مخدر الحرب.. ماذا نعرف عن الكبتاغون المُنتج في سوريا؟
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
باتت حبوب الكبتاغون المخدر المفضل بين الشباب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
باتت حبوب الكبتاغون التي تُعرف باسم "كوكايين الفقراء"، بمثابة المخدر المفضل بين الشباب في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
مختارات عقوبات أوروبية على اثنين من أقارب الأسد لتهريب الكبتاغون تقرير: "الكبتاغون" حوَّل سوريا إلى دولة مخدرات في سابقة من نوعها.. ضبط أول مصنع لإنتاج الكبتاغون بالعراق شرطة دبي تضبط أكثر من مليون قرص كبتاغون في شحنة ليمون مصادر: الأردن يقصف "هدفي مخدرات" داخل سوريا مرتبطين بإيران تحقيق: كيف توّرط نظام الأسد في تجارة مخدرات بأرباح خيالية؟
يعود حظر الكبتاغون في معظم البلدان إلى عام 1986 مع منع شرائه أو بيعه في الصيدليات والأسواق الطبية، لكن في مطلع القرن الحالي، ظهرت نسخة غير مشروعة من حبوب الكبتاغون في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط.
ما هو الكبتاغون؟
الكبتاغون هو عقار اصطناعي جرى تصنيعه في بداية الأمر في ألمانيا في مطلع ستينيات القرن الماضي لعلاج فرط الحركة وتشتت الانتباه. بيد أنه انتشر مؤخرا بين الشباب في الشرق الأوسط حيث يعد رفيق الحفلات الخاصة التي تنتشر في دول الخليج الثرية.
وتشير تقارير إلى أن المقاتلين والمسلحين المنخرطين في القتال بسوريا يستخدمون الكبتاغون عادة لتعزيز قدرتهم على القتال وتقليل أي شعور بالإرهاق والتعب.
يحتوي فينيثيلين، وهو الاسم العلمي لحبوب الكبتاغون، على مادة الأمفيتامين الاصطناعية المعززة والكافيين ومنشطات أخرى إلى جانب مادة "الثيوفيلين" التي تنشط المخ.
الإدمان على الكبتاغون؟
وآثار الكبتاغون على الجهاز العصبي مشابهة لما يتسبب فيه الأمفيتامين من تأثيرات حيث يحفز النشوة ويعمل على زيادة اليقظة والأداء البدني والعقلي، لكن تعاطيه المفرط يؤدي إلى تغييرات وظيفية في الدماغ ويتسبب في أمراض في القلب والأوعية الدموية فيما يمكن أن يؤدي إلى الإدمان.
وتكمن المشكلة الرئيسية في أن بعض حبوب الكبتاغون يتم إنتاجها في معامل غير قانونية فيما يتم زيادة كميات الفينثيلين في المخدر حتى أنه يُقال إن تركيبة الكبتاغون قد تختلف على مدار الأيام فضلا عن أن نقص البيانات يزيد من خطر احتواء هذه الحبوب على مواد كيميائية سامة.
أين يصنع الكبتاغون؟
أصبحت سوريا أكبر منتج ومصدر للكبتاغون في العقد الماضي حتى أشارت بعض التقارير إلى أنها أضحت بمثابة "دولة المخدرات" في الشرق الأوسط. وتشير بيانات الحكومة البريطانية إلى أن سوريا تنتج قرابة 80% من الإنتاج العالمي من الكبتاغون.
ارتفعت شعبية الكبتاغون بشكل كبير في سوريا بعد موجة الربيع العربي عام 2011 فيما كشفت تقارير استقصائية عن تسهيل صناعة الأدوية السورية جميع مراحل إنتاج الكبتاغون وتهريبه.
ورغم ذلك، تنفي الحكومة السورية انخراطها في أي عمل منظم لتحقيق أرباح من وراء تجارة وصناعة مخدر الكبتاغون. بيد أنه في المقابل، قالت تقارير إن الكبتاغون أصبح شريان الحياة الاقتصادية للحكومة السورية في ظل العقوبات الدولية الصارمة منذ عام 2011.
وفي هذا السياق، ذهبت تقديرات إلى أن قيمة تجارة مخدرات الكبتاغون في سوريا بلغت قرابة 5.7 مليار دولار عام 2021، فيما يتم تصدير المخدر في الغالب إلى العراق والأردن في الجوار السوري وإلى دول الخليج العربية.
ويُقال إن حزب الله يعد أيضا منتجا رئيسيا في تصنيع الكبتاغون.
