استبعدت الصحف الإسرائيلية، اليوم الأحد، أن يكون الاتفاق المحتمل لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل بوساطة أميركية، وشيكا أو قريبا كما يحاول رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، ووزير خارجيته، إيلي كوهين، أن يصوران من خلال التصريحات التي صدرت عنهما في الولايات المتحدة، حيث شاركا في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

 وذلك خلافا لما يتم الترويج له إسرائيلياً، في ظل العقبات الجدية في المفاوضات، وأبرزها الحيز الذي قد يحتله الملف الفلسطيني في اتفاق محتمل، والمطلب النووي السعودي والتخصيب المستقل لليورانيوم.

وعلى إثر تصريحات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بأن الاتفاق يقترب يوما بعد آخر، والرسائل التي بعث بها نتنياهو خلال خطاب ألقاه في الأمم المتحدة، والاجتماع الذي طال انتظاره مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، لمناقشة هذه الاحتمالات ، تصاعدت التوقعات بتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية خلال الأيام الماضية .

وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن العقبات الأبرز أمام الاتفاق المحتمل بين واشنطن وتل أبيب والرياض، تتمثل بالملف الفلسطيني وما يوصف إسرائيليا بـ"تنازلات" لصالح الفلسطينيين، إلى جانب حصول نتنياهو على دعم شركائه في الائتلاف، فضلا عن تحصيل أغلبية من 67 عضوا في مجلس الشيوخ الأميركي، لضمان عدم إحباط الكونغرس لاتفاق مع السعودية.

ووفقاً لوسائل الإعلام الإسرائيلية  أن العقبة الأبرز، أو ما تعتبره "اللغم" الأخطر في طريق المفاوضات، تتمثل بالمطلب النووي السعودي، إذ يصر المسؤولون في الرياض على الحصول على دعم أميركي لتطوير برنامج نووي مدني يشمل قدرات على تخصيب اليورانيوم على الأراضي السعودية.

في حين لفتت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى رفض قاطع من جانب واشنطن وتل أبيب لإمكانية إقامة مشروع نووي سعودي يشمل تطوير اليورانيوم على الأراضي السعودية، وأشارت الصحيفة إلى توافق في الموقف الأميركي والإسرائيلي حول هذا الملف، إذ تعرض تل أبيب وواشنطن على السعودية نموذجا مشابها للنموذج الإماراتي.

ويتمثل النموذج الإماراتي بتطوير قدرات نووية دون تخصيب اليورانيوم على أراضي الدولة، وإنما الحصول على اليورانيوم المخصب بنسب تتناسب مع الاستخدامات المدنية من الخارج، وفيما أشارت الصحيفة إلى أنه من غير الواضح مدى المرونة التي قد يبديها السعوديون في هذا الملف، قالت إنه يحظى بمستوى خاص من التنسيق بين تل أبيب وواشنطن.

وفي إطار محاولة الولايات المتحدة  وضع ضمانات تمنع السعودية من تحويل طاقتها النووية إلى طاقة عسكرية، أوضحت الصحيفة أن "إسرائيل والولايات المتحدة على استعداد لمنح السعودية إمكانية تطوير مفاعل نووي للأغراض مدنية من دون قدرة مستقلة على تخصيب اليورانيوم.
وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن اتفاقا مع الرياض يشمل المُركّب النووي، يتطلب تعديلا للقانون الأميركي، الأمر الذي قد يشكل عقبة جديدة أمام الإدارة الأميركية.

في المقابل، اعتبرت الصحيفة أن تصريحات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية، بأن على بلاده الحصول على قنبلة نووية إذا فعلت إيران ذلك، تشير إلى طموحات نووية قد تتجاوز المجال المدني، وقد تدل على أنه "لن يتنازل عن التخصيب المستقل لليورانيوم".
القضية الفلسطينية ثانوية في الاتفاق

 نقلت صحيفة "معاريف" عن مصادر مطلعة في حزب "الليكود"، أن القضية الفلسطينية ستكون قضية ثانوية في الاتفاق مع السعودية، وقالت إن "سلمان وبايدن سياسيان جيدان ومن ذوي خبرة ويعرفان جيدًا الخط الفاصل بين الواقع والأفكار الوهمية".

