السعودية تؤكد حرصها على استقرار أسواق البترول العالمية وأهمية التعاون مع أوبك+
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
الرياض – مباشر: ترأس وزير الخارجية، الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، اليوم الأحد، وفد المملكة العربية السعودية المشارك في افتتاح جلسة المناقشات العامة لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ78، وذلك نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وقال الأمير فيصل بن فرحان، في كلمة المملكة بالأمم المتحدة، إن استقرار أسواق الطاقة العالمية يُعد ركيزةً مهمة للاقتصاد العالمي ونموه، وحرصت المملكة العربية السعودية على الحفاظ على استقرار أسواق البترول العالمية وموثوقيتها واستدامتها وأمنها وتلبية احتياجات المستهلكين؛ لضمان اقتصادٍ عالمي سليم يعود بالنفع على المنتجين والمستهلكين.
وأكد وزير الخارجية، على أهمية التعاون الجماعي مع مجموعة "أوبك+" في استقرار أسواق البترول العالمية، وتعزيز موثوقيتها واستدامتها وأمنها، مشيراً إلى أن سياسة "أوبك+ أسهمت في مراقبة الأسواق عن كثب وتبني نهج احترازي في استقرار أسواق البترول وتوازنها، كما بدا واضحاً في الاستقرار الذي شهدته الأسواق في عام 2022 مقارنةً بـمقارنة بأسواق الطاقة المختلفة مثل الغاز الطبيعي والفحم.
وأضاف الأمير فيصل بن فرحان، أن رؤية المملكة 2030 تهدف إلى تعزيز الجهود في البناء والتطوير بما يلبي تطلعات الأجيال المقبلة، مبيناً أن رؤية 2030 تسهم أيضاً في تمكين المرأة والشباب وتنمي قدرات الإبداع والابتكار، وترسخ قيم الانفتاح، والحوار، والتسامح، والتعايش.
وتابع: "وانطلاقاً من رؤية المملكة المستقبلية الطموحة تقدمت المملكة بطلب استضافة معرض إكسبو 2030 تحت شعار "حقبة التغيير: المضي قدماً بكوكبنا نحو استشراف المستقبل.. وستعمل المملكة لتحقيق فكرة المعرض المتمثلة باستشراف مستقبل الكوكب، وما يحمله ذلك المستقبل من تكنولوجيا متقدمة مع التركيز على أهداف التنمية المستدامة".
وأكد الأمير فيصل بن فرحان، أن المملكة تهدف من خلال النهج التنموي لصنع نهضة شاملةٍ ومستدامةٍ محورها وهدفها الإنسان الذي سيقود عجلة تنمية الحاضر ويصنع تنمية المستقبل بالمعرفة.
تحديات التغير المناخي
وشدد وزير الخارجية، على أن المملكة إدراكاً منها لأهمية التعامل مع تحديات التغير المناخي، فإنها تولي اهتماماً بالغاً للمساهمة في تخفيض الانبعاثات والتكيف مع آثاره، وتدعم متطلبات الانتقال المتدرج والمسؤول نحو نظم طاقة نظيفة ومنخفضة الانبعاثات تستخدم جميع المصادر لتكون أكثر استدامة، ويتطلب تحقيق هذه الأهداف استمرار التعاون الدولي وتضافر الجهود للوصول للأهداف المنشودة.
وأشار الأمير فيصل بن فرحان، إلى أن المملكة قدمت مبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر"؛ من أجل قيادة الجهود العالمية لحماية البيئة، وتخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتعزيز الصحة العامة وجودة الحياة، ورفع معدلات الطاقة المتجددة، وتقنيات الحد من الانبعاثات وإزالتها، وتحقيق التنمية المستدامة.
ونوه، بإعلان المملكة عن رفع اسهاماتها بتخفيض الانبعاثات إلى الضعف مقارنةً بــعام 2015م، وذلك بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030م، واستهداف الوصول للحياد الصفري كما أعلن عنه بتطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون.
