سجال إسرائيلي حول تأثير التطبيع مع السعودية على مستقبل الائتلاف الحكومي
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
يتواصل مسلسل المباحثات الإسرائيلية السعودية تمهيدا لإبرام اتفاق تطبيع، وآخر هذه الخطوات توجيه وزارة خارجية الاحتلال تهنئة بمناسبة اليوم الوطني السعودي، عقب كلمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام الأمم المتحدة، وتصريحاته "أننا على وشك تحقيق سلام تاريخي".
وجاء في بيان الوزارة "نبعث بالتهاني الحارة للملك والحكومة والشعب السعودي، ونأمل أن يعم السلام والتعاون والخير، على أمل تحقيق حسن الجوار".
وذكر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، إيتمار آيخنر، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "المحادثات الإسرائيلية السعودية تشهد تقدما في الأيام الأخيرة، عقب إعلان محمد بن سلمان ولي العهد: كل يوم نحن نقترب من التوصل لاتفاق مع إسرائيل، وبعد ساعات قليلة من خطابه أمر نتنياهو كبار مساعديه الأمنيين والنوويين بالتعاون مع الولايات المتحدة، فيما يتعلق بالمفاوضات المتعلقة بالتوصل إلى حل وسط يسمح للرياض بتخصيب اليورانيوم".
بينما قال الكاتب السياسي في موقع "ويللا"، بن كاسبيت، إن "حلم التطبيع مع السعودية ممكن، لكن ليس مع التحالف المتطرف الحاكم في إسرائيل، وسيتطلب الأمر معجزة لإقناع إيتمار بن غفير وبيتسلئيل سموتريتش بالتوقيع على تنازلات للفلسطينيين من شأنها إحداث التغيير التاريخي، كما أن فرصة إقناع بيني غانتس بأخذ مكانهم في الائتلاف أقل بكثير، وفي الوقت ذاته تأكيد جميع الأطراف العربية تقريبا أنهم لا يتصورون تطبيعا بين إسرائيل والسعودية دون حلّ، أو على الأقل تحقيق تقدم كبير في القضية الفلسطينية".
وأضاف كاسبيت في مقال ترجمته "عربي21"، أنه "عندما أتت الفرصة التاريخية عبر نافذة فرصة إلتقاء نادر للمصالح بين واشنطن والرياض وتل أبيب، فإن الائتلاف الحاكم يحتوي على العناصر الأكثر تطرفا، بحيث لا توجد فرصة لإقناعهم بإقامة دولة فلسطينية، حتى أن ابن سلمان لا يجعل هذا الأمر مطروحا على الطاولة، وبات يستخدم التسمية الجديدة، إجراءات فلسطينية هامة، تشمل الامتيازات الاقتصادية، ونقلا معينا للأراضي من المنطقة "ج" إلى المنطقة "ب" من السيطرة الإسرائيلية الكاملة إلى السيطرة الإسرائيلية الفلسطينية المشتركة، وتصاريح البناء للفلسطينيين في المنطقة "ب"، وتجميد البناء في المستوطنات لفترة لم تحدد بعد".
وتساءل: "هل يستطيع ائتلاف نتنياهو القيام بمثل هذه الخطوات، مع أن نتنياهو لم يتمكن من تمرير إجراءات أكثر تواضعا في الأسابيع الأخيرة، وفي الأيام العادية من المفترض أن يستبدل نتنياهو ائتلافه هذا كما يستبدل "الجوارب القذرة"، ويرمي عدد مقاعد الكنيست الـ14 في سلة الغسيل، أي مزبلة التاريخ، ويضع مكانها مقاعد غانتس الـ12، وهو ما يحاول الأمريكيون إقناعه بذلك، لكن فرص أن يوافق منخفضة للغاية، وحينها ستكون المعضلة الإسرائيلية فظيعة، وإذا وصلنا لهذا المفترق، فإن الأمريكيين سيضغطون عليه مرة أخرى، وحينها قد يوقع اتفاقا مع نتنياهو الذي لم يحترم توقيعه قط".
أما مراسلة موقع "ويللا"، تال شاليف، فأكدت أيضا أن "العائق الأكبر أمام تطلعات نتنياهو بالتطبيع مع السعودية هي الحكومة التي يرأسها، وتبدو متعثرة بعد تسعة أشهر من تشكيلها، ورغم أمله بأن ينقذه التطبيع مع السعودية من المسار المدمّر لولايته السادسة، لكن شركاءه في الائتلاف، وثلث كتلة الليكود، لم ينتظروا عودته من الأمم المتحدة ليشهروا له البطاقة الحمراء، وباتوا العقبة أمام أحلامه، حين اشترطوا عليه وأعلنوا لن تكون هناك عملية أوسلو".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "المؤتمر العام لحزب الليكود نشر رسالة مفتوحة لأعضاء الكنيست بقيادة يولي إدلشتاين وداني دانون أعلنوا أنهم سيدعمون فقط السلام مقابل السلام، مما سيجعل ائتلافه اليميني يجد صعوبة في ابتلاع أي تنازلات متوقعة، مما قد يدفع نتنياهو لمحاولة التوفيق بين جميع الأطراف، وإقناع الأميركيين والسعوديين المتحمسين لاتفاق التطبيع للاكتفاء بخطوات رمزية وتصريحية تجاه الفلسطينيين فقط، دون احتمال حدوث زلازل داخلية".