واعتبرت المصادر أن "التغيير في موقف المملكة العربية السعودية هو تغيير جذري. وعندما يدرك الفلسطينيون أنهم فقدوا الدعم في العالم العربي، سيبدأون في التفكير بمصطلحات الاتفاق. يتحدث السعوديون عن حاجة إلى تحسين نوعية حياة الفلسطينيين، لن يكون لدى بن غفير وسموتريتش مشكلة في ذلك".

وشددت المصادر على أن نتنياهو يحظى بأغلبية أصوات الكنيست ودعم كامل من ائتلاف في ما يتعلق بالاتفاق مع السعودية، مقللين من شأن أي خطوات أو إجراءات تجاه الفلسطينيين في إطار اتفاق لتطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض.

وبحسب المصادر فإن التنازلات المقبولة بالنسبة لحزب اللكود على لسان نتنياهو والتي لا تتجاوز الخطوط الحمراء لحزب الليكود وشركائه في الائتلاف قال  "تحسين حياة الفلسطينيين - نعم؛ تنازلات في المناطق (المحتلة، في إشارة إلى الضفة الغربية) - لا"  .

ونقلت "معاريف" عن مصادرها في الليكود أن "لا توجد إمكانية بتاتا أن يوافق نتنياهو على حكومة تعتمد على غانتس، فهو يعلم أن هذا يعني أن تجري انتخابات جديدة في عام 2024"، كما استبعد كبار المسؤولين في الليكود إمكانية تغيير تشكيلة الائتلاف لصالح المصادقة على الاتفاق مع السعودية الذي قد يتضمن إجراءات تتعلق بالفلسطينيين .

وأضافت المصادر أن "استبدال سموتريتش وبن غفير ببني غانتس هو فكرة وهمية لأن ذلك سيكون نهاية حكومة نتنياهو الحالية. ربما يفهم بايدن وبن سلمان أنه في مثل هذه الحالة، بحلول الوقت الذي يتم فيه التوصل إلى الاتفاق، لن يكون نتنياهو بعد الآن رئيس الحكومة وإسرائيل ستذهب إلى الانتخابات".

المصدر : وكالة سوا - عرب 48

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: مع السعودیة

إقرأ أيضاً:

"القناة 13": زوجة نتنياهو هي العقبة الوحيدة أمام توقيع الاتفاق بينه وبين ساعر لتولي الدفاع



أفادت القناة 13 العبرية بأن سارة نتنياهو، زوجة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، هي العقبة الوحيدة أمام توقيع الاتفاق بينه وبين رئيس حزب "أمل جديد" جدعون ساعر لتولي وزارة الدفاع.

وحسب القناة "13"، فإن "سارة نتنياهو تعارض تعيين ساعر وزيرا للدفاع وهي من سرّب أخبار الاتفاق للإعلام".

وأوضحت القناة "13" أن "نتنياهو كان ينوي إقالة غالانت اليوم، لكنه أجّل الأمر، وعبّر عن خشيته في الغرف المغلقة من عدم تقبّل الولايات المتحدة الأمر".

وعلى الهامش، "أرسل نتنياهو وفدا لإقناع زوجته سارة بضم ساعر لكنها ما تزال ترفض هذا التعيين".

هذا وأثارت المعلومات عن خطط  نتنياهو لإقالة وزير الدفاع يوآف غالانت سخط أوساط المعارضة الإسرائيلية التي اعتبرت أن هذه الخطط تعكس "سوء تقدير".

وأما زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد فقد قام بنشر عدة تصريحات لجدعون ساعر المرشح لخلافة غالانت، والتي أكد فيها مرات متعددة أنه لن ينضم إلى حكومة يرأسها نتنياهو.