ولفت وزير الخارجية، إلى أن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، أعلن مؤخراً؛ لتعزيز الجهود الدولية لتأمين الموارد المائية في جميع أنحاء العالم، عن تأسيس منظمة عالمية للمياه تهدف إلى تطوير وتكامل جهود الدول والمنظمات لضمان استدامة موارد المياه، تعزيزاً لفرص وصول الجميع إليها من أجل معالجة تحديات المياه بشكل شمولي.
الأمن الدولي وإزالة الأسلحة النووية
وقال الأمير فيصل بن فرحان، إن المملكة تؤكد على ضرورة التزام الدول بميثاق الأمم المتحدة ومبادئ الشرعية الدولية، وتطلعها نحو مستقبلٍ أفضلٍ للبشرية، على أساسِ الاحترامِ المتبادل لسيادة الدول واستقلالها، وقيمها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وحل الخلافات بالطرق السلمية، وعدم اللجوء للقوة أو التهديد بها.
وأكد، أن المملكة تولي ملف حقوق الإنسان أهمية بالغة، حيث تضمنت أنظمتها نصوصاً صريحةً تهدف إلى تعزيز وحماية تلك الحقوق.
وشدد وزير الخارجية، على حرص المملكة على دعم كافة الجهود الهادفة إلى ترسيخ الأمن والاستقرار، والتركيز على التنمية الشاملة، وإتاحة المجال للحوار والتهدئة وتخفيف التوترات، وحث دول المنطقة على تجنب التصعيد، والتركيز على تبادل المصالح والمنافع بما يحقق آمال وتطلعات شعوب المنطقة.
ولفت الأمير فيصل بن فرحان، إلى أن السعودية عملت على ترسيخ مبدأ العمل الجماعي في سبيل بناء مستقبل أفضل للمنطقة والعالم من خلال استضافتها لعدد من القمم الإقليمية المشتركة في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية بمشاركة الدول كافة بما فيها الجمهورية العربية السورية، إيماناً منها بأن حل الأزمة في سوريا سيسهم في استقرار المنطقة والعالم.
وشدد الوزير، على أن المملكة تؤكد على أهمية الجهود التي تحقق غايات إزالة الأسلحة النووية، والتي تبدأ بإدراك ضرورة تنفيذ المجتمع الدولي بأكمله التزاماته تجاه المعاهدات والأُطر القانونية الموجودة؛ بهدف الوصول إلى عالمٍ خالٍ من السلاح النووي لا سيما في منطقة الشرق الأوسط.
وقال الأمير فيصل بن فرحان، إن المملكة تجدد تأكيدها على أهمية حفظ وصون الأمن والسلم الدوليين، وتبذل مساعيها الحميدة لحل النزاعات الدولية والإقليمية؛ وفق المبادئ والأعراف الدولية، وتؤكد المملكة بأن استتباب الأمن والاستقرار في أي منطقة لا يتحقق إلا من خلال التعاون والتشاور بين الدول والسعي نحو تحقيق التنمية والتقدم وتجنب السباق لامتلاك هذا السلاح المدمر للبشرية.
وأردف قائلاً: "إن المملكة وانطلاقاً من حرصها الدائم على تحقيق أهداف وغايات الأمم المتحدة في حفظ الأمن والسلم الدوليين؛ تجدد دعوتها لإصلاح مجلس الأمن للاضطلاع بدوره ليكون أكثر عدالة في تمثيل واقعنا اليوم وأكثر فاعلية في مواكبة تحولات وتطورات المجتمع الدولي وأكثر كفاءة في معالجة تحدياته المشتركة".
كما قال وزير الخارجية: "نؤكد على أهمية وقوف المجتمع الدولي بحزم أمام دعم ورعاية الإرهاب والتطرف، وعلى ضرورة عدم التساهل ونبذ ورفض جميع أشكال المساس بالمقدسات وترويج أفكار الكراهية والإسلاموفوبيا تحت أية حجة كانت، وتكرار حوادث حرق نسخ من القرآن الكريم وتحذر من خطورة هذه الأعمال التي تقوّض الاحترام المتبادل والوئام بين الشعوب، وتتعارض مع الجهود الدولية لنشر قيم التسامح والاعتدال ونبذ التطرف، وانتهاج الوسطية وترسيخ ثقافة السلام العالمي".
