تأسيس مناطق اقتصادية ذات طبيعة خاصة ينهى أزمة استقطاب الأموال الأجنبية
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
3 مستهدفات رئيسية تعيد للبورصة ريادتها
هذا أنا وهذه حقيقتى، مسيرتى ترسم حاضرى، مستقبلى، وقيمتى، فكل منا يوزن بقدر دوافعه، إرادته، عزمه وإصراره، فمن امتلك الهدف صنع ما يريد، فامضِ فى دربك، ﻭاﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣنه ما يضيف لقيمتك.. تعلم، وفكر بعمق وبنقد، فالذكاء والشخصية هما الهدف الحقيقى من التعليم.. وكذلك محدثى وضع نفسه فى قائمة الذين لا يرضون سوى بالتميز ومقدمة الصفوف، لا يترقب النجاح دون كفاح، ولا التمنى دون عمل.
نتائجك هى حصيلة أعمالك، واجتهادك، فلا تلُم أحداً، ربما لا يمكنك إيقاف الصعاب، ولكن يمكنك تجاوزها، «لا تستلم، فالأشياء الجميلة تأخذ وقتاً، وهذا حلمك يستحق الصبر.. وعلى هذا كانت رحلته منذ الصبا كل ما كان عائقاً أمامه زاد من قوته، وثقته.
الدكتور أحمد السيد رئيس قطاع البحوث السابق بالبورصة المصرية.. إيمانه أن الخير الذى تزرعه فى طريق غيرك سيزهر فى طريقك، سعادته يجدها فى المعرفة، والتعلم، الأمانة والعطاء أهم مفردات قاموسه، يحمل الشكر لكل من ساهم فى صناعته.
بالطابق الخامس، الواجهة مصممة بأشكال خشبية، محاطة ببعض الديكورات الجميلة، فى المدخل الرئيسى البساطة عنوان المكان، لمسة أنيقة ومتميزة، رسمها اللون البيج، ممزوجاً باللون السماوى ليضفى هدوءاً، وطاقة إيجابية، أشعة الشمس تصل إلى الأركان، الخشب بأناقته المميزة، والزجاج الشفاف، يزيد من جمال وبساطة الممر المنتهى بغرفة مكتبه.. تبدو مكتبته أكثر ثراء بالكتب، والمجلدات التاريخية، كتب تتعلق بمجال عمله، ودراسته الاقتصادية، قصاصات ورقية يسطر بصفحاتها أجندة عمله اليومية، وأخرى يدون بسطورها، تفاصيل رحلته ومسيرته فى ساحة الاقتصاد وسوق المال، ذكريات رسم تفاصيلها بكلمات شكر لوالديه، وزوجته، كلمات لها الدور الأكبر فى مسيرته بدأها بقوله «لا يكون يومك كأمسك، ولا غدا كاليوم، فتنافسك مع ذاتك أفضل، ويدفعك إلى الأمام دائما».
العلم يبنى بيوتاً لا عماد لها، بهذا المنطق كان فكره قائماً على العلم، والتعلم، أكثر هدوءاً فى حديثه، يبدو لمن لا يعرفه غامضاً.. حماسى، يركز على التفاصيل، ليصل للنتائج الدقيقة، يقدم رؤية واضحة، حينما يتحدث عن المشهد الاقتصادى يكون أكثر تركيزا.. يقول إن «الاقتصاد الوطنى صادفه سوء حظ، مع تأثير المتغيرات الخارجية، المستمرة، وأيضاً مع عدم تحقيق انفراجة سواء فى معدلات التضخم المرتفعة، أو احتمالية خفض معدلات أسعار الفائدة، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية التى تنعكس سلبيا على اقتصاديات الدول النامية والناشئة، ومنها الاقتصاد الوطنى، حيث تعمل هذه المؤثرات على تأخر انطلاقة الاقتصاد.
