسني انسانيا بشكل كبير.
وتحدث خلال الندوة الفنانة والمخرجة درة زروق، والمخرجة ميريام الحاج، والمنتجة مي عودة والمخرجة نجوى نجار ويدير النقاش الناقد محمد نبيل.
تستكشف الندوة قوة السرد في تحفيز قدرات الأفراد على المقاومة والتحمل في أصعب اللحظات والمواقف، ويحكي الحضور عبر خبراتهم ووعيهم الثقافي الفريد عن تجاربهم في تشكيل السرد السينمائي وروايات الهوية الشخصية والجماعية، ومحاولات البقاء والخلافات والنبرات الانهزامية.
يناقش الضيوف تحديات صنع الأفلام في مناطق الصراع والنزوح وتلك المحاصرة بالقيود السياسية، وعن خبرة كل منهم في استخدام الإبداع للدفاع عن رؤيتهم والنجاة من الأسى والمآسي.
تسلط الحلقة النقاشية الضوء على التقنيات السردية التي يمكنها تحوّل قصص الصراع الشخصي إلى سرديات مهمة إعجازية تلهم الجماهير وتحفّز المجتمعات على الاستمرار والمقاومة.
فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما (CID)، والتي تقام في الفترة من 15 إلى 20 نوفمبر 2024، تمثل منصة حيوية تهدف إلى دعم وتعزيز مشروعات السينما، وتقديم فرص نادرة للتفاعل بين صناع الأفلام من جميع أنحاء العالم، وتشهد هذه الفعالية مشاركة متميزة من مخرجين، منتجين، وخبراء في مختلف جوانب الصناعة السينمائية، يجتمعون لاستكشاف أحدث الاتجاهات وتبادل الأفكار والتجارب.
تتضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما ورش عمل وجلسات حوارية ونقاشات تتناول تحديات واحتياجات السوق، ما يعزز من فرصة المساهمة في نمو وتطوير مشاريع سينمائية جديدة ويُعيد تأكيد مكانة مصر كمركز إقليمي للإبداع السينمائي.