عبقرية الرسول في القيادة العسكرية
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قائدا عسكريا محنكا ومميزا, بحيث أنه يتفوق على جميع العسكريين المحترفين الذين تدربوا في الكليات والمعاهد العسكرية وامضوا جل أعمارهم في المعارك العسكرية وهذا هو مبلغ عظمته ونبوغه عليه وعلى آله الصلاة والسلام كونه كان شخصاً أمياً لم ير حرباً من قبل سوى حرب الفِجار التي كانت نزاعاً محدوداً، ولم يشترك في تلك الحرب بشكل فعلي بل قام بنقل السهام إلى أعمامه فيها, وبعد الرسالة يقود معارك لها استراتيجياتها وينتصر في جميعها ويتفوق فيها تفوقاً يعجز عنه كبار القادة العسكريين المحترفين، وهذا من أدلة نبوته فقد كان صلى الله عليه وسلم يبصر قريب الأمور كما يبصر بعيدها ويدرس كل احتمالات المعركة التي سيدخلها ويهيئ جميع استحضار اتها ويبذل كل ما في وسعه من جهد ويشاور أصحابه ويأخذ بكل الأسباب الدنيوية التي تمكنه من تقدير الموقف السليم لتحقيق التفوق على عدوه.
وكان يعتبر أن بناء المعنويات وتعزيز الحالة النفسية للمقاتلين أكبر دافع للاستبسال في القتال سعياً إلى تحقيق النصر أو الشهادة. كذلك عكس صلى الله عليه وسلم مبدأ القائد القدوة كنموذج للقوة والحكمة والشجاعة والمبادرة.. معتبراً التخطيط السليم للمعركة على أحدث المعلومات عن العدو وتحركاته وقوته وخططه، أولى ركائز النصر.
وكان صلى الله عليه وسلم يشجع جنوده علي القتال ويرفع معنويات جيشه ويقوي عزائمهم ولا يكره أحدا علي القتال استنادا أعلى قوله تعالى: (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلا) [النساء : 84] وكان صلى الله عليه وسلم يتقدم جنوده بنفسه في المعارك وكان مثالا يحتذى في الشجاعة قال علي كرم الله وجهه ورضي الله عنه كنا إذا حمي الوطيس نلوذ ونحتمي برسول الله فما يكون أحد اقرب الي العدو منه.
كما ادخل صلى الله عليه وسلم أسلوبا جديدا في القتال لم تعرفه العرب من قبل هو أسلوب الصفوف (كانوا يقاتلون بأسلوب الكر والفر) كما كان لا يبدا أحدا بالعدوان ولكن إذا علم بعزم الأعداء على قتاله لم يمهلهم حتى يهاجموه بل يبادرهم بالهجوم لأنه أبدا لم تكن الحرب غاية من غاياته وفي أي مرحلة من مراحل حياته، بل كانت الوسيلة الأخيرة التي يطرق بابها، إذ كان يقدم البدائل للطرف الآخر على الدوام، أما البديلان الأولان فكان إما الدخول إلى الإسلام أو إعطاء الجزية. وكان صلى الله عليه وآله سلم يذكّر القواد والجنود الذين يرسلهم إلى القتال بعدم التعرض للنساء والأطفال والشيوخ ومن لا يحمل السلاح، وكان شعاره صلى الله عليه وسلم "الهجوم أحسن وسيلة للدفاع."
سنتحدث عن بعض الأمثلة عما تكلمنا عنه من الأساليب التي اعتمدها عليه وآله الصلاة والسلام في مغازيه ومعاركه فعن اعتماده الكتمان والمباغتة في تحركاته، نأخذ غزوة خيبر كمثال واضح على هذا، فقد أظهر أنه متوجه نحو غَطَفَان ولكنه سار إلى خيبر، وظنت غَطَفَان أنه سائر إليها فتحصنت خلف أسوارها، واعتقدت خيبر أن الأمر لا يهمها وبعيد عنها، فباغتهم صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الصبح.
