سيف القذافي يهاجم حفتر والحكومات بسبب الفيضانات..هل يستغل الكارثة؟
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
أثار الهجوم الشرس الذي شنه سيف الإسلام نجل العقيد الراحل معمر القذافي على الثورة الليبية وحكوماتها بسبب كارثة السيول الأخيرة بعض الأسئلة عن استغلاله الأمر من أجل استعطاف الشارع الليبي معه ومع نظام والده السابق.
وقال سيف القذافي، في أول ظهور له منذ فترة عبر بيان إن "انهيار سدي مدينة "درنة" الذي تسبب في قتل آلاف الأشخاص وتدمير المدينة، سببه عدم وجود دولة في ليبيا والفوضى التي تعم البلاد منذ عام 2011 في إشارة لتاريخ الثورة على نظام والده".
وهاجم الحكومات المتعاقبة منذ الإطاحة بالقذافي واصفا ما يحدث بأنه "صراع عبثي طفولي بين حكومات متناثرة هنا وهناك، حكومات وهمية صورية، لا هم لها إلا الكسب الحرام والدليل اختفاء الميزانيات التي خصصت لسدّ درنة وعموم السدود في البلاد بعد عام 2011"، وفق كلامه.
الهجوم على حفتر
كما هاجم سيف القذافي لأول مرة القوات التابعة للواء خليفة حفتر مؤكدا أن "قراراتها بحظر التجول ضاعف من حجم كارثة درنة كونها طلبت من السكان عدم مغادرة بيوتهم، وعدم اتخاذ الإجراء الصحيح من إنذار وإخلاء للسكان، مشيرا إلى أن درنة كغيرها من المدن لن يعاد إعمارها وستسرق ميزانيتها"، كما جاء في البيان.
ولم يصدر أي تعليق رسمي حتى الآن سواء من حكومة الدبيبة أو حماد، وكذلك قوات حفتر بخصوص للرد على هذه الاتهامات.
تأثير سلبي على شعبيته
من جانبه، قال عضو مجلس النواب الليبي، صالح فحيمة إن "بيان سيف القذافي يؤكد أن الرجل يعاني من أزمة وجود مستشارين تبدو واضحة في أغلب ما صدر عنه مؤخرا ومنها البيان الخاص بكارثة درنة، وكان يجب أن يضعه مستشاروه في الصورة الحقيقية للمشهد في ليبيا ويتركوا له حرية التعبير".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "سيف لم يترك في بيانه طيفا سياسيا واحدا في البلاد إلا وكال له الاتهامات وألبسه جزءا من المسؤولية عما حدث حتى مدينة درنة المنكوبة نفسها وأهلها طالهم نصيب من تقريعه عندما وصفها بأنها مدينة المتناقضات وخرج منها أشد التنظيمات ظلامية، ما يؤكد أن الأمر توظيف سياسي للأزمة"، وفق قوله.
وأضاف: "سيكون للبيان تأثير سلبي على شعبية سيف القذافي خصوصا في مسيرته نحو حكم ليبيا إذا ما قرر خوض الانتخابات الرئاسية القادمة، لذا يجب التعاطي بحذر مع مثل هذه الأمور وعدم الجموح بالرغبة في تطويع كل الأحداث للاستفادة منها سياسيا، خاصة أوجاع الناس وآلامهم"، وفق رأيه.
حكومات فاسدة
من جهته رأى وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر أن "سيف القذافي كأي مستبد لايسمع ولايستقبل ولا يستوعب الدمار الذي خلفه هو ووالده عندما تركوا وطنا مدمرا ماديا ومعنويا واجتماعيا واقتصاديا فلا تعليم ولاصحة ولا خدمات، هو ووالده تركوا نظاما لايعمل وفسادا غير مسبوق".
وأشار في تصريحه لـ"عربي21" إلى أن "كل ما يمارس الآن مورس في عهد القذافي ولم يخترعه أحد، لكن سيف فاقد للوعي ومعزول عن الواقع ونهم للسلطة فهو يستغل الحدث ويحاول إيجاد مكان له دون حياء، ولم يعودنا نظام والده على إنجاز أي مشروع والدليل عشرات الآلاف من المشروعات المعطلة قبل الثورة"، وفق حديثه.
واستدرك الوزير قائلا: "لكن رغم ذلك فقد أعطى المستبدون بعد الثورة أمثال سيف الفرصة له كونهم استمروا على نفس نظام القذافي ولم يغيروا وكيف لهم أن يفعلوا ما لم يعرفوه لقد أعادوا ما عرفوه وها هم يحصلون على نفس النتائج"، كما قال.
