مستشار الإمام الأكبر: الأزهر هو قلعة الشموخ الصامدة التي يقصدها القاصي والداني من كل أنحاء الدنيا
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
قالت الدكتورة نهلة الصعيدي مستشار شيخ الأزهر، إن الأزهر الشريف كان وسيظل منارة علمية وقلعة الشموخ الصامدة التي يقصدها القاصي والداني من كل أنحاء الدنيا لينهل من فيض علمائه الأجلاء الذين نشروا قيم التسامح والتعاون بين البشر جميعا دون النظر إلى اللون أو الجنس أو العقيدة.. مشيرة إلى أن هناك العديد من الطلاب حول العالم يطمحون إلى التعليم في جامعة الأزهر.
وأضافت الصعيدي، أن الأزهر الشريف يقدم علمه ودعمه اللامحدود للطلاب الوافدين، مشيرة إلى أن هذا الدعم لا يقف على الطلاب الوافدين في مصر فقط، ولكن يمتد أيضًا إلى الخارج، فالأزهر يستقبل الوافدين من جميع البلاد ويعتني بهم ويوفر لهم كثيرًا من الإمكانات والمنح والدعم.
وأوضحت أن الأزهر يربي أبناءه على التعددية وقبول الاختلاف واحترام الآخر وحب الوطن والانتماء له وترتكز استراتيجيته على تنشئة الأجيال القادمة تنشئة دينية سليمة ترسخ للتمسك بالدين والأخلاق، وتحصنهم وتحميهم من السلوكيات السيئة والانحرافات الفكرية.
وأعربت الصعيدي عن سعادتها بالطالب مامادو سافيو الذي جاء إلى مصر من بلده غينيا بالدراجة الهوائية وواجه العديد من التحديات ومشاق السفر من أجل تحقيق هدفه وهو الدراسة في الأزهر الشريف.. موجهة بتقديم كل سبل الدعم للطالب ومطالبة إياه بالجد والاجتهاد لتحقيق طموحه.
وأكدت الصعيدي أن فضيلة الإمام الأكبر وجه برعاية الطالب الغيني مامادو باري.. موضحة أنه كلف المختصين بدراسة تخصيص منحة دراسية له، وصرف إعانة شهرية له، لإعانته في معاشه ودراسته، واتخاذ كافة الإجراءات التي تيسر معيشته في مصر، وتساعده على التفرغ لتحصيل العلم والمعرفة في رحاب الأزهر.
وأكدت أن الأزهر يقوم برسالته في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وينشئ لهم معاهد لتعليمها، ويُعد البرامج والخطط والمشروعات لأنه ينشد سيادة عالمية للغة القرآن الكريم عن طريق أبنائه الوافدين من العرب وغير العرب الذين قصدوا مصر و الأزهر لتلقي العلوم العربية والتفقه في الدين ليعودوا إلى أوطانهم حاملبن المعرفة ورسل الهداية ولسان العربية وإيمانا منه بأهمية اللغة في توحيد الشعوب وأنها أداةٌ لرفع الحواجز بين بني الإنسان ليتحقق قول الله تعالى: «وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا».
من جانبه قال الطالب الغيني مامادو سافايو باري الذي سافر من بلاده عبر غرب أفريقيا إلى مصر بالدراجة، إنه قطع كل تلك المسافة بحثًا عن العلم في مصر لينهل من علماء الدين بالأزهر الشريف.
وأوضح باري، أنه اختار جامعة الأزهر لتأثره بعلمائها ومشايخها وخاصة الشيخ الشعراوي أحد أعلام تفسير القرآن الكريم في العصر الحديث، والشيخ الحصري والشيخ عبد الباسط عبد الصمد وغيرهم.
وتابع: "العديد من العلماء في بلدي غينيا تلقوا العلم بالأزهر، ومن ثم فقد قررت أنا أيضًا أن أحذو حذوهم وأنطلق إلى هنا لأسعى وأحقق حلمي في الدراسة بالأزهر، ولأني لم أملك المال الكافي للرحلة، فعزمت على شراء دراجة للسفر إلى مصر".
وأضاف أنه رغم مشقة الرحلة، التي بدأت منذ أربعة أشهر، فإن قرار جامعة الأزهر بتقديم منحة دراسية له أنساه كافة المصاعب التي واجهها في رحلته عبر ست بلدان.
