التغيرات المناخية تهدد هونج كونج بانهيارات أرضية وهبوط في قيمة العقارات
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
واجهت شبه جزيرة «ريدهيل» في هونج كونج، المعروفة بمنازلها الراقية ذات الإطلالات الخلابة على البحر، تهديدات صارخة يفرضها تغير المناخ، ففي 8 سبتمبر، تسببت عاصفة تاريخية في هطول أمطار قياسية، مما تسبب في فيضانات وانهيارات أرضية في جميع أنحاء المدينة، وحتى «جيب» شبه الجزيرة لم يسلم، حيث أدى التآكل على الجرف إلى ترك ثلاثة منازل قريبة بشكل خطير من الحافة، ما أدى إلى عمليات الإخلاء.
وبحسب شبكة «سي إن إن» الأمريكية، أكّد هذا الحدث المناخي المتطرف أن تغير المناخ يعيد تشكيل قواعد سلامة البناء، مما يؤثر حتى على العقارات الأكثر فخامة وحسنة البناء، وحالي تجرى التحقيقات لتحديد ما إذا كانت انتهاكات قواعد البناء لعبت دورًا، مما قد يسلط الضوء على التباينات في كيفية التزام الأثرياء والأقل حظًا باللوائح.
عدم اليقين بشأن قيمة العقاراتوتواجه شبه جزيرة «ريدهيل»، وهي من أغلى الأحياء في العالم، الآن آثار العاصفة، إذ أصبحت أسعار العقارات قضية حساسة، فقد كانت هذه المنازل الفاخرة مرغوبة للغاية في السابق، وتتميز بالهندسة المعمارية على الطراز المتوسطي، وإطلالات خلابة على بحر الصين الجنوبي، ومجتمع متماسك، ومع ذلك، فإنهم يواجهون الآن حالة من عدم اليقين بشأن قيمة العقارات.
وتطبق هونج كونج، التي اعتادت على الأعاصير والأمطار الغزيرة، معايير سلامة صارمة منذ سنوات، بهدف التخفيف من المخاطر مثل الانهيارات الأرضية، ومع ذلك، بينما يؤدي تغير المناخ إلى المزيد من الظواهر الجوية المتطرفة.
ويرى الخبراء أنَّ هذه المعايير القديمة ربما لم تعد كافية، وتُعزى أنماط الطقس الأخيرة، بما في ذلك الأعاصير المتتالية، إلى تغير المناخ، مما يحتم على هونج كونج إعادة تقييم استراتيجيات التخفيف من حدة الأمطار ومعايير البناء.
وبحسب «سي إن إن»، يعتقد بعض المهندسين أنَّ قواعد السلامة التي تم وضعها منذ عقود مضت ربما لم تعد كافية، خاصة بالنسبة للعقارات المقامة على الأسطح الضحلة، وعلاوة على ذلك، تشتبه السلطات في أن التعديلات غير القانونية على بعض عقارات «ريدهيل» ربما أدت إلى تفاقم الوضع، وربما تكون هذه التعديلات، بما في ذلك الأقبية وحمام السباحة والملحق المكون من ثلاثة طوابق، قد أدت إلى تعطيل نظام الصرف واستقرار الجرف، مما قد يساهم في الانهيارات الأرضية.
وتعتبر قضية التعديلات العقارية غير القانونية مثيرة للجدل في هونج كونج، إذ أدت الانتهاكات من قبل الأثرياء وأصحاب النفوذ إلى فضائح في قانون البناء، وتعهدت الحكومة بالتحقيق في أي انتهاكات لقانون البناء ومقاضاة مرتكبيها، ومع ذلك، يرى الخبراء والناشطون أن هذه المشكلة تمتد إلى ما هو أبعد من «ريدهيل»، ويشتبه في وجود مئات المنازل في جميع أنحاء المدينة في انتهاكات على الأراضي العامة، ما يشكل تهديدًا للسلامة العامة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: تغير المناخ هونج كونج انهيارات أرضية التغيرات المناخية تغیر المناخ هونج کونج
إقرأ أيضاً:
البيئة: دمج البحث العلمي في مواجهة آثار تغير المناخ خطوة هامة لصحة الأجيال القادمة
شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة في احتفالية إطلاق الخطة التنفيذية القومية للصحة الواحدة ٢٠٢٤ - ٢٠٢٧، والإطار الاستراتيجي للتكيف الصحي مع التغيرات المناخية ٢٠٢٤ - ٢٠٣٠، تحت رعاية الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، بحضور الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والدكتور عمرو قنديل نائب وزير الصحة، وبمشاركة عدد من نواب ومساعدى الوزراء وقيادات الوزارات المعنية، وممثلى المنظمات العالمية ومنها منطمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ، وذلك في إطار تعزيز سبل وآليات دعم تفعيل مفهوم الصحة الواحدة الذي خرج خلال رئاسة مصر لمؤتمر المناخ COP27.
