غزة تعثر على 4 قبور تعود لألفي عام
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
خبير الآثار فضل العطل: يتم دراسة وترميم وصيانة المقبرة قبل فتحها أمام الزوار والباحثين
أعلن خبير الآثار الفلسطيني فضل العطل، اكتشاف أربعة قبور تعود إلى العهد الروماني قبل ألفي عام، مما يرفع إجمالي عدد القبور المكتشفة حتى الآن في المقبرة الرومانية الواقعة في شمال قطاع غزة إلى 134 قبرًا.
اقرأ أيضاً : بعد فيضانات درنة المميتة.
وأفاد الخبير العطل، أن اكتشاف هذه القبور الأربعة يكمل العدد الإجمالي للقبور في هذه المقبرة التي تم اكتشافها العام الماضي، حيث يعود تاريخها إلى الفترة ما بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الثاني بعد الميلاد.
وأضاف العطل أنه يتم دراسة وترميم وصيانة المقبرة، قبل فتحها أمام الزوار والباحثين، مؤكدا اكتشاف تابوتين مصنوعين من الرصاص، حيث تم نقش قطوف العنب على أحدهما ونقش لدلافين تسبح في المياه على الآخر.
عمليات الحفرويواصل عدد من الفنيين ضمن فريق التنقيب وحماية الآثار الفلسطيني بقيادة العطل أعمال الترميم والدراسة داخل المقبرة، باستخدام أدوات بدائية خلال عمليات الحفر تحت الأرض وفي عمليات التنظيف والترميم والصيانة.
وأشار العطل إلى أن بعض القبور تميزت بتصميم هرمي، وتم العثور على أجزاء من أواني فخارية وقطع معدنية كانت تستخدم في الطقوس الجنائزية.
وشدد العطل على ضرورة البحث عن اكتشافات أخرى، حيث تعد غزة مدينة ذات تاريخ غني وتضم آثارًا تعود لعدة عصور وحضارات مختلفة، وعبر عن أسفه لعجز التمويل المالي عن مواصلة أعمال التنقيب في المواقع الأثرية الأخرى.
تم تمويل عمليات التنقيب والترميم بدعم مالي من صندوق حماية الثقافة التابع للمجلس الثقافي البريطاني. وأكد جمال أبو ريدة، المدير العام لوزارة الآثار في قطاع غزة، في بيان رسمي، أهمية اهتمام الوزارة بالمواقع الأثرية والحفاظ عليها بعناية.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: مقابر اثار اكتشاف اثار
إقرأ أيضاً:
الريحان يزين القبور… طقس يعزز الوفاء في حماة
حماة-سانا
“ريحان الجنة يزين قبور الأحبة”، عبارة يرددها بصوت عال في شوارع حماة عشرات الشبان حاملين سلالاً خضراء مليئة بالريحان، وعند ظهيرة أول أيام العيد تحولت مقابر مدينة حماة إلى بقاع مفعمة بالخضرة والعطر، بعد أن توافد مئات الأهالي حاملين سلال الريحان لتزيين قبور أحبائهم المتوفين، هذا الطقس الذي تتوارثه الأجيال عاد بقوة هذا العام بعد النصر والتحرير، ليجمع بين فرحة العيد ووجع الفقدان.
ويُعد وضع الريحان على القبور تقليداً قديماً في العديد من المناطق السورية، وخصوصاً في المناسبات الدينية، فالريحان يرمز إلى الطهارة والخلود، ورائحته العطرة تذكير بنسمات الجنة وفق المعتقدات الشعبية.
تحت أشعة الشمس الدافئة، انتشرت عائلات بكاملها بين القبور، تضع باقات الريحان بجانبها، فيما يردد كبار السن الدعاء لموتاهم، تقول أم محمد، وهي تمسح دموعها أمام قبر ابنها: “الريحان عهد بيننا وبينهم، نزرعه كل عام ليعرفوا أننا ما زلنا هنا نذكرهم”، بينما يشرح الشاب أحمد وهو يُوزع الريحان على القبور المجاورة: “اشتريت غراس الريحان من سوق المرابط بمدينة حماة، وأحمله لأزين به قبر أبي المتوفى”.
وكان إحياء هذا الطقس صعباً مع ارتفاع أسعار الريحان بسبب قلة المنتجين، فانطلقت بعض المبادرات الجماعية التي نظمها شباب المدينة، وقامت بجمع التبرعات وشراء الريحان وتوزيعه على المقابر.
يرى كبار السن أن مثل هذه الطقوس تسهم في معالجة جراح الذاكرة، وخاصةً في مجتمع عانى من فقدان شبابه ورجاله لتحرير بلاده من النظام البائد، وأوضح ياسين العبدالله أن وضع الريحان الذي يحمله الأطفال فعلٌ رمزي يُعيد ربط الأحياء بأمواتهم، ويُحوّل الفقد من حالة سلبية إلى طاقة تُعزز الانتماء والوفاء للأحبة المتوفين.
وفي حماة، حيث يبنى الفرح خطوة بخطوة، لم يعد الريحان مجرد نبتة عابرة، بل أصبح جسرا بين الموت والحياة، ففي كل غرسة توضع على قبر، تختزل قصة مدينة ترفض أن تنفصل عن تاريخها، وتصرّ على أن يكون فرحها مكتملاً بوجود مَن رحلوا.