وأعرب الطالب الغيني عن سعادته بحسن الاستقبال والحفاوة التي وجدها عند وصوله لمصر، مشيرًا إلى أن سفارة بلاده وجامعة الأزهر لم تدخرا جهدًا في مساعدته وتسهيل إقامته ورحلته الدراسية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأزهر الدكتورة نهلة الصعيدي غينيا مستشار الإمام الأكبر قيم التسامح الأزهر الشریف
إقرأ أيضاً:
أمين البحوث الإسلامية: الطلاب الوافدين سفراء الأزهر وامتداد له في كل أرجاء المعمورة
قال الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، لقد شهدت الفترة الأولى من ثلاثينيات القرن العشرين تغيرًا في العلاقات بين شعوب العالم الإسلامي والأزهر الشريف؛ حيث بدأ وفود البعثات الرسمية من بعض الدول للدراسة بالأزهر بعد أن كانت الدراسة فيه تتسم بالصفة الفردية أو على المستوى الشخصي، يرجع تاريخ أول دفعة من طلبة العلم الصينيين درست بالأزهر إلى عام 1931، وكان من بين طلابها على سبيل المثال العالم الكبير المرحوم محمد مكين ما جيان، والعلامة المؤرخ عبد الرحمن نا تشونغ، اللذان قدما إسهامات عظيمة لتعليم اللغة العربية في الصين وللعلاقات الصينية العربية، وغيرهما من كل دول العالم.
وأضاف الدكتور الجندي خلال كلمته بحفل تخرج الطلاب الوافدين بالأزهر" دفعة شهداء غزة 2"، أنه قد تفرع عن جذر الأزهر الشريف وعي معتدل في قلب كل خريج الأزهري وفد على أروقته من بلاد بعيدة يطلب العلم والمعرفة الرصينة المتأصلة، ويتمدد هذا المشجر الفكري الوسطي المعتدل في أوردة المعمورة ليشع النور والهدى، فقد أصبح للأزهر بعلمائه امتداد يملأ خريطة الكرة الأرضية؛ ودخل العلامة السفير الأزهري الوافد إلى مصر ليدرس في أروقة الأزهر الشريف، فدخل في عقد السند الأزهري المتصل بالعنعنة، وأصبح في سنده العام شيوخ الأزهر وعلماؤه.
وأردف الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الطلاب الوافدين هم سفراء الأزهر الشريف وامتداد له في كل أرجاء المعمورة تجاوزا للإقليم العربي تجاه فضاء العالم الإسلامي بأفريقيا وجنوب شرق آسيا، إلى الصومال في شرق أفريقيا، وإثيوبيا ودول حوض النيل، ونيجيريا في غرب أفريقيا، وصولًا إلى بورما جنوب أسيا، وإندونيسيا جنوب شرق آسيا وماليزيا وتايلاند، إلى الغرب القريب في أوربا والبعيد في الأمريكتين وكندا، وأولى فضيلته لطلاب غزة اهتماما خاصا ورعاية متميزة ماسحا على رؤوسهم بحنانه الفياض، ومشاعره المتدفقة، فإننا نجد متابعة شيخ الأزهر الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، بنفسه للطلاب الوافدين ، ومن صور دعمهم أن منحهم آلاف المنح الدراسية والإقامة والرعاية العلمية والمعيشية، وتابع سلامة صحتهم البدنية والنفسية.
وأوضح فضيلته أن الأزهر الشريف بكل قطاعاته وفروعه يمد يد العون ويضخ علومه ومنهجه الوسطي في وعي الطلاب الوافدين، فهذا مركز تطوير الطلاب الوافدين بالأزهر الشريف ـ صاحب هذا العرس ـ بريادة معالي المستشار أ.د/ نهلة الصعيدي، وبإشراف مباشر من فضيلة الإمام الأكبر جاء اليوم ليجسد صورة كلية تعبر عن مشجر الأزهر الشريف في العالم بمشاركة ست وثلاثين دولة، وقد أولى مركز التطوير للطالب الوافد عناية خاصة من كل زوايا احتياجاته، وهذا أيضا مجمع البحوث الإسلامية يقدم دعمه أيضا لخدمة الطالب الوافد تكوينا وتدريبا وإجراء وحلا للمشكلات والمعضلات.
وتابع الدكتور الجندي أن جامعة الأزهر الشريف هي أيضا تدعم الطالب الوافد على كل الأصعدة وبكل صور الرعاية، وهذا قطاع المعاهد يتابع عن كثب أمور الطالب الوافد، وهذه المنظمة العالمية لخريجي الأزهر تجسد جمعية مركزية لخريجي الأزهر تجتمع تحت مظلتها رابطة جامعة لكل الأنساق الواردة على الأزهر الشريف، حيث تتكامل جميع القطاعات الأزهرية في كيان واحد خدمة للطالب الوافد، حماية لوعيه من الشرود للتطرف يمنة أو يسرة، وتحصينا لوعيه من اختراقات الفضاء الإلكتروني والواقعي، حتى يتكون لديه فكر وسطي معتدل يعبر عن سماحة الإسلام واعتباره للأحوال والتغيرات.
واختتم الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أنه في ظل ما يشهده العالم من حولنا من تغيرات خطيرة يأتي دور الأزهر الشريف قلب مصر النابض وقلعتها المقننة لكل طرح فكري أو علمي يأتي دوره في حماية الوعي محليا وعالميا من مداخلات الإرهاب، واستقطابات التطرف وينسج حروف الاعتدال ويرسم صورة الإسلام بإبداع يمحو عنه الشبهة ويدفع الفرية عن عن هذا الدين الحنيف.