عمق التفكير يجعله ينظر إلى الصورة بشكل أشمل، ونفس المشهد داخلياً عندما يتحدث، يرى أن المشهد أصبح صعباً، والعلاج بات محدوداً، فى الوقت الذى يتم فيه البحث عن دولار لتلبية احتياجات الدولة، مع حالة الترقب لتحرير جديد لسعر الصرف، وهو ما تسبب فى تفاقم المشكلة، زاد منها انفلات فى الأسعار، وبالتالى لا حلول أمام الحكومة سوى الاستمرار فى بيع الأصول، التى يرفض المستثمر الاقتراب منها، بحجة ترقبه لعملية تحريك للعملة المحلية، وأيضاً ارتفاع معدلات التضخم التى سببها قلة العرض وليس زيادة الطلب، وبالتالى لن يفيد رفع أسعار الفائدة إذا ما لجأت الحكومة إليه لمواجهة غول التضخم.
- بثقة وصراحة يجيبنى قائلاً: «إن بعض الملفات تتطلب سرعة حسم، ومنها الخروج من النفق المظلم للدين الخارجى، الذى بات غولاً يعمل على عرقلة انطلاقة الاقتصاد، لذلك على الحكومة العمل على ضرورة قيام المؤسسات الدولية بالنظر فى جدولة مثل هذه الديون وإعادة هيكلتها، عبر تأجيل الأقساط، أو ترحيلها، مثلما تعاملت هذه المؤسسات مع الدول الناشئة فى جائحة كورونا، وكذلك ضرورة الضغط على المؤسسات المالية المقرضة بتأجيل هذه القروض، فى ظل تأزم المشهد وضرورة سداد الالتزامات بالدولار التى تصل إلى 24 مليار دولار، وهو مبلغ كبير للغاية، يحتاج مزيدا من الإيرادات الدولارية، وهذا يتطلب استمرار تخارج الحكومة من حصصها بالشركات الحكومية، مع ضرورة التركيز على التصنيع والإنتاج والتصدير، إذا أرادت الخروج من هذا النفق».
«لا نجاح لمن لم يضع هدفاً نصب عينيه ليصل إليه» هكذا يحلل مشهد السياسة النقدية ممثلة فى البنك المركزى، وتحديدها أهدافاً منذ انطلاقة الإصلاح الاقتصادى نوفمبر 2016، وهو ما تحقق بالفعل عندما نجح فى انحسار معدلات التضخم، وأيضاً استقرار سعر الصرف، لكن الأزمات التى تلت هذه الفترة، والمتغيرات الخارجية بسبب كورونا، والصراع فى منطقة اليورو، تسبب فى حالة ارتباك جديدة وقوية للاقتصاد الوطنى، بسبب الاعتماد الكلى على أطراف الصراع، خاصة فى استيراد السلع الأساسية، وكذلك تخارج الاستثمارات الأجنبية، فى استثمارات المحفظة، التى زادت من الأزمة، وتبين بسببها أن تعافى الاقتصاد لم يكن مستداماً، ولكن كان هشاً وضعيفاً، فى ظل استمرار سياسة الدفاع عن الجنيه التى لم تقدم حلاً.
بمنطق العلم ثروة، والتعلم الذاتى يعزز القدرة على الرؤية والتفكير يكون منهج الرجل، وتبين ذلك عندما يحلل مدى تأثير خفض أو رفع أسعار الفائدة على المشهد الاقتصادى، يقول إن «اقتصاديات الدول النامية تعانى من أسعار الفائدة، وتداعياتها السلبية على الاستثمار، فى ظل استمرار الفيدرالى الأمريكى لرفع معدلات أسعار الفائدة، مقابل زيادة المخاطر بالاقتصاديات النامية، بسعر وعملة مختلفة، لذلك على البنك المركزى التوقف عن رفع أسعار الفائدة، حيث تبين من التجربة أنه لم يفيد الاقتصاد، ولم يستجيب التضخم لمعدلات سعر الفائدة، مع العمل على تحقيق الرقابة الكاملة بالأسواق نظرا لاستغلال الأزمات، والقيام برفع أسعار السلع بنسبة جنونية، رغم ثبات أسعار الصرف».
