من يحكم العالم.. جو بايدن أم شي جينبينغ؟
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
يبحث الاتحاد الأوروبي في مسألة قبول أعضاء جدد مجدداً بعد سنوات من حظر بلدان منطقة البلقان، وتعكف الولايات المتحدة على تعزيز العلاقات الأمنية مع الهند ومجموعة متنوعة من الزعماء في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وتتودد الصين للدول الإفريقية والعربية "والجنوب العالمي" بمغريات لعالم جديد متعدد الأقطاب ومجموعة بريكس موسعة، وتتشبث روسيا المنبوذة باستماته أكثر من أي وقت مضى ببكين.
وفي هذا الإطار، قال سايمون تيسدال، معلق الشؤون الخارجية في صحيفة "غارديان":"لنرحب بالنظام العالمي الجديد الذي يتمثل في إعادة بناء مستمرة من الجذور للبنية الإستراتيجية والقانونية والمالية العالمية القائمة، إعادة بناء سمتها الفوضى والارتباك والمخاطر الجسيمة والشكوك والغموض والتناقضات".
وأضاف تيسدال في تحليله بالصحيفة البريطانية: "وداعاً لإجماع ما بعد عام 1945 الذي أفرز مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية والهياكل التي يقودها الغرب كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ودول مجموعة السبع الغنية التي تسيطر على مجريات الأحداث العالمية".
Who wants to rule the world?it’ll be me, says Xi Jinping-CCP is courting African and Arab countries & the “global south” of a new multipolar world,expanded Brics & an egalitarian G20. Ostracised Russia clings ever more desperately to Beijing, North Korea. https://t.co/JtueFD2XQa
— Jay T (@Jay83214566) September 23, 2023خلاصة القول، يشهد العالم مسابقة ثلاثية يتصارع فيها النظام الراسخ بقيادة الولايات المتحدة (الديمقراطي المتحرر والفاقد للمصداقية) مع نظام عالمي ناشئ (استبدادي وتجاري وخاضع) تديره الصين.،والنظام الثالث الأقل منافسة الذي تفضله عموماً الدول المتذبذبة سريعة النمو مثل نيجيريا والبرازيل وإندونيسيا، هو تعددية الأطراف المنصبة ركيزتها على الأمم المتحدة والذي يضمن تكافؤ الفرص، خاصة للبلدان الأكثر فقراً والأقل نمواً.
منافسة محتدمة ومصير مجهولوتابع الكاتب: "لم تُحسم المنافسة بعد، وما زال غير معروف كيف سيُدار القرن الحادي والعشرين ومن سيتولى إدارته.. نحن أمام تهافت شديد من الحكومات إما على إنشاء هيكلية أمنية وائتلافات وتكتلات اقتصادية ومالية وتجارية تناسب الاحتياجات والمخاوف والأولويات، وإما الإنضمام إلى تلك التحالفات أو توسيع نطاقها".
وكتب جون إيكنبيري الأستاذ في جامعة برنستون ما مفاده أن هجوم روسيا على أوكرانيا فتح الطريق أمام التهافت الذي نراه اليوم، من قِبَل القوى العظمى وشجع عليه نوعاً ما.. ونجاح السياسة الخارجية أو فشلها يرتهن بقدرة المرء على استقطاب تحالفات كبيرة من الدول إلى جانبه.
Joe & Xi battle it out: Who wants to rule the world? Joe says "I will" while Xi challenges "No, it'll be me". Who will win? #EuropePolitics #SimonTisdallhttps://t.co/YYSTehu2U8
— Europe Politics Briefly (@EuropePol_b) September 23, 2023وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للأمم المتحدة الأسبوع الماضي: "العالم بصدد الانتقال إلى نظام دولي جديد.. فقد باء مشروع أمركة العالم بالفشل".
الاتحاد الأوروبي نحو مزيد من التكاملوبحسب التوقعات، استجاب الاتحاد الأوروبي لحالة التفكك بمزيد من التكامل، فالحديث دائر حالياً في "الدوائر الداخلية" للاتحاد عن استيعاب ست دول في منطقة البلقان، فضلاً عن أوكرانيا ومولدوفا، وعن إصلاحات داخلية شاملة.. والدافع وراء هذه الاستجابة القلق حيال تمدد النفوذ الروسي والصيني.
وقال ألكسندر شالينبرغ وزير الخارجية النمساوي، إن التوسع ليس مسعى بيروقراطياً، فالأمر يتعلق بتصدير وحماية نموذج محدد لحياة الديمقراطيات الغربية الحرة المنفتحة على الآخر.. والحقيقة هي أن الدعوة العاجلة التي وجهتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لتوسيع رقعة الاتحاد الأوروبي، تعكس اضطراباً آخر يتمثل في ناتو موسع.
