القاهرة – انضمت شركة العاصمة الإدارية الجديدة المصرية إلى قائمة أصول الجمهورية الجديدة المعروضة للبيع سواء من خلال البورصة المحلية أو مستثمر إستراتيجي، إلى جانب محطة كهرباء بني سويف، ومحطة توليد الطاقة من الرياح بمنطقة جبل الزيت.

وتبنت الدولة المصرية مصطلح "الجمهورية الجديدة" في إطار افتتاح العديد من المشروعات القومية العملاقة الخاصة بالطرق والمدن الجديدة والتي بدأت في السنوات القليلة الماضية وتحديدا بعد عام 2014.

وكشف رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية خالد عباس، في تصريحات صحفية، أن الشركة تعتزم طرح نسبة من 5% إلى 10% من أسهمها في البورصة، خلال الربع الأول أو الثاني من عام 2024.

ملكية العاصمة الإدارية

في أغسطس/آب الماضي، كشف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن هناك خططا لطرح شركة العاصمة الإدارية الجديدة في البورصة خلال الفترة المقبلة، وقدر امتلاكها أصولا سائلة بقيمة 100 مليار جنيه.

وأوضح أن تلك الأصول سوف تتجاوز 3 إلى 4 تريليونات جنيه (الدولار يعادل 30.90 جنيها) بعد عامين من هذا التاريخ، مشيرا إلى تطبيق هذا الأمر على العلمين الجديدة (العاصمة الصيفية الجديدة) ومدن أخرى.

وتأسست الشركة في 2016 بغرض تنمية وإنشاء وتخطيط العاصمة الإدارية الجديدة وتمتلك القوات المسلحة 51% منها مقسمة بين جهازي مشروعات الخدمة الوطنية، ومشروعات أراضي القوات المسلحة وتمتلك هيئة المجتمعات العمرانية (حكومية) 49%.

وفي أغسطس/آب الماضي كشفت الجمعية العمومية للشركة عن تحقيق إجمالي أرباح قبل الضرائب بلغ 19.8 مليار جنيه مصري (نحو 640 مليون دولار) عن العام المالي الماضي.

مشروعات الجمهورية الجديدة للبيع

انضوت بعض أصول مشروعات الجمهورية الجديدة في مصر تحت مظلة برنامج الطروحات، خلال الشهور القليلة الماضية، مثل محطة جبل الزيت على ساحل البحر الأحمر بقيمة 300 مليون دولار، وهي من أكبر المحطات لتوليد طاقة الرياح النظيفة في العالم، تم افتتاحها في يوليو/تموز 2018.

كما تفكر الحكومة المصرية في حصيلة دولارية أكبر من خلال بيع محطة كهرباء بني سويف (110 كيلومترات جنوب القاهرة) بقدرة تبلغ 4800 ميغاوات، وبتكلفة بلغت 2.05 مليار يورو على مساحة 500 ألف متر مربع وتعتمد على الغاز الطبيعي في تشغيلها.

وتعد المحطة أحد 3 محطات تعاقدت مصر عليها مع شركة "سيمنز" الألمانية بقيمة 8 مليارات يورو ( 9 مليارات دولار) عام 2015، بسعة إجمالية 14.4 غيغاواتا، وصفتها الشركة بأنها ستكون الأكبر في العالم عند اكتمالها.

خطوة استثمارية

ويطرح التفات الحكومة المصرية إلى مشروعات الجمهورية الجديدة تساؤلات بشأن وجود تحول في برنامج بيع أصول الدولة للوفاء بتعهداتها لصندوق النقد الدولي، ودلالة هذا التحول، وهل يمكن اعتبار ذلك استثمارا ناجحا من قبل الحكومة بتجهيز مشروعات ثم بيعها بأسعار أعلى؟

ويقول الخبير الاقتصادي إبراهيم نوار "بيع حصة من أسهم شركة العاصمة الإدارية هو استثمار جيد ستحصل منه الجهات المالكة للعاصمة على عائد لم يكلفها شيئا؛ فالأرض حصلت عليها بدون مقابل بالأمر المباشر".

ويستدرك "بل إن البيع في البورصة يعني الحصول على ثمن الأرض مرة أخرى بعد الإيرادات التي حصلت عليها شركة العاصمة من تخصيص أراض للمطورين العقاريين، الذين باعوا وحدات سكنية أو إدارية وتجارية للمواطنين وأصحاب الأعمال الصغيرة".