إصلاح مجلس الأمن.. وإنهاء الأزمة الروسية الأوكرانية
وقال وزير الخارجية، خلال كلمته في الأمم المتحدة، إن المملكة تجدد دعوتها لإصلاح مجلس الأمن؛ للاضطلاع بدوره ليكون أكثر عدالة في تمثيل واقعنا اليوم وأكثر فاعلية في مواكبة تحولات وتطورات المجتمع الدولي وأكثر كفاءة في معالجة تحدياته المشتركة.
وأضاف الأمير فيصل بن فرحان، أن المملكة تجدد دعوتها لإنهاء الأزمة الروسية الأوكرانية، والحد من آثارها، وانعكاساتها السلبية على أمن واستقرار العالم، مشيراً إلى أن المملكة تؤكد أيضاً على أهمية تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، وضمان سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها ووقف التدخل في شؤونها الداخلية.
وتابع: "وحقق مجتمعنا الدولي نجاحاتٍ متتالية في مواجهة الإرهاب والتطرف، وعلينا مواصلة العمل الحثيث للتصدي والقضاء على هذه الآفة التي لا تمت بصلة لأي عرق أو دين أو معتقد سليم".
كما أكد وزير الخارجية، حرص المملكة على أمن واستقرار الجمهورية اليمنية الشقيقة، ودعم جميع الجهود الرامية لحل الأزمة في اليمن، ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني الشقيق.
ولفت الوزير الانتباه قائلاً: "إن أمن منطقة الشرق الأوسط يتطلب الإسراع في إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.. فاستتباب الأمن والاستقرار في أي منطقة لا يتحقق إلا من خلال التعاون والتشاور بين الدول والسعي نحو تحقيق التنمية والتقدم وتجنب السباق لامتلاك هذا السلاح المدمر للبشرية".
للتداول والاستثمار في البورصات الخليجية اضغط هنا
المصدر: معلومات مباشر
كلمات دلالية: استقرار أسواق البترول الأمیر فیصل بن فرحان الأمن والاستقرار المجتمع الدولی وزیر الخارجیة أن المملکة إن المملکة على أهمیة من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الأمريكي يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي
سلط وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الضوء أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، على إطلاق المغرب والولايات المتحدة لمجموعة الأصدقاء الأممية بشأن الذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز وتنسيق الجهود في مجال التعاون الرقمي، خاصة فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي.
وقال بلينكن، الذي ترأس مؤخرا نقاشا وزاريا بمجلس الأمن حول دور الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين: « هذا الصيف، أنشأت الولايات المتحدة والمغرب مجموعة داخل الأمم المتحدة مفتوحة لجميع الدول الأعضاء، حيث يتبادل خبراء من مختلف المناطق أفضل الممارسات لاعتماد الذكاء الاصطناعي ».
ووصف رئيس الدبلوماسية الأمريكية هذه المبادرة بأنها « تقدم حقيقي »، وذلك خلال هذا الاجتماع الذي نظمته الولايات المتحدة التي تتولى رئاسة مجلس الأمن لشهر دجنبر، بهدف تعزيز التفكير حول التقنيات الناشئة والجهود المبذولة من قبل الدول الأعضاء لدفع الحوار العالمي حول الفرص والتحديات التي تطرحها هذه التقنيات.
وفي يونيو الماضي، أطلق السفير عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، إلى جانب نظيرته الأمريكية ليندا توماس-غرينفيلد، مجموعة الأصدقاء بشأن الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية المستدامة، والتي تضم حاليا أكثر من 70 دولة عضوا بعد بضعة أشهر فقط من إنشائها.
وجاء إطلاق هذه المجموعة عقب اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة للقرار الأول حول الذكاء الاصطناعي رقم 78/265، الذي حظي في البدء برعاية المغرب والولايات المتحدة، قبل أن يحصل على دعم 125 دولة عضوا إلى حين يوم اعتماده.
ووفقا لتقرير نشرته الوكالة الفرنسية للتنمية في نونبر الماضي بعنوان « مؤشر إمكانات الاستثمار في الذكاء الاصطناعي »، يحتل المغرب المرتبة الأولى كأفضل وجهة استثمارية إفريقية في مجال الذكاء الاصطناعي.