وتحدثت الدكتورة ياسمين فؤاد عن مفهوم صحة واحدة من منظور تحقيق صحة الكوكب الذي نحيا عليه، سواء بخفض أحمال التلوث وصون الموارد الطبيعية واستغلالها الاستغلال الأمثل لتفي بالاحتياجات المستقبلية في ظل التنمية المستدامة، بالتوازي مع مواجهة المشاكل الكوكبية مثل تغير المناخ والتنوع البيولوجي، ففي عام ٢٠١٨ وخلال رئاسة مصر لمؤتمر التنوع البيولوجي COP14 تم العمل على ربط ملف التنوع البيولوجي بالصحة من خلال فكرة النظم البيئية الصحية healthy ecosystem في محوري الوقاية والعلاج.
وأضافت وزيرة البيئة ان تجربة جائحة فيروس كورونا وانتقال الأمراض من الحيوان إلى الإنسان والعمل على إيجاد علاج لها، استلزم تغيير طريقة التفكير البيئي على مستوى العالم إلى اتخاذ إجراءات استباقية لمواجهة المرض بالحفاظ على الموارد والحد من التلوث.
واسترشدت وزيرة البيئة بالتعامل مع نباتات الفونا والفلورا والتي تعد من أنواع من النباتات التي تستغل في العلاجات وتدخل في صناعة الدواء، حيث وضعت وزارة البيئة برامج وطنية بناء على الاتفاقيات الدولية للحفاظ عليها، وايضاً تغيير طريقة التعامل مع النباتات الطبية في سانت كاترين، والتي كان يستغلها المجتمع المحلي منذ ١٠ سنوات كوقود للأفران، وتم تحويل النظرة لها كمصدر رزق بتوفير سوق لها، لتوفير نموذجا للتوافق بين الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية. هذا إلى جانب العمل على مصادر الجينات التي تعتمد عليها المحاصيل الزراعية، وتزداد أهميتها مع تحدي تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة.
كما اشارت سيادتها لملف تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة كمسبب لانتشار الأمراض المعدية، والنظر على الأسباب الجذرية لها، وتأثير ارتفاع الحرارة على أساس الحياة، ومنها التسبب في التصحر الذي يؤثر على الأمن الغذائي، كما تؤثر الحرارة على حموضة المحيطات وبالتالي تؤثر على الكائنات البحرية بها.
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد أن مصر من أوائل الدول التي أطلقت مدخل الصحة الواحدة في ٢٠٢٣ ورغم ان المفهوم جاءت بدايته مبكرا في مصر منذ ٢٠٠٨، ظهر دوليا في ٢٠٢٢ بعد مشكلات جائحة كورونا ، لذا تعمل الحكومة حاليا على خفض أحمال التلوث بمشاركة مجتمعية ، ففي مجال الحد من تلوث الهواء استطعنا خفض ٥٠٪ من احد أنواع الجسيمات العالقة، وأيضاً اشراك لقطاع الخاص مع جهود الدولة في مبادرة "صحتنا من صحة كوكبنا" والتي تتمثل في مسابقات جوائزها دراجات كوسيلة صديقة للبيئة.
ولفتت وزيرة البيئة أيضا إلى جهود الحفاظ على الأنواع المختلفة من النباتات والحيوانات سواء في داخل أو خارج المحميات الطبيعية، وإطلاق مبادرة التغذية وتغير المناخ ICAN خلال استضافة مصر مؤتمر المناخ COP27، وايضاً دور مصر كلاعب قوي في تحقيق التكامل بين ملفات البيئة العالمية ومناحي التنمية في المنطقة العربية والأفريقية من خلال التأكيد على اهمية التمويل وبناء القدرات ونقل التكنولوجيا كأساس في تحقيق الحفاظ على البيئة ومواجهة التحديات البيئية .
وشددت وزيرة البيئة على استكمال لاطار الاستراتيجي للتكيف الصحي مع تغير المناخ، خاصة من خلال إعداد مصر للخطة الوطنية للتكيف مع تغير المناخ في كافة القطاعات، ودمج البحث العلمي بوضع نموذج تقييم مخاطر تغير المناخ في القطاعات المختلفة ومنها الصحة، واعداد الخريطة التفاعلية لآثار تغير المناخ حتى عام ٢١٠٠ بنماذج رياضية معتمدة ، من اجل ضمان اجيال قادمة أصحاء قادرين على فهم التحديات المختلفة.
وكانت جمهورية مصر العربية قد أطلقت رسميًا «الإطار الاستراتيجي القومي للصحة الواحدة 2023 –2027» كخارطة طريق مشتركة للصحة الواحدة بين وزارت (الصحة والسكان، والزراعة واستصلاح الأراضي، والبيئة)، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في مصر، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في مصر.