وأوضح -في حديثه للجزيرة نت، أن شركة العاصمة الإدارية يمكنها استخدام حصيلة البيع أو جزء منها لسداد الديون المحلية للشركة، وربما أيضا سداد جزء من الديون الخارجية من خلال مقاصة مصرفية بالعملات الأجنبية، مشيرا إلى أن شركة العاصمة الإدارية مدينة للشركات المنفذة وأهمها الشركات الصينية.

أما فيما يتعلق بمحطة سيمنز، فيرى نوار أن بيع المحطة أو حصة الدولة فيها يتطلب موافقة الجهات الدائنة، ومن المرجح أن حصيلة البيع أو النسبة الأعظم منها ستخصص لسداد مستحقات بنك الاستثمار الألماني وجهات دائنة أخرى إن وجدت، قبل حصول الحكومة على أي سيولة.

ماذا حقق برنامج الطروحات؟

في ضوء مخرجات وثيقة سياسة ملكية الدولة نهاية عام 2022 وبرنامج الإصلاح الاقتصادي الذي قدمته مصر لصندوق النقد الدولي، تعهدت القاهرة بعدد من الالتزامات من بينها طرح حصص في 32 شركة للبيع وتشمل عمليات البيع 18 قطاعا ونشاطا اقتصاديا.

وتعهدت دول خليجية بضخ استثمارات بمليارات الدولارات من خلال شراء حصص في تلك الشركات المزمع طرحها من قبل صندوق مصر السيادي، لزيادة موارد الدولة الدولارية وتخفيف الضغط على العملة المحلية التي تواجه ضغوطا كبيرة.

ووفق وزيرة التخطيط المصرية هالة السعيد باعت الحكومة ما يصل إلى 2.5 مليار دولار من أصول بعض الشركات، بينما تستهدف جمع 4 إلى 5 مليارات دولار من برنامج الطروحات الحكومية حتى يونيو/حزيران 2024.

سداد قروض المشروعات الجديدة

توسيع اهتمامات الحكومة المصرية تجاه بيع الشركات الجديدة هو من أجل تدبير موارد دولارية، خاصة أن غالبية الشركات المطروحة قديمة ولا تحقق الحصيلة المرجوة ضمن التزامات مصر مع صندوق النقد الدولي لمنحها شهادة ثقة تفتح لها أسواق الدين مجددا، وفق الخبير الاقتصادي محمد رزق.

وأوضح رزق -في حديثه للجزيرة نت- أن تعهدات مصر تتضمن أولا تخارج الدولة -بما فيها الجيش- من الاقتصاد، وثانيا تدبير موارد دولارية بـ6 مليارات دولار، وثالثا -وهي الخطوة الأكثر صعوبة- تحرير سعر صرف العملة بشكل كامل.

وذهب رزق إلى أن حصيلة البيع سيتم توجيهها لسداد التزامات مصر نحو الدائنين وتخفيف الضغط، وبعضها لسداد ديون المشروعات الجديدة نفسها التي تمت بقروض من جهات دولية مختلفة سواء شركات أو بنوك، وبالتالي لم تقدم الدولة أي حلول جديدة خارج الصندوق.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: مشروعات الجمهوریة الجدیدة شرکة العاصمة الإداریة برنامج الطروحات من خلال

إقرأ أيضاً:

وزيرا الإسكان والشباب يتفقدان المنشآت الرياضية بالعاصمة الإدارية الجديدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أجرى المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، جولة موسعة داخل "نادي النادي" بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة سير العمل بمختلف المنشآت الرياضية والخدمية، والاطمئنان على جاهزيتها لاستقبال الأعضاء والأنشطة الرياضية المختلفة.

شملت الجولة تفقد عدد من المنشآت الحيوية داخل النادي، تضمنت مجمع حمامات السباحة، ملاعب الإسكواش، مجمع التنس الأرضي، ملاعب كرة القدم، صالة الجمباز، صالة الألعاب الجماعية المخصصة لذوي الهمم، والصالة المغطاة الرئيسية، حيث تم الاطلاع على مستوى التجهيزات الفنية والخدمات المتاحة بما يضمن تقديم تجربة رياضية متميزة للأعضاء.

تكريم وزير الإسكان لدوره في دعم تطوير البنية التحتية الرياضية

وفي لفتة تعكس التعاون المؤسسي بين الوزارات، قام الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، خلال الجولة، بتسليم المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، عضوية "نادي النادي" بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك تقديراً لدوره في دعم تطوير البنية التحتية الرياضية داخل المجتمعات العمرانية الجديدة، وتأكيدًا على أهمية تضافر الجهود الحكومية في تعزيز ممارسة الرياضة وتوسيع قاعدة المستفيدين من المنشآت الرياضية الحديثة.