- بدا على ملامحه علامات ارتياح قبل أن يجيبنى قائلاً «إن الاقتراض فى حد ذاته ليس بالأزمة، بل إن هناك نظرية قائمة وهى النمو بالعجز، والتى تتمثل فى الاقتراض من أجل النمو بصورة أكبر، طالما هذا الاقتراض فى حدوده الآمنة، لكن القفزة التى شهدها الاقتراض فى السنوات الأربع الماضية، بسبب الأزمات المتلاحقة التى ضربت اقتصاديات الدول النامية، وأثر على الحصيلة الدولارية من موردها الرئيسى، سواء فى السياحة، أو التجارة أو قناة السويس، وبالتالى كانت الأزمة على الحكومة التى إذا ما أرادت الخروج من هذا النفق عليها أن تحقيق التوازن من خلال زيادة قيمة الصادرات، استقطاب الاستثمارات الأجنبية».
رحلة طويلة من التجارب خاضها، أصقلت خبراته، وعززت ثقته، يتبين ذلك حينما يتحدث عن السياسة المالية، ودورها فى الاقتصاد،إذ يرى أن الإيرادات الكلية، بما تتضمنه من إيرادات ضريبية، تقوم فقط بتغطية، أعباء الدين المتراكمة على مدى زمنى طويل، ورغم ذلك ليس هناك أزمة أن تعتمد الإيرادات على المنظومة الضريبية، مثلما يحدث فى العديد من اقتصاديات الدول الكبرى، ولتحقيق ذلك، يكون بمضاعفة الإيرادات بالعمل على ضم الاقتصاد غير الرسمى لمنظومة الاقتصاد الرسمى، وهذا يتطلب استراتيجية قومية، محددة يستهدف خلالها الوصول بمعدلات محددة للاقتصاد غير الرسمى، بحيث أن يكون خلال فترة زمنية بأن يصل إلى نسبة كبيرة بالسوق، مع تقديم محفزات أكثر جذبا، وكذلك تقديم تسهيلات واسعة، للوصول لهذا القطاع.
دار بذهنى العديد من علامات الاستفهام حول تدنى قيم الاستثمارات الأجنبية المباشرة، رغم الإمكانيات التى يحظى بها السوق المحلى، والمقومات المتاحة للتوسع فى الاستثمارات الأجنبية، ويبدو أن الرجل قرأ ما فى داخلى فبادرنى قائلا: «إن المحور الرئيسى فى استقطاب الاستثمار، يترتب على تحقيق بيئة جيدة للاستثمار، ومدى ملائمة المناخ الاستثمارى، وهذا يتحقق من خلال تطوير للتشريعات، والقضاء على البيروقراطية، ونسف منظومة الجهاز الإدارى الذى يزيد من صعوبة التوسع فى الاستثمارات، بالإضافة إلى الإسراع بتأسيس مناطق اقتصادية بقوانين خاصة منفصلة عن بيروقراطية الجهاز الإدارى، قادرة على الإسهام فى تحقيق طفرات كبيرة للاستثمارات الأجنبية المباشرة».. واستشهد فى هذا الصدد باقتصاد سنغافورة الذى نجح فى أن يجذب استثمارات سنوية تتجاوز 120 مليار دولار، بدعم بيئة الاستثمار الجاذبة للأموال الأجنبية.
من أجل الوصول إلى الهدف يجب أن تكون الأفكار إيجابية، وهذا ما يجب أن ينفذه القطاع الخاص، والحكومة وفقا لتحليل محدثى حتى يتمكن القطاع الخاص من القيام بدوره بصورة كاملة، بحيث ينفذ كل طرف واجباته نحو الآخر، بأن تقوم الحكومة بتقديم محفزات شاملة للقطاع الخاص، وإتاحة الفرصة أمامه للنمو، بتحقيق عدالة كاملة فى المنافسة، ونفس الأمر بالنسبة للقطاع الخاص عليه أن يعيد النظر فيما يحققه من هامش أرباح كبيرة، غير مقبولة، زادت من أزمة التضخم.
