ألقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، الكلمة الافتتاحية في المؤتمر رفيع المستوى الذي نظمته دولتي ألمانيا وبيرو بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حول "بناء اقتصاديات المستقبل.. أهمية الاستثمار في المساهمات المحددة وطنيًا NDCs والاستراتيجيات طويلة الأجل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة واتفاق باريس للمناخ"، حيث استهدف المؤتمر مناقشة وإظهار الفرص التي تتيحها المساهمات المحددة وطنيًا لتنفيذ اتفاق باريس للمناخ، والتحديات والتجارب الواقعية التي تواجه تمويل العمل المناخي، كما استعرض المؤتمر التجربة المصرية في مبادلة الديون من أجل التنمية والعمل المناخي في إطار برنامج "نُوَفِّي".

شارك في المؤتمر يوخن فلاسبارث، وزير الدولة في الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية، وألبينا رويز، وزير البيئة في دولة بيرو، وأكيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وممثلي المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، والعديد من ممثلي الحكومات وشركاء التنمية.

وأوضحت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، أن التغيرات المناخية وآثارها السلبية تنعكس على كافة مناحي التنمية الاقتصادية، كما أن الصدمات المفاجئة في سلاسل التوريد العالمي والتي تفاقمت بسبب جائحة كورونا والأزمة الجيوسياسية في أوكرانيا، ألقت بظلالها على الأوضاع الاقتصادية فتسببت في زيادة معدلات التضخم في الدول النامية ومختلف دول العالم، مضيفة أن التخفيف من آثار وتداعيات التغيرات المناخية يتطلب تضافرًا في الجهود وتنفيذ المساهمات المحددة وطنيًا NDCs والاستراتيجيات طويلة الأجل، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وسلطت وزيرة التعاون الدولي، الضوء على مسيرة مصر نحو إصدار وتحديث المساهمات المحددة وطنيًا NDCs، لتمهيد الطريق نحو تطوير مشروعات ومنصات وطنية ومبادرات مستدامة، للمضي قدمًا نحو تعزيز العمل المناخي، لافتة إلى أن الحكومة قدمت أول تحديث للمساهمات المحددة وطنيًا في يوليو 2022، بما يعكس التزام مصر بالعمل المناخي والموائمة بين جهود التنمية والتحول الأخضر ورؤية مصر 2030، ثم قامت في يونيو 2023 بإصدار تحديث جديد لتلك المساهمات بما يؤكد سعي الدولة لتسريع وتيرة التنمية منخفضة الكربون من خلال تبكير هدف زيادة نسبة الطاقة المتجددة لتصبح 42% لعام 2030 بدلًا من 2035، وذلك تماشيًا مع الإعلان السياسي الصادر عن مصر والولايات المتحدة وألمانيا في مؤتمر المناخ COP27.

وذكرت أنه تعزيزًا للاستراتيجيات التنموية طويلة الأجل فقد أصدرت مصر الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050 في مايو 2022، وبناءًا على ذلك تم انتقاء مجموعة من المشروعات ذات الأولوية في مجالي التخفيف والتكيف، تم على أساسها إطلاق المنصة الوطنية لبرنامج "نُوَفِّي" محور الارتباط بين مشروعات المياه والغذاء والطاقة.

وصرحت بأن برنامج "نُوَفِّي" نتاج الجهود الحكومية في إصدار الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية والمساهمات المحددة وطنيًا NDCs، لتأكيد التزام الدولة في تعزيز العمل المناخي من خلال منصة وطنية مبتكرة تعزز جهود حشد الاستثمارات وأدوات التمويل المبتكرة ومبادلة الديون لمشروعات التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية.

وثمنت الجهود المشتركة المبذولة مع شركاء التنمية لدعم البرنامج والمضي قدمًا نحو تنفيذ مشروعاته، لافتة إلى الشراكة الوطيدة بين الحكومة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والتي يتم في إطارها تنفيذ عدد من المشروعات من بينها مشروع تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية في دلتا النيل، للحد من مخاطر الفيضانات في المناطق الساحلية وارتفاع مستوى سطح البحر.

جدير بالذكر أنه في إطار الإعلان السياسي الصادر بين مصر والولايات المتحدة وألمانيا خلال مؤتمر المناخ COP27، بشأن دعم محور الطاقة في برنامج " نُوَفِّي"، قامت مصر بتحديث المساهمات المحددة وطنيًا والإعلان عنها في يونيو الماضي، وهو ما يعد خطوة كبيرة نحو الجهود التي تتخذها الدولة المصرية للوفاء بتعهداتها المناخية، كما أنها تفتح المجال لمزيد من التعاون مع شركاء التنمية لإتاحة المنح التنموية ومبادلة الديون والتمويلات التنموية الميسرة التي تحفز استثمارات القطاع الخاص في مشروعات محور الطاقة ضمن البرنامج.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي المؤتمر رفيع المستوى ألمانيا التغیرات المناخیة التعاون الدولی تعزیز ا

إقرأ أيضاً:

ما هي تداعيات رسوم ترامب الجمركية على قطاع الموضة؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- صُدمت صناعة الأزياء العالمية الأربعاء، بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض أعلى رسوم جمركية وأكثرها شمولية خلال 100عام تقريبًا، مع تخصيص حدّها الأقصى على بعض أكبر مراكز تصنيع الملابس.