اصطياد وتشفي
من جانبه قال الصحفي من الشرق الليبي، محمد الصريط، إن خروج سيف أمر متوقع كونه يدرك أهمية المدينة التي كانت لها بصمة في الاستيلاء على السلاح خلال أحداث الثورة عام 2011 وساهم ذلك بعسكرة الثورة ضد نظام والده، أما مسألة صيانة السدود فهي غير منطقية ومحاولة لتبرأة نظام والده من الأزمة.
ورأى أن استخدام سيف لقرار حظر التجول هو "حق أريد به باطل كون مسألة إبقاء الناس في بيوتهم كان قرار خاطئا"، لكن كل التوقعات بحسب الصريط كانت تؤكد أن الإعصار يتجه نحو بنغازي وليس الجبل الأخضر ودرنة، "لذا يحاول سيف الاصطياد في الماء العكر لأنه يدرك أن القوى المسيطرة لن تستطيع الدفاع كونها بالفعل أخطأت ولكن الخطأ هنا لا يضخم كوننا نتحدث عن فرضيات وتوقعات"، بحسب تصريحه لـ"عربي21".
اعتقالات وتنكيل
وأكد الإعلامي الليبي، عاطف الأطرش أن بيان سيف "جاء فقط للتوظيف السياسي للكارثة وهذا ليس مستغربا من وريث نظام تفنن في استخدام هذه الأساليب".
أما بخصوص اتهامه لقوات الجيش في تفام الأزمة فهذا الأمر يأتي ضمن سياق التوظيف السياسي لنفس الحدث، بحسب الأطرش.
وأشار في تصريحاته لـ"عربي21" إلى أن "سيف ومناصروه لن يجنوا شيئا من هذه التصريحات التي تأتي دائما متأخرة وبشكل غير متسق مع الأحداث، لذا أعتقد أن هناك أيام صعبة تنتظر أنصار القذافي تضاف لما مروا به حينما حاولوا الاحتفال بذكرى انقلاب سبتمبر وتم اعتقال العديد منهم والتنكيل بهم ولا غرابة أن يتكرر الأمر معهم مرة أخرى"، بحسب تقديراته.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سيف القذافي حفتر كارثة درنة الدبيبة ضحايا حفتر سيف القذافي الدبيبة كارثة درنة سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سیف القذافی
إقرأ أيضاً:
قصة شاب يعفو عن قاتل والده بعد 18 عامًا من الانتظار في السجن.. فيديو
الرياض
تحدث شاب يدعى يزيد محمد الشمري من منطقة حائل عن قصة مؤثرة، تتعلق بعفوه عن قاتل والده، الذي قضى 18 عامًا في السجن بانتظار بلوغ الوريث الشرعي سن الرشد، حتى يتمكن قانونًا من اتخاذ قراره في القضية.
وأوضح الشمري دوافع العفو ، معتبرًا أن التسامح فخرًا وأجرًا عظيمًا، قائلاً خلال مقابلة عبر قناة العربية:” نبي الأجر من عند الله، والأجر لي ولوالدتي وجدي وجدتي وفقيدنا الوالد. التسامح شيء عظيم وأجره كبير، وأحسه فخر.”
وأكد الشمري أن العفو ليس فقط موقفًا إنسانيًا، بل أيضًا قرار نابع من الإيمان والثواب الأخروي.
وفي السياق، تحدّث خشان مطر الشمري، جد يزيد لأمه، موضحًا أن الحادثة وقعت عندما كان يزيد يبلغ من العمر عامًا وثلاثة أشهر فقط، وأنه منذ تلك اللحظة تولى تربيته ورعايته حتى كبر.
وأشار إلى أن لجنة من الإمارة قد زارت العائلة للنظر في القضية وتم التشاور قبل اتخاذ القرار، وقال:” طلبنا مهلة للتشاور مع الورثة، خاصة الأم والجدة، وبعد نقاش طويل قررنا التنازل. ”
وأضاف؛” ذهبنا جميعًا إلى المحكمة وتم التنازل رسميًا، وكنت مستشارًا لهم في هذه الخطوة.’
والجدير بالذكر أن قصة يزيد وعائلته باتت حديث المجتمع، لما فيها من رسالة قوية عن العفو والتسامح والتغلب على الحزن والكراهية.
https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/04/S8wp8RRlOAd-yUph.mp4