فجأة ودون مقدمات غيرت الحكومة فلسفتها فى ملف برنامج الطروحات الحكومية لتتحول استراتيجيتها إلى البيع لمستثمر استراتيجى قادر على شراء الحصص المعروض للبيع، مما أثار جدلا واسعا بين المراقبين والخبراء، إلا أن محدثى له رؤية خاصة فى هذا الصدد تقوم على أن الحكومة أضاعت العديد من الفرص لنجاح هذا الملف، كان سيحقق إفادة كبيرة على كافة المستويات لسوق الأسهم، قبل دخول الاقتصاد فى السنوات الأخيرة بأزمات متتالية، لكن لم تنجح فى ذلك الأزمات المفتعلة فى هذا الملف، وبسبب الرفض من داخل هذه المعروضة، ساعدها عدم الاهتمام، إلى أن وجدت نفسها فى «حيص بيص» واضطرت لمواجهة أعباء الدين إلى سرعة البيع لمستثمرين استراتيجيين، على أمل توفير العملة الصعبة، لذلك عليها أيضاً العمل على تأسيس شركة قابضة فى كل قطاع يضم شركات تابعة لهذا القطاع، بحيث يتم طرح هذه الشركة القابضة للمستثمرين فى السوق.
تفاؤل يرتسم على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلا إن «البورصة فى حاجة إلى دور الدولة لدعمها، والعمل على تذليل كافة العقبات والمشكلات الذى يواجهها السوق عبر 3 محاور مهمة تتمثل فى التوسع فى ضخ أموال كبيرة من جانب المؤسسات المالية، مما يفتح شهية الشركات على الطرح، وبالتالى تعمل على تعميق السوق، مع العمل على تفعيل المنتجات المالية المتعددة التى تم إقرارها خلال الفترة الماضية ولم تنفذ».
الإيمان بأحلامه والتحمس له سر نجاحاته المتتالية، حدد أن أى شيء يستحق الحصول عليه يستحق العمل من أجله، وعلى هذا كانت مسيرته عمل وجهد، وإيمان بما يفعل، تمنى دراسته وتخصصه وعمل من أجلها فكان له ما أراد، صفحات مشواره كلها جهد وكفاح وعلامات مضيئة، يرى أن المجد لا يكون إلا بالتنافس مع الذات لذلك يحث أولاده على ذلك، الاجتهاد والتعلم المستمر، مغرم برياضة المشى لما تمنحه من قدرة على التفكير الهادئ، عاشق للقراءة التى هى جزء من شخصيته، محب للألوان الخضراء التى توحى بالنمو، يسعى إلى تحقيق المزيد من النجاح، ليقينه أن ما زرعته خير، وعمل تحصده تفوق.. لكن يظل شغله الشاغل العمل الجاد والمساهمة من آراء لعودة البورصة إلى الريادة، والذى هو جزء منها، وقطع سنوات طويلة فى العمل بها.. فهل يستطيع ذلك؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د أحمد السيد البورصة المصرية تأسيس مناطق اقتصادية الأموال الأجنبية الأموال بورصة الدكتور أحمد السيد سعر الصرف الاستثمارات الأجنبیة اقتصادیات الدول أسعار الفائدة العمل على
إقرأ أيضاً:
طرح شركات الجيش فى البورصة يعزز ثقة القطاع الخاص
مليار جنيه حجم المشروعات المنفذة من المكتب
هى ليست مجرد كلمات متراصة، بل أفكار تتجسد فى أروع صورها، تنقلك إلى عوالم أكثر حداثة، تجدد بداخلك الشغف والإلهام.. عبارات تحمل فى طياتها قوة التأثير وسحر الإبداع، كلمات تدعو إلى التفاؤل والأمل، تجعلك تسطر مسيرة صفحاتها تحمل القوة، تدفع إلى مسار التفكير الإيجابى، والقدرة على أن تكون قيمة مضافة.. عليك أن تفتش فى عمق الأشياء وليس ظاهرها.. وكذلك محدثى سلك فلسفة طريق العقلية الفارقة، ليُحدث أثراً، ويترك بصمة.
الأحلام هى بذور الواقع، فلا تتركها تذبل بل اسْقِها بالعمل، والإصرار، لا تندم فكل يوم فى مشوارك يعلمك درسا جديدا، فثقتك بنفسك تجعلك قادرا على تحقيق كل ما تريد، حتى لو واجهت تحديات صعبة، ومطبات وعرة.. وعلى هذا الأساس كانت مسيرة محدثى منذ الصبا.
