يفترض أن يعلن اتحاد المصارف العربية مساندة المصرف المركزي وقيادته الجديدة، عبر عقد مؤتمر مصرفي قريباً في بيروت، سيبدأ التحضير له، ويشارك فيه محافظو المصارف المركزية العربية وصندوق النقد العربي، علما أنّ مشاركة حاكم المصرف المركزي بالانابة وسيم منصوري في اجتماعات صندوق النقد العربي الذي عقد في الجزائر، تم وضعها في اطار الاهتمام المصرفي العربي بلبنان، والثقة بمنصوري الذي كان سبق أن زار المملكة العربية السعودية والتقى بمسؤولية سعوديين فضلا عن عقد اجتماعات مع مسؤولي صندوق النقد العربي وحكّام المصارف العربية الذين أبدوا اهتماماً بمسار لبنان المصـرفي والمالي.

  والجدير بالذكر أن منصوري طلب من محافظ المصرف المركزي السعودي خلال لقائهما الحصول على مؤازرة سعودية، ربطا بالاستثمارات المالية، خاصة وانه طرح العديد من الاجراءات المتعلقة بالإستقرار النقدي ومعالجة الإزمة المالية وتدخلات من مصرف لبنان لتمرير المرحلة المقبلة من دون أي خضات، والتي كان قد بحثها مع القيادات السياسية اللبنانية، مع الاسشارة إلى أن منصوري وفور عودته لبى دعوة السفير السعودي وليد البخاري إلى اليرزة حيث ناقشا آخر المستجدات ، كما وضع منصوري السفير السعودي في أجواء لقاءاته في الرياض والجزائر.

لا شك بأن مشاركة منصوري في مؤتمر إتحاد المصارف العربية الذي انعقد في الرياض وبعدها في مؤتمر محافظي وحكام المصارف المركزية العربية في الجزائر برعاية صندوق النقد العربي، تأتي، بحسب ما يؤكد عضو مجلس إدارة هيئة الأسواق المالية د. واجب قانصو لـ"لبنان24"، في مرحلة حساسة وشكلت خرقا إيجابيا بالغ الأهمية في استعادة تطوير علاقات لبنان المصرفية مع دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، واستعادة المصرف المركزي لدوره الريادي
ويمكن تفسير ذلك بحسب قانصو من خلال:
أولاً: رغبة دول الخليج لاسيما المملكة العربية السعودية في إظهار الدعم للبنان ولو على المستوى المعنوي، خاصة بعد اللمسات الإيجابية التي أبرزها منصوري في إدارته الجديدة للمصرف المركزي.
ثانياً: إلتزام اتحاد المصارف العربية بمساندة مصرف لبنان ووضع كل علاقاته وإمكاناته في إنقاذ الوضع النقدي في لبنان، وهذا ما عبر عنه أمين عام إتحاد المصارف العربية وسام فتوح والذي يُشكر على جهوده بتنسيق هذا التواصل الذي جرى ما بين منصوري والقيادات المصرفية في السعودية. كما أن الاتحاد يعمل على عقد مؤتمر مصرفي عربي في بيروت بالتنسيق مع المصرف المركزي للغاية نفسها، سيسبقه مؤتمر مماثل في قطر الشهر المقبل، يعتقد قانصو أنه سيعطي أيضا دعما معنويا للمصرف المركزي، كما سيشكل مبادرة ايجابية لتشجيع المصارف الخليجية و المستثمرين في العودة إلى لبنان والإستثمار فيه.

لا شك أن الإطلالات العربية لمنصوري تركت، وفق قانصو، أصداء إيجابية في الأوساط المالية والمصرفية العربية. لكن رغم الثقة التي مُنحت لمنصوري بعد اعتماده نهجا جديدا في التعاطي والذي يمنع الدولة اللبنانية من الإقتراض من أموال المودعين أو من خلال الضغط الذي يمارسه على الحكومة والمجلس النيابي لدفعهما الى تنفيذ البرنامج الإصلاحي المطلوب، والذي يبدو أن هناك صعوبة لإتمامه، فإن الحديث عن عودة قريبة للمساهمات العربية والإستثمارات الخليجية بشكل خاص، سيبقى حبراً على ورق في الوقت الراهن، ما لم تتوضح الظروف الإقليمية والدولية التي ما زالت ضبابية، وما لم تتغير المعطيات السياسية والاقتصادية والمالية في لبنان والتي تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وتنفيذ الاصلاحات المطلوبة من صندوق النقد الدولي وعلى رأسها إعادة هيكلة المصارف والإنتظام المالي، لأنه من دون إصلاح داخلي، لن تعود الثقة، وأن أي استثمار خارجي بحاجة الى الثقة. فكيف يستعيد لبنان ثقة المجتمع الدولي والخليجي، ولبنان لم ينجز ما هو مطلوب منه على مستوى الاصلاحات والمشاريع المرتبطة بها؟ مع إشارته إلى أن وفد صندوق النقد غادر لبنان يائسا من كيفية تعاطي الطبقة السياسية في لبنان، مما سيؤثر طبعا على قدرة لبنان في الحفاظ على الإستقرار المالي، ولن يكون هناك ودائع مالية "فريش" في هذه المرحلة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: صندوق النقد العربی المصارف العربیة المصرف المرکزی فی لبنان