وتكشف هذه التطورات المتلاحقة على صعيد التطبيع السعودي الإسرائيلي أنها تعكس مواقف العديد من كبار المسؤولين السابقين والحاليين في المؤسسة الأمنية والعسكرية، وهم يعلمون أن رئيس الوزراء لا يحظى بثقة نصف الجمهور الإسرائيلي، وبالتالي فإنه طالما ظلّ الانقلاب القانوني والأزمة الدستورية مطروحة على الطاولة، فسيواجه نتنياهو صعوبة بالعثور على شركاء لحملة التطبيع على الجانب الآخر، وسترافق علامات الاستفهام كل عملية صنع القرار لديه، مع أنه ألمح لعدم نيته تغيير تركيبة ائتلافه من أجل التطبيع مع السعودية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة السعودية الاحتلال نتنياهو التطبيع بن غفير السعودية نتنياهو الاحتلال التطبيع بن غفير صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التطبیع مع السعودیة
إقرأ أيضاً:
ردود الفعل الإسرائيلية على قرار الجنائية الدولية بحق نتنياهو وغالانت
نشرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الخميس 21 نوفمبر 2024، أبرز ردود الفعل الإسرائيلية الرسمية على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ، ووزير الجيش السابق يوآف غالانت، وذلك على خلفية مسؤوليتهم عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبها الجيش الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة .
حيثندد رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، بقرار المحكمة الجنائية الدولية، معتبرًا أن "إسرائيل تدافع عن حياتها في مواجهة منظمات الإرهاب التي هاجمت وقتلت واغتصبت مواطنينا". وأضاف لبيد: "أوامر الاعتقال هذه هي جائزة للإرهاب".
إقرأ أيضاً: المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
بدوره، وصف رئيس "المعسكر الوطني"، بيني غانتس ، الذي كان قد انضم للحكومة بعد بدء الحرب قبل أن ينسحب منها معترضا على إدارتها، قرار المحكمة بأنه "عمى أخلاقي وعار تاريخي لن يُنسى أبدًا"، على حد تعبيره.
وفي تعليق له على قرار المحكمة، وصف وزير الخارجية الإسرائيلي، غدعون ساعر، هذه الخطوة بأنها "لحظة سوداء" للمحكمة، معتبرا أنها "فقدت شرعيتها". وادعى ساعر أن المحكمة "تصرفت كأداة سياسية لخدمة العناصر المتطرفة التي تسعى لزعزعة الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط".
وقال إن مذكرات الاعتقال "المجحفة" تأتي رغم أن إسرائيل ليست عضوًا في المحكمة الجنائية الدولية، معتبرا أن هذه القرارات "تمثل هجومًا على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. تهدف إلى استهداف دولة إسرائيل التي تتعرض لأكبر تهديد من دول في المنطقة تدعو إلى إبادتها".
ووصف ساعر هذه القرارات بأنها "تشويه للمفاهيم الأخلاقية وتحويل الخير إلى شر"، معتبرا أن القرار يعد مكافأة "للأطراف التي تنتهك القانون الدولي بشكل مستمر". وطالب الدول والأفراد "المنصفين" برفض هذه "الظلم" الذي ترتكبه المحكمة، وفق تعبيره.
بدوره، وصف وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، قرار المحكمة بأنه "عار لا مثيل له". وأضاف أن هذا القرار "لا يفاجئ" وأن المحكمة "تظهر مجددًا أنها معادية للسامية من البداية إلى النهاية"، بحسب ما جاء في بيان صدر عنه.
وشدد بن غفير على دعمه الكامل لنتنياهو، معتبرا أن الرد على مذكرات الاعتقال يجب أن يكون "بتطبيق السيادة على كافة أراضي يهودا والسامرة" في إشارة إلى ضم الضفة الغربية المحتلة، و"الاستيطان في جميع مناطق البلاد، وقطع العلاقات مع السلطة الفلسطينية" التي وصفها بـ"سلطة الإرهاب"، بما في ذلك "فرض عقوبات عليها".
المصدر : وكالة سوا