ودخل مكة بالمبدأ نفسه، إذ لم يكن حتى أبو بكر رضي الله عنه يعلم وجهة الرسول صلى الله عليه و سلم, وكانت مفاجأة أهل مكة كبيرة، وعندما علموا بالموقف لم يجدوا مجالاً سوى للاستسلام والقبول بدخول النور المحمدي إلى مكة.
كان صلى الله عليه وسلم يختار الوقت المناسب والمكان المناسب للدخول في القتال مع العدو بحيث يكون وقت المعركة ومكانها في صالح المسلمين وفي غير صالح العدوً، فقد أطال زمن معركة الخندق حتى هجم الشتاء على الأعداء فاضطروا إلى التراجع، كما كان اختيار موضع المعركة( الخندق) أيضا في صالح المسلمين. كما أن توقيت معركة حُنين كان توقيتاً رائعاً، فلو حصل هناك أي تأخير لما وجد المسلمون فرصة للهجوم بل لاضطروا إلى الدخول في معركة دفاعية تحت ظروف غير مواتية لهم.، وكذلك الاختيار الموفق لمكان معركة بدر حيث نزل المسلمون في موضع يتوفر فيه الماء بينما تم حرمان المشركين من الماء.
أما عن حرصه صلى الله عليه وسلم على مبدأ الاستخبارات فكان يجمع معلومات متكاملة عن عدوه ففي غزوة بدر خرج صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر رضي الله عنه في دورية استطلاعية للحصول علي معلومات عن قريش فسأل الشيخ الذي لقياه في الطريق عن عدد القوم فلما لم يعرف سأله عن عدد الجزور التي يذبحونها كل يوم.. فقدر صلى الله عليه وسلم عدد الجيش بضوء مقدار الطعام الذي يحتاج إليه الجيش.
وفي غزوة الأحزاب أرسل صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان ليكتشف خبر الأعداء كما كلف نعيم ابن مسعود بعد إسلامه بتخذيل جيش المشركين وبذر الشكوك والفرقة بين صفوفهم فاستطاع (نعيم) أن يفرق من تكتل بني قريظة مع قريش وغطفان.
وكان القائد العام صلى الله عليه وسلم يستشير ضباط ركنه من الصحابة رضوان الله عليهم ففي غزوة بدر قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم رأي الخباب ابن المنذر الذي أشار (بعد أن استوثق أن اختيار النبي صلى الله عليه وسلم لذلك المكان لم يكن بوحي من الله) بالتحول إلي مكان آخر وهو عيون بدر كونه أصلح وآمن للمسلمين, وفي غزوة احد استشار صلى الله عليه وسلم أصحابه وخيرهم بين الخروج لملاقاة العدو أو البقاء في المدينة كما اخذ صلى الله عليه وسلم برأي الصحابي سلمان الفارسي في حفر الخندق.
وبسبب الحنكة والعبقرية العسكرية التي وهبها الله لحبيبه صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقد حقق انتصارات باهرة في كل المعارك التي خاضها حتى ليعجز المنطق العسكري أن يتخيلها ففي يوم بدر كان عدد جنود قريش 1000 مقاتل وعدد المسلمين 314رجل والمسافة بين بدر والمدينة160 كلم ولم تكن مع رسول صلى الله عليه وسلم غير فرسان و70 بعيرا يتعاقبون على ركوبها ومع ذلك فقد هزموا قريش ..
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: کان صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
متى يستجاب دعاء عاشوراء؟.. فاتك 5 أوقات وتبقى 4 فاغتنمها إلى المغرب
لاشك أن معرفة متى يستجاب دعاء يوم عاشوراء ؟، يعد خير اتباع لهدي النبي -صلى الله عليه وسلم - الذي أوصانا بتحري أوقات الإجابة ، ومن ثم يعد متى وقت دعاء يوم عاشوراء ؟، أكثر ما يهم الجميع في هذا الوقت من العام، ممن يدركون فضل يوم عاشوراء ، الذي حث رسول الله -صلى الله عليه وسلم - على اغتنامه، وهو ما يجعل دعاء يوم عاشوراء من أهم الأدعية التي تفتح أوسع أبواب الفرج، فهذا ما يطرح سؤال: متى وقت دعاء يوم عاشوراء ؟، والذي يزيد البحث عنه كل لحظة .