إقرأ أيضاً:

مصر تتوقع حصولها على 1.2 مليار دولار من صندوق النقد الشهر الجاري

قال وزير المالية المصري أحمد كوجك إن مصر ستحصل على شريحة تبلغ 1.2 مليار دولار من صندوق النقد الدولي هذا الشهر ضمن برنامج قرض قيمته 8 مليارات دولار من المؤسسة المالية الدولية.

وأعلن صندوق النقد الدولي الشهر الماضي التوصل لاتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهرا، وهو ما قد يتيح صرف الشريحة البالغة 1.2 مليار دولار.

وأضاف في مقابلة مع متلفزة مساء أمس الأحد: "إن شاء الله، مجلس الإدارة (مجلس إدارة صندوق النقد الدولي) يجتمع في يناير/كانون الثاني، وإن شاء الله، سنتحصل على هذا المبلغ"، مشيرا إلى أن مصر لم تطلب زيادة القرض الذي تبلغ قيمته 8 مليارات دولار.

ووافقت مصر -التي تعاني من ارتفاع معدلات التضخم ونقص العملة الأجنبية- في مارس/آذار الماضي على برنامج صندوق النقد الدولي الموسع، وتسبب الانخفاض الحاد في عائدات قناة السويس بسبب التوتر الإقليمي على مدار العام الماضي في تفاقم الأزمة الاقتصادية.

وردا على سؤال عما إذا كانت مصر تخطط للعودة لسوق السندات الدولية هذا العام، قال كوجك إن مصر تستهدف جمع نحو 3 مليارات دولار خلال الفترة المتبقية من السنة المالية الحالية التي تستمر حتى نهاية يونيو/حزيران عن طريق "إصدارات متنوعة" للمستثمرين، لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل.

مصر تنفذ برنامجا اقتصاديا اتفقت عليه مع صندوق النقد وتقترض بموجبه 8 مليارات دولار (شترستوك) نمو الربع الأول

يشار إلى أن الناتج المحلي الإجمالي لمصر نما 3.5% في الربع الأول من السنة المالية 2024-2025 مقابل 2.7% في الربع ذاته من السنة السابقة، وفق ما أعلنته وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي نهاية الشهر الماضي. وتبدأ السنة المالية في مصر في أول يوليو/تموز.

إعلان

وأرجعت الوزارة -في بيان- هذا النمو إلى السياسات الإصلاحية التي اتخذتها الحكومة بهدف استعادة استقرار الاقتصاد الكلي وتعزيز حوكمة الاستثمارات العامة، وكذلك إلى التحسن الملحوظ في بعض الأنشطة الاقتصادية الرئيسة، لا سيما الصناعة التحويلية.

وسجل مؤشر الإنتاج الصناعي، باستثناء تكرير البترول، نموا موجبا بـ6% في المتوسط خلال الربع الأول من السنة المالية، مقارنة بمعدل انكماش 7.7% في الربع المناظر في السنة المالية السابقة.

وتوقعت الوزارة أن يستمر تحسن النشاط الاقتصادي خلال الفترة المقبلة وأن يواصل الناتج المحلي نموه ليصل إلى 4% خلال السنة المالية.

وأشار البيان إلى استمرار تراجع نشاط قناة السويس خلال الربع الأول من السنة المالية، إذ انخفض 68.4%، مما أدى إلى انخفاض أعداد السفن المارة عبر القناة، ومن ثم تناقص إيراداتها.

مقالات مشابهة

  • بـ نسبة 50%.. قرار جمهوري بزيادة حصة مصر في صندوق النقد الدولي
  • قرار السيسي بزيادة حصة مصر في صندوق النقد الدولي بنسبة 50%
  • موافقة جديدة من البنك المركزي لإطلاق بطاقة ميزة المدفوعة مقدمًا ..تفاصيل
  • قرار جمهوري جديد: زيادة حصة مصر في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 %
  • قرار جمهوري بزيادة حصة مصر في صندوق النقد الدولي بنسبة 50%
  • صندوق النقد العربي يتوقع قوة الأوضاع المالية للدول العربية في 2025
  • لليوم الرابع.. المركزي يعلن استمرار العمل بمنصة حجز العملة الأجنبية 
  • محافظ البنك المركزي: لا توجد أي مشكلة مالية تهدد رواتب الموظفين
  • المركزي يعلن استمرار العمل بمنصة «حجز العملة الأجنبية»
  • مصر تتوقع حصولها على 1.2 مليار دولار من صندوق النقد الشهر الجاري