وفي خطابه من حديقة الورود في البيت الأبيض، أعلن ترامب فرض رسم جمركي أساسي بنسبة 10% على جميع السلع المستوردة. غير أنّ نحو 12 دولة حُددت رسومها الجمركية بنسبة أعلى، ذلك أنّ الولايات المتحدة تعاني من عجز تجاري، مع وجود العديد من أكبر مراكز إنتاج الأزياء ضمن هذه الدول.

وبالتالي السلع المستوردة من فيتنام، ثاني أكبر مصدر للملابس في الولايات المتحدة بعد الصين، ستخضع لرسوم جمركية بنسبة 46%، فيما تواجه كامبوديا رسمًا جمركيًا بنسبة 49%، وبنغلاديش 37%. أما الصين فستخضع لرسوم جمركية جديدة بنسبة 34% بالإضافة إلى الرسوم المعلنة سابقًا، ما يرفع معدل الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية إلى 54%. كما سيواجه الاتحاد الأوروبي رسومًا بنسبة 20%.

وأعرب اتحاد صناعة الأزياء في الولايات المتحدة ببيان عن مشاعر "خيبة أمل عميقة من قرار إدارة ترامب فرض رسوم جديدة على جميع الواردات"، مضيفًا أنّ "هذا القرار سيؤثر بشكل خاص على العلامات التجارية الأمريكية لتجارة الأزياء وتجار التجزئة".

وبحسب ترامب دخلت هذه الرسوم حيز التنفيذ عند منتصف ليل الأربعاء.

وعلى الفور، تراجعت أسهم شركات الأزياء من التداول بعد ساعات العمل، حيث انخفضت أسهم "لولوليمون" بأكثر من 10%، وأسهم "نايكي" و"رالف لورين" بنسبة 7%، وأسهم "تابستري" و"كابري" و"بي في إتش" بنحو 5%. وتجاوزت هذه الانخفاضات الهبوط الذي بلغ تقريبًا 4% في عقود مؤشر S&P 500 المستقبلية.

لولوليمون هي شركة أخرى تأثرت بإعلان ترامب، حيث انخفضت أسهمها بنسبة فاقت الـ10%.Credit: Yuki Iwamura/Bloomberg/Getty Images

الرسوم الجمركية الجديدة، التي تأتي بعد الرسوم السابقة التي فرضها ترامب على السلع الآتية من الصين والمكسيك وكندا، يُتوقّع أن ترفع التكاليف، وتُسبب فوضى للعديد من شركات الأزياء. فالولايات المتحدة هي من أكبر مستهلكي الملابس والأحذية في العالم، ما يجعلها سوقًا حيويًا للشركات الأمريكية والدولية على حد سواء. تقريبًا كلّ من عناصر الأزياء المباعة في البلاد سيتعرض لرسوم إضافية، حيث تستورد الولايات المتحدة أكثر من 98% من ملابسها وحوالي 99% من أحذيتها.

في إعلانه، عرض ترامب رسمًا بيانيًا كبيرًا يُظهر الدول التي ستستهدفها إدارته مباشرةً بمعدلات رسوم جمركية مختلفة، قال إنها تمثل نصف الحواجز الجمركية وغير الجمركية التي تطبّقها على الولايات المتحدة. وأتت معدّلات الزيادة الجمركية أعلى ممّا كان يتوقّعه العديد من المحلّلين.

أما الرئيس الأمريكي فأشار في خطابه إلى "أنّنا سوف نفتح الأسواق الأجنبية ونكسر الحواجز التجارية الأجنبية، وفي نهاية المطاف، سيعني ذلك مزيدًا من الإنتاج المحلي، ومنافسة أقوى، وأسعارًا أدنى للمستهلكين"، مضيفًا: "ستكون هذه، في الواقع، العصور الذهبية لأمريكا، إنه عائد. سنعود بقوة كبيرة".

مقالات مشابهة

  • العاملين بالبترول: زيارة ماكرون تؤكد أهمية مصر كحليف قوي لأوروبا
  • المصلحة الوطنية لنهر الليطاني ونقابة مزارعي الجنوب: تعاونٌ استباقي لمواجهة التحديات المناخية وتعزيز كفاءة الري
  • الجامعة البريطانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يطلقان أكبر ماراثون من أجل التعليم المتميز الجمعة المقبل
  • ما هي خيارات الأردن لمواجهة تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة؟
  • سفير مصر بالسنغال يؤكد أهمية دور الجامعات في بناء مستقبل أفضل للشباب
  • صحة الوادي الجديد: إجراءات عاجلة لمواجهة التغيرات الجوية المتوقعة
  • مصر تترأس برلمان الاتحاد من أجل المتوسط.. ما هي أهمية هذه الخطوة؟
  • ما هي تداعيات رسوم ترامب الجمركية على قطاع الموضة؟
  • سلامة : أهمية التعاون والتآزر في مواجهة التحديات
  • الكيحل يؤكد في منتدى غرناطة على أهمية التعاون البرلماني لمواجهة تحديات البحر الأبيض المتوسط