تقول تقارير إن الحكومة السورية متورطة في إنتاج وتصدير الكبتاغون بشكل غير مشروع.
إلى أين يتم تصدير الكبتاغون؟
أصبح الكبتاغون مصدر قلق كبير لدول الشرق الأوسط مثل الأردن والسعودية والإمارات. ورغم أن دول الجوار السوري سنت قوانين صارمة لمحاربة ومكافحة تهريب المخدرات والاتجار بها، إلا أن الكبتاغون ما زال يجري تهريبه بكميات كبيرة من سوريا ولبنان.
ويعد الأردن عنصرا رئيسيا في محاربة تجارة الكبتاغون حيث أعلن وزير الخارجية أيمن الصفدي في يوليو /تموز الماضي عن ضبط أكثر من 65 مليون حبة كبتاغون خلال العامين الماضيين.
أفادت تقارير بأن الجيش الأردني يطبق في حربه ضد الكبتاغون سياسة إطلاق النار بقصد القتل ضد شبكات تهريب المخدرات على طول حدوده مع سوريا.
وفي أغسطس/ آب العام الماضي، ضبطت السلطات في السعودية أكثر من 46 مليون حبة تم تهريبها في شحنة دقيق في ما اعتبرته "أكبر محاولة تهريب في عملية واحدة" لهذا النوع من المخدرات.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن هيئة الزكاة والضريبة والجمارك في حينه أنها تمكنت من ضبط أكثر من "46,9 مليون قرص من مادة الإمفيتامين المخدر مخبأة داخل شحنة طحين" بعد وصولها إلى "الميناء الجاف في مدينة الرياض ونقلها إلى أحد المستودعات".
وتعلن المملكة بانتظام عن مضبوطات حبوب الكبتاغون التي تأتي بشكل أساسي من سوريا ولبنان عبر شحنات، لا سيما الفواكه والخضر. وقالت الجمارك إنها ضبطت 119 مليون حبة عام 2021.
انتشار الكبتاغون خارج الشرق الأوسط؟
لا توجد إحصائيات موثوقة حول استخدام الكبتاغون عالميا فيما لاتزال دول عديدة في العالم غير حازمة حيال انتشار هذا المخدر على أراضيها رغم تزايد المخاوف من أن هذه الحبوب أصبحت تؤرق الكثير من الدول الأوروبية.
يُقال إن المقاتلين والجنود السوريين يستخدمون الكبتاغون لتعزيز القدرة على التحمل في جبهات القتال.
وفي ذلك، أشار تقرير صدر عن مركز المراقبة الأوروبي للمخدرات والإدمان إلى أن أوروبا يمكن أن تصبح منطقة عبور رئيسية للكبتاغون صوب الشرق الأوسط حيث أفادت تقارير بأن دول الاتحاد الأوروبي ضبطت حوالي 127 مليون قرص من حبوب الكبتاغون بين عامي 2018 و 2023 فيما بلغت أكبر عملية مصادرة للمواد المخدرة في أوروبا قرابة 84 مليون قرص في ساليرنو الإيطالية في عام 2020.
يُشار إلى أنه يتم تصنيع الكبتاغون في الاتحاد الأوروبي خاصة في مختبرات غير قانونية في هولندا حيث يتم الاعتماد في التصنيع بشكل كبير على مادة الأمفيتامين.
وفي هذا السياق، شدد مركز المراقبة الأوروبي للمخدرات والإدمان على الحاجة إلى تعزيز التنسيق بين دول التكتل لمحاربة عمليات تصنيع الكبتاغون والحيلولة دون أن يصبح الاتحاد الأوروبي نقطة عبور للكبتاغون إلى الشرق الأوسط.
فريد شفالر/ م.ع
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: الكبتاغون سوريا المخدرات حبوب الكبتاغون حزب الله العربية السعودية إنتاج المخدرات الكبتاغون سوريا المخدرات حبوب الكبتاغون حزب الله العربية السعودية إنتاج المخدرات حبوب الکبتاغون الشرق الأوسط الکبتاغون فی ملیون قرص أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط على المقاس الإسرائيلي!
الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على سوريا ولبنان، تؤكد أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تقوم بتغيير شامل للمنطقة بأكملها، وأن لديها مشروعا للتوسع يتضح بشكل أكبر يومياً، حيث تريد إسرائيل خلق مناطق نفوذ واسعة لها في المنطقة برمتها، وهو ما يعني بالضرورة انتهاك سيادة الدول المجاورة والاعتداء على وجودها.