محمد خضير، الشريك المؤسس والمدير لمكتب خضير للاستشارات القانونية، والرئيس التنفيذى الأسبق لهيئة الاستثمار.. الموهبة فى قاموسه وحدها لا تكفى للوصول إلى الهدف، لكن العزيمة والإصرار هما الفيصل، أسلوبه يُبنى على السهل الممتنع، يصنع معجزته بنفسه، يحمل الشكر لكل من ساهم فى صناعة شخصيته وأولهم والداه وزوجته.
تصميم رائع، أفكار مبتكرة تضفى لمسة من الأناقة، واحة خضراء، تتوسطها أرض عشبية، تتخللها مسارات ضيقة للمياه، على أطرافها نباتات عطرية، بموازاة السور شريط من الأشجار المثمرة.. الواجهة مصممة برسومات هندسية.. عند المدخل الرئيسى اللون الأبيض الكريمى يسود الجدران، تزين بمجموعة من اللوحات المنقوشة برسومات يدوية تحمل تراث العصور القديمة، مجسمات وأنتيكات ترصد محطات مهمة من التاريخ، نباتات عطرية، وفازات ديكورية تملأ أرجاء المكان.. بالطابق الثانى تبدو غرفة مكتبه، وقد اتسم ديكورها بالكلاسيكية، صورة والديه تزين الغرفة، أرفف مكتبته تضم قرابة ألف كتاب من النوادر، وملفات التاريخ والعظماء، سطح مكتبه أكثر تنسيقا، وترتيبا، قصاصات ورقية يدون فى سطورها تفاصيل عمله اليومى، أجندة ذكريات تحمل محطات فارقة فى حياته، وكل مشواره وما تحقق له من نجاحات، بدأ افتتاحيتها بقوله «اجعل رصيد رحلتك أن ليس لك إلا ما سعيت».
تحليله يبنى على التفكير العميق، والقرارات الحاسمة، عقلية تتسم بتحقيق الفارق، وطنى بدرجة كبيرة، تجده مهموما بكل ما يتعلق بالنمو والتنمية، لا يتردد فى التحفظ، والانتقاد للأمور التى تتطلب ذلك.. يقول إن «تحليل مشهد الاقتصاد الوطنى يتطلب تفسير ما شهده الاقتصاد العالمى، والمتغيرات التى شهدها على مدار الـ5 سنوات الماضية، والتى مثلت ضغوطا، وخطرا على اقتصاديات الدول، ومنها الاقتصاد الوطنى الذى يتعرض لضغوط، ومؤامرات مضاعفة.
لم تقصّر الدولة فى تجهيز البنية التحتية، بحسب قول الرجل بهدف استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، وزيادة الإنتاج، بما يحقق مستهدفات الدولة فى تعظيم الصادرات، وترشيد الواردات، لكن هذا الملف لم تحقق الدولة به أى نجاحات، كونه من الملفات التى تتطلب تخطيطا فنيا دقيقا، واستراتيجية عميقة، يحتاج رؤية متكاملة، ومن أجل ذلك كان العمل بالاهتمام بملف الاستثمار لخدمة زيادة الإنتاج، من خلال خريطة استثمارية بمفهومها الصحيح تتناسب مع المحافظات، وميزاتها التنافسية، وهو ما يحتاج توحيد إجراءات الاستثمار بصورة مركزية لدى الأشخاص والقطاعات والجهات التى تمتلك خبرة عميقة فى المجال الاستثمارى.
* إذن ما رؤيتك لمستقبل الاقتصاد الوطنى؟
- بثقة وتفكير عميق يجيبنى قائلا إن «المشهد القادم يحمل التفاؤل والثقة، لكن بتوافر 5 عناصر رئيسية تتمثل فى تعظيم فكرة سيادة القانون بشكل متكامل، بحيث يكون المركزية التى يتم التحرك من خلالها، وتعميمها، بالإضافة إلى العمل على إعادة صياغة التخطيط الاستراتيجى ورؤية الدولة للاحتياجات القومية فى الاقتصاد الوطنى، بما فيها رؤية 2030، التى تتطلب تطويرا، وكذلك العمل على الخطة القومية فيما يتعلق بمبادرات لاستضافة أعظم الخبراء المصريين، من أجل تحديد روشة متكاملة، تتم صياغتها، والعمل على تنفيذها، بما يسهم فى معالجة القصور، فى ظل المتغيرات الخارجية الصعبة، وكذلك أيضاً زيادة حجم الشفافية فى التعامل مع الشائعات التى يهاجم بها الدولة، حيث إن الصمت عنها، تضر بالدولة، بالإضافة إلى ضرورة عودة مؤتمرات الشباب التى كانت همزة وصل مع المواطنين».