ورد عن مسألة متى وقت دعاء يوم عاشوراء ؟ ، أنه بدأ وقت دعاء عاشوراء مع أذان مغرب أمس الجمعة تاسوعاء ، حيث بدأت ليلة عاشوراء، ومن هنا فإن الإجابة عن متى وقت دعاء يوم عاشوراء تتمثل في عدة أوقات على مدار ليلة أمس الجمعة ليلة عاشوراء وكذلك اليوم السبت - يوم عاشوراء- فالدعاء مستجاب في جوف الليل ، وهو وقت السحر ووقت النزول الإلهي فإنه سبحانه يتفضل على عباده فينزل ليقضي حاجاتهم ويفرج كرباتهم فيقول: «من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له» رواه البخاري.
وورد أن في ليلة عاشوراء ساعة يستجاب فيها الدعاء، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: «إن في الليل ساعة لا يوافقها مسلم يسأل خيرًا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة» رواه مسلم، وأيضا عند الاستيقاظ من الليل، وقول الدعاء الوارد في ذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَعَارَّ -أي: استيقظ- مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ» رواه البخاري.
وكذلك جاء أن الدعاء وقت الأذان مستجاب عند النداء للصلوات المكتوبة، أي من أذان مغرب أمس إلى أذان مغرب اليوم عاشوراء ، كما في حديث سهل بن سعد مرفوعًا: «اثنتان لا تردان، أو قلما تردان الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضًا» رواه أبوداود، وكذلك الدعاء مستجاب دبر الصلوات المكتوبات وفي حديث أبي أمامة «قيل يا رسول الله أي الدعاء أسمع؟ قال جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات» رواه الترمذي ، كما أن الدعاء مستجاب أيضًا بين الأذان والإقامة فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة» رواه أبو داود.
وأيضًا يستجاب الدعاء في السجود، قال صلى الله عليه وسلم: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء» رواه مسلم، والدعاء مستجاب بعد زوال الشمس قبل الظهر ، فعن عبد الله بن السائب – رضي الله عنه أن رسول الله كان يصلي أربعًا بعد أن تزول الشمس قبل الظهر وقال : «إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء وأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح» رواه الترمذي وهو صحيح الإسناد انظر تخريج المشكاة.
أفضل دعاء يوم عاشوراءويستحب في أفضل دعاء يوم عاشوراء ترديد دعاء:
"لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم.اللهم إني أسألك الجنة وأستجير بك من النار".«اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت».«اللهم طهرني من الذنوب والخطايا اللهم نقني منها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس» .«اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد»، «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين»."اللهم إني أسالك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك المنان يا بديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام يا حي ياقيوم إني أسألك “الجنة وأعوذ بك من النار".أدعية عاشوراءربِّي إنَّه يوم عاشوراء، يوم مبارك فاللهم في يوم عاشوراء، اجعلني ممّن رضيت عنه وقبلت عمله، وأطلت عمره، وأحييته بعد الموت.اللهم أسألك بحولك وكرمك وجودك ومنّك يا أسمع السّامعين ويا أرحم الرّاحمين، أن تغفر لي وترحمني وتنجّني من العذاب.بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم، سبحان الله ملىء الميزان ومنتهى العلم ومبلغ الرضا وزنة العرش لا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه سبحان الله عدد الشفع والوتر وعدد كلماته التامات كلها… أسالك السلامة كلها برحمتك يا ارحم الراحمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وهو حسبي ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير وصلى الله تعالى على نبينا خير خلقه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .يا رحمن الدنيا والأخرة لا إله إلا أنت اقض حاجتي في الدنيا والآخرة وأطل عمري في طاعتك ومحبتك ورضاك يا أرحم الراحمين وأحيني حياة طيبة وتوفني على الإسلام والإيمان يا أرحم الراحمين وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.اللهم يا محسن قد جاءك المسيء وقد أمرت يا محسن بالتجاوز عن المسيء فأنت المحسن وأنا المسيء فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك فأنت بالبر معروف وبالإحسان موصوف أنلني معروفك وأغنني به عن معروف من سواك يا أرحم الراحمين ، وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.