نزيف الاستقالات يضرب القطاع الصحي.. ما أزمة الأطباء والممرضين في بريطانيا؟
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
لندن- بعد أن كان العمل في القطاع الصحي البريطاني مصدر فخر للعاملين فيه، يبدو أن هيئة الصحة البريطانية لم تعد مغرية وفقدت بريقها، بسبب موجة الاستقالات التي تضرب هذا القطاع ووضعته في أزمة غير مسبوقة منذ عقود طويلة.
وحسب معطيات هيئة الصحة البريطانية فقد غادر حوالي 170 ألف شخص عملهم في القطاع الصحي خلال العام الماضي، في رقم قياسي جديد للاستقالات، مما وضع المستشفيات البريطانية تحت ضغط كبير وغير مسبوق في تاريخها.
وتظهر الأرقام الرسمية أن 41 ألف ممرض وممرضة غادروا المستشفيات البريطانية خلال العام الماضي، وهو أعلى معدل مغادرة منذ أكثر من 10 سنوات.
وتحاول الحكومة البريطانية تدارك هذا النقص، بإطلاق عدد من الخطط لتوظيف الآلاف من الأطباء والممرضين وكذلك بناء عدد من المستشفيات، إلا أن الأرقام تقول إن النقص في تزايد مستمر، بل إن هيئات طبية بريطانية تقدر النقص الحاصل في الأطقم الطبية حاليا بأكثر من 154 ألف وقد يرتفع إلى 571 ألف بحلول سنة 2036 في حال استمر الوضع على ما هو عليه من استقالات.
الحكومة البريطانية تعلن عن خطط لتقليص سنوات دراسة الطب في الجامعات من 5 سنوات إلى 4 كجزء من إجراءتها لتوظيف المزيد من الأطباء لسد النقص الهائل في الكوادر الطبية في مستشفيات البلاد
خطوة منطقية أم خطيرة؟! pic.twitter.com/T4nrMfVzyr
— بريطانيا بالعربي???????? (@TheUKAr) June 30, 2023
موجة استقالاتموجة الاستقالات في صفوف العاملين في هيئة الصحة البريطانية ارتفعت بسبب الكثير من العوامل، لكن يبقى السبب الأبرز هو ظروف العمل وتراجع الأجور، وهكذا باتت أعداد المستقيلين لهذا السبب أكثر بـ3 أضعاف مقارنة مع النسبة نفسها قبل 10 سنوات.
وبسبب ظروف العمل والضغط الذي يولده نقص الموارد البشرية، فقد خسرت المستشفيات البريطانية حوالي نصف مليون يوم عمل، كلها بسبب معاناة الأطقم الطبية من مشاكل نفسية وحالات اكتئاب، وهو ما يشكل ارتفاعا بنسبة 56% مقارنة مع سنة 2015.
وبحسب دراسة لمعهد الدراسات الضريبية، فإن أعداد الممرضين ومساعدي الأطباء الذين أخذوا إجازات لمدة 3 أيام على الأقل لأسباب نفسية، يغادر 27% منهم العمل بعد 3 أشهر، لأنهم لم يعودوا قادرين على تحمل الضغط النفسي، ويرتفع هذا الرقم ليصل إلى 58% بالنسبة للاستشاريين الطبيين.
ويظهر أن نزيف الاستقالات من القطاع الصحي البريطاني لن يتوقف قريبا، فحسب استطلاع رأي أجرته الجمعية الملكية للطب العام سنة 2022، أظهر 39% من العاملين في المصحات العامة أنهم يفكرون جديا في الاستقالة من مناصبهم خلال السنوات الخمس المقبلة، مما يعني فقدان أكثر من ثلث القوة العاملة في هذه المصحات التي تعتبر من أسس البنية الصحية البريطانية.
ويخوض الممرضون وكذلك الأطباء الشباب إضرابات متكررة وصراعات طويلة مع الحكومة للمطالبة بزيادة الأجور، ولحد الآن لم تستجب الحكومة لمطالبهم بدعوى أن أي زيادة في الأجور ستؤدي لارتفاع نسبة التضخم في البلاد.
وحسب دراسة لمركز الأبحاث الطبية "نوفيلد تراست" لقيمة رواتب الممرضين والممرضات في بريطانيا مقارنة مع سنة 2010، ظهر أنهم يتقاضون أجورا أقل بنسبة 10% مقارنة مع أجور سنة 2010، وترتفع هذه النسبة إلى 15% بالنسبة للأطباء.
وإضافة لتراجع الأجور وتعنت الحكومة في الزيادة في الرواتب، فإن هناك عاملا آخر فاقم الأزمة وهو البريكست، حيث تراجعت أعداد الأطقم الطبية الأوروبية العاملة في بريطانيا منذ استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي سنة 2016، وانخفضت نسبة توظيف ممرضين أوروبيين بنسبة 90%، مقابل ارتفاع هذه النسبة من دول أخرى، خصوصا من آسيا وتحديدا من الهند.
الاعتماد على الأجانبومن المشاكل التي يعاني منها القطاع الصحي البريطاني هو أنه ظل لسنوات طويلة يعتمد على الخبرات الطبية الأجنبية، ولم يكن هناك مشكلة عندما كانت المملكة المتحدة عضوا في الاتحاد الأوروبي، لكن بعد البريكست تغير كل شيء.