قطع مشوارا طويلا وكاملا فى العلم، وهو ما يميز الرجل فى كل ملف يتحدث عنه، تجده يتساءل بشأن أسعار الفائدة، وهل رفع الفائدة يحقق استفادة لرجل الشارع؟.. يعود ليجيب قائلا إن «رفع الفائدة لمواجهة التضخم، وله فوائده المحددة من جانب الحكومة، لكن فى هذا الملف لا بد أن يتحقق تناغم بين السياسة النقدية، والمالية، والسياسات الحكومية من خلال خطة واضحة، ومتكاملة».
يعلم أن للإنسان ما سعى، واجتهد، لذلك تكون رؤيته قائمة على السعى والاجتهاد، ونفس الأمر عندما يرى أن الحكومة سارعت إلى تفعيل الرخصة الذهبية، كونها تعمل على تسهيل وتيسير الإجراءات الخاصة بالمشروعات الاستراتيجية والقومية الكبرى، بما يسهم للتوسع فى المشروعات الاستثمارية، بعيدا عن الإجراءات الروتينية فى دهاليز المصالح الحكومية والهيئات.
لا بد أن تترك بصمة وأثرا يحقق الإفادة العامة، هو ما يؤمن به محدثى، تجده يتحدث عن الاقتراض الخارجى، وتداعياته، والبدائل التى اعتمدت عليها الدولة، منها عملية بيع الأصول، كهدف استثمارى، وكذلك تمكين القطاع الخاص، خاصة أن الاستثمارات والتوسع فى المشروعات الاستثمارية، تعتبر عمقا استراتيجيا، واقتصاديا، وتعمل على استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، ولا تمثل خطرا.
رغم الجدل الواسع حول الأموال الساخنة، ومدى إفادتها للاقتصاد إلا أن محدثى له رؤية خاصة فى هذا الصدد، حيث يعتبرها ضرورية، إذ إنها تدعم الاستثمار المباشر، وتعتبر شهادة ثقة للاقتصاد، خاصة أنه فى عام 2017 كان هناك حجم كبير من التدفقات النقدية، فى ظل تحرير سعر الصرف، والشهادة الكبيرة من مؤسسات الائتمان الدولية بالاقتصاد الوطنى، لكن لم يقم الجناح الاستثمارى بدوره للاستفادة من هذه التدفقات بتحويلها إلى استثمارات مباشرة، تخدم مصلحة الاقتصاد.
التفاصيل مهمة لدى محدثى من خلالها يتمكن من الوصول إلى النتائج الدقيقة، ونفس الحال حينما يتحدث عن السياسة المالية، يعتبر أنها شهدت تحسنا كبيرا من خلال إعادة الصياغة فى الملف، وكذلك منظومة الضرائب التى لا بد التعامل معها على أنها لا تمثل عبئا على العملاء والمستثمرين، بما لا تدفع الاستثمارات الأجنبية للتخارج، وهو ما تسعى إليها المنظومة الضريبية، التى شهدت مرونة كبيرة، بما يحقق استقطاب الكثير من الاستثمارات الأجنبية، بالإضافة إلى الجهد الكبير المبذول للوصول إلى الاقتصاد غير الرسمى وضمه إلى المنظومة الرسمية، من خلال العديد من المحفزات، والمميزات.
* كيف ترى المشهد فى ملف الاستثمار الأجنبى المباشر.. وما المطلوب لزيادة حجمه بما يتناسب مع مكانة السوق المصرى؟
- علامات تفاؤل ارتسمت على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلا إن «استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، تتطلب حزمة تحفيزات، تسهم فى جذب المستثمرين، وهو ما يتطلب إعادة صياغة الملف، خاصة أنه ملف يعتبر ميكانيكا الاستثمار، ومع عودة وزارة الاستثمار سوف تسهم فى جذب المزيد من التدفقات، بالإضافة إلى الدور الكبير الذى قد تلعبه المناطق الاقتصادية ذات القوانين الخاصة، والجهد المبذول فى هذا الملف إلى أن تم تأسيس مركز المال والأعمال فى أفريقيا بالعاصمة الإدارية، باعتباره منظومة مستقلة من شأنها تحقيق طفرة فى الاقتصاد، حيث حققت مثل هذه النماذج قفزات كبيرة فى العديد من الدول المحيطة».
