الشاعر الشاب أحمد الأحمد يتجاوز الإعاقة إلى فضاء الإبداع الشعري
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
دمشق-سانا
رغم إعاقته وما يعانيه من ظروف قاسية فقد عمل الشاب أحمد الأحمد على تتبع شغفه الأدبي وصقل موهبته في كتابة الشعر، ليتمكن بعد جهد دؤوب من إثبات حضوره الإبداعي عبر سلسلة من الأنشطة الأدبية التي صدرت نصوصه إلى الجمهور.
أحمد وهو طالب في كليتي الإعلام والحقوق أوضح في حديثه لنشرة سانا الشبابية أنه أصيب خلال الحرب، ما تسبب في إعاقته لكنه لم يستسلم لليأس والإحباط، إنما سعى لتنمية موهبته الشعرية، ملاحقاً ميوله الذي نما منذ الصغر، ولافتاً إلى أن فقدانه للبصر لاحقاً لم يقلل من عزيمته أو يثنه عن طموحه.
دافع أحمد عن موهبته، ورغم أنه واجه العديد من الصعوبات إلا أن هاجسه الادبي ظل متوثباً كما قال، مبيناً أن خطواته المتعثرة ما لبثت أن استقامت عندما تبنته جمعية ومضات التي اعتبرها ملاذا خصبا لآماله وإمكاناته الادبية، إذ قدمته الجمعية الى الجمهور كشاعر شاب يتوقد إبداعاً.
أسرة أحمد حضرت في هذه التجربة كبيئة حاضنة دعمت جهوده وقدراته الإبداعية، بعد أن تم اكتشافها في سن مبكرة قائلاً: “أهلي عموماً وأختي تحديداً كانوا يقرؤون لي الشعر باستمرار لاطلع على التجارب المهمة في هذا المجال كما كانوا يسجلون ما اكتبه من قصائد، ويساعدونني في توثيقها وتحضيرها لتكون جاهزة”.
وذكر أحمد أنه يتذوق الشعر بكل أشكاله “فكل أنواع الشعر الحقيقي تمتلك هويات خاصة بها تمكنها من الوصول الى المتلقي ومحاكاة فكره ووجدانه”، لافتاً إلى أنه يكتب شعر التفعيلة أكثر من سواه، وشارك من خلال كونه نائباً لرئيس مجلس إدارة جمعية ومضات في كثير من الفعاليات الثقافية في أماكن متعددة.
أما قراءاته الأدبية الخاصة فلا تتوقف عند الشعر، إنما تتجاوزه إلى الرواية والقصة والنقد، مختتماً إن المطالعة الشاملة والمتنوعة تبني شخصيته الثقافية وتسلحها بالمعرفة والذائقة العالية، وهو ما يواظب عليه دائماً.
وداد عمران
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
سبب وفاة الشاعر السوداني هاشم صديق.. ربط بين الشعر والمسرح والغناء
خسرت الساحة الثقافية السودانية والعربية الشاعر السوداني هاشم صديق الملقب بـ«شاعر الملحمة»، الذي ترك بصمة عميقة في وجدان القراء بقصائده التي مزجت بين الحنين إلى التراث السوداني ورؤيته المستقبلية، فهو أحد المبدعين الذين ربطوا بين الشعر والمسرح والغناء، فترك بصمات لا تُنسى في الذاكرة الثقافية السودانية.
سبب وفاة الشاعر السوداني هاشم صديقورحل الشاعر السوداني الكبير والكاتب المسرحي هاشم صديق، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، مساء يوم السبت الماضي، وأوضحت صحيفة «الحدث السوداني» أنّ سبب وفاة الشاعر السوداني هاشم صديق هو معاناته مع مشاكل صاحية لازمته في السنوات الأخيرة، إذ كان يتردد على المستشفيات بانتظام لتلقي العلاج، حتى تدهورت حالته الصحية ورحل عن عالمنا تاركًا وراءه أعمالًا فنية أثرت الثقافة السودانية وذاع صيتها في العالم العربي.
الشاعر السوداني هاشم صديق من مواليد عام 1957 في حي شرق بمدينة أم درمان، السودان، والتحق بروضة في مسقط رأسه، قبل أن يبدأ تعليمه الأولي هناك، ثم انتقل إلى مدارس الأحفاد، ودرس بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح، وحصل على شهادة البكالوريوس في النقد المسرحي بتقدير امتياز في عام 1974.
معلومات عن الشاعر السوداني هاشم صديقتلقى الشاعر هاشم صديق علومه الأولى في مجال المسرح والتمثيل على أيدي نخبة من الأساتذة الرواد، منهم إسماعيل خورشيد والسر أحمد قدور والفاضل سعيد ومحمود سراج والطاهر شبيكة وغيرهم، الذين أسسوا له قاعدة صلبة في هذا المجال، وفي عام 1976، واصل هاشم صديق رحلته الأكاديمية في مجال الفنون المسرحية، حيث سافر إلى المملكة المتحدة للالتحاق بمدرسة التمثيل المرموقة «إيست 15» في اسيكس، حيث طور مهاراته في التمثيل والإخراج.
بعد عودته إلى السودان، أسهم هاشم صديق بشكل فعال في تطوير التعليم المسرحي، حيث عمل أستاذًا محاضرًا ومشاركًا بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح حتى عام 1995، ومن أهم إنجازاته خلال تلك الفترة إنشاء مكتبة المسرح السوداني الشاملة، التي تضمنت مجموعة قيمة من الكتب والمواد السمعية والبصرية، لتصبح مرجعًا أساسياً للباحثين والمهتمين بالمسرح.
أبرز أعمال الشاعر السوداني هاشم صديقومن أبرز أعماله أوبريت «قصة ثورة» أو «الملحمة»، الذي يعتبر علامة فارقة في تاريخ الموسيقى والمسرح السوداني، وقد تمكن بالتعاون مع الموسيقار محمد الأمين، من تقديم أول تجربة ناجحة للغناء الموسيقي الكورالي في البلاد، ليثري الساحة الفنية السودانية بعمق.
وبرز هاشم صديق في مجال المسرح بأعمال بارزة مثل «أحلام الزمان» التي حازت جائزة الدولة لأفضل نص مسرحي عام 1973 و«نبتة حبيبتي» التي نالت جائزة النص الأدبي عام 1974، كما قدم إسهامات قيمة في الدراما الإذاعية والتلفزيونية، حيث تناول قضايا المجتمع السوداني بعمق وحساسية، ما جعله أحد أبرز رواد الدراما السودانية.
وامتد تأثير شعر هاشم صديق ليشمل أوساط الموسيقيين، حيث غنى له كبار الفنانين السودانيين أمثال محمد الأمين ومصطفى سيد أحمد وأبو عركي البخيت وسيد خليفة، وقد تمكن شعره من أن يجمع بين عشق الوطن وتطلعات الشعب، مما جعله صوتًا يعبر عن آمال الأمة وأحاسيسها، ليصبح جزءًا لا يتجزأ من الذاكرة الفنية السودانية.