ففي سنة 2020، كان ثلث الأطباء (32%) العاملين في بريطانيا من الذين تلقوا تكوينهم وتدريبهم خارج البلاد، وهو معدل أعلى من المعدل المسجل في دول منظمة التنمية والتعاون الدولي والمقدر بحوالي 13%، أما فيما يتعلق بالممرضين فإن المعدل يصل إلى 18%، وهو رقم أعلى بكثير من المعدل العالمي البالغ 4%.
ويتواصل اعتماد القطاع الصحي البريطاني على الأجانب وبشكل كبير، ففي سنة 2021 بات الأطباء الذين تم توظيفهم من خارج بريطانيا هم الأكثرية مقارنة مع الأطباء الذين تم توظيفهم من داخل البلاد وذلك لأول مرة في تاريخ البلاد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی بریطانیا مقارنة مع
إقرأ أيضاً:
محافظ أسيوط يشهد المؤتمر العلمي لمستشفى الصدر ويشيد بجهود تطوير القطاع الصحي |صور
القطاع الصحي في أسيوط
شهد اللواء د. هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العلمي السنوي الثاني، الذي تنظمه مستشفى الصدر بأسيوط تحت عنوان "أمراض الجهاز التنفسي في كلمة"، وذلك بقاعة نادي الزراعيين بشارع الثورة، بحي شرق مدينة أسيوط.
جاء ذلك بحضور د. محمد زين الدين حافظ، وكيل وزارة الصحة والسكان بأسيوط، ود. محمد رسلان، مدير عام هيئة التأمين الصحي بأسيوط، ود. إبراهيم شعلان، عميد كلية الطب بجامعة الأزهر فرع أسيوط، ود. أحمد سيد موسى، وكيل مديرية الصحة للشؤون الوقائية، ود. عصام نبيل، وكيل مديرية الصحة للشؤون العلاجية، ود. صفاء أبو العلا، مديرة مستشفى الصدر بأسيوط، إلى جانب لفيف من الأطباء من جامعتي أسيوط والأزهر ومديرية الصحة ومستشفى الصدر والمستشفيات العامة بالمحافظة.
وبدأت الجلسة بالسلام الوطني وتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى وكيل وزارة الصحة كلمة رحّب فيها بالحضور، وأشاد بمشاركة المحافظ الفعالة في مختلف المبادرات والفعاليات التي تُقام على أرض المحافظة، مؤكداً دعمه المستمر للقطاع الصحي، وتطوير المنظومة الطبية من خلال زياراته الميدانية للمستشفيات والوحدات الصحية لمتابعة الأوضاع الصحية، ومساندته لكافة القرارات التي تصب في مصلحة المواطنين. كما وجّه الشكر للقائمين على تنظيم المؤتمر، خاصة بعد تطوير مستشفى الصدر وتزويدها بأحدث الأجهزة الطبية لعلاج أمراض الجهاز التنفسي، مثمناً دور جامعتي أسيوط والأزهر وهيئة التأمين الصحي في دعم القطاع الصحي بالمحافظة.
من جانبه، أعرب محافظ أسيوط عن سعادته بالمشاركة في المؤتمر، الذي يضم نخبة من الأطباء المتخصصين في أمراض الجهاز التنفسي، مشيراً إلى أن المؤتمر يمثل فرصة لتبادل الخبرات العلمية والعملية حول أحدث المستجدات في علاج أمراض الصدر. كما وجّه الشكر لكافة الفرق الطبية، من أطباء وممرضين، على جهودهم الكبيرة في تقديم الخدمات العلاجية للمرضى، مشدداً على أهمية التعاون بين كافة المؤسسات الصحية، بما في ذلك مديرية الصحة والتأمين الصحي وجامعتي أسيوط والأزهر، لتحسين الخدمات الطبية وتنفيذ المبادرات الرئاسية في القطاع الصحي، مما يساهم في دعم مشروعات التنمية بالمحافظة.
وخلال كلمته، أشاد المحافظ بالدعم الكبير الذي يوليه الرئيس عبد الفتاح السيسي لقطاع الصحة، في إطار المبادرات الرئاسية التي تهدف إلى بناء الإنسان المصري، مشيراً إلى الطفرة التي يشهدها القطاع الصحي بالمحافظة. وأوضح أنه في إطار المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" والمشروع القومي لتطوير الريف المصري، يجري حالياً إحلال وتجديد 5 مستشفيات مركزية في منفلوط، وساحل سليم، وديروط، وأبنوب، وحميات ديروط، بالإضافة إلى إنشاء وتطوير وتجديد الوحدات الصحية وفقاً لنموذج التأمين الصحي الشامل، إلى جانب العديد من المبادرات الصحية التي تهدف إلى توفير الرعاية الطبية المتكاملة للمواطنين.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية، قدّمت د. صفاء أبو العلا، مديرة مستشفى الصدر، درع المؤتمر العلمي السنوي الثاني إلى اللواء د. هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، تكريماً لدعمه المستمر للقطاع الصحي. كما تم تكريم د. محمد زين، وكيل وزارة الصحة بأسيوط، إلى جانب عدد من قيادات مديرية الصحة وبعض الأطباء المتميزين، تقديراً لجهودهم في تطوير المنظومة الصحية بالمحافظة.