أبرز ملامح التوسع الإسرائيلي في المنطقة تجلى في المعلومات التي كشفتها جريدة «معاريف» الإسرائيلية، التي قالت إن الطيران الإسرائيلي رفض منح الإذن لطائرة أردنية كانت تقل الرئيس الفلسطيني محمود عباس نحو العاصمة السورية دمشق، واضطر الرئيس عباس للسفر براً من الأردن إلى سوريا، للقاء الرئيس أحمد الشرع، كما أن الصحيفة كشفت بذلك أيضا، أن القوات الإسرائيلية هي التي تسيطر على المجال الجوي لسوريا وتتحكم به. وفي التقرير العبري ذاته تكشف الصحيفة، أن وزارة الدفاع الأمريكية بدأت تقليص وجودها العسكري على الأراضي السورية، وهو ما يعني على الأغلب والأرجح أنه انسحاب أمريكي لصالح الوجود الإسرائيلي الذي بات واضحاً في جملة من المناطق السورية.
إسرائيل استغلت سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي وتوغلت فوراً داخل الأراضي السورية، كما قامت بتدمير ترسانة الأسلحة السورية، وسبق تلك الضربات الكبيرة التي تعرض لها حزب الله اللبناني، وما يزال، والتي تبين أن لا علاقة لها بمعركة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، حيث اعترفت أجهزة الأمن الإسرائيلية، بأن عمليتي «البيجر» و»الوكي توكي» كان يجري الإعداد لهما منذ سنوات، وإن التنفيذ تم عندما اكتملت الإعدادات، وهو ما يعني أن الضربة التي تلقاها حزب الله كانت ستحصل لا محالة، سواء شارك في الحرب، أم لم يُشارك، حيث كان يتم التخطيط لها إسرائيلياً منذ سنوات. هذه المعلومات تؤكد أنَّ إسرائيل لديها مشروع للتوسع والهيمنة في المنطقة، وأنَّ هذا المشروع يجري العمل عليه منذ سنوات، ولا علاقة له بالحرب الحالية على قطاع غزة، بل إن أغلب الظن أن هذه الحرب كانت ستحصل لا محالة في إطار مشروع التوسع الاسرائيلي في المنطقة.
إسرائيل تقوم باستهداف المنطقة بأكملها، وتقوم بتغييرها، وبتدوير المنطقة لصالحها، وهذا يُشكل تهديداً مباشراً واستراتيجياً لدول المنطقة كافة، بما في ذلك الدول التي ترتبط باتفاقات سلام معها
الهيمنة الإسرائيلية على أجواء سوريا، والاعتداءات اليومية على لبنان واليمن ومواقع أخرى، يُضاف إلى ذلك القرار الإسرائيلي بضم الضفة الغربية، وعمليات التهويد المستمرة في القدس المحتلة، إلى جانب تجميد أي اتصالات سياسية مع السلطة، من أجل استئناف المفاوضات للحل النهائي.. كل هذا يؤكد أن المنطقة برمتها تتشكل من جديد، وأن إسرائيل تحاول أن تُشكل هذه المنطقة لصالحها، وتريد أن تقفز على الشعب الفلسطيني ولا تعتبر بوجوده.
خلاصة هذا المشهد، أن إسرائيل تقوم باستهداف المنطقة بأكملها، وتقوم بتغييرها، وتقوم بتدوير المنطقة لصالحها، وهذا يُشكل تهديداً مباشراً واستراتيجياً لدول المنطقة كافة، بما في ذلك الدول التي ترتبط باتفاقات سلام مع إسرائيل، خاصة الأردن ومصر اللذين يواجهان التهديد الأكبر من هذا المشروع الإسرائيلي الذي يريد تهجير ملايين الفلسطينيين على حساب دول الجوار، كما أن دول التطبيع ليست بمنأى هي الأخرى عن التهديد الإسرائيلي الذي تواجهه المنطقة.
اللافت في ظل هذا التهديد أن العربَ صامتون يتفرجون، من دون أن يحركوا ساكناً، إذ حتى جامعة الدول العربية التي يُفترض أنها مؤسسة العمل العربي المشترك لا تزال خارج التغطية، ولا أثر لها أو وجود، كما أن المجموعة العربية في الأمم المتحدة لم تتحرك، ولا يبدو أن لها أي جهود في المنظمة الأممية من أجل مواجهة هذا التهديد الإسرائيلي.