الوضوح والصراحة من السمات التى تميز الرجل، يتبين ذلك فى حديثه عن برنامج الطروحات الحكومية والاتجاه إلى المستثمر الاستراتيجى، بهدف توفير العملة الصعبة، فى السوق، ثم لجأت مرة أخرى إلى الاكتتابات العامة، مع التوسع فى المشروعات الاستثمارية، بحيث تعمل هذه البدائل فى اتجاه واحد، خاصة أن السوق مؤهل لاستقبال مثل هذه الطروحات، ونجاحها، مع مراعاة التسعير والمحفزات التى تستقطب مزيدا من المستثمرين.
* بعد الإعلان عن طرح شركات القوات المسلحة بالبورصة.. فما تعقيبك؟
- علامات ارتياح ترتسم على ملامح الرجل قبل أن يجيبنى قائلا إن «هذه الاتجاه يصب فى مصلحة الاقتصاد، خاصة أن إفساح المجال لصالح القطاع الخاص أمر جيد، ولكن تأخر تخارج الدولة سيعمل على زيادة التحديات، وبالتالى فإن طرح شركات الجيش بالبورصة يسهم فى تمكين وتعزيز ثقة القطاع الخاص لتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد».
الصدق والوفاء من السمات التى يتميز بها الرجل، فى حديثه يتكشف ذلك عبر مقترحاته للحكومة بعد حالة الجدل المثارة حول اختيار المسئولين فى المناصب المختلفة والمهمة، بحيث يكون اختيار الكفاءات فى المناصب دقيقة، وقادرة على تنفيذ السياسات، ووضع مؤشرات قياس أداء عند توليهم المسئولية، بحيث إن التنفيذى قادر على إدارة الملفات المختلفة.
ليس النجاح فى مفرداته هدفا، ولكن كل ما يشغله أن يضيف قيمة، وفى كل مكان عمل به نجح فى أن يضيف كل ما يسهم فى دفع عجلة الوطن، وهو ما ينتهجه فى شركته، مع مجلس الإدارة، حيث نجح خلال الفترة القليلة الماضية فى حصد العديد من الجوائز المهمة، وهذا نتيجة لانتهاجه استراتيجية احترافية تقوم على تقديم خدمات أكثر تميزا للعملاء فى مجال الاستشارات القانونية، والأعمال، سواء كانت عمليات تأسيس أو صفقات، أو منازعات، إذ نجح فى تأسيس عدد كبير من الشركات، وتنفيذ عدد من الاستحواذات، بالإضافة إلى حجم أعمال لمشروعات تتجاوز المليار جنيه والمنفذة من خلال المكتب، مع النجاح فى الاستمرار بالتوسع فى حجم الشركاء، بعد أن أصبحت أسرة المكتب تتجاوز عن 60 فردا.
اذهب نحو أحلامك بثقة، وأحيى مسيرتك كما تخيلتها، وعلى هذا الأساس يسير الرجل فى كل مشواره العملى، لذا تجد مستهدفاته تبنى على 6 مستهدفات تتمثل فى الاستمرار فى تحقيق النجاحات، والعمل على التوسع الإقليمى من خلال التحالفات بدول الخليج، وكذلك الاستمرار فى تدريب جيل جديد من المحامين الذين يدركون قيمة المحاماة، والتوسع فى حجم الصفقات المدارة من قبل المكتب للعملاء، واستهداف 10 صفقات خلال عام 2025، مع تعظيم نجاحات قسم المنازعات بقيادة الشريك أحمد قطب سواء فى التحكيم أو التقاضى.
الصفات فى شخصه كانت كفيلة بأن تجعله أكثر توازنا، وعقلانيا، يحث أولاده على الرضا والاجتهاد، لكن يظل شغله الشاغل خدمة وطنه، والوصول بالمكتب إلى الريادة.. فهل يستطيع ذلك؟