وضم الاتحاد الأوروبي مؤخراً فنلندا والسويد.. وما زالت أوكرانيا ومولدوفا والبوسنة وجورجيا تنتظر، وقد تزداد الضغوط الرامية إلى ضم دول أخرى محايدة من خارج حظيرة حلف شمال الأطلسي مثل إيرلندا.
وترفض الولايات المتحدة إقامة "حلف شمال آسيوي"، لكنها عززت علاقاتها الأمنية مع اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين، وضخت حياة جديدة في المجموعة الرباعية المكونة من الولايات المتحدة والهند وأستراليا واليابان، وأبرمت اتفاقية "أوكوس" مع لندن وكانبيرا، واقترحت ضم بريطانيا إلى المجموعة الرباعية.
ويكشف تودد بايدن لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، واجتماعه الأخير بالشيوعيين في فيتنام، وسعيه لإيجاد أرضية مشتركة مع إيران إثر تبادل الرهائن الأسبوع الماضي، وتعاملاته البراغماتية مع السعوديين والإسرائيليين، عن أنه عازم على الإطاحة بـ "النظام اللاعالمي" الفوضوي لدونالد ترامب وإحكام السيطرة على الصين.
وتتبنى الصين رؤية بديلة تسعى إلى تحقيقها بقوة، فهي تعزز تحالفها الإستراتيجي مع روسيا، وتروج لنفسها على أنها البطل المحب للسلام في عالم متعدد الأقطاب لا يخضع لهيمنة الغرب، ونجحت الصين في حملتها صيف العام الجاري في ضم الاتحاد الأوروبي إلى مجموعة العشرين وتوسيع نطاق مجموعة بريكس.
إعادة تشكيل البنية المالية العالميةويبدو أن بكين عازمة أيضاً على إعادة تشكيل البنية المالية العالمية، لا سيما من خلال البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي يُعد بمنزلة "البنك الدولي" الصيني البديل.
وأكد الكاتب أن هناك حاجة إلى تغيير هيكلي، فمنظومة الأمم المتحدة تتداعى.. ومجلس الأمن يكاد يحتضر، ومؤسسات مثل منظمة الصحة العالمية باتت ساحات معارك سياسية.
ولكن هذا التعديل التنافسي للأوضاع الجيوسياسية يتعلق بخلق عالم أفضل وأكثر أماناً أو ضمان تكافؤ الفرص للجميع، ومن المرجح أن تستغل البلدان الكبرى البلدان الناشئة لتحقيق مآربها بإغرائها بالتنافس العالمي الجديد على السلطة والنفوذ والموارد.
تحذير من الفوضى والتشظيوقال الكاتب: "من المؤسف أن العالم الذي أمسى متشظياً أكثر من أي وقت مضى إلى كتل وتحالفات متعارضة، سيكون أقل تأهباً لمواجهة التحديات الجماعية والوجودية المتمثلة في تغير المناخ والفقر والاستدامة والأزمات الصحية".
وحذر رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون من أن الشقوق التي تسري في النظام العالمي تتحول إلى أخاديد، "لأننا نفشل في ابتكار حلول عالمية للتحديات العالمية.. وفي غياب تعددية جديدة، يبدو أن عقداً من الفوضى العالمية ينتظرنا لا محالة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني أمريكا والصين الاتحاد الأوروبی الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
«اللافي» يستقبل سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا
استقبل النائب بالمجلس الرئاسي، عبد الله اللافي، سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، “نيكولا اورلاندو”، لبحث العلاقات المشتركة، وتطورات المشهد السياسي في ليبيا.
وناقش اللقاء “سبل دعم العملية السياسية في ليبيا، وجهود المجلس الرئاسي في انهاء حالة الجمود السياسي، ودعم مشاركة جميع الأطراف في العملية السياسية، لتحقيق تطلعات الشعب الليبي، بالوصول إلى إجراء الاستحقاقات الانتخابية”.
وثمن اللافي خلال اللقاء، “دعم الاتحاد الأوروبي للحل السلمي للأزمة الليبية، والوصول إلى الاستقرار الدائم في البلاد”.
من جهته، رحب السفير الأوروبي، “بالتقدم المحرز في حل أزمة المصرف المركزي، مشيراً إلى الحاجة لمواصلة الجهود لدعم العملية السياسية”.
وأكد السفير، “دعم الاتحاد الأوروبي القوي، لجهود المجلس الرئاسي، الرامية إلى الدفع للأمام بعملية سياسية شاملة وجامعة، تعالج دوافع النزاع الرئيسية، وتمهد الطريق نحو إجراء انتخابات حرة وشفافة، كما أكد على دعم الاتحاد الاوروبي، للخطوات المنجزة في مشروع المصالحة الوطنية”.