ومن بينها تصاريح تعود إلى أعوام 2022 و2023، وفيها:

"لن أجلس في الحكومة مع نتنياهو لأنه يمثل نهجا يعرض مستقبل دولة إسرائيل للخطر. مبادئي لا تسمح لي بدعم قائد يضع مصلحته الشخصية فوق كل شيء" (جدعون ساعر، آب 2022).
"نتنياهو يقود خطا متطرفا وتحريضيا ومثيرا للانقسام، ولا يصلح لقيادة البلاد. من المستحيل العمل مع شخص يركز فقط على بقائه السياسي" (جدعون ساعر، أيلول 2022).
أي حكومة يرأسها نتنياهو ستبقى بفضل الصفقات السياسية وليس بسبب الصالح العام. لن نشارك في هذا" (جدعون ساعر، كانون الأول 2022).
"عودة نتنياهو إلى السلطة كارثة على البلاد. ولا أرى أي إمكانية للتعاون معه فهو يمثل عكس كل ما نؤمن به" (جدعون ساعر، أيار 2023).
وهذه التطورات تأتي بعد أن أفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان" بأن نتنياهو يستعد لإقالة غالانت خلال وقت قصير، مشيرة إلى أن ساعر مرشح لخلافته.

ونقلت صحيفة "معاريف" عن مصادر في حزب "الليكود" إشاراتها إلى أن "الشيء الوحيد الذي يفصل ساعر عن الانضمام إلى الحكومة هو قرار نتنياهو بإقالة غالانت، وهو القرار الذي لم يتخذه بعد بشكل نهائي على الرغم من أن العلاقة بينهما غامضة".

وقالت "معاريف" إن نتنياهو متردد الآن في إقالة غالانت، موضحة أن الليكود والحكومة يريدان ضم ساعر من أجل توسيع الائتلاف، وأيضا على أساس أن نقل غالانت سيحل مشكلة التجنيد مع اليهود المتشددين.

كما لفتت "كان" إلى وجود خلافات حول بدء عملية عسكرية في الشمال، وأن نتنياهو يدرس إقالة غالانت في حال معارضته لبدء عملية عسكرية في الشمال.

وتمت الإشارة إلى أن غالانت يفضل الانتظار ومنح الدبلوماسية فرصة، لأنه يخشى أن خطوة كهذه ستقوض فرص التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة وتدهور الوضع الأمني.

وعقب هذه الأنباء المتداولة، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بأن وزير الدفاع الإسرائيلي تراجع عن قناعته بخصوص الوصول إلى تسوية مع لبنان، في ظل تبادل إطلاق النار المتصاعد بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي.

وحسب "يديعوت أحرونوت"، حذف غالانت خلال مناقشة أمنية مغلقة جرت ظهر اليوم الاثنين في كيريا في تل أبيب مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو،  إمكانية التسوية في لبنان، قائلا: ""لقد ظللت أتحدث عن التصعيد أو التسوية، لكن ليس هناك إمكانية للتوصل إلى تسوية.. هناك خيار واحد فقط.. استخدام القوة الكاملة واستخدام كل قوتنا العسكرية بهدف إعادة سكان الشمال إلى ديارهم

مقالات مشابهة

  • ولي عهد السعودية يندد بـجرائم إسرائيلية.. ويحسم قضية التطبيع
  • ولي عهد السعودية يندد بـالجرائم الإسرائيلية.. ويحسم قضية التطبيع
  • أكسيوس عن مصادر إسرائيلية: التقديرات في تل أبيب قبل العملية بأن حزب الله سيرد بهجوم كبير ضد إسرائيل
  • باحثان: على أمريكا التخلي عن التطبيع بين إسرائيل والسعودية لهذا السبب
  • مسؤولون عسكريون إسرائيليون: نتنياهو يعطل الاتفاق ونخسر الحرب والأسرى
  • «القاهرة الإخبارية»: نتنياهو وجالانت يجتمعان في مقر وزارة الأمن بتل أبيب
  • بنكيران في تصريح جديد: لو كنت رئيس الحكومة لما وافقت على التطبيع مع إسرائيل!
  • "القناة 13": زوجة نتنياهو هي العقبة الوحيدة أمام توقيع الاتفاق بينه وبين ساعر لتولي الدفاع
  • نسخة إيرانية.. صحف إسرائيلية ترد على رواية المليشيات بشأن نوعية الصاروخ الحوثي الذي استهدف تل أبيب
  • من خاشقجي إلى التطبيع: الأجندة الخفية التي تحرك السياسة الأمريكية