تطوير المنشآت الرياضية في مصر

وثمن المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية،  التعاون المستمر بين وزارة الإسكان ووزارة الشباب والرياضة في ملفات العمل المشتركة، مشيرًا إلى الطفرة الكبيرة التي حدثت على مدار السنوات الماضية، وتوجه أنظار العالم نحو مصر فى ظل الدعم غير المسبوق للقيادة السياسية لتطوير المنشآت الرياضية، وتنظيم العديد من الأحداث الرياضية العالمية التى نالت إعجاب العالم.

وأضاف أن وزارة الإسكان تعمل على توفير كافة الاحتياجات للمواطنين بالمدن الجديدة ومنها ضمان تقديم الخدمات الترفيهية لسكانها على أعلى مستوى والتي من بينها النوادي الرياضية والاجتماعية، كما تعمل على الحفاظ على المنشآت والاستثمارات التى تم إنفاقها لتنفيذها، وكذا الحفاظ على المظهر الجمالي والطابع العمراني للمدن الجديدة، لتحقيق جودة الحياة للمواطنين، وتقديم نمط عمراني واجتماعي متميز يليق بالجمهورية الجديدة، والنهضة العمرانية الشاملة التي تشهدها ربوع الدولة المصرية، تنفيذًا لتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية.

وخلال الجولة وجه المهندس شريف الشربيني مسئولي جهاز العاصمة الإدارية الجديدة باستمرار التنسيق مع وزارة الشباب والرياضة وتوفير كافة أوجه الدعم لتعظيم الاستفادة من المنشآت الرياضية بالعاصمة الإدارية الجديدة.

المتابعة الميدانية للمشروعات الرياضية الكبرى

ومن جانبه، أكد الدكتور أشرف صبحي أن الجولة تأتي في إطار حرص الدولة على المتابعة الميدانية للمشروعات الرياضية الكبرى الجاري تنفيذها، مشيرًا إلى أن "نادي النادي” يُعد نموذجًا متطورًا لمنشآت الأندية الرياضية الحديثة التي تُقام وفقًا لأعلى المعايير الدولية، وتخدم قطاعًا عريضًا من المواطنين بالعاصمة الإدارية والمناطق المحيطة، موضحا ان "نادي النادي" بالعاصمة الإدارية يعكس رؤية الدولة المصرية في التوسع في إنشاء مؤسسات رياضية متكاملة داخل المجتمعات العمرانية الجديدة، ويُعد أحد المشروعات الرائدة التي تمثل نقلة نوعية في مفهوم الاستثمار الرياضي وتقديم الخدمة للمواطن.

وأضاف، وزير الشباب والرياضة، أنه تم الحرص خلال إنشاء النادي على تقديم منشآت رياضية تخدم كافة الفئات، بما في ذلك ذوي الهمم، ونعمل على التأكد من توافر المعايير الفنية والمجتمعية والبيئية في كل عنصر من عناصر هذه المنشآت.

وأشاد الدكتور أشرف صبحي بتعاون وزارة الإسكان في دعم البنية الرياضية داخل المدن الجديدة، مؤكدًا أن التعاون بين الوزارتين يُشكل نموذجًا لتكامل الجهود الحكومية في تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بإنشاء بنية تحتية رياضية على أعلى مستوى تُسهم في دعم الممارسة المجتمعية واكتشاف المواهب.

مقالات مشابهة

  • مبهور بـ«العاصمة الإدارية».. وزير الخارجية البولندي: مليون سائح من بلدنا يزورون مصر سنويًا
  • برنامج «المنح الصغيرة» ينفذ مشروعات لتعزيز الزراعة المستدامة بمصر
  • لمناقشة ملفات وتقارير بمختلف الوزارات.. «مدبولي» يترأس اجتماع الحكومة من العاصمة الإدارية
  • وزيرا الإسكان والشباب يتفقدان المنشآت الرياضية بالعاصمة الإدارية الجديدة
  • الإسكان توضح خطوات التقديم على شقق الطروحات الجديدة |تفاصيل
  • وزير الزراعة: الدولة المصرية خلقت طفرة واضحة في القطاع الزراعي
  • اهتمام ياباني بالاستثمار في مشروعات البنية التحتية والإسكان بمصر
  • جهاز أسيوط الجديدة: طرح محال وصيدلية ووحدات إدارية للبيع واستكمال التطوير
  • مساعد وزير الإسكان: الفترة المقبلة ستشهد توسع الدولة فى مشروعات الشراكة مع القطاع الخاص
  • وزيرة التنمية المحلية في مهمة ليلية بمصر الجديدة.. إغلاق وتشميع للمخالفين| صور